منذ اندلاع ثورات الربيع العربي ادرك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ان اليمن اصبح في هدف لتلك القوى ... التي من خلال شباب عربي مغرر به ومن خلال اعلام مظلل ومن خلال مساندة وأستغلال الاخوان المسلمين ان يدمروا بلدان مثل ليبيا وتونس وصولا الى مصر ... حاول الرئيس السابق علي عبد الله صالح ان يتفادى تلك الموجات العنيفة التي اجتاحت تونس وليبيا ومرت بمصر ووصلت الى اليمن سريعا , من خلال دعوته للقوى السياسية الى الحوار ومن ثم الى المشاركة في السطلة , وتوجه الى الشباب في الساحات الذين نزلوا كتقليد لما يشاهدوه يحدث في تونس ومصر على شاشة قناة الجزيرة القطرية وغيرها من القنوات التي تبنت المشروع الاعلامي لعرابي الربيع العربي , سألهم عن مطالبهم حذرهم مما يدور ولكن حركة الاخوان المسلمين رفدت تلك الساحات بصبيانها ودراويشها تحت يافطة ثورة الشباب السلمية , طلب من علماء اليمن وعلى راسهم الشيخ عبد المجيد الزنداني ان يحكموا بكتاب الله بينه وبين خصومه في تجمع أحزاب اللقاء المشترك وعلى راسهم حزب التجمع اليمني للاصلاح الاخواني ... لبى كل مطالبهم حتى انه وعد بتنصيبهم وزراء ... ولكن الزنداني انقلب مع المنقلبين ولم يردعه كتاب الله الذي مد اليه .. وذهب الى ساحة الجامعة ووزع وثائق برائات اختراعه للشباب المغرر بهم الى اليوم ... واعترف ان حركة الاخوان المسلمين من 50 عام وهي تحاول الانقلاب على النظام والوصول الى الحكم ولكنها لم تفلح ... وزاد الأمر صعوبة على الرئيس علي عبدالله صالح عندما تقافز الى سفينة الثورة الشبابية الانقلابيين العسكريين وعلى رئسهم قائد اكبر فرقة مدرعة في جيشه وكل الضباط الذي تحت أمرته , وفي مسرحية مظلله من قبل قناة الجزيرة القطرية استمرت اكثر من ثلاثين ساعة وهي تبث اسماء قيادات عسكرية وسياسية انشقة عن نظام صالح وانظمة الى الساحات , ولم ياتي يوم جديد حتى أكدت تلك القيادات في حزب المؤتمر وفي الجيش اليمني نفيها لتلك الاكاذيب , ولكن بعض الفاسدين والمرتزقة والمصلحيين والمتسترين تحت عبائة حزب المؤتمر الشعبي العام خطو خطوة الى الامام لظنهم بان نظام صالح انهار ... لم يتمالك الاخوان المسلمين في حزب الاصلاح وبعض المشائخ من بيت ال الاحمر نفسهم وقاموا بقتل العديد من شباب الساحة لكي يسقط صالح ونظامه ولكنه صمد وزاد غضبهم ولم يردعهم لا بيت الله ولا جمعة رجب التي دخل الاسلام فيها اليمن فقاموا بتفخيخ بيت الله وتفجيره بمن فيه وكان المصلين الرئيس السابق واركان حكمه وهم بين راكع وساجد , ارادوا له الموت واراد الله له الحياة ... وبعد ان نجي صالح من تلك الجريمة البشعة علم انه قوى الربيع العربي التي تدار من واشنطن وتل أبين وقطر ... علم صالح ان قوى الشر التي وبدون وازع من ظمير ودين واخلاق والتي انسبه مؤخرا نائبة ووزير دفاعة السابق الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الى صالح ونظامه .. وبعد اكثر من سته اشهر وهو يتلقى العلاج في المملكة العربية السعودية ونائبة الرئيس هادي يقود البلاد ويتصدى لشباب الساحات بكل حزم وقوة وقد حصلت كثير من المجازر وهو القائد الفعلي مثل كنتاكني وغيرها ..., خلال تلك الشهور تسامى الرئيس علي عبد الله صالح على جروحه وآلامه واستل قلمه واعد بنود تخرج اليمن الى بر الامن ولا تدعه فريسة بيد حركة الاخوان المسلمين باليمن المتمثله في حزب التجمع اليمني للاصلاح الذي يتركب من خليط غير متجانس من مشائخ الدين والقبيلة وجناح من حركة الاخوان المسلمين المرتبطه باخوان مصر مباشرة استطاعوا ان يسيطروا على الحزب بعد وفاة الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر بسب ضعف وتشرذم اولاده من بعده خلف المال والنهب والعماله ...
استعان الرئيس علي عبد الله صالح في صياغة بنود الحل للازمة السياسية الطاحنة في اكبر المراجع القانونية المتثلة بالدكتور مفيد شهاب تلك الأزمة التي بدأت بوادرها في العام 2007 عندما طلب قادة حزب التجمع اليمني للاصلاح الاخواني من الرئيس علي عبدالله صالح ان يمدد للبرلمان (الحالي) عامان لكي ينشطوا قواعدهم ويستعدوا للانتخابات الرئاسية التي كان الرئيس علي عبد الله صالح فيما بعد مرشحهم الرئاسي الذي قال عنه امين الحزب محمد اليدومي انه خير من يرشحوا للرئاسه !!
وفي ما بعد بتنى بنود الحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ودول الخليج ما عدا قطر التي اخرجها الرئيس علي عبد الله صالح من المبادرة الى اليوم , وكانت ترتكز تلك المبادرة على انها تعمل على ايجاد حل للازمة السياسية بين حزب المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه ولم تعترف تلك المبادرة الخليجة التي زاد عليها القادة الخليجييين ما رأوه ييسر التوصل الى حل ... وقبل الرئيس السابق بكل ما بها واكدت على ذلك الامم المتحدة من خلال اصدار قرارين يحملنا في مضمونهم ان ما يحصل باليمن ازمة لا ثورة , وبادر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ارسال مبعوث خاص له الى اليمن وهو المغربي الاصل جمال بنعمر .
وقد حضر كل اطراف الازمة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك (التجمع اليمني للاصلاح - الحزب الاشتراكي اليمني - حزب الحق - الحزب الناصري ..) الى العاصمة السعودية الرياض وتم التوقيع على قبول المبادرة بعد ان الحق بها وبناء على طلب الرئيس علي عبد الله صالح (آليه تنفيذية مزمنه تبدأ بحوار شامل مرورا بصياغة دستور جديد وانتهائا بانتخابات رئاسية وبرلمانية تنتهي في 21 فبراير 2014 وتسليم للسلطة للرئيس المنتخب في 21/4/2014 .. وقد عينة دول الخليج الخمس ( السعودية والكويت والامارات وعمان والبحرين ) الامين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد عبد اللطيف الزياني كمبعوث الى جانب بنعمر لتطبيق المبادرة الخليجية .
واشترط الرئيس علي عبد الله صالح ان لايسلم السلطة الا الى رئيس منتخب والى يد آمنه واختار نائبه عبدربه منصور هادي الذي استلم السلطة من سلفه ورئيسه بعد انتخابات اقتصرة عليه كمرشح وحيد في تلك الانتخابات !!
تسلم النائب السابق للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي السلطه بعد انتخابات صوريه الهدف منها الحفاظ على استمرار النهج الديمقراطي , بدأ الحوار وسمي سبعة فرق للحوار منا ( الجيش والامن - بناء الدولة - القضية الجنوبية - قضية صعدة - الحكم الرشيد - الخ )ومن اول يوم للحوار وهو يتجه الى طرق ملتويه ومن خلال تهديدات رئاسية وامميه عن طريق السيد جمال بنعمر
بدأت الأزمة بالحوار من اول لحظاته عندما أصر بنعمر على ان القضية الجنوبية هي مفتاح كل الحلول .. ومن هنا تحول الحوار من حل الازمة بين اطرافها المعروفه الى استهداف الوحدة اليمينة .. وترضيات للاخوان المسلمين الذين سحبوا رجل الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي الى ملعبهم واصبح (درعهم الواقي) واصبح جمال بنعمر (سيفه المسلول) الذي استهدف المؤتمر الشعبي العام عن طريق الاقصائات من الوظائف والمناصب وتحمل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه الامر على مضض وزاد هادي من اضطهاد حزبه الذي لازال امينة العام , ومن ثم تحول خصم للرئيس السابق الذي اصر على ان يسلمه اليمن وزاد هادي من استعداء حزب من خلال تجميد امواله التي تبرعت بها دول خليجية وتقدر بـ 600 مليون دولار ووصل خصام الرئيس عبدربه منصور هادي للرئيس السابق علي عبد الله صالح الى اعلى مراتب النكران والجحود ... الى درجت انه قاطعه حتى بالاتصال بالهاتف سواء بالمناسبات الدينية والوطنية وعند خروجه من المشافي
ومع مرور الوقت اخذ الرئيس هادي يكيل التهم للنظام السابق الذي كان ثاني رجل فيه من خلال نقله لكلام الاخوان المسلمين وأولادهم في الساحات , واستغل تلك اللهجه المبعوث الاممي جمال بنعمر الذي تحول هو الاخر الى ( مندوب سامي على اليمن ) وأصبح طرف جديد بالأزمة لا الحل من خلال تمسكه المستميت بحل الوحدة اليمنية بأي طريقة وكان اخرها ( وثيقة بنعمر ) التي استنسخها من وثيقة انفصال (كردستان العراق التي كان بنعمر مبعوث فيها ) والتي كان تقول لابد من تقسيم اليمن الى اقليمين شمالي وجنوبي ويجب الغاء العلم واسم الدولة وتقسيم الشعب ومصطلحات معربة غير مفهومه ... وأصر المؤتمر الشعبي العام وحلفائه على عدم التوقيع عليها , وبتهديد ووعيد من الرئيس هادي الذي تحول الى بوق اخواني بأمتياز ومن خلال تهديد أستعانة الرئيس عبدربه منصور هادي بمجلس الأمن على شعبه وقواه السياسية , خاصبة بعد ان سارع حزب الاخوان المسلمين بالتوقيع على وثيقة بنعمر وتبعه عبر صفقة مالية تقدر بـ 200 مليون الحزب الاشتراكي اليمني , وبعد تهديد ووعيد من الرئيس عبدربه منصور هادي طلب الرئيس صالح وحزبه وحلفائه بتغييرات واستعانوا مرة اخرى بـ الدكتور مفيد شهاب الذي اكد ان وثيقة بنعمر سوف تقسم اليمن الى دويلات ووضع حلوله عليها وعرضت على الرئيس هادي ووافق على التعديلات من خلال بيان رئاسي من اربعه بنود اهمها الحفاظ على الوحدة اليمنية واسم الدوله وعلمها وانشاء سته اقاليم اثنان بالجنوب واربعه بالشمال ... وفي مفاوضات خارج مؤتمر الحوار الوطني بين حزب المؤتمر وحلفائه وحزب التجمع اليمني للاصلاح الاخواني توافق الطرفان على ان يبقى البرلما والمجالس المحلية ومجلس الشورى كما هو- لكون حزب المؤتمر الشعبي العام يحضى بأغلية مطلقه بتلك المجالس -ويتم التوقيع على تعديلات المؤتمر على وثيقة بنعمر عمر (السابقة ) التي افرغت من محتواها الانفصالي والتشطير .... مقابل الابقاء على رئيس الوزراء محمد سالم با سندوه في منصبه والتمديد للرئيس عبدربه منصور هادي التي يفترض ان تنتهي مدة رئاسته في 21/2/2014 من تسعة اشهر الى سنه بحد أقصى , مع تغيير اكثر من وزير لتهدأت الشارع اليمني الساخط على الفلتان الامني وانعدام الخدمات و انتشار موجة من الاغتلات طالت الجيش والامن اليمني ....
انتهى مؤتمر الحوار الوطني وتليت وثيقة النهائية بتوقيع كل الاطراف مع عدى مكون انصار الله الحوثيين ... واعد ليوم 25/2/2014 ان يكون يوم الاحتفال بأنتهاء الحوار اليمني وحضرت وفود دون المستوى المأمول ولم يتكرم الرئيس عبدربه منصور هادي ويكلف على نفسه ويرسل دعوات لـ الرئيس السابق علي عبد الله صالح والشيخ حميد الأحمر وأخونه .. ومما زاد من الغضب الشعبي ان الرئيس عبدربه منصور هادي في آخر خطاب له تحول الى ثائر من ثوار الساحات وصب جام غضبه على الحكم الاسري السابق الفاسد وشاركة بذلك الامر المندوب السامي على اليمن جمال بنعمر ,, وكان الفرحة المصطنعة على ملامح من حضر تأكد ان الحوار ظل طريقة واستهدف الوحدة ونسي الشباب المغرر بهم في الساحات بين مقهور ومقبور وجريح ... ولم يعد المواطن اليمني يعلم هل ما حصل ثورة ام أزمة سياسية لم تحل حتى الان .. فهل ما حدث حوار ؟ أم انتقام من نظام صالح ؟ أم انتقام من الوحدة اليمنية ؟