|
استعان الرئيس علي عبد الله صالح في صياغة بنود الحل للازمة السياسية الطاحنة في اكبر المراجع القانونية المتثلة بالدكتور مفيد شهاب تلك الأزمة التي بدأت بوادرها في العام 2007 عندما طلب قادة حزب التجمع اليمني للاصلاح الاخواني من الرئيس علي عبدالله صالح ان يمدد للبرلمان (الحالي) عامان لكي ينشطوا قواعدهم ويستعدوا للانتخابات الرئاسية التي كان الرئيس علي عبد الله صالح فيما بعد مرشحهم الرئاسي الذي قال عنه امين الحزب محمد اليدومي انه خير من يرشحوا للرئاسه !!
وفي ما بعد بتنى بنود الحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ودول الخليج ما عدا قطر التي اخرجها الرئيس علي عبد الله صالح من المبادرة الى اليوم , وكانت ترتكز تلك المبادرة على انها تعمل على ايجاد حل للازمة السياسية بين حزب المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه ولم تعترف تلك المبادرة الخليجة التي زاد عليها القادة الخليجييين ما رأوه ييسر التوصل الى حل ... وقبل الرئيس السابق بكل ما بها واكدت على ذلك الامم المتحدة من خلال اصدار قرارين يحملنا في مضمونهم ان ما يحصل باليمن ازمة لا ثورة , وبادر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ارسال مبعوث خاص له الى اليمن وهو المغربي الاصل جمال بنعمر .
وقد حضر كل اطراف الازمة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك (التجمع اليمني للاصلاح - الحزب الاشتراكي اليمني - حزب الحق - الحزب الناصري ..) الى العاصمة السعودية الرياض وتم التوقيع على قبول المبادرة بعد ان الحق بها وبناء على طلب الرئيس علي عبد الله صالح (آليه تنفيذية مزمنه تبدأ بحوار شامل مرورا بصياغة دستور جديد وانتهائا بانتخابات رئاسية وبرلمانية تنتهي في 21 فبراير 2014 وتسليم للسلطة للرئيس المنتخب في 21/4/2014 .. وقد عينة دول الخليج الخمس ( السعودية والكويت والامارات وعمان والبحرين ) الامين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد عبد اللطيف الزياني كمبعوث الى جانب بنعمر لتطبيق المبادرة الخليجية .
واشترط الرئيس علي عبد الله صالح ان لايسلم السلطة الا الى رئيس منتخب والى يد آمنه واختار نائبه عبدربه منصور هادي الذي استلم السلطة من سلفه ورئيسه بعد انتخابات اقتصرة عليه كمرشح وحيد في تلك الانتخابات !!
تسلم النائب السابق للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي السلطه بعد انتخابات صوريه الهدف منها الحفاظ على استمرار النهج الديمقراطي , بدأ الحوار وسمي سبعة فرق للحوار منا ( الجيش والامن - بناء الدولة - القضية الجنوبية - قضية صعدة - الحكم الرشيد - الخ )ومن اول يوم للحوار وهو يتجه الى طرق ملتويه ومن خلال تهديدات رئاسية وامميه عن طريق السيد جمال بنعمر
بدأت الأزمة بالحوار من اول لحظاته عندما أصر بنعمر على ان القضية الجنوبية هي مفتاح كل الحلول .. ومن هنا تحول الحوار من حل الازمة بين اطرافها المعروفه الى استهداف الوحدة اليمينة .. وترضيات للاخوان المسلمين الذين سحبوا رجل الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي الى ملعبهم واصبح (درعهم الواقي) واصبح جمال بنعمر (سيفه المسلول) الذي استهدف المؤتمر الشعبي العام عن طريق الاقصائات من الوظائف والمناصب وتحمل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه الامر على مضض وزاد هادي من اضطهاد حزبه الذي لازال امينة العام , ومن ثم تحول خصم للرئيس السابق الذي اصر على ان يسلمه اليمن وزاد هادي من استعداء حزب من خلال تجميد امواله التي تبرعت بها دول خليجية وتقدر بـ 600 مليون دولار ووصل خصام الرئيس عبدربه منصور هادي للرئيس السابق علي عبد الله صالح الى اعلى مراتب النكران والجحود ... الى درجت انه قاطعه حتى بالاتصال بالهاتف سواء بالمناسبات الدينية والوطنية وعند خروجه من المشافي
ومع مرور الوقت اخذ الرئيس هادي يكيل التهم للنظام السابق الذي كان ثاني رجل فيه من خلال نقله لكلام الاخوان المسلمين وأولادهم في الساحات , واستغل تلك اللهجه المبعوث الاممي جمال بنعمر الذي تحول هو الاخر الى ( مندوب سامي على اليمن ) وأصبح طرف جديد بالأزمة لا الحل من خلال تمسكه المستميت بحل الوحدة اليمنية بأي طريقة وكان اخرها ( وثيقة بنعمر ) التي استنسخها من وثيقة انفصال (كردستان العراق التي كان بنعمر مبعوث فيها ) والتي كان تقول لابد من تقسيم اليمن الى اقليمين شمالي وجنوبي ويجب الغاء العلم واسم الدولة وتقسيم الشعب ومصطلحات معربة غير مفهومه ... وأصر المؤتمر الشعبي العام وحلفائه على عدم التوقيع عليها , وبتهديد ووعيد من الرئيس هادي الذي تحول الى بوق اخواني بأمتياز ومن خلال تهديد أستعانة الرئيس عبدربه منصور هادي بمجلس الأمن على شعبه وقواه السياسية , خاصبة بعد ان سارع حزب الاخوان المسلمين بالتوقيع على وثيقة بنعمر وتبعه عبر صفقة مالية تقدر بـ 200 مليون الحزب الاشتراكي اليمني , وبعد تهديد ووعيد من الرئيس عبدربه منصور هادي طلب الرئيس صالح وحزبه وحلفائه بتغييرات واستعانوا مرة اخرى بـ الدكتور مفيد شهاب الذي اكد ان وثيقة بنعمر سوف تقسم اليمن الى دويلات ووضع حلوله عليها وعرضت على الرئيس هادي ووافق على التعديلات من خلال بيان رئاسي من اربعه بنود اهمها الحفاظ على الوحدة اليمنية واسم الدوله وعلمها وانشاء سته اقاليم اثنان بالجنوب واربعه بالشمال ... وفي مفاوضات خارج مؤتمر الحوار الوطني بين حزب المؤتمر وحلفائه وحزب التجمع اليمني للاصلاح الاخواني توافق الطرفان على ان يبقى البرلما والمجالس المحلية ومجلس الشورى كما هو- لكون حزب المؤتمر الشعبي العام يحضى بأغلية مطلقه بتلك المجالس -ويتم التوقيع على تعديلات المؤتمر على وثيقة بنعمر عمر (السابقة ) التي افرغت من محتواها الانفصالي والتشطير .... مقابل الابقاء على رئيس الوزراء محمد سالم با سندوه في منصبه والتمديد للرئيس عبدربه منصور هادي التي يفترض ان تنتهي مدة رئاسته في 21/2/2014 من تسعة اشهر الى سنه بحد أقصى , مع تغيير اكثر من وزير لتهدأت الشارع اليمني الساخط على الفلتان الامني وانعدام الخدمات و انتشار موجة من الاغتلات طالت الجيش والامن اليمني ....
انتهى مؤتمر الحوار الوطني وتليت وثيقة النهائية بتوقيع كل الاطراف مع عدى مكون انصار الله الحوثيين ... واعد ليوم 25/2/2014 ان يكون يوم الاحتفال بأنتهاء الحوار اليمني وحضرت وفود دون المستوى المأمول ولم يتكرم الرئيس عبدربه منصور هادي ويكلف على نفسه ويرسل دعوات لـ الرئيس السابق علي عبد الله صالح والشيخ حميد الأحمر وأخونه .. ومما زاد من الغضب الشعبي ان الرئيس عبدربه منصور هادي في آخر خطاب له تحول الى ثائر من ثوار الساحات وصب جام غضبه على الحكم الاسري السابق الفاسد وشاركة بذلك الامر المندوب السامي على اليمن جمال بنعمر ,, وكان الفرحة المصطنعة على ملامح من حضر تأكد ان الحوار ظل طريقة واستهدف الوحدة ونسي الشباب المغرر بهم في الساحات بين مقهور ومقبور وجريح ... ولم يعد المواطن اليمني يعلم هل ما حصل ثورة ام أزمة سياسية لم تحل حتى الان .. فهل ما حدث حوار ؟ أم انتقام من نظام صالح ؟ أم انتقام من الوحدة اليمنية ؟
في الأحد 26 يناير-كانون الثاني 2014 04:37:41 م