دمشق تطالب الجامعة العربية بالاعتذار وسليمان يحذر من الفتنة ولقاء مرتقب بين لافرورف وكيري

الجمعة 24 مايو 2013 الساعة 10 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1253
دعا الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، حزب الله ضمنيا إلى وقف تدخله في سوريا وقتاله في مدينة القصير، محذرا إياه من الوقوع في "الفتنة" سواء "في سوريا أو لبنان" وذلك في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى "المقاومة والتحرير" التي توافق تاريخ انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
ودعا سليمان، في كلمته التي ألقاها بوزارة الدفاع اللبنانية كافة الدول "الشقيقة والصديقة لاسيما تركيا" إلى المساهمة بالإفراج عن اللبنانيين المخطوفين منذ أشهر في سوريا، مضيفا أن لبنان "يمر بفترة صعبة جدا جراء ما يحيط به" واعتبر أن المعارك الدائرة في طرابلس هي "انعكاس لما يجري في سوريا."
وتابع سليمان قائلا: "إننا نجعل بإرادتنا لبنان ساحة أو نتقاتل في ساحة أخرى مثل القصير، وفي ساحة داخلية في طرابلس، هذا معيب ويدل أننا لم نعتبر من دروس الماضي، لذلك علينا ألا ندفع ثمن ديموقراطية الاخرين".
وحض سليمان على ضرورة "الالتزام بإعلان بعبدا الذي ينص على الابتعاد عن سياسة المحاور والحياد عما يحيط (بلبنان) من أحداث،" مضيفا أن التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله يقوم على الاستفادة من سلاحه ولكن في لبنان فقط مضيفا أن الأمر مرتبط "بالتصدي للاعتداءات الاسرائيلية على الارض اللبنانية، وعلى الارض اللبنانية فقط."
وختم الرئيس اللبناني قائلا: "معاني المقاومة أعلى واسمى من كل المعاني ومن ان تغرق في رمال الفتنة، إن في سوريا، أو في لبنان، أكان ذلك لدى شقيق أو صديق. الأمل لا يزال كبيرا بالمبادئ التي يعتنقها الجيش اللبناني ومعاني المقاومة السامية التي حاربت وحررت ليس من أجل قضية مذهبية بل من أجل قضية وطنية قومية بكامل أبعادها، خاصة واننا بتنا منذ خمس سنوات ندير شؤوننا بأنفسنا" بإشارة إلى انسحاب القوات السورية من لبنان.
يشار إلى أنه الموقف الأوضح للرئيس اللبناني ضد التورط العسكري لحزب الله في القتال الدائر بسوريا ومساهمته الكبيرة في معارك القصير قرب حمص، ويأتي بعد تقارير عن سقوط عشرات القتلى من الحزب في معارك المدينة، وسط اعتراضات واسعة من قوى سياسية لبنانية مناهضة للحزب.
- من جهتها كشفت وزارة الخارجية الروسية الجمعة (24 أيار/ مايو 2013) عن لقاء مرتقب يوم الاثنين القادم بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، وذلك لإجراء مزيد من المباحثات بشأن الأزمة السورية ولبحث فرص عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، وهو ما أكده أيضاً مصدر أمريكي رفيع المستوى لم يكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي الوقت الذي وافق فيه لافروف وكيري على إجراء مؤتمر دولي لإنعاش أفق حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا، تعرقلت عمليات الإعداد لهذا المؤتمر بسبب الاختلاف على المشاركين فيه، إذ تريد روسيا، وهي حليف قوي للرئيس بشار الأسد، أن تحضر إيران والسعودية المؤتمر الدولي حول سوريا.
في المقابل، طالب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتحديد موقفه من مشاركته في مؤتمر السلام الدولي، واصفاً التصريحات التي أطلقت حول مشاركة نظام الأسد في هذا المؤتمر بـ"الغامضة". وكان الناطق باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، قد ذكر في وقت سابق بأن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف أثناء زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو.

وقال لؤي صافي، المتحدث باسم الائتلاف، لوكالة فرانس برس: "نريد أن نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الأسد... نريد معرفة أن لديهم فعلاً النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديم
قراطية يشمل رحيل بشار الأسد". وتابع صافي: "سبق أن قال الروس إن الحكومة السورية لديها فريق للتفاوض، لكننا لا نعلم بأي شروط". كما تساءل حول مدى رغبة النظام في قبول فترة انتقالية من دون الأسد.
وفي هذا الإطار، طالب صافي موسكو بتقديم "ضمانات" حول رحيل الأسد، مضيفاً أن "القيادة الروسية دافعت عن الأسد وتريد بقاءه". بدوره، صرح خالد خوجه، العضو في الائتلاف المعارض، أنه بعرضها "مبدئياً" حضور مؤتمر جنيف، تلعب دمشق بوضوح "لعبة الكلمات" وتسعى لكسب الوقت، مؤكداً على ضرورة تقدم المعارضة المسلحة على أرض المعارك للتوصل إلى حل سياسي.
ويهدف مؤتمر "جنيف 2" المزمع عقده في العاشر من حزيران/ يونيو القادم إلى إنهاء نزاع دامٍ في سوريا دخل عامه الثالث وأودى بحياة أكثر من 94 ألف شخص.

الرئيس اللبناني يحذر "حزب الله" من الفتنة

وفي ذات السياق، حذر الرئيس اللبناني ميشال سليمان الجمعة حزب الله من السقوط في "الفتنة"، وذلك بسبب مشاركته في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية، لا سيما في مدينة القصير الاستراتيجية، بحسب ما جاء في كلمة ألقاها سليمان خلال زيارته لمقر وزارة الدفاع اللبنانية.
وقال الرئيس اللبناني في كلمته: "إن معاني المقاومة أعلى وأسمى من كل المعاني ومن أن تغرق في رمال الفتنة، سواء في سوريا أو في لبنان. وإن كان ذلك لدى شقيق أو صديق"، وذلك في إشارة إلى الترسانة الضخمة من الأسلحة التي يمتلكها الحزب، مشيراً أن الهدف منها "مقاومة" إسرائيل.
ويأتي موقف الرئيس اللبناني عشية الذكرى الثالثة عشر لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بعد احتلال استمر 18 عاماً.
وكان حزب الله، بعد أن أخفى مشاركته العسكرية في سوريا إلى جانب القوات النظامية، قد كشف بشكل علني في الأسابيع الأخيرة عن مشاركته في القتال في محيط مقام السيدة زينب وفي منطقة القصير، حيث حقق مع قوات الأسد تقدماً نحو المدينة التي تعتبر من أبرز معاقل مسلحي المعارضة في محافظة حمص وسط سوريا.
وأثار تدخل حزب الله في الصراع السوري انتقادات دولية واسعة، من بينها التحذيرات التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين الماضي، تمحورت حول "تنامي دور حزب الله" في سوريا. في المقابل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن نيته تبني طلب بريطاني لإدراج الجناح المسلح للحزب الشيعي على قائمة المنظمات الإرهابية.
إلى ذلك طالبت دمشق الجامعة العربية اليوم الجمعة بـ "الاعتذار" وإلغاء كل قراراتها المتعلقة بسوريا قبل النظر في أي دور يمكن أن تؤديه لحل النزاع في البلاد..
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي "إن محاولة بعض الأنظمة العربية للبحث عن دور لها في سوريا عبثية وغير ممكنة وعلى الجامعة العربية أن تلغي كل قراراتها بحق سوريا وتعتذر علانية من الشعب السوري وحكومته ثم ننظر بالأمر"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
ويأتي الموقف السوري غداة إعلان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا الاتفاق على عناصر لم تحددها، من شأنها المساهمة في إنجاح المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية المتوقع عقده في حزيران/يونيو المقبل بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة، وذلك بناء على مبادرة من موسكو وواشنطن.
غير أن مسؤولين شاركوا في اجتماع اللجنة في القاهرة أمس الخميس، أشاروا إلى أن الاقتراحات تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة وإرسال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى سوريا "لضمان الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية".
وسبق للجامعة العربية أن بادرت خلال القمة العربية التي عقدت في الدوحة في آذار/مارس الماضي، إلى منح مقعد دمشق إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، والذي شغر منذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.
وأعلنت دمشق في نيسان/أبريل أنها ستتعامل مع الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بصفته مبعوثا للأمم المتحدة فقط، معتبرة أن الجامعة العربية "طرف في التآمر" على سوريا.
واعتبر الزعبي أن الجامعة في ظل غياب بلاده عنها "مؤسسة خائبة تحتاج الى إعادة النظر بأساسها السياسي والقانوني والميثاقي".
وأعرب الوزير السوري عن عدم ثقة بلاده "نهائيا" ببعض أعضاء الجامعة، مشيرا إلى أنه "لا دور لهم الآن أو مستقبلا" للمشاركة في إيجاد حل للنزاع السوري.
ويتهم النظام السوري دولا غربية وعربية بينها السعودية وقطر، في توفير دعم مالي ولوجستي لمقاتلي المعارضة الذين تصنفهم دمشق "إرهابيين".

- (أ.ف.ب + د.ب.أ + انباء موسكو):

مواضيع مرتبطة
الإخوان المسلمون في مصر - واجهة ديمقراطية وهياكل مبنية على الولاء؟
حسن نصر الله يعد بتحقيق النصر : معارك عنيفة في بلدة القصير بسوريا والجيش يقتحم مطارها العسكري واشتباكات لبنان مستمرة ( فيديو وخارطة
مؤتمر الكهرباء الوطني واليد الحديدية
بلد غارق في الظلام.. بالأدلة القاطعة أزمة الكهرباء مفتعلة في اليمن
30 قتيلا في بلدة القصير وتقدم للقوات النظامية في حلب وهجوم يستهدف منطقة يسيطر عليها حزب الله بجنوب بيروت بعد خطاب نصر الله ( تقرير موسع )
( القوّة الناعمة ) .. تخنق مسلّحي القــصير
اسماعيل هنية يدعو مصر لالغاء اتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع اسرائيل(نص الاتفاقية)
الصراع السوري يمتد إلى لبنان والأسد يؤكد ثبات سوريا واسرائيل تقول انها ستدمر ترسانات اسلحته حال سقوطه ( تقرير موسع )
اسرائيل تستعد لمهاجمة سوريا وكيري يحذر الاسد والمعارضة تقول انها استولت على قاعدة عسكرية وقتلت 40 جنديا في ادلب ( تقرير )
وزارة النقل : ممارسات تعسفية .. تعيينات غير قانونية وفساد مالي وإداري ممنهج ( الحلقة الثالثة .. وثائق )
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية