الجحيم في اليمن مازال مندلعا : كابوس صراعات الشرق الأوسط يلوح في الأفق

شأنها شأن مناطق أخرى من العالم، واجهت منطقة الشرق الأوسط تحديات تصفية الاستعمار والحرب الباردة و الاستقرار و السلم، لكن الرهانات الخاصة بالمنطقة، تفسر وضعها المعقد في العلاقات الدولية والجيوستراتيجية الإقليمية على امتداد القرن العشرين، و في مقدمة هذه الرهانات، القضية الفلسطينية و رهان البترول والهويات.
منذ خمسينيات القرن الماضي، دخل الشرق الأوسط في الحرب الباردة، حيث تنافس القطبان على مناطق النفوذ، كان للمشاعر القومية والوطنية التي ألهبها تأسيس إسرائيل، ونكبة 1948 والعدوان الثلاثي على مصر بعد قرار تأميم الرئيس المصري الراحل "جمال عبد الناصر" لقناة السويس، دورا كبيرا في عدد من دول المنطقة، ولكن مع الربيع العربي منذ نحو أربع سنوات لم تتغير الأوضاع كثيرا، ولكن منطقة الشرق الأوسط تحولت إلى بؤرة صراعات وحروب بالوكالة.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية إنه في خضم محاولتها الوصول إلى اتفاق لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، تعمل واشنطن على تأجيج الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، موضحة أنه في اليمن، ما زال الجحيم مندلع هناك، مشيرة إلى أن اليمن بلد صغير، وفقير، ولكن 40% من سفن النفط العالمية تمر من مضيق باب المندب، وهو ممر بحري ضيق يقع في نهاية البحر الأحمر وأي أوامر بإغلاقه، سوف تؤدي إلى كارثة عالمية.
وترى الصحفة أن الأمر الأكثر أهمية، هو القتال بالوكالة، وهو ما يجري مثله في البحرين، ويمكن أن يمتد قريبا إلى السعودية ذاتها، مضيفة أنه في سوريا، ليس هناك نهاية تلوح في الأفق تشير إلى إمكانية وقف القتل الذي حصد أرواح حوالي ربع مليون شخص، حاليا، حتى الفلسطينيين في المخيمات هناك خصوصا في مخيم اليرموك دخلوا في دوامة الصراع، ومع انقسام المجموعات المقاتلة في المخيم، فإن المدنيين يقتلون بالمئات على يد داعش والجماعات الإرهابية الأخرى.
وتضيف "نيويورك بوست" أنه في العراق، تلعب القوات المناوئة لداعش لعبة الخلد، فقد حققوا مؤخرا تقدما كبيرا تجاه إعادة السيطرة على تكريت، وتشير التقارير الواردة هذا الأسبوع إلى مدينة الرمادي، التي تبعد 70 ميل عن بغداد، على وشك السقوط.
يرجح المحللون السياسيون انجرار لبنان والأردن إلى هذه الدوامة التي قد تتمخض عن خلافات كبيرة على المستوى الإقليمي.