لا يعذب بالنار إلا رب النار : علماء دين مسلمون يؤكدون أن حرق الكساسبة فعل غير إسلامي ومخالف لكل الأديان

الأربعاء 04 فبراير-شباط 2015 الساعة 06 مساءً / وفاق برس/متابعات:
عدد القراءات 11713
(منقول):- حديث "لا يعذب بالنار إلا رب النار" ما صحة هذا الحديث، وهل يصح استخدام لمبة صعق الناموس، وهل تدخل في الحديث؟
نص الجواب من المفتي : عبد الله بن جبرين:
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحديث رواه البخاري في كتاب الجهاد وكذا رواه أبو داود والترمذي والإمام أحمد وغيرهم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية، وقال لهم "إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار" ثم قال بعد ذلك "إني أمرتكما بإحراق فلان وفلان، والنار لا يعذب بها إلا رب النار، فإن وجدتموهما فاقتلوهما". ومع ذلك فقد روي عن بعض الصحابة أنهم أحرقوا من يعمل عمل قوم لوط، وعن علي رضي الله عنه أنه أحرق الغلاة الذي اتخذوه إلهاً من دون الله، فأما آلة صعق الناموسة فلا بأس باستعمالها، وذلك لأنه لا يوجد حيلة لابادته سوى هذه الآلة، وأيضا فليس أهلها هم الذي يقذفون الناموس فيها بل هو الذي يزج بنفسه فيها، كالفراش الذي يلقي نفسه في النار التي توقد في الصحراء .

- مخالف لكل الأديان "
وكالة الاناضول:- أدان علماء دين مسلمون أمس الثلاثاء إقدام تنظيم الدولة الإسلامية على قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، مشددين على أن "الإسلام بريء من تلك الأفعال الإجرامية".
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي إن "قيام داعش بحرق الكساسبة حيا والتمثيل بجثته هو عمل إجرامي جبان ارتكبوه بدم بارد", وأضاف "نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحرق بالنار، وهناك حديث نبوي يقول إن (النار لا يعذب بها إلا الله)".
واستنكر تمثيل التنظيم بجثة الكساسبة بعد قتله بسير جرافة على جثته ودفنها، معتبرا أن "هذا فعل مؤذ وخرج عن كل القيم والآداب والضوابط الإسلامية.. والأسير المسلم لا يجوز قتله أبدا باتفاق العلماء".
كما استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب "العمل الإرهابي" الذي أقدم عليه تنظيم "داعش الإرهابي الشيطاني" من حرق الطيار الكساسبة، ووصفه بـ"العمل الإرهابي الخسيس".
وقال الطيب في بيان إن "الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة"، مستشهدا بقول الله تعالى: "ولا تَقْتُلُوا النَّفس التي حَرّم اللّهُ إِلا بِالحق"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه".
بدوره دان وزير الأوقاف الأردني هايل داود قتل الكساسبة، وقال إن "الحرق لا يجوز في الإسلام", وأضاف أن "الحرق لا يجوز في الإسلام، ورب العالمين عاتب نبيا لأنه أحرق قرية من النمل، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف (لا يُعذب بالنار إلا رب النار)".
كما أدان الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بمصر محيي الدين عفيفي عملية القتل، وقال إن "ما فعله داعش من قتل الكساسبة حرقا هو مخالفة لله وأوامره، حيث إن الله كرم الإنسان حيًا وميتًا", وأضاف أن الله تعالى قال: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"، أي أن الله كرم الإنسان لمطلق إنسانيته وهذا التكريم للإنسان في حياته ومماته.
ورفض علماء أزهريون استناد تنظيم الدولة في حرقه للكساسبة إلى قول ابن تيمية "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجرا لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع"، مجمعين على أن "الحرق محرم في جميع الأديان حتى للحيوان".
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية (أعلى هيئة شرعية في الأزهر) محمد الشحات الجندي إن "هذا تأويل خاص بهم، وهو تأويل فاسد مخالف لشرع الله حيث إن داعش يحتكر تفسير النص تبريرا لأفعاله التي لا تمت للإسلام", وأضاف "وعلى فرض جدلي أنه قال هذا الكلام فقد قاله في حرب المسلمين مع غيرهم وحتى النص الذي استشهدوا به لا يفيد جواز الحرق ويخالف تكريم الله للإنسان".
كما قال العميد السابق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر عبد الله النجار إن "استناد داعش على قول ابن تيمية هو استناد باطل لأن هناك أقوالا وضعت في التراث تناسب أزمنة وضعها، والأحكام الفقهية التي أطلقها ابن تيمية وافقت الزمان الذي وضعت له، حيث وضع في حالة حرب بين المسلمين والتتار، واستخدام البعض لها يحدث هزة للمجتمعات الإسلامية".

- فعل غير إسلامي:
وكالات:- تجاوزت حالة الصدمة والرفض لجريمة الإعدام حرقًا، التي نفذها تنظيم داعش، الحدود الطائفية والوطنية. من الوضح، حتى اليوم، أن العالم الإسلامي بأكمله، تقريبًا، يقف موقفًا واحدًا برأيه ضد عملية قتل الطيار الأردني مُعاذ الكساسبة، المريعة، العملية التي تمت، وكأن، باسم الإسلام.
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على القره داغي: ‎"‎نهى الرسول عن الحرق بالنار، وهناك حديث نبوي يقول إن "النار لا يُعذّب بها إلا الله". وهناك إجماع على عدم جواز التعذيب بالنار للمسلم وغير المسلم".
أبدى علماء إسلام، من كافة أطياف العالم الإسلامي، رفضهم لجريمة حرق الكساسبة، بقولهم إن ذلك منافٍ لنهج الإسلام من عدة نواحٍ وأولها، الحديث التالي الذي يقول " إنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أنْ يُعَذِّبَ بالنَّارِ إلاَّ رَبُّ النَّارِ".
وعدا عن ذلك فإن القرآن الكريم ينص على أن: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء/ 70) ومن هنا ينبغي أن يكون جسد الإنسان مُقدسًا. هذا التعليم المُقدس تم خرقه من قبل أتباع الدولة الإسلامية. أوضح علماء الإسلام، على إثر جريمة القتل البشعة هذه بأن ‎الإسلام بريء من تلك الأفعال الإجرامية‎"‎، وبأن ‎"‎قيام داعش بحرق الكساسبة حيا والثمثيل بجثته هو عمل إجرامي جبان ارتكبوه بدم بارد‎"‎.
وأدان محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بمصر، قيام "داعش" بإحراق الكساسبة، متابعا أن "ما فعله داعش من قتل الكساسبة حرقا هو مخالفة لله وأوامره، حيث إن الله كرم الإنسان حيًا وميتًا‎".
كما استنكر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، العمل الإرهابي الذي أقدم عليه تنظيم "داعش الإرهابي الشيطاني" من حرق الطيار الكساسبة، ووصفه بـ"العمل الإرهابي الخسيس‎".
وقال الطيب إن "الإسلام حرم قتل النفس البشرية البرئية"، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ"، وقول النبي محمد (خاتم الأنبياء): "الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه‎".
ورفض علماء أزهريون استناد تنظيم داعش في حرقهم للكساسبة إلى قول الإمام ابن تيمية: "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع"، مجمعين على أن "الحرق محرم في جميع الأديان حتى للحيوان‎".

- لا يعذب بالنار إلا رب النار:
كما أبدى الشيخ سلمان العودة رفضه لقيام تنظيم "الدولة الإسلامية" الشهير ب "داعش" بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، مشيرا إلى أنه مهما تكن الأسباب فالتحريق جريمة نكراء.
ولفت إلى أن الشرع يرفض ما أقدم عليه التنظيم بحق الكساسبة، مستدلا بالحديث النبوي "لا يعذب بالنار إلا رب النار"، ومنوها إلى أنه أمر مرفوض سواء وقع بحق فرد أو جماعة.
وكتب العودة على حسابه الرسمي بموقع تويتر: "حرق الطيار الأردني .. التحريق جريمة نكراء يرفضها الشرع أيا تكن أسبابها، وهو مرفوض سواء وقع على فرد أو جماعة أو شعب، ولا يعذب بالنار إلا الله" .

- حكم حرق الناس !
كتبه محمد المدني :- قد رأيتُ من حرقوه بالنار حياً ، وهذا الفعل مهما روجه بعضُ الإخوة وتعلق من النصوص ما يظن أنها تساعده وتكون له دليلاً ، إلا أنه لا دليل لهذا الفعل لا من الكتاب ولا من السنة النبوية الصحيحة !.
وكل ما تمسك به أصحاب هذه الفكرة هو إما كلام مجمل يعارضه مفصل أولى منه وأظهر ، أو أقوالٍ لبعض العلماء وهي باتفاق أهل العلم ليست دليلاً ولا حجة أصلاً.
ولا يستباح الدماء والأعراض والأموال بأقوال العلماء واجتهاداتهم البين خطؤها المخالفة لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأنا حين أتكلم عن هذه المسألة فإنما أتكلم من ناحيتها الشرعية والفقهية ، أما عقوبة مثل هذا الرجل فلا أتكلم أبداً وما يستحق به من العقوبة والنكال !.
ومما يدل على حرمة الحرق بالنار ما أخرجه البخاري (3017و6922) عن عكرمة، قال: أتي علي رضي الله عنه، بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعذبوا بعذاب الله» ولقتلتهم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه».
فبعد أن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث الصحيح فلا يحتجُ بقول أحد مهما بلغ من العلم والمعرفة ، ولذا فما فعله علي - كرم الله وجهه- مخالف لما رواه هذا الصحابي عن المعصوم صلى الله عليه وسلم والحجة في الكتاب والسنة لا بأقوال الصحابة ، وأجمع أهل العلم أن كل قول مخالف للكتاب والسنة فإنه مطروح وغير معمول به أبداً .
فما فعله علي - كرم الله وجهه- كان باجتهاد محض منه وكل اجتهاد سواء من الصحابة أو العلماء بعد ظهور الحق وتبين الخطأ فلا يلتف إليه ، والذي يترجح عندي- والله أعلم- أن علياً لم يكن على معرفة بهذا الحديث وإلا لم يستحل مخالفة محبوبه صلى الله عليه وسلم .
ومما ينبغي أن يلتفت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علل عدم جوز هذا الفعل بأنه من خصائص الله تعالى فلا يعذب بالنار إلا رب النار وهذه العلة الذي ذُكرت في الحديث لا تجوز لأحد غير الله تعالى كما هو النصّ.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يحرفوا رجلين من القريش بالنار ثم بعد حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم "إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن أخذتموهما فاقتلوهما" وهذا حديث ثانٍ في هذه المسألة وهو نصح قاطع للنزاع فلا يجوز من ثبت عنده هذا الحديثُ أن يخالفه إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر .
وهذا الحديث الثاني هو ما أخرجه البخاري (2954و3016 )عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث وقال لنا: «إن لقيتم فلانا وفلانا - لرجلين من قريش سماهما - فحرقوهما بالنار» قال: ثم أتيناه نودعه حين أردنا الخروج، فقال: «إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن أخذتموهما فاقتلوهما».
واستدل بعض من يرى الحرق قول الله تعالى {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين] [النحل (126) ]. فهذه الآية الكريمة مع أنها مختلَفة في دلالتها وهل هي محكمة أو منسوخة ، فهي عامة وقد عارضها هذه الآحاديث الخاصة، والدليل الخاص مقدم على الدليل العام عند أكثر الأصوليين والفقهاء وهو المعتمد ،
وعلى فرض أن تكون الآية دليلاً لما فعلت "الدولة الإسلامية" فهو خطأ من حيث التقدير والواقع فهذا الطيار وإن أحرق - إن ثبت- لكن لم يحرق بهذا الكيفية البشعة المتداولة بين الناس، والمثلية لا تتحقق إلا في إلقاء البراميل المتفجرة وإرسال القنابل المحرقة من السماء عليه أو هدمه في البيت الذي هو فيه ، وهذا يكون المثل إن كنا على عدل وتطبيق للنصوص إن كانت ؛ وإلا فمسألة الحرق من أصلها لا أساس لها من الشرع الحنيف .
والله أعلم .

دائرة الافتاء العام في الاردن :
العرب اليوم:- فيما استنكرت ، الجريمة البشعة التي قامت بها زمرة مجرمة حاقدة بطريقة همجية يحرمها الإسلام وكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية بحق شهيد الوطن الطيار البطل معاذ الكساسبة والتي تدل على حقد دفين في صدور فئة ضالة عن دين الله شوهت صورة الإسلام وامتهنت القتل والإجرام مخالفين بذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المثُلة وعن التحريق بالنار.
وعبرت الدائرة في بيان لها اليوم الاربعاء عن اعتزازها وفخرها بابن وطننا الغالي معاذ الكساسبة الذي استشهد بكرامة وعزة دون تردد أو مساومة على دينه ومعتقده ووطنه كما هو شأن الأبطال العظام الذين تخرجوا من مدرسة الجيش العربي المصطفوي.
وتاليا نص بيان دائرة الافتاء العام :- الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: فيقول الله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً " سورة الأحزاب/23، ويقول تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران(169-171).
فإن دائرة الإفتاء العام إذ تنعى شهيد الوطن الطيار البطل معاذ الكساسبة الذي استبسل في سبيل الدفاع عن دينه ووطنه حتى ارتقى مع زمرة الشهداء الذين سبقوه من خيرة أبناء وطننا الغالي دفاعاً عن المقدسات الإسلامية والأرض العربية، وإنها تستنكر وتشجب الجريمة البشعة التي قامت بها زمرة مجرمة حاقدة بطريقة همجية يحرمها الإسلام وكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية والتي تدل على حقد دفين في صدور فئة ضالة عن دين الله شوهت صورة الإسلام، وامتهنت القتل والإجرام، مخالفين بذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المثُلة وعن التحريق بالنار، حيث قال (لا يعذب بالنار إلا رب النار) رواه أبو داود، كما نعبر عن اعتزازنا وفخرنا بابن وطننا الغالي معاذ الكساسبة الذي استشهد بكرامة وعزة دون تردد أو مساومة على دينه ومعتقده ووطنه كما هو شأن الأبطال العظام الذين تخرجوا من مدرسة الجيش العربي المصطفوي.
وتتقدم دائرة الإفتاء العام ببالغ التعازي والمواساة لذوي الشهيد البطل وأسرته سائلين الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يظلّ ابننا الشهيد نبراس عز وافتخار لعشيرته كما كان لدينه، ووطنه، وقائده، وجيشه، وسائر الأردنيين عبر تاريخهم الناصع المليء بقصص البطولات والتضحيات في سبيل الدفاع عن دينهم ومقدساتهم وأوطانهم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفئة الضالة: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة رواه البخاري، وقال النبي عليه الصلاة والسلام عمّن يستشهد على أيدي هذه الفئات الضالة: شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ رواه ابن ماجه.
وتؤكد دائرة الإفتاء العام على وجوب تلاحم أبناء مجتمعنا الأردني في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا الإسلامية والوقوف صفاً واحداً في وجه من يحاول تمزيق وحدتنا وإحداث البلابل ونشر الفتن في مجتمعنا، كما تدعو الدائرة إلى الالتفاف حول القيادة الهاشمية الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، الذي عمل بشكل دؤوب على الدفاع عن صورة الإسلام الناصعة في وجه من يحاول تشويهه أو المساس بأبنائه.
وفي هذا المرحلة الحساسة من تاريخ أمتنا الإسلامية وقد صالت عليها العاديات من المارقين الذين قال فيهم النبي عليه الصلاة السلام (دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها) متفق عليه، وفي ظل هذا التخبط والتناقض، والتباس الحق على البعض في زمن الفتن الذي حذّر منه النبي عليه الصلاة والسلام، فإن دائرة الإفتاء العام والمؤسسات الدينية ستبقى خط دفاع رئيس في وجه الأفكار المنحرفة الضالة والأفعال الشاذة من خلال بيان وتوضيح صورة الإسلام الحقيقي الذي جاء به نبي الرحمة والإنسانية الذي أخرج به الناس من الظلمات والجهل وسفك الدماء وقطع الأرحام، إلى النور والعلم والمودة والتراحم والتلاحم والتعاطف، كما ستظل هذه المؤسسات الرائدة تعمل على تعرية شبهات هذه الطغمة المجرمة التي أساءت للإسلام وشوهت صورته.
وإننا لنشد على أيدي جنودنا البواسل في مواجهة المجرمين والمارقين وأعداء الدين، ونعتز ونفتخر باستبسالهم في سبيل حماية الوطن والمواطنين الآمنين.
وندعو للشهيد البطل بالغفران والرحمة، ونسأل الله تعالى لأهله الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

- افعال لا تقرها الشريعة:
بوابة الشرق- أحمد عبدالسلام:- من جانبه ،أكد د. سلطان إبراهيم الهاشمي العميد المساعد لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر أن قيام تنظيم داعش بحرق الأسير الأردني معاذ الكساسبة والتمثيل بجثته هي أفعال لا تقرها شريعة أرحم الراحمين، فالنبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن التعذيب والقتل بالنار، وهناك حديث نبوي يقول "لا يعذب بالنار إلا رب النار".
وحول حكم قيام التنظيم بالتمثيل بالجثة ، بعد حرقها، بالسير عليها بجرافة، قال د.الهاشمي "لبوابة الشرق": النبي عنددما كان يرسل الجيوش ، كان يوصيهم قائلا " لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا" ، فالقتل ليس هدفا في الإسلام وإنما الهدف صد العدوان.
وأردف قائلا: هؤلاء أتقنوا وتفننوا في صناعة الموت ولكن لم يتقنوا صناعة الحياة وليس عندهم فقه الجهاد، يجهلون فقه الجهاد، وكيفية معاملة الأسرى وحكم التمثيل بالجثث، هؤلاء ظنوا ان الاسلام هو قتل وقطع رقاب فشوهوا صورة الإسلام في الشرق والغرب، وأعادوا الدعوة الإسلامية 100 سنة إلى الوراء بسبب جهلهم.
وبين د. الهاشمي أن هؤلاء خالفوا الأحاديث النبوية والشرع الحنيف بأفعالهم وأعطوا مسوغا لمن يتربص بالإسلام أن يتخذهم نموذجا للإسلام، ليشوه صورته، ولا سيما في أوربا التي يعيش بها الملايين من المسلمين.
وفي تعليقه على استشهاد التنظيم في الفيديو الذي تم بثه، بقول ابن تيمية "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع"، قال العميد المساعد لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر: قول ابن تيمية جاء في القرن السابع الهجري وفي حادثة معينة وفي واقعة معينة، اما لآن فالظروف اختلفت، واستشهادهم بهذا القول في غير محله، لأن ابن تيمية كان يتكلم عن إمام المسلمين في مواجهة جيش الكفار آنذاك، وداعش حتى لا تمثل المسلمين، فهم جماعة من الجماعات وليس لهم ولي امر، وحتى إن زعم أنها أسسوا خلافة ، فهي خلافة باطلة لأنه لم يبايعهم أهل ألحل والعقد.
وتابع: نحن ضحية لهذه الجماعات ، ولا سيما أن كثيرا منهم لم يتلقى العلم الشرعي من نبعه الصافي، ولم يدرسوا شريعة ، هي جماعات خرجت من رحم الجهل وعدم الفقه في شرع الله ، جماعات وجودها باطل، جروا بأفعالهم وجهلهم المنطقة لهذه الأحداث التي نشهدها، وهم سبب دخول الأجانب للمنطقة.
وأظهر تسجيل مصور منسوب لتنظيم "داعش" قتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة (27 عاما متزوج منذ 6 أشهر)، حرقاً.
ويسيطر "داعش" على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سوريا، تحت لواء "الخلافة"، فيما تخوض قوات كردية عراقية إلى جانب قوات من الأمن العراقي، مدعومين جوًا من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، عمليات عسكرية لوقف تقدم التنظيم.
وأعلن تنظيم داعش في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي أسر الكساسبة بعد إسقاط طائرته، قرب مدينة الرقة السورية، ونشر موالون للتنظيم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي.

  
مواضيع مرتبطة
أعضاء الإخوان المسلمين في قطر يرون أملا في العاهل السعودي الجديد
(فيديو)..أنباء عن مشاركة الملك: 30 طائرة أردنية تقصف (داعش) وبعد عودتها حلقت فوق مسقط رأس الكساسبة تحية لروحه ومواطن يقذف جثة الريشاوي بالحذاء
كيف رد على إعدام الريشاوي!: داعش يعاقب رجل دين اعترض على حرق (الكساسبة) ورجل اعمال يخصص مليون دولار لمن يأتي بالبغدادي وخلفان يقول ان قائد التحالف يعرف مقره
استشهاد مواطنين فلسطينّيين اثنين وإصابة 134واعتقال واحتجاز 729 على أيدي قوات الاحتلال في يناير
الدولة الإسلامية تتعرض لضغط في سوريا لكن انهيارها لا يزال بعيدا
(فيديو).. ردا على احراق الطيار الكساسبه : الأردن يعدم ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي (شنقاً)
بماذا علق الملك سلمان على مقتل الكساسبة: الاردن يقرر اعدام ساجدة الريشاوي والجيش يتوعد (داعش) والملك يقطع زيارته لأمريكا
(فيديو + صور) .. تنظيم داعش يتجرد عن كل القيم الدينة والانسانية ويعدم الطيار الاردني معاذ الكساسبة (حرقاً)
تطورات الساحة المصرية: انفجار وإطلاق نار على حدود غزة ومقتل شخص بالإسكندرية والعثور على قنبلتين بمطار القاهرة
خلال شهر ديسمبر : استشهاد مواطنين فلسطينّيين و إصابة 134 واعتقال 411 واحتجاز 318 على أيدي قوات الاحتلال
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية