علمت "السياسة" من مصادر جنوبية مطلعة أن يحيى غالب الشعيبي موفد الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض انسحب أمس من اجتماع جنوبي ¯ جنوبي في القاهرة إثر إصراره على تسمية البيض رئيسا شرعيا للجنوب وهو ما رفضته القيادات الجنوبية التي حضرت الاجتماع وفي مقدمها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس وزعيم حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" عبدالرحمن الجفري, وزعيم "الحراك الجنوبي" حسن باعوم.
من ناحية ثانية, اتخذ مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حاليا في صنعاء منحى لافتا أمس, عندما طالب القيادي الجنوبي البارز محمد علي أحمد بنقل اجتماعات فريق عمل القضية الجنوبية إلى خارج اليمن.
وقال المتحدث الرسمي باسم "الحراك الجنوبي" عضو مؤتمر الحوار أحمد القنع في تصريح ل¯"السياسة" إن المناضل محمد علي تقدم بمقترح إلى لجنة القضية الجنوبية يطالب فيه بنقل فريق القضية الجنوبية إلى دولة خارجية أو إلى جزيرة سقطرى اليمنية حتى يكون الحوار جديا وشفافا وبعيدا عن الضغوطات والإملاءات والإرهاب والتخويف ولغة السلاح.
وأوضح القنع الذي نقل من قاعة المؤتمر إلى المستشفى العسكري إثر إصابته بوعكة صحية أن "الإجماع الذي تم داخل فريق القضية الجنوبية هو أن يتم نقل اجتماعاته إلى خارج البلاد من دون تحديد أي بلد بعينه, مع وجود متحفظين على ذلك", مؤكداً أن الهدف من ذلك هو بيئة آمنة وليس الالتقاء بأحد في الخارج.
من جهته, قال القيادي الجنوبي عضو مؤتمر الحوار لطفي شطارة "طالبنا اليوم بالتحدث مع الرئيس عبدربه منصور هادي والأمم المتحدة بضرورة نقل فريق القضية الجنوبية إلى المحافظات الجنوبية والبقاء هناك لأسابيع لتقصي ما يجري في الجنوب والالتقاء بفئات المجتمع كافة وتسجيل آراء الناس وتحويل ذلك إلى وثيقة, ثم العودة إلى صنعاء ومن ثم انتقال الفريق بشخصيات تكون مسؤولة عن قرار سياسي إلى خارج اليمن, والالتقاء بشخصيات جنوبية موجودة في الخارج لمدة شهرين للخروج بحل سياسي وتحديد العلاقة بين الشمال والجنوب".
واتهم شطارة في تصريح ل¯"السياسة", وزير الداخلية اللواء عبدالقادر قحطان باعتقال ستة جنوبيين من طلاب كلية الشرطة.
وأوضح أن "هناك أربعين جنوبيا من طلاب الكلية غادروا صنعاء إلى عدن ولن يعودوا لمواصلة دراستهم حتى يتم الإفراج عن زملائهم الذين اعتقلهم وزير الداخلية شخصياً من دون أن يقدموا لمحاكمة عسكرية ومن دون أن يعلم أسرهم بأنهم معتقلون".
وأضاف "أبلغتني أحد المعتقلين أن اللواء قحطان يرفض بشكل قاطع الإفراج عنهم إلا بعد توجيه اتهام رسمي إليهم بالتحريض على الانفصال داخل الكلية ونحن نقول لوزير الداخلية إذا كانت هذه تهمة فمؤتمر الحوار كله يعتبر أيضا متهما بالانفصال", مطالباً بالإفراج عن الطلاب الستة.
ولفت إلى أن "فريق القضية الجنوبية يتحاور بمشاريع عدة من بينها مشروع انفصال جنوب اليمن عن شماله.
واتهم شطارة قوى متطرفة بالسعي لانفصال جنوب اليمن عن شماله, كما اتهم قوى في الشمال بأنها لا تريد لمؤتمر الحوار أن يخرج بحلول يرضى بها الشعب اليمني بل تريد الهيمنة على اليمن بشكل عام وتكون الوريث الشرعي لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأكد أن "هذه القوى تعتقد بأنها صاحبة الحق في أن تتولى مقاليد السلطة في اليمن, ولكن نقول لها هيهات لقد قام حراك في الجنوب وثورة في الشمال, وبالتالي فمستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب سيحددها هذا المؤتمر".
وأضاف أن "تلك القوى انسحبت من الحوار منذ بدايته ولا تريد حلا بل تريد أن تبقى هي صاحبة القرار واليد العليا, وقد تهربت بحجة أن لها ملاحظات على تنظيم الحوار والقضية ليست كذلك بل الهروب من أن يكون عليها التزامات سياسية واستحقاقات تاريخية تجاه الشعب اليمني".
