محللون أوروبيون: أمريكا اجتاحت العراق.. وإيران انتصرت

الثلاثاء 19 مارس - آذار 2013 الساعة 07 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1654
في الذكرى العاشرة لغزو العراق أجمع محللون في حوار طاولة مستديرة، أقيمت يوم الثلاثاء في وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي"، أن إيران كانت المستفيد الأكبر من النتائج الكارثية، التي خلفها الاجتياح الأمريكي لهذا البلد العربي.
واعتبر السفير ألكسندر أكسينينكو، نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس أن اجتياح العراق عام 2003 كان "المغامرة الأكبر في القرن الواحد والعشرين، بدليل ان الشرق الأوسط برمته يغلي إلى الآن إثر تداعيات هذا الاجتياح"
وفي إشارات إلى ما أفرزه الغزو الأمريكي للعراق لفت أكسينينكو، إلى ان هذا الاجتياح أعطى الدفع لموجة الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وقال:" الاجتياح أطلق الجِنَّ من المصباح، وأقصد هنا الاسلام السياسي بتياراته المتطرفة أو ما قد يسمى بـ"الجهادية"، ولا أقصد الإسلام التقليدي." وأضاف:" لكن الأهم من ذلك كلها هو ما تسبب به الاجتياح من إخلال في التوازن الطائفي الهش في العراق، والذي انتقلت عدواه ونتائجه على مدى السنوات العشر الماضي تدريجيا إلى سورية ولبنان وجنوب آسيا وباكستان وحتى إلى السودان" مشيرا إلى أن "الرابح الأكبر من هذا الاجتياح هو إيران، لأن هذا الإخلال الطائفي صب في مصلحة الشيعة الذين استلموا، للمرة الأولى منذ قيام الدولة الفاطمية، السلطة في بلد عربي، وهذا بالتالي صب في مصلحة إيران" حسب تعبير الدبلوماسي الروسي السابق.
كذلك ردّ أكسينينكو أسباب ازدياد قوة "حزب الله" في لبنان وحربه مع إسرائيل، والأزمة السورية الحالية في جزء منها، إلى الاجتياح الأمريكي للعراق، معتبرا أن سوريا جُرّت إلى هذه الأزمة إثر حدوث خلل طائفي في المنطقة دفع دول الخليج العربي إلى الرد على الزحف الشيعي بطرق عدة، ومن بينها دعم المعارضين للنظام السوري المؤيد لإيران"
وشدد الدبلوماسي الروسي السابق على أن الأزمة العراقية الناتجة عن الغزو أثبت أن أمريكا، رغم تواجدها في العراق على مدى ثماني سنوات، لم تكن لترقى إلى مستوى "القوة الخرافية" حينما يجري الحديث عن مسألة فرض القيم الديمقراطية بالقوة، وقال:"الديمقراطية في العراق قامت من الناحية الشكلية، لكن الكثيرين يصفون الآن أسلوب حكم المالكي بالاستبدادي".
بدوره أكد عباس خلف قنفذ، السفير العراقي السابق في موسكو، المترجم الشخصي للرئيس الراحل صدام حسين، إن العراق حصل نتيجة هذا الاجتياح على "حزمة كاملة من المشكلات، فما أن اقتحم الأمريكيون الأرض والحياة العراقية حتى أيقظوا الشيطان في الشرق الأوسط وبدأت المصائب تتوالى على رؤوسنا، بدليل أحداث الربيع العربي وانهيار دول بأكلملها وانتشار الإرهاب والعنف الطائفي"
وأضاف:" نتيجة هذا الاجتياح غدا العراق مفتوحا أمام حركات إرهابية متطرفة منها "القاعدة" و"الجهاد الإسلامي"، "إضافة إلى ظهور حركات إسلامية شيعية أكثر تطرفا من القاعدة، وهو ما قاله رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي نفسه".
واعتبر عباس قنفذ أن "التجربة الأمريكية المريرة في العراق لقنت الحكام الأمريكيين درسا كبيرا، وجعلتهم يفكرون أكثرمن مرة في طريقة التعامل مع الأزمة السورية".
ولفت السفير العراقي السابق إلى أن أهم إيجابيات الرئيس الراحل صدام حسين هو رفضه المطلق للحركات المتطرفة أيا كان مصدرها وقال:" عملت على مدى 25 عاما مع صدام حسين، ولا أريد هنا أن أقدمه كإلاه، فهو شخص عادي بكل ما كان يحمله من إيجابيات وسلبيات، لكنه تميز بأنه كان عادلا في حربه ضد جميع التيارات الإسلامية المتطرفة سنية كانت أم شيعية" "
وأيّد عباس قنفذ المقولة بأن "الأمريكيين هم من حاربوا.. والإيرانيين هم من انتصروا في العراق"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن العراق تحول إلى حديقة خلفية لإيران"، وأضاف:" من سخرية القدر أن ما لم يستطع الإمام آية الله خامنئي فعله لتصدير الثورة الإيرانية قام به الأمريكيون بدلا عنه".
ولعل من النتائج القاتمة لهذا الغزو أن العراق حصل اليوم - حسب السفير عباس قتفذ- على "حكومة مشوهة"، وقال:" ما هذه الحكومة التي تتهم نائب رئيس الجمهورية بالإرهاب، هل هذه هي الديمقراطية؟ أنا لا أدافع عن طارق الهاشمي، فهو واحد من الفريق الحاكم حاليا في العراق. لكن أشكر الله على أن الأمريكيين أنفسهم شوهوا في العراق سمعة المثل الأمريكية التي يتشدوقون بها، بدءا بالديمقراطية والحرية إلى الدفاع عن حقوق الإنسان وانتهاء بالليبرالية. هذه الكلمات باتت في العراق الآن كلمات للقدح والذم، فإذا أردت أن توبخ أحدا في العراق الآن فما عليك إلا ان تنعته بالديمقراطي أو الليبرالي".
وردا على سؤال لـ"أنباء موسكو" حول إمكانية انفصال تركستان العراق عن الدولة العراقية.. وما يمكان أن يجره هذا الإنفصال من تداعيات أشار عباس قنفذ إلى أن "كردستان بات عمليا دولة مستقلة، وإن كانت نظريا مازال ضمن الدولة العراقية، وأريد هنا أن أشير إلى ان السلطات الكردية بخلاف الحكومة المركزية في العراق قدمت مثالا يحتذى لسكان كردستان وكافة سكان العراق، إذ أصبحت كردستان اليوم ملاذا للكثير من الكوادر العراقية التي تريد العيش بسلام وطمأنينة"
ولفت عباس قنفذ إلى ان "الدستور العراقي الذي وضعه حكام العراق اليوم يسمح ليس فقط لكردستان، بل ولأي إقليم أو إقليمين مجتمعين بالانفصال عن الدولة المركزية، لذا لا أستبعد مستقبلا أن تجري"بلقنة العراق" فتظهر كردستان شمالا ، وسنيستان غرب ووسط العراق وشيعيستان جنوبا، وهذه خارطة جيدة بالنسبة لإيران، التي باتت اليوم لاتتكلم عن الهلال الشيعي، بل لديها خطط أخرى تتمحور حول ما تسمى بالجزيرة الشيعية التي تضم الأهواز جنوبا والبصرة والجزء الشرقي من السعودية (الحسا والقطيف)"
وحول إمكانية أن تستغل روسيا التأثير الإيراني للعودة بقوة إلى العراق، ومنطقة الشرق الأوسط عموما قال السفير ألكسندر أكسينينكو لـ" أنباء موسكو": غالبا ما يكتب المحللون السياسيون عندنا أن الأمور سيئة بالنسبة لروسيا، وأن روسيا فقدت كل شيء في الشرق الأوسط، وهذا مجاف للحقيقة، ولايمكنني أن أتبنى وجهة النظر المذعورة هذه"
واعتبر أكسينينكو أن المصالح تبقى مصالح، وأن "العرب أناس براغماتيون، لذا فعندما تكون هناك مصالح بيزنسن تتراجع السياسة إلى الوراء". أما فيما يتعلق بإمكانية أن تطلب روسيا من إيران المساعدة في العودة إلى العراق فأعرب أكسينينكو عن قناعته بأن "روسيا ليست بحاجة لذلك فالعلاقات بين روسيا ووإيران فيما يخص شؤون هذه المنطقة ليس بهذه السرية التي تسمح لروسيا وإيران أن تضعا خططا مشتركة لتعزيز تواجدهما فيها".

-(أنباء موسكو):

مواضيع مرتبطة
سوريا تطالب مجلس الامن بادانة جريمة اغتيال البوطي بتفجير اودى بحياة 50 شخصا في مسجد بدمشق
سوريا: الخطيب يعلن استقالته ورئيس وزراء قطر يعلن مشاركة المعارضة في القمة العربية واسرائيل تطلق النار على الأراضي السورية
قائمة أقوى 500 شخصية عربية لعام 2013
الأطلسي يعلن أنه لن يتدخل عسكريا في سوريا والخطيب يطالب بحماية أمريكية والجيش النظامي يستعيد حي بابا عمرو في حمص
سوريا: مقتل 12 طالبا في هجوم للمعارضة على جامعة دمشق ومجلس الأمن قلق من امتداد الحرب الي الجولان
رئيس مفتشي الأمم المتحدة : الحرب على العراق كانت خطاءً فظيعاً
ممقتل تسعة في انفجار سيارة ملغومة في جنوب العراق والقاعدة تتبنى هجوما استهدف وزارة العدل
البنك الدولي:الربيع العربي يتيح فرصاً لتعزيز جهود تحقيق المساواة بين الجنسين
حزب الله لا يتوقع حلا للازمة السورية خلال الاشهر القليلة المقبلة والامم المتحدة تقول ان الانتهاكات المميتة تزايدت مع اشتداد الحرب
العثور على 20 جثة في نهر بمدينة حلب وأمريكا تدرب مقاتلين من المعارضة السورية في الأردن
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية