حزب الله لا يتوقع حلا للازمة السورية خلال الاشهر القليلة المقبلة والامم المتحدة تقول ان الانتهاكات المميتة تزايدت مع اشتداد الحرب

الثلاثاء 12 مارس - آذار 2013 الساعة 05 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 2277
قال نائب أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم إن لا حلا سياسيا للازمة السورية المستمرة منذ 23 شهرا بدون الرئيس بشار الاسد وإنه لا يتوقع هذا الحل خلال الأشهر القليلة المقبلة.
جاءت تصريحات قاسم خلال إستقباله وفدا من رويترز برئاسة مايكل ستوت رئيس تحرير الوكالة في أوروبا والشرق الاوسط وأفريقيا الذي يزور لبنان حاليا.
وعبر قاسم عن اعتقاده بأن الاسد "سيترشح بعد سنة للرئاسة والخيار للشعب وأرجح أن يختاره الشعب." وتساءل "كيف يصل الإنسان إلى السلطة؟...إما أن يصل بالقوة وإما أن يصل عبر الإنتخابات. الرئيس الاسد يقول أنا شخص منتخب وإذا أردتم شيئا آخر تعالوا إلى الانتخابات وأنا مرشح مثلي مثل الآخرين هم لا يريدون هذا."
وقال قاسم "إلى الآن أنا قلت أن هناك ثلاثة أو أربعة أشهر كحد أدنى بلا حل. ممكن أن تبقى الامور إلى عام 2014 لحين وقت الرئاسة."
وأضاف "إذا تم الحل السياسي هذا يعني أن يكون هناك نوع من الإشراف على الإنتخابات يطمئن الأطراف المختلفة وعندها تكون النتيجة هي نتيجة الصناديق. هذا الخيار هو جزء من الحل السياسي ومن أراد أن يصل إلى نتيجة ويعتقد أن له شعبية في سوريا يمكنه أن يراهن على هذا الحل للتغيير."
واعتبر أن "الازمة في سوريا أزمة وجود وليست أزمة سياسية فقط. ليس فقط أزمة وجود العلويين هناك العلويون والشيعة والمسيحيون والدروز ويوجد قطاع كبير من السنة الذي ليس هم سلفيون ولا يسيرون معهم ويوجد صوفيون وعلمانيون."
ويواجه الرئيس السوري انتفاضة منذ 23 شهرا ما لبثت ان تحولت إلى حرب أهلية أدت حسب تقديرات الامم المتحدة الى سقوط 70 الف قتيل ونزوح مئات الالاف.
وأعاقت الانقسامات الدولية مجلس الأمن التابع للامم المتحدة عن اتخاذ إجراء لوقف الصراع السوري. وعرقلت روسيا والصين ثلاثة قرارات أيدتها دول غربية وبعض الدول العربية بهدف ممارسة ضغوط على الأسد.
وقال نائب أمين عام حزب الله "الأزمة في سوريا طويلة وتفاجأ الغرب والمجتمع الدولي بمدى صمود النظام السوري وشعبيته وكل التقديرات بزوال أو سقوط هذا النظام خلال شهرين أو أكثر كانت خاطئة ومبنية على تمنيات وليس على معطيات. وتم تضخيم المعارضة ودورها وقدراتها إعلاميا وسياسيا من خلال إستخدام وسائل إعلام عربية وعالمية خلافا للواقع."
وأضاف قاسم "أصبح واضحا اليوم أن المشكلة في سوريا ليست مشكلة موالاة ومعارضة. المشكلة في سوريا مشكلة قرار دولي إقليمي عربي يريد إسقاط النظام لإسقاط جزء من مشروع يخالف المسار الإمريكي الإسرائيلي. وبوضوح النظام يدافع عن نفسه مع أنصاره في معركة يراها معركة وجود وليست معركة سلطة."
وقال "تصرفات المسلحين والدول الداعمة خلال هذه الفترة أثبتت بأن المطروح خلاف المشروع المقاوم. ومنذ أربعة أشهر تقريبا أي منذ تفجير مقر الامن القومي في سوريا وما كان يخطط له وقتها من معركة دمشق بدأ النظام يربح بشكل واضح بالنقاط وبدا التوتر واضحا عند الدول الداعمة للمسلحين من خلال إقتراحاتهم وتصريحاتهم وادائهم العملي كردة فعل على الخسائر الميدانية الواضحة."
وفي تقييمه للمعارضة السورية قال قاسم "كل حديث اليوم عن حلول سياسية هي مجرد تصريحات حتى الآن لأن جو المعارضة جو مفكك ولا توجد إدارة واحدة والدول الداعمة مختلفة في كيفية المقاربة السياسية للملف السوري. لذا أتوقع عدة أشهر من الحديث المعلن عن ضرورة الحل السياسي من دون ثمرة عملية ومن دون إجراءات ميدانية بإنتظار أن يفرز الميدان نتائج مختلفة ولو قليلا عن الوضع الحالي لتنضج الخطوات الأولى للحل السياسي إذ لا يوجد حل عسكري في سوريا ولا يمكن تغيير المعادلة بالتدخل الخارجي."
وكان قاسم يتحدث مع مجموعة من صحفيي رويترز في مكان لم يكشف عنه في ضاحية شيعية من بيروت تم نقلهم اليه بواسطة سيارة ذات زجاج معتم أخذتهم الى موقف للسيارات تحت الارض قبل الوصول الى قاعة الاجتماع ذات النوافذ المغطاة بستائر سميكة.
وكان القصد من الاحتياطات الامنية المعقدة والتي شملت ازالة جميع أجهزة الاتصالات والتسجيل قبل الرحلة حماية قيادة حزب الله من هجوم محتمل. وكان حزب الله خاض حربا على مدى 34 يوما مع اسرائيل عام 2006 ادت الى مقتل نحو 1200 شخص في لبنان معظمهم من المدنيين و160 شخصا في اسرائيل معظمهم من الجنود. وكانت اسرائيل قتلت أمين عام حزب الله السابق في هجوم صاروخي عام 1992.
وبدا قاسم الذي كان يرتدي جلبابا رماديا وعمامة بيضاء ويتحدث بعربية فصحى مرتاحا تماما خلال المحادثة وفي بعض الاحيان كان يبتسم ويطلق النكات.
ولا يخفي حزب الله وقوفه الى جانب الرئيس السوري لكنه يقول انه لا يتدخل في الشأن السوري. وقال قاسم "لم نخف يوما موقفنا السياسي المؤيد لبقاء النظام ومعالجة الثغرات وتلبية المطالب المعيشية والسياسية بحوار بناء داخل الأطر الدستورية السورية ورفضنا منذ اليوم الأول التدخل الدولي الإقليمي العربي المتعدد الجنسيات في محاولة تغيير النظام السوري وإيجاد مشروع آخر."
وأضاف "أمريكا ضائعة في الخطوات التي تريد إتخاذها في سوريا فهي من ناحية ترغب بأن يسقط النظام ومن ناحية أخرى تخشى أن تفقد السيطرة ما بعد النظام ومع ذلك تركت الأمور ودعمت بما يؤدي إلى إسقاط النظام لكنها فشلت والآن هي في حيرة هل تتابع بطريقة سياسية والارض غير ممسوكة بالقدر الكافي من جهتها أم لا هي في حالة ضياع وتنتظر النتائج الميدانية ولكنها متورطة في الدعم العسكري بشكل مباشر وغير مباشر."
واشار الى ان "لبنان يتأثر بسوريا بنسبة ما وهو ليس معزولا عن تطورات الوضع السوري ولكن أعتقد إلى الآن أن الوضع مضبوطا في الداخل اللبناني بالقرار السياسي المعنون بعنوان النأي بالنفس بمعنى عدم زج لبنان بمفردات الازمة السورية ... يعني لا توجد معارك في لبنان انسجاما مع المعارك الموجودة في سوريا."
ويؤكد لبنان انه يستضيف الان مليون سوري ثلثهم من المسجلين رسميا كلاجئين فارين من الصراع والباقون عمال سوريون وعائلاتهم.
وكان حزب الله قد نشأ قبل 30 عاما بمساعدة الحرس الثوري الايراني لقتال القوات الاسرائيلية التي غزت لبنان في عام 1982 ومازال يتمتع بدعم مالي وعسكري من طهران وسوريا.
وفي معرض حديثه عن الازمة النووية الايرانية قال نائب امين عام حزب الله إن أي هجوم اسرائيلي على البرنامج النووي الايراني سيشعل المنطقة بأسرها.
ولم تستبعد الولايات المتحدة واسرائيل توجيه ضربة عسكرية لايران لوقف برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب انه يهدف لانتاج أسلحة نووية وتقول ايران ان اغراضه سلمية.
وقال قاسم "أمريكا لا تريد ضرب إيران لأنها تعتقد أن الثمن سيكون باهظا والنتيجة لن توقف النووي الإيراني السلمي وانما ستؤجله لبضع سنوات لكن في المقابل ستكون مصالح امريكا في المنطقة وحلفائها واسرائيل في خطر كبير لا يمكن إدراك نتائجه مسبقا. وقد صرح وزير الدفاع الأميركي السابق بأن أي حرب على ايران ستؤدي إلى زيادة في الإرباك الإقتصادي لإمريكا وإرتفاع في أسعار النفط وخلل في الادارة العالمية فضلا عن نتائج غير محسوبة لضربة إيران."
وأضاف "اما إسرائيل فهي متحمسة لضرب إيران لكن أن تضع أمريكا في الواجهة لأنها وحدها عاجزة عن تحقيق شيء فضلا عن النتائج التي تترتب عليها. أما إذا وضعت أمريكا في الواجهة فستكون المعركة الأساسية من وجهة نظر إسرائيل مع أمريكا علما بأن التقدير الأمريكي بأن إسرائيل ستتحمل أوزارا كثيرة منها التهديد الوجودي كما ذكرت تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين."
وتابع يقول "تقدير الامريكان أن إسرائيل في مثل هذه المعركة تتحمل مسؤولية وجودية لإسرائيل أي ان يصبح وجودها مهددا وهذه تعابير استعملها الامريكيون. بمعنى آخر أي إعتداء على ايران سيشعل المنطقة ولن يبقى محصورا."

- وعلى ذات الصعيد قال محققون تابعون للامم المتحدة يوم الاثنين إن الحكومة السورية تكثف القصف العشوائي العنيف للمدن في حين يعدم مقاتلو المعارضة سجناء ادانتهم محاكمهم الخاصة التي لا تتبع الاجراءات القانونية.
وقال المحققون المستقلون انهم يحققون في 20 مذبحة ارتكبها أحد الجانبين أو الاخر ومئات من عمليات "القتل غير القانوني" وحالات للتعذيب والاعتقال التعسفي منذ سبتمبر ايلول في الصراع الذي اندلع قبل عامين.
وأبلغ باولو بينييرو رئيس لجنة التحقيق في سوريا مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة "القصف العشوائي على نطاق واسع والقصف المتكرر للمدن والقتل الجماعي وتعمد إطلاق النار على أهداف مدنية أصبحت إحدى سمات الحياة اليومية للمدنيين في سوريا."
واندلعت الانتفاضة في سوريا في مارس اذار 2011 في صورة احتجاجات سلمية بشكل كبير لكنها تحولت إلى صراع مسلح بين مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس بشار الأسد.
وقال تقرير لجنة التحقيق الذي صدر في عشر صفحات "في اتجاه مزعج وخطير اتخذ القتل الجماعي الذي يزعم أن اللجان الشعبية ترتكبه منحى طائفيا في بعض الأوقات."
وأضاف قائلا "قامت الحكومة فيما يبدو بتدريب بعضهم وتسليحهم."
وقال التقرير إنه تم توثيق نشاط اللجان الشعبية الموالية للأسد في أنحاء سوريا "حيث هناك مزاعم بأنهم في بعض الأحيان كانوا يشاركون في عمليات تفتيش من منزل إلى منزل وفحص لوثائق الهوية واعتقالات جماعية ونهب والعمل كمخبرين."
وقالت كارين كونينج أبو زيد -وهي مفوضة أمريكية- ان اللجان تشكلت في باديء الامر للدفاع عن مناطقهم السكنية.
وأضافت في مؤتمر صحفي "هذا تحرك من قبل الحكومة لدعم أفرادها في الوقت الذي بدأت تفقد فيه بعض افراد (الجيش النظامي)."
ووصف فيصل خباز حموي السفير السوري التقرير أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأنه يستند إلى معلومات جزئية من مصادر غير موثوق بها واتهم قطر وتركيا بدعم "الإرهاب" في بلاده.
وقال خباز حموي في كلمة امام مجلس حقوق الانسان إن هناك "مؤامرة" تحاك ضد سوريا وإن قطر مولت وسلحت عشرات الآلاف من المرتزقة من 30 دولة مضيفا أن تركيا قدمت قواعد عسكرية وأرسلت مقاتلين إلى سوريا.
وقال بينييرو "لا نقول انها حرب طائفية لكننا نلفت الانتباه إلى العناصر الطائفية في الصراع الراهن."
وأضاف قائلا "لا نريد المساهمة في حالة من الشك المفرط بان مقاتلين اجانب يغزون سوريا. لكن لديهم الكثير من المهارات وكانوا ناجحين للغاية في اشاعة اعمال ترهيب داخل سوريا."
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون لاجيء سوري فروا الي الخارج كما نزح حوالي 2.5 مليون شخص داخل البلاد في حين قتل أكثر من 70 ألف شخص.
وقال المحققون في التقرير إن الصراع يتسم بجمود "مدمر" وسط قصف شديد وغارات جوية من القوات الحكومية.
وأضاف المحققون أن طرفي الصراع ارتكبا انتهاكات ضد المدنيين. وهم يحققون في نحو 20 حالة وقعت بها مذابح بما في ذلك ثلاث في حمص في مستهل العام رغم صعوبة دخول البلاد.
وقالوا إن مقاتلي المعارضة غالبا ما يعدمون الجنود السوريين الذين يلقون القبض عليهم وان مسلحين ينتمون لميليشيات اقاموا مراكز اعتقال في حمص وحلب. واتخذ مقاتلو المعارضة مواقع داخل أو بالقرب من مناطق مأهولة في انتهاك للقانون الدولي.
وقال فيتيت مونتربورن عضو اللجنة وهو من تايلاند "ثمة زيادة كثيفة في الانتهاكات لان الحرب تزداد سوءا. يجب النظر إلى المشهد بأكمله.. اعمال القتل والاعتقالات التعسفية وكل ذلك."
وأضاف قائلا "تمارس بعض الجماعات أو تحاول ممارسة السلطة المدنية دون مراعاة للقانون لذا لدينا على سبيل المثال مزاعم عن احكام تفرض على العديد من الاشخاص الذين يلقي القبض عليهم والجنود الذين يتم اسرهم دون مراعاة للقانون ثم يتم اعدامهم."
وندد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باستمرار الجرائم وقالا إنه لابد من محاسبة المسؤولين.
وقال محققو الامم المتحدة انهم سيسلمون نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان ظرفا مغلقا يحتوي على قائمة سرية ثالثة باسماء المشتبه بهم من اجل محاكمات قد تجرى في المستقبل.
وضمت اللجنة كارلا ديل بونتي المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب التي حاكمت الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.
وقالت للصحفيين بالايطالية "يجب ان تتولى المحكمة الجنائية الدولية القضية أن آجلا ام عاجلا.
"لا اعتقد انه يمكن محاكمة كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في بلدهم... نعرف ان من الصعب على الدول ان تحاكم رئيس الدولة."
- (رويترز):

مواضيع مرتبطة
البنك الدولي:الربيع العربي يتيح فرصاً لتعزيز جهود تحقيق المساواة بين الجنسين
ممقتل تسعة في انفجار سيارة ملغومة في جنوب العراق والقاعدة تتبنى هجوما استهدف وزارة العدل
رئيس مفتشي الأمم المتحدة : الحرب على العراق كانت خطاءً فظيعاً
محللون أوروبيون: أمريكا اجتاحت العراق.. وإيران انتصرت
سوريا تطالب مجلس الامن بادانة جريمة اغتيال البوطي بتفجير اودى بحياة 50 شخصا في مسجد بدمشق
العثور على 20 جثة في نهر بمدينة حلب وأمريكا تدرب مقاتلين من المعارضة السورية في الأردن
مصر: قتيلان في اشتباكات بين الشرطة والمحتجين ببورسعيد
( الربيع العربي ).. يجلب مشترين جددا للسيارات المضادة للرصاص
( الربيع العربي ).. يجلب مشترين جددا للسيارات المضادة للرصاص
اليمن تتفوق على السعودية والبحرين في تمويل المشروعات الصغيرة
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية