التوترات تحتدم في الشرق الأوسط بعد قطع السعودية علاقاتها مع إيران

الإثنين 04 يناير-كانون الثاني 2016 الساعة 08 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 4575
(رويترز) - اتهمت إيران السعودية يوم الإثنين باستغلال هجوم على سفارتها كذريعة لقطع العلاقات في أزمة دبلوماسية تعمق تناحرهما الذي كثيرا ما يتسم بالعنف على النفوذ في الشرق الأوسط.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران يوم الأحد وتبعتها البحرين والسودان يوم الاثنين بعد يومين من اقتحام متظاهرين إيرانيين مقر السفارة السعودية في طهران احتجاجا على إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز.
وخفضت الإمارات كذلك تمثيلها الدبلوماسي مع إيران مع امتداد الصراع بين القوى الشيعية والسنية في المنطقة مما دفع أسعار النفط للارتفاع وهدد بتعميق الانقسامات الطائفية في المنطقة.
وقتل رجل بالرصاص في المنطقة الشرقية بالسعودية في وقت متأخر من مساء يوم الأحد عندما تعرضت قوات الأمن لإطلاق نار وقصف مسجدان سنيان في الحلة التي تقطنها أغلبية شيعية بالعراق.
وبعد الرد الغاضب للشيعة في مختلف أرجاء العالم على قرار السعودية إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بتشكيل "خلايا إرهابية" وسط الأقلية الشيعية في المملكة.
وردت إيران بأن الرياض استغلت واقعة السفارة وهجوم مماثل على قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية "كذريعة" لتصعيد التوترات.
وارتفعت اسعار النفط بنحو اثنين في المئة متجاوزة تأثير الضعف الاقتصادي في آسيا مع تبادل السعودية وإيران المصدران الكبيران للنفط الاتهامات وامتدت التوترات إلى دول أخرى منتجة للنفط مثل العراق.
وتراجعت أسواق الأسهم بحدة في منطقة الخليج وقادت البورصة القطرية الهبوط ونزلت بأكثر من 2.5 بالمئة بعد أن تجاوز تأثير الاضطرابات السياسية أي أثر إيجابي من ارتفاع أسعار النفط.
وقالت الصين وهي مستورد رئيسي للنفط الخام إنها "قلقة للغاية" بشأن التطورات فيما اعتبر تحولا عن إحجامها السابق عن التدخل دبلوماسيا في الشرق الأوسط. ودعت الولايات المتحدة وألمانيا إلى ضبط النفس وعرضت روسيا التوسط لإنهاء الخلاف.
وتهدد التوترات بإخراج جهود لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات عن مسارها إذ تدعم السعودية ودول عربية خليجية أخرى جماعات معارضة تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران.
وفي لبنان المجاور ذكرت الصحف أن الخلاف ألقى بظلاله على آمال ملء الفراغ الرئاسي التي تجددت الشهر الماضي بعد أن أبدت إيران والسعودية تأيديهما لاتفاق اقتسام سلطة.

* العقاب الإلهي
أعدمت السعودية النمر وثلاثة آخرين من الشيعة في اتهامات تتعلق بالإرهاب يوم السبت إلى جانب عشرات من الجهاديين السنة. ووصفت إيران النمر "بالشهيد" وحذرت اسرة آل سعود الحاكمة في السعودية من "عقاب إلهي".
واتحدت الجماعات الشيعية في إدانة السعودية في حين اصطفت القوى السنية وراء المملكة مما يعمق انقساما طائفيا مزق مجتمعات في مختلف أرجاء الشرق الأوسط وغذى الفكر الجهادي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأدان الأزهر في القاهرة ومنظمة التعاون الإسلامي في السعودية الهجمات على بعثات الرياض الدبلوماسية وأكدا على ضرورة التزام طهران باحترام الشؤون الداخلية للمملكة.
وخفضت الإمارات وهي حليف للسعودية وتضم أراضيها مئات الألوف من الإيرانيين عدد أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية المسموح لهم بالبقاء في البلاد بعد أن استدعت السفير للاحتجاج على ما وصفته بالتدخل الإيراني في الشؤون السعودية.
وأعلنت الحكومة اليمنية يوم الإثنين فرض حظر تجول في مدينة عدن الساحلية التي تعد مقرا حصينا تتمركز فيه القوات السعودية والإمارتية التي تقاتل الحوثيين الذين يسيطرون على أغلب أنحاء البلاد. وانهار يوم السبت وقف إطلاق النار.
وحاولت قوى غربية تقدم العديد منها أسلحة بمليارات الدولارات لدول الخليج العربية تهدئة التوترات مع إيران لكنها استنكرت الإعدامات في حين انتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان النظام القضائي السعودي وتجمع محتجون خارج السفارات السعودية

  
مواضيع مرتبطة
اليونيسف : مليونا طفل يمني محرومون من المدارس
إيران .. من دولة منبوذة إلى قوة إقليمية
السودان - هل تكون إسرائيل آخر الطرق إلى قلب واشنطن ؟
كوريا الشمالية تنقل المعركة إلى الفضاء .. وواشنطن تتحدث عن استفزاز (كبير)
سرقة مواد مشعة في العراق تثير مخاوف أمنية
العراق يلوح بـ(المقاومة) ضد تركيا إذا أبقت قواتها في معسكر بشماله
صحيفة تركية تنشر تسجيلات تثبت وجود اتصالات بين ضباط من نظام أردوغان وعناصر من (داعش)
الإخوان المسلمون يشجعون على العنف وعدم الاندماج بالمجتمعات الغربية
قناة الاتصال القطرية مع المتشددين.. سياسة خطيرة أم مفيدة ؟
الغرب يضغط من أجل السلام في اليمن في منطقة ترزح تحت نير الفوضى
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية