اليونيسف: أطفال اليمن المهمشون عالقون في النزاع

الخميس 09 يوليو-تموز 2015 الساعة 11 مساءً / وفاق برس/خبر/متابعات:
عدد القراءات 5701
شاهد جمال الخليدي منزله يتدمر. جمال طفل عمره 13 سنة يعيش في كريتر في عدن، انتقل الآن للعيش في مخيم أقيم في مدرسة مع 76 أسرة أخرى هُجّرت من عدن إلى لحج.
ينتمي جمال لمجتمع المهمشين، وهم أقلية تمثل 10% من سكان اليمن. تعاني هذه المجموعة من الإقصاء والفقر، وتعيش في قاع السلم الاجتماعي في اليمن.
وكالعديد من أمثالها من الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة المكتظة على أطراف المدن الرئيسية، كانت أسرة جمال تعيش في أطراف مدينة عدن، ولكن الاقتتال العنيف دفعها للهرب.
تعد الأزمة القائمة في اليمن مأساة مضاعفة بالنسبة للمهمشين. فحتى قبل أن يتصاعد القتال في آذار الماضي كان المهمشون يعيشون على هامش المجتمع، ويعانون من التمييز المستمر، بسبب التعصب ضد بشرتهم الداكنة وأصولهم الإفريقية.
يقول جمال: "لم أتضايق أبدا من كوني أنتمي للمهمشين، لا في المدرسة ولا الحديقة العامة ولا حتى في الحي. ولكن الآن في المخيم، أصبح الأمر يضايقني كثيرا". ويضيف: "أشتاق لمنزلي وأصدقائي، أشتاق لحياتي في المنزل، كنت حرا وسعيدا هناك".

- الفقر والأمية:
أطلقت اليونيسف والحكومات المحلية سنة 2014 مسحا للترسيم لتساعد في استهداف الاحتياجات الضرورية للمجتمعات المهمشة.
كانت نتائج المسح مؤلمة: حيث كشفت عن مستويات عالية من الفقر مصحوبة بمعدلات متدنية من المعرفة بالقراءة والكتابة والالتحاق بالمدارس. فطفل واحد من كل 15 طفلا فقط يستطيع القراءة في اليمن، ونصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 - 17 سنة ينتظمون في المدارس. كما أن منزلين من كل 5 منازل فقط فيها حمام.
وفي تعز، حيث هناك نسبة عالية من المهمشين، وجد المسح أن أكثر من نصف الأطفال دون سن الواحدة، والبالغ عددهم 5,000 طفل لم يتلقوا أي لقاحات على الإطلاق.
واستجابة لذلك، صممت اليونيسف حزمة متكاملة لتدخلات الحماية الاجتماعية، بما في ذلك الدمج المالي المراعي للطفل من خلال التحويلات النقدية، وربط الأسر بالخدمات الاجتماعية الأساسية.
تهدف المساعدات النقدية الموجهّة من خلال 20,000 حساب ادخار للأمهات والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 - 17 سنة، إلى تعزيز الادخار من أجل تعليم وصحة وتغذية الأطفال.
إضافة لذلك، يتلقى أطفال المهمشين الحقائب المدرسية والزي المدرسي لتيسير مشاركتهم ودمجهم في المدارس.

- كأنني في قفص:
أثر الصراع الدائر في اليمن والآخذ في التصاعد من آذار الماضي سلبيا على توفير الخدمات الأساسية لملايين الأطفال في البلاد.
كما تعطلت البرامج التي كانت تستهدف الأطفال من المجتمعات المهمشة والهشة مثل المهمشين بشكل كبير، مما زاد من عوزهم.
فبالنسبة لأسرة كأسرة جمال، يمثل ما تركوه وراءهم، بالرغم من قلته وبؤس حالته، على الأقل منزلهم - منزلا لن يعودوا في الأغلب له أبدا.
تقول والدة جمال: "كأنك في فقص هنا. لقد فقدنا كل شيء".
ولتساعد في تلبية احتياجات الأسر اليمنية التي اقتلعت من جذورها بسبب النزاع، تقوم اليونيسف بتوفير الإمدادات الطبية، وحقائب النظافة الشخصية، ومصافي المياه. كما تقوم أيضا ببناء المراحيض المؤقتة وتوفير الوقود لشركات المياه المحلية في المحافظات الأكثر تضررا في المحافظات الجنوبية في أبين وعدن ولحج لتتمكن من ضخ المياه للمنازل، والتي تخدم أكثر من مليون شخص.
توفر اليونيسف الوقود لصندوق التنظيف والتحسين لضمان الاستمرار في جمع المخلفات الصلبة من الشوارع والحفاظ على استمرارية خدمات جمع النفايات.
وبالرغم من ذلك، تبقى الاحتياجات ضخمة، فالبنسبة لجمال وحوالي 10 ملايين شخص آخر بحاجة ماسة لليمن نشعر كأننا نسابق الزمن.

  
مواضيع مرتبطة
النساء في اليمن - معاناة مروعة في زمن الحرب
السياج مع إسرائيل.. قفزة تدفع بأبناء غزة إلى المجهول
إيران تبرم اتفاقا نوويا مع القوى الكبرى وسط مؤيد ومعارض
بطائرات دون طيار وخنادق .. تركيا تشدد الأمن على الحدود
الحرب والرزق يدفعان أكراد العراق لأوروبا مرة أخرى
السيسي يكثف حملته ضد التشدد الجديد في مصر مما قد يطيل أمد عدم الاستقرار
(صور+فيديو) .. روسيا مستعدة لتزويد السعودية بمنظومة صواريخ (اسكندر) معلومات تفصيلية
وسط فوضى اليمن.. المنافسة تحتد بين الدولة الإسلامية والقاعدة
دول الخليج تعد العدة لاحتمال التوصل لاتفاق نووي مع إيران
الخارجية الأمريكية: طفرة في الهجمات الإرهابية وقتلاها في 2014
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية