وسط فوضى اليمن.. المنافسة تحتد بين الدولة الإسلامية والقاعدة

الأربعاء 01 يوليو-تموز 2015 الساعة 01 صباحاً / من- سامي عابودي:
عدد القراءات 7209
(رويترز) - وسط فوضى الحرب الأهلية باليمن تواجه قيادة تنظيم القاعدة تحديا يمكن أن يشكل تهديدا أكبر مما تشكله الطائرات الأمريكية بلا طيار التي تقتل كوادره من آن لآخر.. تحديا يلوح من تنظيم الدولة الإسلامية.
لا يزال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أكبر شبكة متشددة في اليمن ولا تزال واشنطن ترى خطرا كبيرا في الآلاف من مقاتليه وصناع متفجراته الذين يحاولون باستمرار إسقاط الطائرات الغربية.
لكن أنصار تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن يسعون لسحب البساط من تنظيم القاعدة من خلال شن سلسلة هجمات على جماعة الحوثيين الشيعية الزيدية التي تخوض غمار حرب غير حاسمة مع تحالف عربي تقوده السعودية.
كانت الدولة الإسلامية في الأيام الخالية فرع تنظيم القاعدة في العراق وهي تسيطر الآن على مناطق واسعة من العراق وسوريا. وقد انشقت عن التنظيم السني الذي أسسه أسامة بن لادن وأعلنت خلافة كي ينضوي تحت لوائها جميع المسلمين.
قال أيمن دين المقاتل السابق بالقاعدة والذي يدير الآن مركزا للاستشارات الأمنية بالخليج إن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ في إيجاد موطئ قدم له باليمن قبل عام من خلال حوالي 80 فردا ازدادوا الآن إلى 300 فرد.
الإنفاق السخي من خزائن الدولة الإسلامية وعجز القاعدة عن شن هجمات كبرى بصورة منتظمة على الحوثيين وفقد كوادر بالقاعدة في هجمات بطائرات بلا طيار.. كانت كلها عوامل في إثناء البعض عن مواصلة التأييد للقاعدة والإعراض عنها.
قال دين عن مقاتلي الدولة الإسلامية "يزيحون القاعدة ويقدمون أنفسهم كبديل يمكن التعويل عليه."
وأضاف أن قرار القاعدة في جزيرة العرب إدماج بعض مقاتليها في وحدات قبلية سنية تقاتل الحوثيين أتاح للمخابرات السعودية معرفة أماكن قيادييها مما أدى إلى قيام الطائرات الأمريكية بلا طيار بتوجيه ضربات ناجعة خلال الأشهر القليلة الماضية.
ومن بين قيادات القاعدة التي قضت نحبها في ضربات الطائرات بلا طيار ناصر الوحيشي الرجل الثاني في التنظيم العالمي وذلك عندما قتل في مدينة المكلا الساحلية الجنوبية في أوائل يونيو حزيران.
وفي حين يتفق أغلب المحللين على أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لايزال قادرا على العودة وبقوة يقول البعض إن الأساليب الأمريكية ومنها أسلوب الضرب بطائرات بلا طيار تهيء المناخ لجذب أنصار جدد لتنظيم الدولة الإسلامية.
قال إبراهيم شرقية الخبير بمركز بروكنجز الدوحة "هذا منهج رأيناه في العراق وسوريا... مشكلة الأمريكيين أنهم يتعاملون مع المشاكل بنفس الأدوات.. بالتفجيرات. إضعاف القاعدة في جزيرة العرب سيتيح المجال لمولد داعش" مشيرا لتنظيم الدولة الإسلامية.
أما كاثرين زيمرمان الخبيرة بمعهد أمريكان إنتربرايز فقالت إن توسع الدولة الإسلامية لم يؤثر حتى الآن على هيمنة القاعدة في جزيرة العرب.
قالت "التحدي ربما يأتي في المستقبل: إذا هيمنت داعش على القتال ضد الحوثيين في اليمن فقد تتعرض القاعدة في جزيرة العرب للتهميش وتوضع في موضع تضطر فيه للرد." ولإظهار قوتها قد تندفع القاعدة لمهاجمة أهداف غربية أو تقديم مزيد من الدعم لفصائل معادية للحوثيين.

- صغير لكنه فتاك:
اليمن معقل تقليدي لأنشط فروع القاعدة والذي تأسس عام 2009 لدى دمج جناحي اليمن والسعودية من الشبكة التي أسسها ابن لادن.
وشملت مخططات القاعدة في جزيرة العرب ضد أهداف غربية محاولة تفجير طائرة ركاب متجهة للولايات المتحدة في 25 ديسمبر كانون الأول 2009 كما كانت مصدر إلهام لمتشددين في أماكن أخرى بدعاية حاذقة باللغة الإنجليزية.
وأعلن التنظيم أيضا مسؤوليته عن هجوم على مجلة شارلي إبدو في باريس سقط فيه 12 قتيلا في يناير كانون الثاني وإن كان بعض المحللين يعتقدون أن دوره تحريضي أكثر من كونه دورا مباشرا.
لكن تأثيره على أنصاره في اليمن بدأ يضعف فيما يبدو.
ففي فبراير شباط ذكر مركز سايت الذي يتابع مواقع الإسلاميين على الإنترنت ومقره في الولايات المتحدة أن مجموعة من مؤيدي القاعدة في جزيرة العرب أعلنت تحولها إلى الدولة الإسلامية في رسالة على تويتر.
وكتبت هذه المجموعة وفقا لمركز سايت "نعلن نقض البيعة من الشيخ المجاهد العالم الشيخ أيمن الظواهري.. نبايع خليفة المؤمنين إبراهيم بن عواد البغدادي."
وبعد مقتل بن لادن خلفه الظواهري زعيما للقاعدة. والبغدادي هو زعيم تنظيم الدولة الإسلامية.
بدأت الدولة الإسلامية عملياتها في اليمن في مارس آذار بتفجيرين انتحاريين كبيرين بمسجدين للشيعة في العاصمة صنعاء سقط فيهما 137 قتيلا و357 جريحا على الأقل.
وهذا الشهر قتلت "ولاية صنعاء" التابعة للتنظيم شخصين وأصابت 60 في تفجيرات منسقة بسيارات ملغومة استهدفت مساجد ومقار جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران.
وأعلن رسميا عن نشاط فرع الدولة الإسلامية في صنعاء في أبريل نيسان الماضي بتسجيل مدته تسع دقائق على تويتر يظهر فيه 20 مسلحا يقومون بعرض في مكان بالصحراء.
وأهاب التسجيل بالمسلمين السنة أن يحتشدوا حتى يعمل "جند الخلافة" معا لإسقاط "الرافضة" مستخدما التعبيرات الطائفية التي يستخدمها التنظيم للترويج لرؤيته.
وذكر موقع المصدر أونلاين الإخباري اليمني يوم الأحد الماضي نقلا عن مصادر قبلية وعسكرية أن جلال بلعيدي القيادي البارز في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بايع الدولة الإسلامية وأقام معسكر تدريب في منطقة نائية بمحافظة حضرموت القريبة من الحدود مع السعودية.
واحتل بلعيدي عناوين الأخبار العام الماضي عندما قاد مجموعة من مقاتلي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أسرت عددا من الجنود اليمنيين كانوا متجهين من حضرموت إلى صنعاء لقضاء عطلة وذبحتهم.
ومثلها مثل الدولة الإسلامية تتبع القاعدة في جزيرة العرب منهجا إسلاميا سنيا متشددا يعتبر الأضرحة بدعة والشيعة مارقين.
غير أن الدولة الإسلامية تعتبر قتل الشيعة حتى وإن كانوا مدنيين فرضا دينيا وهو موقف انتقدته القاعدة.
وقالت باربرا بودين مديرة معهد الدراسات الدبلوماسية بكلية إدموند والش للخدمات الخارجية بجامعة جورجتاون في واشنطن "هناك دلائل متزايدة على أن عناصر الدولة الإسلامية أو الذين يتبنون فكرها يعملون في اليمن بالفعل."
وأضافت بودين التي عملت من قبل سفيرة للولايات المتحدة باليمن "هم يستهدفون مثلهم مثل أقرانهم العراقيين في عراق ما بعد 2003 الطائفة اليزيدية والمواقع التاريخية وليس فقط القوات الحكومية كما تفعل عادة القاعدة في جزيرة العرب."

- التحدي
لا تزال القاعدة في جزيرة العرب تشارك في معارك شبه يومية ضد الحوثيين مع مقاتلين قبليين وقوات المقاومة الجنوبية ومؤيدي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
لكن محللين يرجحون أن تزداد المنافسة مع الدولة الإسلامية.
ويتبادل أنصار القاعدة في جزيرة العرب والدولة الإسلامية العبارات اللاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي -وخاصة فيما يتعلق بمقتل الوحيشي- التي يتهم كل طرف منهما الآخر باختراقها من قبل المخابرات الداخلية أو الخارجية.
ويرى دين أن الفئتين ستدخلان في صراع مسلح بينهما في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر.
وفي الآونة الأخيرة كتب لودوفيكو كارلينو الخبير بشؤون الجهاديين اليمنيين يقول إن الدولة الإسلامية والقاعدة في جزيرة العرب ستحاولان على الأرجح استغلال الفراغ الأمني باليمن لزيادة قدراتهما والتخطيط لهجمات على القوات اليمنية والحوثيين وأي وجود غربي ولو صغير لإظهار قوتهما.
وكتب في نشرة آي.إتش.إس جينز الدفاعية الأسبوعية في مارس آذار "من المرجح أن يؤدي نفوذ الدولة الإسلامية المتزايد إلى منافسة أكبر بين الجهاديين في اليمن."


مواضيع مرتبطة
(صور+فيديو) .. روسيا مستعدة لتزويد السعودية بمنظومة صواريخ (اسكندر) معلومات تفصيلية
السيسي يكثف حملته ضد التشدد الجديد في مصر مما قد يطيل أمد عدم الاستقرار
اليونيسف: أطفال اليمن المهمشون عالقون في النزاع
النساء في اليمن - معاناة مروعة في زمن الحرب
السياج مع إسرائيل.. قفزة تدفع بأبناء غزة إلى المجهول
دول الخليج تعد العدة لاحتمال التوصل لاتفاق نووي مع إيران
الخارجية الأمريكية: طفرة في الهجمات الإرهابية وقتلاها في 2014
إسرائيل تجسست على محادثات الغرب مع إيران
وثائق سرية تؤكد تورط واشنطن بدعم تنظيم (داعش)
قوة قطر الناعمة في خطر بفعل فضيحة الفيفا
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية