عبدالله بن عبدالعزيز: عهد لم يخل من الإنجازات

الإثنين 26 يناير-كانون الثاني 2015 الساعة 08 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1542
تسطر الأعمال سير الرجال، فبأعمالهم يعرفون، وبها يتميزون. وكلما عظمت المهمات، تميزت الإنجازات، وباتت السيرة سيرة وطن وشعب، تحتاج إلى مجلدات، وتكتب بماء من ذهب.
هكذا هي سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إذ سيقف التاريخ طويلاً أمام الإنجازات التي حققها على مدى سنوات عمره، والتي مثلت تحولاً تنموياً، لن ينساه السعوديون أبداً.
أرسل في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز 200 ألف مبتعث إلى دول العالم المتقدم، بنى 28 جامعة، و 6 مدن طبية، و 11 مستشفى تخصصي، و32 مستشفى عام، و11 مدينة رياضية، وشبكة طرق حديدية داخل المدن، وتوسعة تاريخية للحرمين الشريفين... وغيرها المئات بل الآلاف من الإنجازات غير المسبوقة لخادم الحرمين الشريفين، والتي سارت بالمملكة في طريق التقدم، وحسنت أداء الاقتصاد الكلي للدولة، ورفعت من تنافسية السعودية عالمياً.

الحرمين الشريفين في وجدانه:
منذ تسلم الملك عبدالله الحكم بعد وفاة أخيه الملك فهد عام 2005، شهدت المملكة الكثير من الإصلاحات الداخلية والإنجازات الاقتصادية، التي ساهمت في تحقيق الرفاهية للمواطن السعودي، وولدت مئات الآلاف من فرص العمل.
كما لن ينسى المسلمون في كل مكان للملك عبدالله، إنجازاته في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وآخرها على هذا الصعيد أمره ببدء التوسعة الكبيرة من المنطقة الشمالية للمسجد الحرام بتكلفة تتجاوز 80 مليار ريال، بعد أن وضع حجر الأساس لأكبر توسعة شهدها الحرم النبوي الشريف على مر تاريخه، ليستوعب أكثر من 1.6 مليون مصل، إلى جانب ما قد تم في عهده من أعمال توسعات للمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات لتسهيل الحج كبنا وتوسعة جسر الجمرات، وتوسعة المطاف بالحرم المكي والكفيل بزيادة الطاقة الاستيعابية من 50 ألف طائف إلى 130 ألف طائف في الساعة، وقطار الحرمين السريع للربط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وقطار آخر للمشاعر المقدسة يربط بين مكة ومنى وعرفات ومزدلفة، وافتتاح مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم.

مدافع عن قضايا الأمة:
لقد كان الملك الراحل نعم المدافع عن قضايا الأمة، حيث نجح بحكمته في تعزيز علاقات بلاده والأمة العربية مع الدول الكبرى والحلفاء والأصدقاء، واعتمد سياسة خارجية رصينة، تعتمد تذويب الخلافات، ومصالحة الفرقاء، إضافة إلى تعزيز التسامح بدعم وإنشاء مركز الحوار بين أتباع الأديان.
كما استطاع خادم الحرمين بحنكته أن يتعامل مع الفئة الضالة واحتوائهم، مما أسهم في استتاب الأمن. وفي المقابل، أطلق مبادرة عالمية لمكافحة الإرهاب، ودعم التضامن الإسلامي والعربي، وتعميق الروابط الأخوية.

الاستثمار في الإنسان ورفاهيته:
آمن الملك عبدالله بأن الثروة الحقيقية لأي أمة هي أبناؤها، فبنى وطناً نواته الشباب السعودي، وترجم توجهه هذا عبر تأسيس جامعات جديدة تجاوز عددها 28، كما توسع في برامج الابتعاث التعليمي للخارج وزيادة رواتب الطلبة المبتعثين إلى الخارج بنسبة 50%، واهتمامه بتقنية النانو بإنشاء مركز لهذه التقنية.
وفي حين دعم مكافحة الفساد، ودشن لها هيئة مستقلة مرتبطة به مباشرة، وجه أيضاً بميزانيات ضخمة لملفات التعليم، والإسكان، والصحة، والنقل، والصناديق الاجتماعية، إلى جانب إصدار نظامي القضاء وديوان المظالم بصيغة جديدة، وتنمية المشاركة السياسية المحلية المتمثلة بمجالس بلدية منتخبة، وإشراك المرأة في الانتخابات، فضلاً عن مشاركتها في مجلس الشورى.
أما المدن المتخصصة، فوصلت في عهده إلى خمس مدن طبية، ومدينة للطاقة الذرية والمتجددة لتوفير مصادر بديلة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة، حيث صدر مرسوم تأسيسها لتسمى (مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة)، فضلاً عن إنشاء 11 مدينة رياضية بمختلف المناطق.
وإدراكاً منه بأن يتحقق للمواطن السكن المناسب، أمر بإنشاء وزارة للإسكان تعنى بهذا الجانب المهم من حياة المواطنين، مع تخصيص مبلغ 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية بجميع المناطق، ما سيسهم- بمشيئة الله- في تمكين المواطن من السكن المناسب.

انفتاح اقتصادي:
منذ انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية عام 2005م، وتأسيس المجلس الاقتصادي الأعلى، أضاف الملك عبدالله صفة الانفتاح الاقتصادي، وعدم الاعتراف بمبدأ الحدود، وغياب مفهوم البعد الزماني والمكاني، وسهل للمستثمرين المحليين والأجانب افتتاح مشاريعهم، عبر تقديم حزمة من الحوافز، مستفيداً من الدور الذي يلعبه الاستثمار الأجنبي في توفير فرص العمل، ونقل التقنية وتوطينها، وتدريب الشباب ورفع كفاءتهم، وإدخال المفاهيم الإدارية الحديثة في الأعمال ذات الطابع الاقتصادي.
إن الحديث عن إنجازات الملك -رحمه الله- في جانبها الاقتصادي يطول، ولا يكفي هذا المقام لحصرها، لكن لا بد من التوقف عند بعض المحطات كإنشاء المدن الاقتصادية في مختلف أنحاء المملكة، ومركز الملك عبدالله المالي، وإنشاء مدينة وعد الشمال الصناعية للاستثمارات التعدينية في عرعر، بالإضافة إلى تبنيه قرارات تتعلق بتحسين ظروف المواطنين والمقيمين المعيشية، عبر زيادة رواتب الموظفين، وزيادة مخصصات المستفيدين من الضمان الاجتماعي ومخصصات المتقاعدين، وخفض أسعار الوقود.
ورافق الحقبة التي قادها الملك الراحل انتعاش لأسعار النفط؛ فساعدت إيراداتها الضخمة على تحقيق نهضة تنموية في كافة المجالات، وطفرة استثمارية كبيرة، خصوصاً في قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات، والبتروكيماويات، والعقارات، والتأمين، والبنوك.
وتمثل هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات والتطوير والتنمية المستدامة التي سطرها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز صفحة مضيئة في تاريخ المملكة، وهي امتداد لما بدأه الملك المؤسس، وحافظ عليه الأبناء، وسيتوارثه الأحفاد، لتتواصل المسيرة من يد قدمت وما توانت, إلى أيد قوية أمينة, فحق لهذا البلد أن يزهو بقائد مسيرته الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والذين سيمضون قدماً في بناء نهضته على أسس راسخة صلبه، تصنع اقتصاداً قوياً، يعززه استقرار أمني وسياسي، يبشر بمستقبل واعد ومشرق بإذن الله.
- ايلاف اللندنية:


مواضيع مرتبطة
أزمة اليمن .. أول اختبار كبير للملك سلمان
تقرير الخارجية البريطانية لعام 2014 .. انتهاكات حقوق الانسان في اليمن طالت مسئولين في الدولة .. (نص التقرير)
بعد الافراج النهائي : أول لقاء عائلي لأسرة مبارك خارج السجن
مقتل جنديين إسرائيليين وواحد من حفظ السلام: العنف يستعر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وجيش الاحتلال يبحث عن أنفاق
الازمات الدولية تنشر تقريرها عن اليمن ... (نص التقرير)
(صوملة) اليمن .. هل باتت وشيكة ؟
من هي ساجدة الريشاوي ولماذا يطالب بها داعش ؟
السيرة الذاتية (الكاملة) لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
باحث في الإسلام السياسي: بنية (الإخوان) باتت (مُخلخلة)... والتنظيم يواجه (الموت البطيء)
القرضاوي حث المصريين على التصعيد : مقتل أربعة وإصابة ضابطي شرطة في ذكرى انتفاضة 2011 في مصر
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية