ربما كان لدى فرنسا الآن رغبة في غزو اليمن

الخميس 15 يناير-كانون الثاني 2015 الساعة 07 مساءً / وفاق برس/متابعات:
عدد القراءات 1829
مجلة ذا ويك .. كتب: بيتر وبر .. ترجمة مهدي الحسني:- أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو فرع التنظيم الإرهابي في اليمن الأربعاء مسؤوليته العملياتية والأخلاقية عن "معركة باريس المباركة". وما قصده زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر بن علي الآنسي ب"المعركة المباركة" هو قتل 10 رسامين ساخرين وضابطي شرطة بدم بارد، بالإضافة إلى المطاردة التي إستغرقت وقتاً طويلاً و أنتهت بمقتل المسلحين الفرنسيين شريف و سعيد كواشي اللذان تم إرسالهما من قبل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وبالمعايير الأمريكية فإن بيان كهذا يستدعي رد فعل.
لا يمكنك تجاهل جماعة تتباهى بإصدار أوامر قتل مواطنين وضباط شرطة، آليس كذلك؟ لكن ردة الفعل قد بدأت.
كما فعلت الولايات المتحدة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 الإرهابية، تتجه فرنسا نحو فرض قيود على الحريات المدنية وتشديد القوانين المتعلقة بالأمن. كما أن مجلس العموم الفرنسي صوت الثلاثاء بأغلبية ساحقة 488 مقابل 1 على مواصلة ضرب الدولة الإسلامية - وكان المسلح الذي نفذ الأسبوع الماضي هجوم إرهابي آخر في باريس على سوق خاص بالأغذية اليهودية قد زعم تحالفه مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
إن ضرب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعد أمر منفصل - تقوم باريس بتوسيع المهمة التي تنفذها، ويشكل تنظيم الدولة الإسلامية تهديد أكير على فرنسا وجيرانها منذ أن سافر ما بين 3,000 - 5,000 مواطن أوروبي إلى سوريا والعراق للقتال مع الجماعة. لكن الرئيس الفرنسي الذي لا يتمتع بشعبية واسعة، فرانسويس هولاند، ربما لديه رغبة إنتقامية في توسيع تدخل بلاده في الشرق الأوسط من خلال غزو اليمن.

عليك هو وحكومته مقاومة رغبة غزو اليمن.
السبب الأول واضح جداً: فرنسا ليست بحاجة إلى هذا النوع من الصداع. اليمن تعيش حالة فوضى، في ظل وجود حرب أهلية مستعرة بين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على العاصمة وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى جانب فصائل سنية أخرى.
إن غياب حكومة مركزية قوية أفضى إلى السماح لتنظيم القاعدة بحرية الحركة في أجزاء واسعة من البلاد - وهذا ما تنطبق عليه قاعدة بوتري بارن الشهيرة بحسب كولين باول (إذا كسرتها فأنت تمتلكها) *
فرنسا لا تريد "إمتلاك" اليمن. الولايات المتحدة بإلتزاماتها العسكرية في أفغانستان والعراق، بعد أكثر عقد من الحروب، تعد قصة تحذيرية - وجيش فرنسا يشكل جزء صغير إذا ما قورن بحجم الجيش الأمريكي - لكن على فرنسا أن تتذكر أيضاً تجربتها الطويلة الدامية مع الجزائر.
السبب الثاني هو أيضاً شيئء بإمكان فرنسا الإستفادة من تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا: الإرهابيون يبحثون عن ردة فعل ويفضلون أكثر ردة الفعل المبالغ فيها. رئيس تحريرأحدى الصحف الصادرة في لندن، عبدالباري عطوان أجرى مقابلة مع أسامة بن لادن عام 1996, وفي كتابه الذي صدر عام 2008, القاعدة التنظيم السري، قال أن بن لادن يريد إستدراج الولايات المتحدة إلى شبكته. في 2007 قدم شرحاً إلى توني جونز عندما إستضافته شبكة ايه بي سي نيوز الأسترالية قائلاً:
"يبدو أن لدى أسامه بن لادن خطة إستراتيجية بعيدة المدى. قال لي شخصياً أنه لا يستطيع محاربة الأمريكان في بلادهم. لكن إن تمكن من إستفزازهم وإحضارهم إلي الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، حيث يمكنه مواجهتم في منطقته، فإنه فعلاً سيلقنهم درساً. يبدو أن غزو العراق جاء ليحقق لأسامة بن لادن أمنيته."
قبل أن توجه فرنسا ضربة عكسية للقاعدة في اليمن أو أي مكان آخر، عليها أن تأخذ بعين الإعتبار أهداف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من عمل كهذا. ثم بعد ذلك تقوم بالعمل الذي يخدم مصالح فرنسا.

  
مواضيع مرتبطة
السعودية تحمي نفسها بخندق وجدار عظيم على حدودها مع العراق
الجنائية الدولية تحقق في جرائم اسرائيل والخارجية الفلسطينية تعتبرها خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة
قالت انها كشفت أول خلية محلية للدولة الإسلامية : إسرائيل تضغط على القوى الخارجية لقطع التمويل عن الجنائية الدولية
تفاصيل قصة مأساوية مثيرة لفتاة يزيدية هاربة من الدولة الإسلامية تبحث عن أهلها
فرحة ممزوجة بالألم لليزيديين العائدين من أسر الدولة الاسلامية
غضب ودعوات للهدوء في الشرق الاوسط بشأن رسوم شارلي إبدو
بين هجومي اليمن وفرنسا.. الحرب المنسية التي انتجت هجوم باريس
التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية.. هذا ما فعله (الربيع العربي) في اليمن
فرنسا: تعديلات منتظرة في عمل المخابرات واليمن في عين العاصفة
بعد هجوم الجمعة : فرنسا تنشر 10 آلاف جندي على أراضيها وتخصص 5 آلاف شرطي لحماية مواقع يهودية
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية