تكررت في الآونة الأخيرة حوادث السطو على مقرات البنوك والمصارف، العامة والخاصة في مدن محافظة حضرموت (جنوب شرق)، بشكل أثار تساؤلات العديد من المتابعين للشأن اليمني، خاصة وأنها جاءت بعد انحسار أهم الحواضن لتنظيم القاعدة في مناطق شمال ووسط البلاد.
ففيما تتحدث الأنباء عن أن عناصر من "القاعدة" هي من تقف خلف تلك العمليات، يستبعد الصحفي صالح أبوعوذل، تلك الفرضية ويرجح وجود أطراف أخرى تدفع باتجاه تزايد عمليات السطو على المصارف والبنوك خاصة في مدن حضرموت وشبوة.
ويرى أبوعوذل، في إفادة خص بها وكالة "خبر"، أن هناك من استغل تدهور الأوضاع التي يعيشها البلد، وحالة الاحتجاجات والهيجان في المحافظات الجنوبية، بهدف الانتقام من كل شيء، وسط عجز السلطات عن إيجاد أي حلول تلامس قضايا الشعب وفي مقدمتها القضية الجنوبية - حد تعبيره.
وطالب الدولة بإيجاد حد لذلك، ووضع الحلول للمشكلات قبل تفاقمها.. مشيراً في السياق ذاته أن البطالة تلعب دوراً أساسياً في ذلك، وأن كثيراً من الشباب استطاع تنظيم "القاعدة" استقطابهم وبالتالي استخدامهم في تنفيذ عمليات من هذه النوعية في حضرموت وشبوة.
مصدر أمني أرجع في تصريحات لوكالة "خبر"، أن تزايد عمليات السطو مؤخراً كان بسبب ما أسماه "تقويض دور الأمن جراء ما قام ويقوم به عناصر الحراك الجنوبي بالمحافظة، من قطع للطرقات وفرض عصيان مدني بقوة السلاح وإغلاق ومهاجمة للمنشآت الخدمية، في الوقت الذي لم تسمح فيه السلطة المركزية لقوات الأمن بالتدخل لفض الاعتصامات أو لمنع ما يقوم به أنصار الحراك من أعمال شغب وفوضى."
وقال: "إن عدم وجود تعليمات أمنية صريحة صادرة من السلطة المركزية أصاب قوات الأمن بالخذلان، الأمر الذي أدى إلى الانفلات الأمني وأتاح الفرصة للقوى الإرهابية والخارجة على القانون للقيام بعمليات مهاجمة البنوك والسطو على عربات نقل الأموال دون أن تواجه أي عائق."
وأكد، أنه في حال ظل الوضع كما هو عليه في حضرموت، فإن المحافظة ستشهد المزيد من عمليات نهب وسرقة للبنوك دون أن تجد أي مقاومة من قبل قوات الأمن.
ويرى مراقبون أن السلطات المركزية تتحمل مسؤولية تزايد عمليات السطو وإباحة أموال القطاعين العام والخاص بحضرموت، بسبب أن تلك الأموال تذهب لتمويل القاعدة، خاصة وأنه لم يتم التحقيق أو إعادة أي من المنهوبات في كل الحوادث، بل وظهور علني لأعضاء في التنظيم، في تلك العمليات.
في آخر عملية سطو استهدفت بنكين، استطاع المهاجمون السيطرة على 52 مليون ريال، وفق مصادر رسمية، وهو ما جعل السياسي المعروف الشيخ حسين حازب يتساءل في منشور على صفحته في "فيسبوك"، فيما إذا كانت حضرموت لا تزال خاضعة لسلطات الدولة أم لا، معرباً عن أمنياته في ألا يكون ما حدث ناتجاً عن تقصير من قبل المسؤولين.
وقال: "ما حصل اليوم في حضرموت من نهب لبنوكها وبريدها وقتل الحارس الوحيد في أحد بنوكها، يطرح سؤالاً مهمًا: هل مازالت حضرموت تحت سيطرة الدوله ولماذا هذه البنوك والبريد بدون حراسة كافية؟؟ لاسيما والاعتداء على البنوك هناك ليس لأول مرة!!!
وأضاف: "المعنيون بالأمن والبنوك مسؤولون عن هذا التقصير الذي أرجو أن لا يكون متعمداً!!".
في السياق ذاته يضع الأديب والكاتب السياسي، عبدالجبار سعد تساؤلاً حول تكرار تلك العمليات، وفيما إذا أصبحت بنوك حضرموت، هي الخزينة العامة لتنظيم القاعدة.
وقال في منشور على "فيسبوك": "هل أصبحت بنوك حضرموت هي الخزينة العامة لتنظيم القاعدة؟
فقد تكررت عمليات نهب هذه البنوك،
مثلما تكررت الهجمات على المعسكرات،
مثلما تكررت الهجمات على مراكز الشرطة،
مثلما تكررت الهجمات على الدوريات الأمنية والعسكرية والجنود والضباط وتصفيتهم.
باختصار.. يا دولتنا الموقرة، لماذا لا تحافظون على البنوك، على الأقل من باب تجفيف المنابع على القتلة والسفاحين؟؟!
أم أن ورا ء الأكمة ما وراءها..!!"
- خبر للأنباء :
