مع اقتراب العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء القادم وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. فان حالة من اليمني حالة من القلق والتوتر تسود في أوساط الشارع اليمني الذي يترقب هذه الانتخابات وبأمل في نجاحها باعتبارها مخرجاً من الأزمة الطاحنة التي أتت على مدى عام كامل على الأخضر واليابس والقت بآثارها السلبية على مختلف جوانب الحياة المعيشية والاقتصادية في البلاد.
ولعل القلق الحاصل مرده أن بعض مسببات الأزمة ما زالت قائمة على الرغم من الخطوات المتقدمة التي تم احرازها حتى الان على صعيد تنفيذ بنود المبادرة الخليجية ‘ بحيث حققت اللجنة العسكرية خطوات جيدة على صعيد إزالة الحواجز والتحصينات العسكرية في كثير من شوارع العاصمة وباقي المدن الرئيسية الاخرى ‘ إلا أنها لم تتمكن بعد من إخراج مجاميع المليشيات القبلية المسلحة من داخل المدن وإعادتهم إلى مناطقهم وقراهم حتى الان .. وهي الخطوة التي تم تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية ‘ ووفقاً لعدد من المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني فإن حالة التوجس وانعدام الثقة بين مختلف الأطراف " الفرقاء " تعد من ابرز العراقيل التي واجهت عمل اللجنة العسكرية .. في حين ما زال الانقسام في صفوف الجيش على حاله ولم يتحقق أي تقدم في هذا الجانب حتى الآن وهي المعضلة التي تم ترحيلها الى مابعد انتخابات 21فبراير .
هذا إلى جانب الأحداث التي تشهدها بعض المناطق اليمنية وبخاصة على صعيد المواجهات مع عناصر تنظيم القاعدة في البيضاء ومناطق آخرى جنوب وشرق البلاد وما يحدث في محافظة صعده على صعيد المواجهات المسلحة بين الحوثيين والسلفيين ‘ كلها أمور تثير قدراً من المخاوف والقلق في أوساط الشارع اليمني من احتمال فشل الانتخابات الرئاسية وانهيار عملية التسوية السياسية للازمة اليمنية ومن ثم عودة البلاد إلى المربع الأول.
أضف الى ذلك ما صدر عن الجماعة الحوثية في صعده من تحذيرات لأحزاب المشترك وفي مقدمتهم حزب الاصلاح من القيام بأي أنشطة سياسية في المحافظة ‘ معتبرة أن قيام تلك الأحزاب بأنشطة من هذا القبيل بما في ذلك الحملة الانتخابية لمرشح التوافق الوطني سيكون لها عواقب وخيمة.
وبحسب ما تناقلته بعض وسائل الاعلام فقد وجه الحوثيون تهديدات صريحة لأحزاب المشترك في هذا الصدد ‘ وكاء في مضمون تلك التهديدات أنه : " في حال القيام بشيء من ذلك سيتعرضون إلى ما لا تحمد عواقبه وستكون مآلاته سيئة على المخالفين".
وهو دا دفع أحزاب المشترك إلى المسارعة في ادانة ورفض تلك التهديدات التي اعتبرتها منافية لأبسط قواعد التعامل السياسي والقبول بالآخر , ومحاولة من جانب الحوثيين لعرقلة سير العملية الانتخابية.
كما أن هناك مخاوف من عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات ‘مما يستدعي أن تقوم الأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة وبخاصة المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني وحزب الإصلاح إلى استشعار دورها الوطني والتحرك السريع وتسخير كافة الامكانيات المتاحة من أجل حشد الناخبين الى صناديق الاقتراع والمشاركة الواسعة في الانتخابات التي يحاول البعض تصويرها وبخاصة من لا يروق لهم عودة الامن والاستقرار لليمن وكأنها أشبه باستفتاء على تولي المشير عبد ربه منصور هادي منصب رئيس الجمهورية .
وعلى صعيد المواقف الإقليمية والدولية قال المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن إن " الانتخابات الرئاسية في اليمن المقبلة تشكل الخطوة الأولى في الرحلة الصعبة " التي يعيشها اليمن .واضاف " سيكون لأي تحول إيجابي في اليمن، من حيث الاستقرار والأمن والتنمية، تأثير جيوسياسي قوي في المنطقة ".
واعرب المدير القطري لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في تصريح ادلى به لشبكة الأنباء الإنسانية ، عن امله في أن يتمكن اليمنيون من تجاوز التحديات الضخمة التي تواجه هذه الانتخابات .
من جانبها اعتبرت واشنطن أن هناك مؤشرات ايجابية في الوضع اليمني عشية الانتخابات الرئاسية ‘مع وجود فرصة حقيقية لانتقال نوعي وبمساعدة آلية الدول العشر ومجلس التعاون الخليجي والدعم الروسي، موضحاً أن الرئيس علي عبدالله صالح سيعود إلى البلاد يوم الانتخابات الثلاثاء المقبل.
ونقلت صحيفة " الحياة " عن مسئول أمريكي قوله إن : " الوضع مشجع. المرحلة الانتقالية تتحرك واليمنيون تكاتفوا بشكل لم يتوقعه أحد".. وأشاد المسئول الامريكي.بدور نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي قال انه قام بأداء جيد جداً بعد نقل السلطات إليه .. معتبراً أن الانتخابات ستكون همزة وصل أساسية في جمع اليمنيين وبناء أسس المرحلة المقبلة.
واضاف المسئول الأمريكي أن الرئيس علي عبدالله صالح ربما يعود الى اليمن يوم الثلاثاء القادم ..
منوهاً بأن الرئيس صالح ذهب إلى الولايات المتحدة الامريكية للعلاج بناءً على اتفاق مسبق .. وقال: " النية كانت في توفير الرعاية الصحية له وأن يغيب عن اليمن في هذا الوقت كي لا يبدو تأثيره عائقاً للعملية المستقلة. هو أدرك ذلك ووضع المصلحة العليا لبلاده فوق كل شيء".
في حين أعبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور/ عبد اللطيف الزياني عن ثقة دول المجلس بقدرة الشعب اليمني على تجاوز المرحلة التي تمر بها اليمن.
وأشار الزياني في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة " البيان الاماراتية" إلى الأهمية الكبيرة التي تكتسبها الإنتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجرى في اليمن الثلاثاء المقبل كونها ستنقل اليمن إلى مرحلة جديدة تحقق المصالحة وتعزز الوحدة الوطنية وتدفع نحو إعادة البناء والتنمية.
وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي:" نحن على ثقة في قدرة الشعب اليمني على تجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد حالياً، وتمسكه ببنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من أجل الوصول إلى انتقال سلمي للسلطة يحقق تطلعات الشعب اليمني ويحفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن.
وأوضح أن الأمانة العامة لمجلس التعاون على تواصل مستمر مع مختلف القوى السياسية والمسؤولين اليمنيين وفي مقدمتهم نائب رئيس الجمهورية المشير عبدربّه منصور هادي ورئيس الوزراء لمتابعة التطورات في اليمن الشقيق.
