محلل سياسي: أحداث 2011 في اليمن امتداد لمؤتمر (خمر الأول)

أكد الصحفي والمحلل السياسي اليمني أحمد الحبيشي، أن الأحداث التي عصفت باليمن، العام 2011م جاءت كامتداد لأزمة الثورة والجمهورية التي عاشها البلد في ستينات القرن العشرين، إبان الثورة ضد حكم الامامة في الشمال، مذكراً في السياق ذاته بالمؤتمر القبلي الأول الذي عقد بمنطقة "خمر" العام 1965م بعد ثلاث سنوات على اندلاع الثورة.
وقال الحبيشي في مقال له نشره على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" معلقاً على اتصال أجراه معه الإعلامي ناجي الحرازي إبان أحداث 2011 من مقر عمله في قناة العربية: إن ما يجري في صنعاء ليست ثورة، بل هي أوليغارشيات تتصارع على تقاسم السلطة والثروة عمودياً وأفقياً.
وتابع: في تلك الفترة قام الرجعيون والمنشقون عن النظام الجمهوري بوضع مخطط الاستيلاء على الثورة والجمهورية وتجويفهما شكلاً ومضموناً، بواسطة مخيمات مؤتمر خمر عام 1965م، وبرعاية وتمويل الشيخ عبدالله الأحمر والإخوان المسلمين في اليمن.. وتم لهم ذلك خلال عامين من الصراع حول شكل ومضمون الجمهورية في الشطر الشمالي من الوطن."
وأضاف الحبيشي، إن من أسماهم "أوليغارشيات" أوليغارشيات آل الأحمر وحلفائهم من الإخوان المسلمين والمنشقين عن النظام، واصلوا من خلال مخيمات ساحة جامعة صنعاء، (المرحلة الثانية من مؤتمر خمر)، بهدف استكمال الاستيلاء غير المنقوص على الثورة والجمهورية، ومصادرة الوحدة والسلطة والثروة، وتفريغ الديمقراطية التعددية وحقوق الانسان من محتواها في عموم الوطن شمالاً وجنوباً، وإقصاء وترحيل كل الذين كانوا ـــ ولا يزالون ـــ يعرقلون مشروع قيام دولة مؤتمر خمر الأول، منذ رحيل القوات المصرية في خريف عام 1967م، حتى تدشين المحاولة الانقلابية الثانية في (ربيع) عام 2011م."
وجدد الحبيشي تأكيده على أن ما حدث داخل مخيمات ساحة جامعة صنعاء وسجون الفرقة الأولى المدرعة وأنفاقها السرية في (ربيع) عام 2011، هو مسرحية جديدة استهدفت إعادة إنتاج (مؤتمر خمر 1) بنسخة ثانية وبشعارات جديدة ومخادعة- حد تعبيره.
وقال: "لاحظت حرص ممولي ومخرجي مسرحية 11 فبراير 2011 العبثية، على بث خطب مسجلة للمرشد الروحي للإخوان المسلمين في اليمن محمد محمود الزبيري، وصف فيها قادة ثورة وجمهورية 26 سبتمبر بالاستبداد وتعطيل الشريعة الاسلامية، وطالب بضرورة الرحيل الفوري للقوات المصرية من اليمن، ورحيل رئيس الجمهورية المناضل الوطني الكبير عبدالله السلال من السلطة ومحاكمته، وحل الجيش الجمهوري النظامي، وتسليم قيادة الدولة والجيش والأمن والمجتمع لمشايخ القبائل، وعلى رأسهم مشايخ حاشد، على نحو ما كان عليه (مؤتمر خمر الأول ) عام 1965م."
وأشار الرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة 14 اكتوبر الصحفية "إلى سبق الأديب والكاتب محمد ناجي أحمد، في توصيف مخيمات ساحة جامعة صنعاء عام 2011م بمؤتمر (خمر 2)، حيث كان متحفظاً في تعريف ما حدث أمام نصب جامعة صنعاء أو ماعرف حينها بـ"ثورة 11 فبراير"، ولم يهرول إلى ساحة (مؤتمر خمر 2) الذي رعاه في عام 2011م، برنارد هنري ليفي، وأكمل فصوله الانقلابية الجديدة المبعوث الأممي جمال بنعمر، فيما اعترف المرتزق الدولي بوب دينارد في مذكراته الشخصية، وفي شهادة مباشرة أدلى بها أمام عدد من المثقفين اليمنيين ـــ كنت حاضراً بينهم ـــ أثناء زيارته صنعاء عام 2005م، بأنه كان قريباً من المكان الذي انعقد فيه مؤتمر خمر في عام 1965م، وحريصاً على المشاركة في خدمة قراراته وإخراج القوات المصرية من اليمن بكل الوسائل الممكنة!!"
وأوضح الحبيشي عن علاقة منظمة "ايباك" الصهيونية الأمريكية وعلاقتها بمواقف الولايات المتحدة تجاه اليمن والعام العربي والشرق الأوسط مؤكداً أنها تمر من مقر المنظمة، منوهاً إلى الربط بين تردد قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" في اليمن وتكتل اللقاء المشترك إلى تلك المنظمة.
وأردف: "أدركت بعد عشرين عاماً، لماذا كان قادة الاخوان المسلمين وأحزاب (اللقاء المشترك) وتوكل كرمان وسمير جبران وخالد الآنسي وعبدالله صعتر وعبدالحكيم هلال، وغيرهم من الناشطين والبرلمانيين والدعاة الاخوانيين في اليمن، يتهافتون على أداء (العمرة والزيارة) دائماً في مقر منظمة (ايباك) الصهيونية في واشنطن، أثناء ترددهم الملحوظ على الولايات المتحدة الأميركية، طوال العقد الأول من الألفية الثالثة للقرن الحادي والعشرين!!؟؟"