نشرت إحدى الصحف الأجنبية، على لسان مصادر عربية قريبة من الأسرة الحاكمة في قطر، سعى الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، جدّيا في كيفية إيجاد موقع للشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق، يعوّضه عن اضطراره إلى التخلي عن كلّ مناصبه، وأوضحت أن أمير قطر السابق يسعى إلى أن يصبح حمد بن جاسم أمينا عاما للأمم المتحدة خلفا للكوري الجنوبي بان كي مون الذي تنتهي ولايته آخر سنة 2016.
وأثار هذا الأمر ردود أفعال واسعة، حيث علق السفير جلال الرشيدي، سفير مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقا، على اعتزام وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، قائلا إنه "شخصية ليست لها خلفية طيبة وعمله كان يقتصر على بناء المؤامرات الدولية ودعم الإرهاب، ويمثل دولته الضلع المؤسس للإرهاب بالمنطقة العربية".
وأضاف الرشيدي، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أنه "من حق جاسم الترشح لمنصب أمين عام الأمم المتحدة ولكنه سيمثل إساءة كبيرة للأمم المتحدة وميثاقها، نظرا لدوره المخرب بالسياسة الخارجية القطرية مع مصر ودول الخليج"، مشيرا إلى أن "معايير الترشح لهذا المنصب تعتمد على شغل مناصب مهمة ومن ثم يوافق عليه مجلس الأمن".
وتساءل سفير مصر بالأمم المتحدة عن إمكانية نجاح جاسم في هذا المنصب، وقال: "إذا حصل عليه، هل سيكون جديرا بأن يكون ممثلاً عن العرب؟"، موضحا أن "دولة قطر الآن لا تعمل من أجل العرب".
وأضاف: "قد لا تكون مفاجأة إذا استعملت قطر نفوذها ليحصل على هذا المنصب وزير الخارجية القطري ، كما فعلت لاستضافة مونديال 2022، لاسيما أن هذا المنصب أصبح ليس كما كان عليه منذ قبل ويتم حسب معايير واضحة".
ومن جانبه، أكد الدكتور محمود منصور ، رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية،بمصر أن "المعايير التي من المفترض أن تتوافر بالمرشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة أبعد ما تكون عن شخص حمد بن جاسم"، لافتا إلى أن "جاسم به مشكلة نفسية، حيث يظن أن ثروته كفيلة بأن تضعه في أي منصب".
وقال منصور، في تصريحات لـ"صدى البلد" المصري، إن "المرشح لهذا المنصب يجب أن يتمتع بقبول دولي وعربي وامتيازات في شئون العلاقات الدولية وأن يكون منتميا لدولة لها قدراً وقامة في محيطها الإقليمي الدولي ومؤثرة بشكل إيجابي فيمن حولها، وليست داعمة للإرهاب في الوطن العربي، وجميع هذه الاعتبارات لا تنظبق على شخص حمد بن جاسم، حيث إن مهمته هى تخريب الشرق الأوسط".
وأضاف: "قد يكون الحديث حول ترشح وزير الخارجية القطري الأسبق لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا لبان كي مون أحد المداعبات التي تسوقها المخابرات الأمريكية لدى جاسم لتشعره بأن لديه مكانا آخر ليستكمل مهمته، وهى تفكيك الشرق الأوسط وهدم الدول العربية".
كما لفت رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية إلى أن "بن جاسم أضعف قرارات الجامعة خلال هذه السنوات التى تواجد فيها لأنه كان بمثابة شيطان، حسب وصفه، استطاع أن يشترى بالمال ذمم كثيرين عاثوا فى الأرض فسادا بالنيابة عن أمريكا والغرب".
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور معتز سلامة، الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن "اعتزام ترشح وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة يرجع إلى أدائه المرضى عنه من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما تاريخه بأنه الشاهد الوحيد على انقلاب الأمير القطري السابق حمد بن خليفه على والده".
وقال سلامة، إن "علامات الاستفهام التى تدور حول قطر فى دعم الإرهاب، ونشر الفوضى الخلاقة فى منطقة الشرق الأوسط، تمثل حساسية لدى الدول العربية فى دعمها لحصد هذا المنصب، الذى يمثل دورا محوريا فى بعض القضايا الإقليمية والدولية على مستوى العالم، لاسيما أن بعض الدول العربية لا تراه بريئا من الانهيارات التي لاحقت العالم العربي جراء دعم بلاده للتنظيمات الإرهابية".