أمريكا ترفض تغيير إستراتيجيتها في أفغانستان بالرغم من الشكوك التي تخيم عليها
الثلاثاء 28 فبراير-شباط 2012 الساعة 09 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1577
لازالت الشكوك تخيم على إستراتيجية الولايات المتحدة وشركائها في حلف الأطلسي بسبب الاحتجاجات الواسعة على احراق المصاحف الشريف وتزايد المواجهات والصدامات بين القوات الأميركية مع المواطنين الأفغان وعمت حالة الغضب أرجاء العالم الإسلامي حيث أدت المظاهرات الغاضبة التي اجتاحت كافة أنحاء أفغانستان منذ قيام جنود امريكان بإحراق المصاحف
في قاعدة باجرام وهذا ما أسفر عن مقتل نحو ثلاثين محتجا وجرح مائتين آخرين الأمر الذي ضاعف النقمة ضد قوات الناتو وتسبب في تزايد القلق بشأن مستقبل قتال الولايات المتحدة في أفغانستان في الأيام الأخيرة مع احتدام الاحتجاجات بشأن احراق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة عسكرية أمريكية وبعد مقتل ضابطين أمريكيين بالرصاص داخل وزارة الداخلية الأفغانية وهذا ما دفع حلف شمال الأطلسي إلى سحب المستشارين من الوزارات في كابول.
ورغم اعتذار الرئيس الأمريكي أوباما عن فضيحة "إحراق المصاحف" على يد جنوده إلا أن إعلان قوات الناتو عن إجراء تحقيقات في انتهاكات سابقة وعدم نشر نتائجها أو معاقبة مرتكبيها دفع الكثيرين من الأفغان للإصرار على الانتقام لانتهاك حرمة مقدساتهم بأنفسهم, ولذا يتوقع انضمام أعداد كبيرة منهم لحركة طالبان, ما ينذر بتصاعد الخسائر في صفوف القوات الأمريكية, وبالتالي مضاعفة مأزق أوباما في عام انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقد سلطت الضوء على التحديات التي ما زالت تواجه قوات الناتو في افغانستان تبني حركة طالبان للهجوم الانتحاري الذي ووقع الأسبوع الماضي وادى الى قتل تسعة اشخاص في شرق افغانستان وهذا يؤكد استمرار التحديات في الوقت الذي تسعا فيه أمريكا لخفظ قواتها الاجنبية و سحب معظم القوات القتالية بحلول نهاية2014
وفي هذا السياق صرح مسئولون امريكيون بان ادارة الرئيس باراك اوباما لن تحيد عن خططها للقيام بدور استشاري في افغانستان على الرغم من قتل مستشارين امريكيين في مطلع الاسبوع وهو ما أكد الاخطار التي سيواجهها الجنود الاجانب مع توجههم لتدريب القوات الافغانية.
وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية/البنتاجون/ للصحفيين في مقر الوزارة "لن نترك الإحداث المؤسفة والمفجعة التي وقعت خلال الأسبوع المنصرم تؤثر على وجهة النظر البعيدة المدى التي نتحلى بها ويبدو ان هذا الهجوم اللفظي للبنتاجون الذي ردد التصريحات التي ادلى بها قبل يوم ريان كروكر سفير الولايات المتحدة في أفغانستان يهدف الى الحد من التكهنات بان إعمال العنف قد تدفع القادة العسكريين الأمريكيين للتخلي عن المسار الذي يفترض ان يتم فيه بشكل تدريجي انهاء الدور القتالي للقوات الأمريكية وإسناد القيادة للقوات الافغانية.
من جانبه قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي يوم الثلاثاء إن تركيز الحلف يجب أن يظل منصبا على تعزيز الاستقرار في أفغانستان رغم الاحتجاجات والعنف الذي هيمن على الدولة عقب حرق مصاحف في احدى قواعده.
وقال اندرس فو راسموسن خلال ندوة للحلف في واشنطن "رغم مأساوية هذا الحادث والتحديات التي نواجهها يجب ألا ينصرف انتباهنا عن هدفنا وهو استقرار أفغانستان هذا من مصلحتنا جميعا.. يجب ان يظل هذا محور تركيز جهودنا المشتركة.
من جانبه اعتبرها قائد قوات المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان "إيساف" الجنرال جون غلطة وذلك في مسعى منه لامتصاص حالة الغضب التي سادت البلاد، وتمثلت في مظاهرات خرجت في كافة مناطق افغانستان وقال أن قضية حرق المصاحف لا تمثل الهوية الحقيقة لقواته التي ما تزال تعاني من تبعات قضية الفيديو الذي يظهر قيام عدد من جنود الجيش الأمريكي بالتبول على جثث لمقاتلين أفغان.
من جهته قال شيخ الازهر ان حرق المصاحف خط أحمر وعلى أمريكا الرحيل ورغم هذا فقد ادت قضية حرق المصاحف التي يقوم بها متطرفون من مختلف الأديان بالولايات المتحدة إلى حالة من التحول إلى الدين الإسلامي الحنيف بالولايات المتحدة وأثبتت في النهاية أنها قدمت دعاية مجانية للتعرف على الإسلام في الولايات المتحدة بعد أن أكدت الإحصاءات زيادة الدخول في الإسلام منذ بداية الحملة المتطرفة للدعوة إلى حرق المصحف الشريف حيث رصد تقرير صحفي تزايدًا في حالات اعتناق الإسلام بمختلف أنحاء البلاد حرق المصاحف
حيث أكد محمد ناصر مدير المركز الإسلامي التابع لمنطقة واشنطن الكبرى التي تضم خمس مناطق من ميريلاند وفرجينيا والعاصمة واشنطن أن نحو 180 أمريكيا بين رجل وامرأة وبأعمار متفاوتة اعتنقوا الإسلام تزامنا مع وقع التهديدات بحرق نسخ من القرآن الكريم وصخب الاعتراض على إقامة مسجد بيت قرطبة في جراوند زيرو في نيويورك.
| 
