يوم القدس العالمي ... إطلاق ( للقضية ) من أغلال التعاطي الرسمي
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
منذ نشؤ فكرة يوم القدس العالمي ضلت هذه المناسبة تلقى تفاعلا شعبيا متزايدا في مختلف بلدان العالم بما فيها بلدان غير عربية او اسلامية , وقد شهد العامين الماضيين تفاعلا مميزا مع هذه المناسبة , حيث توسعت المشاركة الشعبية بشكل ملحوظ في البلدان التي كانت تشهدها من قبل , و بداءات بلدان اخرى بإحيائها لم تكن تحييها او لم تكن تحييها بشكل ملحوظ من قبل مثل دول المغرب العربي و اليمن وحتى بعض البلدان الاوربية .
في اليمن كان التفاعل الشعبي كبيرا ولا ابالغ اذا قلت انه كان مفاجئا للجميع , وهو ما يلحظ في المسيرة التي نظمت العام الماضي فقد كانت عقب صلاة الجمعة وعادة يميل اليمنيون الى بداء الحركة في نهار رمضان من ما بعد صلاة العصر ومع ذلك احتشد للمسيرة عددا كبير مع ان الدعوة للاحتشاد لها لم تكن بالمستوى الكبير . كما ان العديد من الفئات اكاديمية واعلامية واجتماعية قد كان لها تفاعل ملحوظ مع المناسبة , والامر ليس غريبا وان كان مفاجئا فقضية القدس الشريف تلقى اهتماما مميزا من كل اليمنيين , وهم يعتبرونها قضيتهم كما هي قضية لإخوانهم الفلسطينيين ولسائر المسلمين تماما .
كان اختيار اخر جمعة من كل شهر رمضان المبارك كيوم عالمي للقدس " يوم القدس العالمي " هي فكرة الامام الخميني رحمه الله تعالى , وكانت بالفعل فكرة رائده , اولا : لأنها اطلقت قضية القدس - وبالتبعية قضية الارض العربية الاسلامية المحتلة التي تمثل القدس رمزا لها - من اغلال التعاطي الرسمي من قبل حكومات الدول التي كانت تتعاطى معها بمداهنة الى فضاء التعاطي الشعبي مع القضية والذي لا قبول لديه للمداهنة فيها , وثانيا : كونها فكرة تمكنّت بقدر كبير في تحريك القضية على مستوى دولي , وتم التفاعل معها في غير عاصمة على مستوى العالم . ولاشك ان رسالة الحشود التي اصبحت تجتمع للمناسبة هي رسالة واضحة بان القدس لاتزال قضية اولى لتلك الحشود رغم كل محاولات تقليصها او زحزحتها الى الوراء بين قضايا الامة الاسلامية وقضايا الاحرار في العالم .
تمكن العدو الصهيوني عن طريق الدول المتحالفة معه وخصوصا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من التحكم في تعاطي اغلب الحكومات في العالمين العربي والاسلامي و سائر العالم , وبحيث تحول تعاطيها مع قضية الارض المحتلة عموما وقضية القدس خصوصا الى تأصيل للوجود المحتل في الارض العربية الاسلامية المحتلة وليس العكس , ووصل الامر الى ان أمنّ الكيان الاسرائيلي من أي اعمال او مواقف جاده تكون ضارة عليه من كل الحكومات الرسمية المعنية اذا استثنينا ايران وسوريا .
ضل التهديد الذي يحسب حسابه الكيان الاسرائيلي هو من الجانب غير الرسمي أي الشعبي , وهو ما بداء باستهدافه عبر مخططات تنفّذ داخل الشعوب العربية والاسلامية , سواء بخلق عدو بديل هو " الارهاب " توجه اليه - تحت ضغط الحليفة الاولى للكيان الاسرائيلي الولايات المتحدة - كل الطاقات والقدرات الرسمية والشعبية التي يمكن ان تمثل خطرا على الكيان الاسرائيلي اذا ما وجهة له . وكذلك العمل على مسانده الاوعية الشعبية النشطة لتحلّ محل الحكومات الرسمية وبالتالي حرمان الحركة الشعبية من قدر مهم من زخمها الضار للكيان الاسرائيلي وهذا من جهة , ومن جهة ثانية تكبيل تلك الاوعية بالاتفاقيات والترتيبات التي تمت مع الحكومات التي حلّت محلها ( السابقة ) وبحيث لا تتمكن من الاستمرار في القيام بأعمال او اتخاذ مواقف ضارة على الكيان الصهيوني من موقعها الجديد .
في ضوء ذلك تعتبر مناسبة يوم القدس العالمي - الملتصقة بالشعوب - مناسبة في غاية الاهمية نظرا لأنها تضمن بقاء القضية حيّة مهما حصل من الالتفاف عليها ومهما تم من استقطاب للأوعية الناشطة وتقييدها . فيوم القدس العالمي هو يوم شعبي بامتياز وسيضل كذلك , والشعوب هي الوعاء الصادق والذي لا يمكن تحجيّمه او منعه من المطالبة ومن النضال حتى استعادة حقه ,وخروج هذا الكيان الغاصب من الارض التي يحتلها بالكامل بأذن الله عز وجل .

Alsharafi.ca@gmail.com


في الجمعة 02 أغسطس-آب 2013 02:34:27 ص

تجد هذا المقال في وفاق برس
http://wefaqpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://wefaqpress.com/articles.php?id=595&lng=arabic