أكد رجل الأعمال محمد الأمين، رئيس مجلس إدارة قناة "سي بي سي" المصرية الخاصة التي يُذاع من خلالها برنامج "البرنامج" الذي يقدمه الإعلامي الساخر باسم يوسف، أنهم سمحوا لباسم بأن يقوم بتسجيل الحلقة الأولى وعرض ما يريده، ولكن ردود الأفعال الغاضبة التي جاءت بعد الحلقة، دفعتهم إلى تحذيره، خاصة أن ما جاء بها يخالف ميثاق الشرف الإعلامي.
وأشار الأمين خلال اتصال أجرته معه قناة "العربية"، إلى أنه في حال عُرضت الحلقة التي لم تذع أمس الجمعة، على "يوتيوب" بالمخالفة للتعاقد، سيتم الرجوع على باسم يوسف بالإجراءات القانونية.
وأوضح أن البيان الخاص بالقناة كان واضحا، فهو لم يتحدث عن إلغاء للبرنامج، ولكنه تحدث عن تعليق عرض الحلقات، لحين حل المشكلات الفنية والتجارية.
وحول العلاقة بين باسم والقناة في حال أصر يوسف على موقفه، أكد رئيس مجلس إدارة القناة المستقلة، أن العلاقة بينهم كقناة وبين باسم يوسف ستنتهي في حال أصر على موقفه ومخالفة العقد، مضيفا: "لم ننتقص من حرية الإعلام بالقرار الذي اتخذ بتعليق حلقات البرنامج".
وكشف موقع "العربية.نت" بعض ما جاء في الحلقة الثانية التي لم تذع مساء أمس الجمعة، بعد أن تم تسجيلها مساء الأربعاء، حيث تحدث فيها باسم يوسف عن الأزمة القائمة بين البرنامج، وبين الإعلام المصري، كما تطرق يوسف إلى البيان الذي أصدرته القناة وهاجمت فيه إيحاءاته، كما أن القناة عادت لعرض المسلسلات التركية بعد أن وقفتها، رغم أن تركيا لم تعتذر لمصر، وهو ما جعل يوسف يتساءل عن الثوابت التي تدعيها القناة، بالإضافة لتخصيص فقرة كاملة عن إحدى القنوات الإخبارية.
- وكانت "سي بي سي" قررت يوم الجمعة إيقاف عرض برنامج "البرنامج" الذي يقدمه المذيع الساخر باسم يوسف لعدم التزامه بـ"السياسة التحريرية" للقناة فيما استنكرت حركة "شباب 6 أبريل"، هذا القرار معتبرة أن حرية الإعلام تراجعت "في النظام العسكري الجديد".
وقالت القناة في بيان أن مجلس إدارتها قرر "إيقاف إذاعة برنامج "البرنامج" بسبب إصرار منتج البرنامج ومقدمه في الاستمرار بعدم الالتزام بالسياسة التحريرية لقنوات سي بي سي".
وأضافت انها قررت "ايقاف اذاعة برنامج "البرنامج" لحين حل المشكلات الفنية والإدارية والتجارية الخاصة بالبرنامج".
ووجه يوسف -الذي يوصف بأنه الشبيه المصري للإعلامي الأمريكي الساخر جون ستيوارت- انتقاداته الساخرة الأسبوع الماضي إلى الحكومة الجديدة التي يدعمها الجيش وتطرق في نكاته إلي صعود شعبية الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة كما لمح إلى أنه القائد الفعلي للبلاد وأنه لا أحد يعرف اسم الرئيس المؤقت عدلي منصور.
ودأب يوسف على توجيه انتقادات لاذعة في برنامجه إلى الحكام الإسلاميين الذين عزلهم الجيش وعاد إلى الظهور على شاشة سي بي سي يوم الجمعة الماضي للمرة الأولى منذ عزل الرئيس محمد مرسي في تموز /يوليو.
من جانبها استنكرت حركة «شباب 6 أبريل»، مساء الجمعة، قرار قناة «سي بي سي» وقف حلقة برنامج «البرنامج» لمقدمه باسم يوسف، واعتبرت أن حرية الإعلام تراجعت «في النظام العسكري الجديد» بعد احتجاجات 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي.
وكتبت «شباب 6 أبريل»، في حسابها على «تويتر»: «إلغاء حلقة باسم يوسف على قناة سي بي سي، تعني تراجع حرية الإعلام في مصر من بعد 30 يونيو، وأن القنوات تدار بأوامر أمنية ومخابراتية».
وكانت شبكة قنوات «سي بي سي» أعلنت، مساء السبت الماضي، رفضها بعض محتويات حلقة برنامج «البرنامج»، التي قدمها الإعلامي باسم يوسف مساء الجمعة، حرصًا منها على عدم استخدام ألفاظ أو إيحاءات تستهزئ بمشاعر الشعب، ورموز الدولة المصرية.
وقال مجلس إدارة الشبكة، في بيان أذاعته الإعلامية لميس الحديدي، مقدمة برنامج «هنا العاصمة»: «تابعنا ردود الفعل الشعبية التي أعقبت عرض الحلقة الأخيرة من برنامج (البرنامج) تقديم الإعلامي باسم يوسف، والتي جاءت في معظمها رافضة لبعض ما جاء في هذه الحلقة».
في حين أغضب قرار إيقاف البرنامج مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك، وطالب البعض بمقاطعة قناة "سي بي سي" التي اتهموها بتقييد حرية الرأي والتعبير.
والأربعاء، شهد المسرح الذي يجري فيه تصوير برنامج باسم يوسف اشتباكات بين مؤيديه ومعارضيه ومعظمهم من أنصار الجيش.
والعام الماضي جرى أيضا إيقاف بث الحلقة الثانية من برنامج باسم يوسف على ذات القناة، لتجد الحلقة الممنوعة من العرض طريقها إلى موقع يوتيوب الذي بدأ منه باسم يوسف برنامجه إبان الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في 2011.
- أنباء موسكو:
