يعود للقاهرة يوم الاربعاء السفير التركي لدى مصر بعدما استدعته انقرة الشهر الماضي عقب حملة ضد انصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لكن مصر قالت إنها لن تعيد سفيرها إلى تركيا حتى توقف انقرة "التدخل" في شؤونها.
وتدهورت العلاقات بين انقرة والقاهرة لكنها لم تصل إلى حد قطعها منذ اطاح الجيش بمرسي في يوليو تموز في اعقاب احتجاجات عارمة. ولجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي روابط وثيقة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
وكانت تركيا من أشد المنتقدين على الساحة الدولية لعزل مرسي ووصفتها بانها "انقلاب غير مقبول" كما حثت مجلس الامن التابع للامم المتحدة مرارا على التدخل.
وقال مسؤول تركي كبير إن السفير التركي الذي جرى استدعائه بعد مقتل اكثر من 600 شخص عندما فضت قوات الامن اعتصامي رابعة والنهضة يوم 14 اغسطس آب سيعود إلى القاهرة مساء يوم الاربعاء.
لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية المصرية قال إن السفير المصري الذي استدعته الحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش من انقرة ردا على الخطوة التركية لن يعود حتى "يتوقف المسؤولون الاتراك عن التدخل في الشؤون الداخلية لمصر .. وعندها سيكون لكل حادث حديث."
وبينما من غير المرجح ان تشير الخطوة التركية إلى اي تخفيف في موقف انقرة يقول بعض المسؤولين الاتراك إنها مهمة بالنسبة لتركيا للحفاظ على الاعراف الدبلوماسية مع اكبر بلد عربي.
والعلاقات بين تركيا ومصر تشهد مأزقا دبلوماسيا. وتقول انقرة انه في الوقت الذي لا تعترف فيه رسميا بالحكومة المصرية الحالية فإنها ستتعامل معها.
- من جانبها ،أعلنت وزارة الخارجية المصرية الأربعاء أن السفير المصري لدى تركيا، عبدالرحمن صلاح، والذي تم استدعاؤه إلى القاهرة، في وقت سابق من الشهر الماضي، لن يعود إلى أنقرة في الوقت الراهن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، إن مصر كانت قد قامت باستدعاء السفير صلاح من أنقرة لـ"التشاور"، وإن الجانب التركي هو الذي قام باستدعاء سفيره من القاهرة، بعد الخطوة المصرية.
يأتي هذا الموقف من جانب الخارجية المصرية قبل ساعات من عودة السفير، حسين عوني، إلى القاهرة، حيث يُتوقع وصوله في وقت مبكر من صباح الخميس، بعد نحو ثلاثة أسابيع من استدعائه إلى أنقرة لـ"التشاور" ايضاً.
وفي رده على سؤال حول الموقف بالنسبة للسفير المصري لدى أنقرة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن قرار استدعاء السفير التركي، كان قراراً للخارجية التركية، كما أن قرار إعادته مسألة تخص المسؤولين في أنقرة.
وشدد الدبلوماسي المصري، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، على أن "الموقف المصري يبقى كما هو"، وأضاف أنه "إذا حدث تغير في الموقف المصري، فسيتم الاعلان عنه في حينه."
واختتم عبدالعاطي تصريحاته بقوله إن السفير المصري، في الوقت الراهن، موجود في القاهرة.
وشهدت العلاقات بين مصر وتركيا توترات بعد تصريحات لمسؤولين وشخصيات رسمية في أنقرة، أظهرت دعماً للرئيس "المعزول"، محمد مرسي، ولجماعة الإخوان المسلمين.
- المصدر/ رويترز + سي ان ان: