معارك كلامية بين واشنطن ودمشق تسبق قاذفات الطائرات وموقف أوباما المذبذب يعرضه للسخرية

الأربعاء 04 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 08 مساءً / وفاق برس:متابعات
عدد القراءات 1167
حرب كلامية وتصريحات متبادلة بين واشنطن ودمشق، كلها تسير فى اتجاه واحد، المزيد من التهديدات الأمريكية بشن عملية عسكرية، وفى المقابل تحذيرات سورية بأنهم لن يغيروا مواقفهم، حتى وإن اندلعت حرب عالمية ثالثة.

فى ستوكهولم عاصمة السويد، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أنه واثق من أن نظام الرئيس بشار الأسد قد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السورى، مؤكداً أن عدم الرد على الهجوم يزيد من احتمال وقوع هجمات مماثلة، وأضاف خلال مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء السويدى، فريدريك رينفيلت، أن المجتمع الدولى لا يمكن أن يبقى صامتاً أمام ما يجرى فى سوريا.

وأعرب أوباما عن ثقته أن الكونجرس سيوافق على توجيه ضربة للنظام السورى، مشيراً إلى أنه لم يكن مجبراً على طلب التفويض بالضربة ضد النظام السورى من الكونجرس، كما أكد أوباما أنه لن يكرر الأخطاء التى ارتكبت فى العراق مع استعداد بلاده لشن عمل عسكرى محتمل ضد سوريا. وقال، "لقد عارضت الحرب فى العراق، ولا أريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا على معلومات استخباراتية خاطئة"، لافتاً إلى أن الأزمة السورية تعرض مصداقية المجتمع الدولى والكونجرس الأمريكى للخطر. وأضاف، "مصداقيتى ليست معرضة للخطر، مصداقية المجتمع الدولى هى المعرضة للخطر".

ووأوضح أوباما أن "مصداقية أمريكا والكونجرس معرضة للخطر، لأننا نتحدث كثيراً عن أهمية الأعراف الدولية" المتعلقة بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية.

وفى دمشق، أكد نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد أن سوريا لن تغيّر موقفها تحت وطأة التهديدات بضربة عسكرية غربية محتملة ضدها، وإن أدى ذلك إلى اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وقال المقداد، "الحكومة السورية لن تستسلم ولو شنّت حرب عالمية ثالثة، ولا يمكن لأى سورى التنازل عن سيادة واستقلال سوريا"، مؤكداً أن دمشق اتخذت "كافة الإجراءات للرد على أى عدوان".

وكان زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى قد توصلوا لاتفاق ليل الثلاثاء الأربعاء، على مسودة تفويض لاستخدام القوة العسكرية فى سوريا، ويضع مشروع القرار حداً زمنياً 60 يوماً للعمل العسكرى فى سوريا مع جواز مدّه مرة واحدة لمدة 30 يوماً بشروط معينة، ويتضمن المشروع، كما ورد فى مسودة الوثيقة، بنداً يحظر أى استخدام للقوات المسلحة الأمريكية على الأرض فى سوريا.

هذا وربما يكون موقف الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، "المتردد" من العدوان على سوريا، أخطر على الولايات المتحدة الأمريكية من تهديدات القاعدة، حيث تحول "أقوى رجل فى العالم" على حد وصف وكالة أنباء رويترز، إلى مادة دسمة للسخرية، بسبب موقفه المذبذب من شن ضربة ضد نظام الرئيس السورى، بشار الأسد، الأمر الذى قد يقوض مصداقية واشنطن فى الشرق الأوسط.

وأبرزت الوكالة تناول الصحافة العربية وخاصة الخليجية لشخصية أوباما "أقوى رجل فى العالم"، حيث نقلت عن صحيفة "الشرق" السعودية كاريكاتير يسخر من الرئيس الأمريكى، ويؤكد أن تهديداته بضرب سوريا لن تتعدى "اللفظ"، وفى الوقت نفسه يظهر فى الكاريكاتير بشكل جاد قائلا: "سنضرب بكل قسوة"، إلا أن الصحيفة تساءلت "متى؟"، معلقة "بعد يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة أو عشر سنوات أو.. تعرفوا تعدوا لحد كام؟".

وتعكس السخرية شكوكا بين أصدقاء واشنطن وخصومها على حد سواء فى الشرق الأوسط، فى أن إحالة أوباما قرار القيام بعمل عسكرى للكونجرس هى بالتأكيد علامة ضعف وخطوة تهز مصداقية إدارته بشكل غير مسبوق فى المواجهة مع سوريا وإيران.

وأثار قرار أوباما المفاجئ السبت الماضى بوقف خطط معاقبة الأسد على استخدام الغاز السام وانتظار موافقة الكونجرس دهشة وحدت المنطقة المتشرذمة ولو للحظات، وفيما يعكس وجهة نظر سائدة على نطاق واسع فى أحاديث أجرتها رويترز فى مختلف أرجاء المنطقة قالت صحيفة الوطن الجزائرية، إن أعداء الأسد تتملكهم الشكوك فيما يبدو فى مواجهتهم معه إذ يخشون فشل التدخل.

وفى الوقت نفسه يفرق الرأى العام فى الشرق الأوسط عادة بين أسلوب أوباما الذى يميل للتشاور- ويصفه بعض المنتقدين بالتردد- وبين أسلوب الإلزام الذى تنتهجه الولايات المتحدة باعتبارها قوة عظمى تميل إلى ممارسة دور شرطى المنطقة نيابة عن صديقتها إسرائيل وحلفائها فى دول الخليج.

 

اعتاد الكثير من العرب أسلوب جورج بوش الابن القاطع الذى اعتمد على مبدأ "إما معنا أو مع الإرهابيين"، فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001، والذى ذهب لغزو العراق فى 2003 لذا يستغربون عزوف أوباما عن الحرب ويرونه أمرا غير عادى.

قال واثق الهاشمى، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، إن العرب يربطون الحروب فى المنطقة بالجمهوريين وليس بالديمقراطيين، ويضيف أن انتهاء الحرب الباردة أعطى واشنطن مجالا لمهاجمة دول كانت تدور فى فلك موسكو خاصة العراق فى صراعات أثارها بوش ومن قبله والده.

وفى الوقت نفسه، قال الهاشمى، إن خطوة أوباما أثارت حيرة كثيرين فى المنطقة وكانت بمثابة "تقهقر"، فيما قال محمد ياسين، (45 عاما)، وهو فلسطينى من غزة، إن أوباما لا يبدو بالصرامة التى كان عليها بوش، وأضاف "أبو حسين يفتقر للجرأة" مستخدما كنية عربية لأوباما مستمدة من اسم والده الكينى، مؤكدا "الأسد يستحق العقاب لكن ليس من الأجانب".

وقال عدنان دياب، وهو مدرس سورى مقيم فى لبنان، "هناك مثل شعبى فى سوريا يقول: الكلب الذى يعوى لا يعض"، وأضاف، "هذا ما نتوقعه.. إن شاء الله لن يحدث شىء".

وفى إسطنبول، قال مصطفى توبراك، (37 عاما)، وهو مندوب مبيعات، إن العزوف عن التحرك جعل أوباما يبدو ضعيفا غير جاد، فيما رأى محسن أحمد الطيب، (38 عاما)، الذى يبيع حقائب فى شوارع القاهرة أن أوباما "متردد.. بالتأكيد لن يضرب سوريا الآن".

أما مسئولو إدارة أوباما فيقولون إن خطوة الرئيس للتشاور مع الكونجرس يجب أن ينظر إليها باعتبارها تعضد قراره وتدعم مصداقية الولايات المتحدة فى الخارج، مفترضين أن الكونجرس سيدعم قرار الرئيس، وحذروا من أن عدم موافقة الكونجرس هى التى قد تقوض مصداقية الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وفى العالم.

وكتب أنتونى كوردزمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى واشنطن، يقول إنه يتعين على أوباما إظهار قيادة حقيقية وليس "رد فعل مبالغا فيه وتراجعا مفاجئا وعدم تيقن".

وأضاف كوردزمان الذى يدرس العلوم العسكرية أن رفض الكونجرس سيكون أشبه بالكارثة، مشيرا إلى أن النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط سيتضرر بشدة، ولن يكون لدى الولايات المتحدة استراتيجية ذات معنى تجاه الحرب فى سوريا.

وقال يزيد صايغ، الباحث بمركز كارنيجى فى بيروت، إن غياب سياسة تتعلق بسوريا هو السبب وراء ما بدا عليه أوباما من تردد، وإن هذا يعكس حسبما يردد البعض مساعى أوسع من جانب واشنطن للانخراط فى المنطقة منذ انتفاضات الربيع العربى فى أوائل عام 2011.

مواضيع مرتبطة
تركيا تعيد سفيرها إلى القاهرة ومصر تقول غن سفيرها لن يعود غلى انقره قريباً
سوريا تنفي أنباء عن مغادرة وزير الدفاع الأسبق إلى خارج البلاد
بان كي مون يأمل في التوصل إلى عقد مؤتمر (جنيف 2 ) للسلام في سوريا الشهر المقبل
روسيا ترسل طرادا الى شرق البحر المتوسط
إستطلاع : اهداف مؤتمر جنيف2 تقسيم سوريا الى دويلات سنية - علوية – كردية
خبراء : موقف روسيا من سوريا يظل كما هو بدون تغيير
بشار الجعفري : سئمنا الحروب ولسنا بقوة أمريكا
العراق : مقتل 36 شخصا في انفجار سيارات ملغومة في بغداد
هيئة مفوضي الدولة بمصر توصي بوقف قيد جمعية الاخوان المسلمين
( تمرد تونس ) جمعت مليون و 700 ألف توقيع لإسقاط الحكومة والبرلمان
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية