آفاق النجاح وحجم التحديات بعد إعلان كيري قرب استئناف محادثات السلام .. ( تحليل )

الأحد 21 يوليو-تموز 2013 الساعة 11 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1096
عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة أن الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني اتفقا من حيث المبدأ على استئناف محادثات السلام بعد توقف دام ثلاث سنوات كان يقف بمفرده مع حلول الظلام بالعاصمة الأردنية.
تظهر هذه الصورة مدى الإنجاز الذي حققه وحجم التحدي الذي يواجهه.. إذ لم يتوقع كثيرون ان يحقق نجاحا عندما استهل سعيه لدفع الطرفين لاجراء محادثات قبل نحو ستة أشهر لكن حتى عندما أعلن المفاوضات المزمعة لم يكن أي من الجانبين إلى جانبه.
وصرح كيري للصحفيين في مطار الملكة علياء بعمان أن الاسرائيليين والفلسطينيين مهدوا الطريق لاستئناف المفاوضات المباشرة.
وفي حين أقر كيري بأن الاتفاق قيد الاعداد في إطاره الرسمي قال إنه "إذا سارت الأمور كما هو متوقع" فإن كبار المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين سيتوجهون إلى واشنطن لبدء المحادثات في الأسبوع القادم تقريبا ولإعلان هذا الخبر من الأطراف الثلاثة.
ربما يدل ظهور كيري بمفرده بعد المحادثات المباشرة التي استمرت اربعة ايام مع مسؤولين فلسطينيين ومكالمات هاتفية مكثفة مع نظرائهم الاسرائيليين على أن التوقيت هو الذي حال دون ظهور فلسطينيين أو اسرائيليين إذ إن الفلسطينيين بدأوا صيام رمضان كما أن اليهود كانوا يقتربون من عطلتهم الاسبوعية يوم السبت.
غير أن مسؤولا امريكيا كبيرا سابقا قال إن ظهور كيري وحده ربما ينظر اليه أيضا على أنه مؤشر على أنه لا الاسرائيليين ولا الفلسطينيين يلتزمون باستنئاف المحادثات بنفس قدر التزام وزير الخارجية الأمريكي نفسه.
وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه "يظهر هذا الإعلان نوعا ما... مدى تطلعات كلا الجانبين وحجم المخاطر التي يستعدان لتحملها ومن الواضح أنها ليست جمة."
وحتى قبل ان يصبح كيري وزيرا للخارجية أشار إلى اهتمام بالغ بمحاولة حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ اكثر من 60 عاما.
وقال امام جلسة التصديق على تعيينه وزيرا للخارجية امام مجلس الشيوخ في 24 يناير كانون الثاني "أملي... رجائي أنها ربما تكون لحظة يمكن ان نجدد فيها بعض الجهود لجعل الطرفين يجريان مباحثات."
وفي اول عطلة اسبوعية بعد توليه منصبه في الاول من فبراير شباط اتصل بكل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لتأكيد "التزامه الشخصي" ببذل جهود في عملية السلام بالشرق الأوسط.
لكن بخلاف مدى إخلاص كيري لهذه القضية فقد قام بست رحلات إلى المنطقة في إطار جهود السلام خلال أربعة أشهر وقال محللون إنهم لم يجدوا أي تغييرات ملموسة في المناخ الأساسي للسلام.
مرت عملية السلام بمراحل من الصعود والهبوط طوال 20 عاما وكانت آخر مرة تنهار فيها عام 2010 بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
ويقول الفلسطينيون الذين يحظون في ذلك بدعم دولي إن الدولة الفلسطينية القادمة يجب أن تكون حدودها تماثل تقريبا حدود ما قبل حرب 1967 وهو مطلب من الصعب توفيقه مع إصرار اسرائيل على الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية بموجب أي اتفاق للسلام في المستقبل.
وتشمل القضايا الأساسية التي يتعين تسويتها مصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس.
وباءت بالفشل محاولات سابقة من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في 2008 وبيل كلينتون في 2000 .
وقال بعض المحللين إنهم لا يرون تغييرات ملموسة في النزاع منذ آخر مسعى الذي انهار خلال أسابيع من إعلان واشنطن بدء المحادثات.
وقال خالد الجندي من مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينجز في واشنطن "لست ممن يرون هذه انفراجة كبيرة... انا متشكك جدا لأنني لا أرى أي شيء مختلفا بشكل أساسي."
وربما يكون الدافع الأساسي لدى كلا الجانبين من الاتفاق إلى الجلوس الى مائدة المفاوضات - بافتراض أن كل الأمور ستسير على ما يرام خلال الأسبوع القادم - هو مجرد تجنب تحمل اللوم على فشل المفاوضات.
وقال الجندي الذي عمل مستشارا للقيادة الفلسطينية لمفاوضات السلام في وحدة دعم المفاوضات برام الله خلال الفترة من 2004 إلى 2009 انه من وجهة النظر الفلسطينية فان الهدف هو عدم القاءاللوم عليهم بسبب اي فشل لهذه العملية لذا فانهم يريدون المضي قدما لكنهم لا يتوقعون مفاجآت.
بالنسبة للاسرائيليين فإن دخول المحادثات ربما يؤدي أيضا إلى تجنب كارثة دبلوماسية في اجتماع الجمعية العامة بالأمم المتحدة في سبتمبر أيلول حيث يسعى الفلسطينيون إلى نيل اعتراف بدولتهم في ظل غياب تفاهم مباشر مع الاسرائيليين.
يدل مشهد اجتماع كيري مع عباس مساء الجمعة في رام الله بعد عدة ساعات من التأخير فيما يبدو على وجود بعض التشكك الفلسطيني رغم الحماس الأمريكي.
وقال كيري الذي بدا عليه السرور "سيدي الرئيس.. لابد أن تبدو عليك السعادة" وذلك طبقا لممثل أمريكي لشبكات إخبارية أثناء عملية التقاط صور في مستهل المحادثات.
وهناك سؤال آخر أثاره الجندي وآخرون وهو مدى التزام الرئيس الامريكي باراك أوباما بعملية السلام بعد فشل محاولة عام 2010.
وقال الجندي "هناك تصور أن (أوباما) يقول 'امضوا قدما.. أنا معكم.. تفاهموا حول ما يمكن تحقيقه'.. لكنه ليس منخرطا بشكل كبير في العملية... التصور هو أنه سيحضر عندما تكون ثمة حاجة له.. عندما يحرزون تقدما.. لكنه لن يوسع من الجهود السياسية في مثل هذا الوقت المبكر."
وأثار الرئيس الامريكي بالفعل قضية السلام الاسرائيلية الفلسطينية مع نتنياهو خلال مكالمة هاتفية يوم الخميس أي قبل يوم واحد من إعلان كيري.
وحث اوباما نتنياهو على "مواصلة التعاون مع الوزير كيري لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن" طبقا لوصف البيت الأبيض لهذه المكالمة.
لكن ليس من الواضح مدى تأثير اوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال المكالمة التي وصفها البيت الأبيض بأنها تجيء في اطار المشاورات المعتادة وكانت القضايا الرئيسية التي تم التطرق إليها خلالها هي مصر وإيران وسوريا.
وفي بعض الأحيان كان المسؤولون الأمريكيون في ظل إخفاقهم في الوساطة في اتفاق للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين يقولون للصحفيين "لا يمكن ان نكون راغبين فيها أكثر من الطرفين."
وهناك سؤال يطرح نفسه عن الجهود التي يبذلها كيري والتي نالت الاستحسان بسبب التقدم الذي حققته في وقت مبكر لكن هناك شكوكا بشأن مدى احتمال نجاحها في نهاية الأمر.
قال اليوت ابرامز الذي عمل نائبا لمستشار الأمن القومي خلال عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش "من الواضح ان كيري يرغب فيها اكثر من نتنياهو او عباس." وشارك ابرامز في محاولة بوش الفاشلة للتوصل إلى اتفاق سلام بحلول نهاية عام 2008.
وأضاف "لا أعتقد أن من الصعب إدراك سبب ذلك. بالنسبة لكل من نتنياهو وعباس هذه المفاوضات تمثل مشكلات سياسية هائلة وكلاهما سيتهم في عدة مراحل... بتقديم تنازلات زائدة عن الحد... بالنسبة لهم هذه المسألة برمتها تمثل متاعب سياسية."
- (رويترز) .. من أرشد محمد:
مواضيع مرتبطة
مواطنة نرويجية قدمت الى دبي في رحلة عمل فتحولت إلى كابوس بعد الحكم عليها بالسجن 16 شهراً .. ( تفاقيل القصة )
الحرب في سوريا توسع الخلاف بين المرجعيات الدينية الشيعة في العراق وايران
وزير الخارجية المصري يؤكد دعم ثورة السوريين :الإخوان يسعون إلى حصار السفارات الأجنبية في القاهرة
( الربيع العربي ) .. مازال في بداياته
44 قتيل ومصاب بالقاهرة وسينا : الرئيس منصور يدعو للمصالحة وعائلة مرسي لا تعرف مكانه وإخوان الأردن يرفضون زيارة الملك لمصر
اعتماد الاسد على ايران قد يفقده كثيرا من استقلاليته .. ( تحليل )
اللجنة المكلفة بتنفيذ النقاط العشرين تناقش الان صياغة موضوع الاعتذار للجنوب وصعده
إسقاط ( مرسي ) يهز الإسلاميين في معقلهم
متى قرر السيسي الإطاحة بمرسي؟
الجيش المصري يكشف عن مخطط عنف في سيناء بعد القبض على اليمني (إبراهيم سنجاب)
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية