روسيا تهدد بقصف الرياض والجيش السوري يشن أعنف هجوم على حمص

الأحد 30 يونيو-حزيران 2013 الساعة 07 صباحاً / وفاق برس:متابعات
عدد القراءات 7321
شنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد هجوما كبيرا يوم السبت على مقاتلي المعارضة في حمص مركز الانتفاضة المستمرة منذ اكثر من عامين في احدث هجوم لها لتأمين محور يربط العاصمة دمشق بالبحر المتوسط.

وقال نشطاء إن قوات الاسد قصفت بالطائرات وقذائف المورتر مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة التي تحاصرها منذ عام وخاض جنود معارك مع مقاتلي المعارضة في عدة احياء.

وقال ناشط يستخدم اسم ابو محمد "القوات الحكومية تحاول اقتحام حمص من كل الجبهات."

ولم ترد على الفور تفاصيل عن قتلى أو مصابين لكن لقطات فيديو قام ناشطون ببثها على الانترنت اظهرت انفجارات قوية وسحبا من الدخان الابيض تتصاعد مما قالوا انها احياء خاضعة لسيطرة المعارضة. وأمكن سماع اصوات لاطلاقات نار مدوية وكثيفة.

وأظهرت لقطة مصورة تصاعد دخان أسود كثيف من مسجد قيل انه مسجد خالد بن الوليد الذي بني في القرن الثالث عشر على اطراف حي الخالدية.

وذكرت وسائل الاعلام الرسمية السورية ان الجيش "يحرز تقدما كبيرا" في حي الخالدية.

ويأتي الهجوم على حمص بعدما حققت القوات السورية بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني انتصارات في قرى وبلدات في محافظة حمص بالقرب من الحدود اللبنانية.

وقبل ثلاثة اسابيع استولت القوات السورية بدعم من مقاتلي الجماعة اللبنانية على بلدة القصير الحدودية وهي بلدة استراتيجية كان يستخدمها مقاتلو المعارضة في تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا. وتمكنت القوات السورية الاسبوع الماضي من السيطرة على بلدة تلكلخ الحدودية ايضا.

وعززت هذه المكاسب العسكرية سيطرة الأسد على ممر يمتد من العاصمة دمشق عبر حمص إلى معقل الطائفة العلوية في الجبال المطلة على البحر المتوسط.

واثارت هذه المكاسب ايضا قلق الداعمين الدوليين لمقاتلي المعارضة مما دفع الولايات المتحدة للاعلان انها ستكثف دعمها العسكري للمعارضة. وذكرت مصادر خليجية ان المملكة العربية السعودية عجلت بتسليم اسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة السورية.

ويبرز تدخل السعودية -وهي داعم قوي للمعارضة السورية- وجماعة حزب الله اللبنانية كيف ان الصراع الدائر في سوريا منذ 27 شهرا قسم الشرق الاوسط على اسس طائفية.

وتدعم دول الخليج العربية وتركيا ومصر المعارضة في حين تساعد إيران وجماعة حزب الله اللبنانية جيش الأسد بشكل نشط. وتنتمي عائلة الأسد التي تهيمن على سوريا منذ اربعة عقود إلى الاقلية العلوية.

ويتدفق على سوريا مقاتلون سنة من دول في انحاء الشرق الأوسط للقتال في صفوف المعارضة في الحرب التي أودت بحياة اكثر من 100 ألف شخص ودفعت حوالي 1.7 مليون سوري للجوء في دول مجاورة بالاضافة إلى تشريد اربعة ملايين اخرين داخل سوريا.

وتضاءلت الآمال في عقد مؤتمر للسلام تدعمه الولايات المتحدة وروسيا حيث ترفض المعارضة التفاوض في الوقت الذي تقف فيه موقف المدافع في ميدان القتال كما ادى التوتر بين موسكو وواشنطن إلى زيادة حدة خلافاتهما العميقة بشأن سوريا.

وامتد القتال إلى خارج الحدود واثار أعمال عنف طائفية في العراق ولبنان. وقتل شخصان في مدينة طرابلس بشمال لبنان يوم السبت احدهما في انفجار والاخر بنيران قناصة بين حي جبل محسن الذي يقطنه علويون وبين مناطق سنية مجاورة.

ورغم ان مقاتلي المعارضة فقدوا أراضي حول دمشق وحمص فانهم احرزوا انتصارا رمزيا يوم الجمعة عندما استولوا على نقطة تفتيش عسكرية كبيرة في درعا تلك المدينة الجنوبية التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ان سقوط موقع للجيش يعتبر تطورا مهما من الناحية الاستراتيجية وقد يغير ميزان القوة في درعا حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على معظم المدينة القديمة.

ومحافظة درعا الواقعة على الحدود مع الأردن ممر لنقل امدادات الأسلحة إلى مقاتلي المعارضة.

وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" أن وحدات من الجيش "أحرزت تقدما كبيرا في حي الخالدية بحمص وتمكنت من القضاء على أعداد من أفراد المجموعات الإرهابية التي كانت تعيث فسادا وتخريبا بالحي وتقوم بتفكيك عدد من العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون فيه".

من جهته، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاحياء في حمص القديمة تشهد تصعيدا "غير مسبوق" في محاولة من نظام الرئيس بشار الاسد لاستعادة أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة التي يعدونها "عاصمة الثورة"، في اشارة الى الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام منذ منتصف آذار/مارس 2011.

وأضاف المرصد في بريد الكتروني ان القصف يتركز على احياء الخالدية وباب هود والحميدية وبستان الديوان، الواقعة جميعها وسط حمص، "بشكل غير مسبوق، من خلال استخدام قذائف الهاون وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة".

واضاف ان الطيران الحربي ينفذ غارات جوية متتالية على الاحياء المذكورة.

وافادت "الهيئة العامة للثورة السورية" في بريد الكتروني ان الغارات الجوية "هي الاعنف حتى الآن"، في حين تحدثت لجان التنسيق المحلية عن "سقوط اكثر من مئة قذيفة في ربع ساعة".

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من بيروت ان الهدف من هذه العمليات "هو السيطرة على كامل مدينة حمص، لكن حتى اللحظة لا يوجد اي تقدم حقيقي على الارض".

واشار مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، الى ان القوات النظامية "تحاول فصل ريف محافظة حماة الجنوبي عن الريف الشمالي لمحافظة حمص، تمهيدا لقطع الامدادات بين المحافظتين، والسيطرة على شمال محافظة حمص".

واكد ان الجيش النظامي "يعمل على اكثر من محور في الوقت نفسه" في حمص.

ومن جهته قال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس اليوم السبت ان "العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء حمص، وهي تزداد وتيرتها بحسب الاولوية والاهمية لتنظيف أحياء في حمص من المجموعات الارهابية المسلحة، كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة".

واكد المصدر ان الجيش السوري "يحرز تقدما على جميع الجبهات وفق وتيرات مختلفة ضمن المدينة والازقة الضيقة".

اضاف "قد يكون التقدم بطيئا، ولكنه موجود"، مذكرا بان القوات النظامية سيطرت قبل ايام على منطقة القريتين الواقعة جنوب شرق مدينة حمص.

من جانبها وصفت المعارضة الداخلية الهجوم بأنه الأعنف منذ بدء الصراع في سوريا قبل أكثر من عامين.

وذكرت وكالة فرانس برس نقلا عن مصدر آخر أن " العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء حمص وتزداد وتيرتها بحسب الأولوية والأهمية لتنظيف أحياء في حمص من المجموعات الإرهابية المسلحة كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة".

وأكد ناشطون معارضون تعرض أحياء في حمص إلى قصف عنيف نفذته القوات الحكومية.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تسليح المعارضة سيدعم موقفها الرافض لحضور مؤتمر جنيف للسلام الذي اتفقت واشنطن وموسكو على ضرورة انعقاده لحل الأزمة في سوريا.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك الجمعة مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني في موسكو "إن روسيا متمسكة بانعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا وتنظيمه على أساس ما تم الاتفاق عليه مع الأمريكيين في السابع من مايو/ايار الماضي".

وأكد لافروف أن "التطورات الراهنة بازدياد إرسال الأسلحة للمعارضة السورية بمثابة عامل لدعم موقف المعارضة برفض حضور المؤتمر الدولي دون شروط مسبقة، وهذا يتناقض مع المبادرة الروسية الأمريكية".

إلى ذلك نشرت صحيفة "الديار" اللبنانية يوم السبت خبرا اشارت فيه إلى أن روسيا الاتحادية هددت بقصف الرياض في توتر سياسي غير مسبوق بين الدولتين.

وقالت الصحيفة : "أخذ التوتر السياسي بين الرياض وموسكو منحى جديداً على خلفية الأزمة السورية، وتصاعدت نبرة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين خلال اليومين الماضيين، فيما رفع مسؤول كبير في سلاح الجو الروسي حدة التوتر بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة عندما صرّح قبل أيام قليلة بأن لدى بلاده خططاً جاهزة لضرب الرياض والدوحة".

 وأضافت صحيفة الديار : " وعلى الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وروسيا قد شهدت العديد من العثرات منذ عودتها بين عامي 1990 و1991، إلا أنها تمر اليوم بحالة حرجة، أكّدها تصريحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمملكة قبل أيام، واتهامه لروسيا بدعم نظام الأسد والمساهمة في الإبادة الجماعية للسوريين، فيما ردت روسيا باتهامات خطيرة للرياض على لسان المتحدث الرسمي لخارجيتها، حيث قالت إن المملكة "تدعم الجماعات الإرهابية".

  

المصادر / رويترز + بي بي سي:

مواضيع مرتبطة
تضاؤل الآمال في عقد مؤتمر لاقرار السلام في سوريا .. ( تحليل )
زنقة الاخوان تُخرج الزنداني عن صمته وحكومة اليمن تتجاهل رعاياها في مصر
يحيى صالح واليماني يشاركان في التظاهرات المصرية المطالبة برحيل مرسي (صورة)
ناشطات(فيمن)يتعرين فوق سيارة رئيس حكومة تونس وأخريات يتظاهرن عاريات في مسجد باستوكهولم
بعد دعواتهما للتسليح ..الأوروبيون والخليجيون يعيدون حساباتهم ويدعون لحل سياسي في سوريا
مقتل المفتش العام والأزهر يحذر من حرب أهلية وموسى يدعو لإنقاذ مصر من الغرق
مصر : استقالات جماعية بالشورى تأييدا للمعارضة والإخوان يتهمون شفيق بقيادة الانقلاب وقوات مارينز تتأهب لحماية الأمريكيين
تقرير يكشف إستراتيجية اسقاط الانظمة العربية والتكتيك العسكري في الحرب على سوريا
المعتصمون أمام السفارة الأمريكية ( تقرير ميداني )
( اوباما ) اقل من نابولين .. وأعلى من سكويلر
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية