اشتباكات جنوب لبنان تخلف عشرات القتلى بينهم 20 داخل مسجد والجيش يؤكد استمرار عملياته .. تقرير ( فيديو )

الإثنين 24 يونيو-حزيران 2013 الساعة 09 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1560
قال الجيش اللبناني في بيان له إنه سيواصل عمليته الأمنية في صيدا (جنوب لبنان) حتى الانتهاء من المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني للشيخ أحمد الأسير.
وكانت حدة الاشتباكات قد تصاعدت بين الجيش اللبناني وحزب الله وأمل من جهة وأنصار الشيخ أحمد الأسير من جهة اخرى، وتتركز حول مسجد بلال بن رباح حيث يتحصن الاسير.
ومن ناحية أخرى أعلن تلفزيون المستقبل عن مقتل 20 شخصاً داخل المسجد.
هذا وتقدّم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة باقتراح يتضمن أربعة بنود لحل الأزمة في صيدا، واقترح أن يطبق الجيش منع التجوال في المدينة،
إضافة إلى فرض عملية سحب المسلحين من كل الأطراف، وإزالة كل المظاهر المسلحة والمربعات وكل من يحمل السلاح خارج إطار الجيش وتسليم المعتدين على الجيش وكل من تسبب بمقتل وإصابة عسكريين.
كما امتدت الاشتباكات أيضاً إلى الأسواق الداخلية للمدينة فيما ناشدت البلدية الأطراف كافة وقف إطلاق النار فوراً لدواع إنسانية. كما أدت المواجهات إلى قطع الطريق الرئيسي بين بيروت وجنوب لبنان وارتفع عدد قتلى الجيش اللبناني الى اثني عشر بحسب مصدر عسكري.
وفي نفس السياق أكد رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أن "العلاج واحد لما يحصل في صيدا الآن وهو التمسك أكثر وأكثر بالدولة ومؤسساتها والالتفاف حول الجيش، فالتمسك بمؤسسات الدولة يترتب عليها مسئوليات أكبر بكثير من السابق".
وفي حديث إذاعي صباح اليوم الاثنين، قال: "إذا لم تتم معالجة الوضع الآن فستظهر أحداث أكبر بكثير، وستظهر ظاهرة أسير أخرى".
وأضاف: "الأسير الأكبر هو حزب الله، ولا يمكن الاستمرار بالسلاح غير الشرعي إن كان عند الأسير وحزب الله".
ورداً على سؤال حول ما يضمن عدم عودة الحرب الأهلية إلى لبنان، قال جعجع: "هناك قرار محلي ومصالح إقليمية ودولية تحول دون ذلك، ولدينا حل واحد فقط لا غير لعدم العودة إلى الحرب الأهلية، وهو التمسك بالدولة ومؤسساتها وبالجيش".
وطالب جعجع الدولة والمسئولين عنها من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة والمجلس النيابي، أن يدركوا وجوب مسك الوضع كما يلزم، فلا يمكن للدولة أن تكون نصف دولة.
ومن جانبها، ناشدت بلدية صيدا المسؤولين بهدنة عاجلة ووقف لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية.
وأوقعت الاشتباكات 12 قتيلاً وعشرات الجرحى بينهم أربعة قتلى من حزب الله، ولاحقاً أعلن الجيش اللبناني أنه فقد 12 عسكرياً في الاشتباكات التي لم تتجاوز 24 ساعة.
وقتل العسكريون في مواجهات اندلعت في مدينة صيدا الساحلية بعد مهاجمة مجموعة تابعة للأسير لحاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا صيدا.
وتواصلت الاشتباكات المتقطعة واشتدت وتيرتها مع تسجيل صمود للأسير في مسجد بلال بن رباح حيث يتحصن، رغم عنف الجيش وحزب الله وحركة أمل.
وكان الشيخ الأسير كتب عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في وقت سابق، إن "الجيش اللبناني مع حزب الله وحركة أمل يدكون مسجد بلال بالقذائف الثقيلة".
واعتبر الكاتب الصحافي أسعد بشارة قتال عناصر حزب الله إلى جانب الجيش اللبناني في معركة صيدا أمراً يضرّ في المقام الأول بصورة المؤسسة العسكرية.
وأضاف: كان هناك حديث عن مقتل 3 عناصر من حزب الله وسقوط 10 جرحى في القتال، وبالتالي تأكد تدخل الحزب في المعارك ما سيتسبب في ارتدادات سياسية سيكون لها عواقب وخيمة.
أما شارل جبور، عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار مدير تحرير صحيفة "الجمهورية"، من منطقة البقاع فأكد أن الجيش اللبناني والشيخ أحمد الأسير تم استدراجهما لهذه المواجهة العنيفة، مشدداً على أنه كان يتحتم على الأسير أن يتجنب الصدام مع الجيش؛ لأن الغرض منه وضع السُّنة في مواجهة الجيش والرابح هو حزب الله اللبناني.

- من هو أحمد الأسير ؟
يخوض الجيش اللبناني منذ يومين مواجهات عنيفة مع أحمد الأسير (43 عاما) رجل الدين السني المثير للجدل، الذي لم يكن معروفا قبل بدء الصارع السوري، لكنه سرعان ما اصبح نجما اعلاميا خلال الاشهر الاخيرة، يهدد حزب الله وينتقد الجيش اللبناني ويهاجم النظام السوري، ويؤكد انه يعمل لنصرة أهل السنة.
يتولى الاسير منذ اعوام طويلة امامة مسجد بلال بن رباح في بلدة عبرا القريبة من مدينة صيدا، اكبر مدن جنوب لبنان.
وكان خطابه الديني يجذب عددا كبيرا من الفتية والشبان الذين أطلقوا لحاهم وباتوا يواظبون على حضور الدروس الدينية في المسجد الذي انشأه الاسير عبر تحويل مرأب قديم الى بيت عبادة.
واعتبارا من آذار/مارس 2012، بدأ يدعو الى تظاهرات وتجمعات لدعم المعارضة السورية.
وتمكن الاسير خلال فترة قصيرة من استقطاب اهتمام وسائل الاعلام التي لفتها خطابه المرتفع النبرة والطائفي لا بل المذهبي بامتياز، في وقت كان الاطراف اللبنانيون يلتزمون التحفظ في مواقفهم من الملف السوري خوفا من تداعياته على لبنان.
وخلال احدى خطبه في المسجد، دعا انصاره الى "انتفاضة حقيقية" ضد حزب الله المدعوم من ايران والداعم للنظام السوري، متحدثا عن "مشروع ايراني حقير خنزير يذبحنا ويغتصب نساءنا، وعلى رأس هذا المشروع (الامين العام لحزب الله) حسن نصرالله".
ولد الاسير في صيدا في العام 1968 لوالد سني وام شيعية، وهو البكر في العائلة المؤلفة من ذكرين وثلاث اناث. وانضم الى تنظيم الجماعة الاسلامية، وهي مجموعة دينية سياسية، وهو في سن السادسة عشرة. وما لبث ان اقنع والده الذي كان مطربا شعبيا، بترك الفن لانه لا يتماشى مع الدين الاسلامي.
وتقول شقيقته نهاد الاسير لوكالة فرانس برس ان شقيقها "اراد ان يساعد الناس في العودة الى الاسلام، وان يدرّس الدين"، مضيفة انه بدأ بالدعوة في العام 1989، واسس مسجده الصغير، "معتمدا على تبرعات متواضعة".
ويحاصر الجيش اليوم المسجد بعد اكثر من 24 ساعة من الاشتباكات في محيطه ادت الى مقتل 16 عسكريا وعشرات من المقاتلين من جماعة الاسير.
ويعتقد ان الاسير يتحصن مع عدد من المسلحين في مكان ما في المسجد او محيطه الذي يقوم الجيش منذ بعد ظهر اليوم ب"تنظيفه" من المسلحين.
والاسير زوج لامراتين منقبتين وأب لثلاثة شبان تراوح اعمارهم بين 17 و21 عاما.
وقد عمل جاهدا على تقديم نفسه كرجل منفتح. "نحن ايضا نحب الحياة"، قال اثناء قيامه الشتاء الماضي برفقة احدى زوجتيه واكثر من مئة من انصاره، بنزهة الى منطقة كفرذبيان الجبلية ذات الغالبية المسيحية. ونشرت صوره في وسائل الاعلام وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وهو يضع نظارتين سوداوين ويرتدي سترة جلدية ويمسك بيد زوجته ويتراشق مع رفاقه بكرات الثلج.
واثارت تلك الزيارة احتجاجات واسعة من سكان المنطقة الذين اعتبروها استفزازا.
وتتسم اطلالات الاسير اجمالا بالطابع الاستعراضي. وهو لم يتردد خلال اعتصامه لاكثر من شهرين على احدى الطرق الرئيسية في صيدا، في ركوب الدراجة الهوائية حينا، والظهور حليق الراس امام الكاميرات من دون اللفة على راسه حينا آخر، ومزاولة كرة القدم الشاطئية قرب بحر المدينة مع عدد من انصاره، وهم يرتدون السراويل القصيرة...
وتقول نهاد الاسير عنه انه "اجتماعي، ويحب اللعب مع الاطفال، لا سيما مع ابن شقيقه البالغ من العمر ثلاث سنوات".
ويروي سكان صيدا ان الاسير يعتمد على دعم مالي ومادي مباشر من رجال اعمال واصحاب مطاعم يؤيدون خطه المتشدد. اما ابرز الوجوه المقربة منه فهو المطرب فضل شاكر الذي عرف باغانيه الرومنسية قبل ان يعتزل الفن ويطلق لحيته ويستعيض عن الاغاني الحالمة بالاناشيد الدينية.
ورغم شعبوية خطابه في بلد منقسم سياسيا ومذهبيا، لم يتمكن الاسير من تأسيس قاعدة شعبية وازنة، حتى في مدينته ذات الغالبية السنية.
وتلوم شقيقته السياسيين الذين تركوه "وحيدا" في المعركة. وتقول لفرانس برس "كل السياسيين عملوا ضده. الهجوم الاسوأ كان من بهية وسعد الحريري"، في اشارة الى الزعيم السني وعمته النائبة عن مدينة صيدا.
- المصادر / انباء موسكو + قناة العربية + فرانس برس:

 
 
مواضيع مرتبطة
قطر: دور إقليمي كبير وتحالفات متقلبة
الشارع المصري يترقب مواجهة بين أنصار مرسي ومعارضيه
أنقاض معركة القصير تمثل نقطة تحول في الحرب الاهلية السورية
رفضوا قرار المحكمة في قضية هروب سجناء من بينهم ( مرسي ): شفيق يقول ان الاخوان المسلمين سرقوا مصر
هجوم ضاحي خلفان على ( الإخوان ) أربك مخططهم في الخليج
تحليل: قطر لن تكون قطر بدون الشيخ حمد بن خليفة
أخيراً : أمير قطر يعلن رسميا عن تسليم السلطة لابنه تميم الذي سيتولى كذلك رئاسة الحكومة .. ( تقرير )
الصحافة الامريكية بيان وزير الدفاع المصري كسر صمت الجيش حيال الواقع السياسى الممزق
حكومة جديدة وبرلمان منتخب : أمير قطر يلتقي الأسرة الحاكمة تمهيدا لتسليم السلطة للشيخ تميم .. ( تقرير مصور .. فيديو )
سوريا : مقتل 100 مسلح في انفجار سيارة : فرنسا تطالب المعارضة باستعادة مناطق من الإسلاميين والقاعدة ترسل 50 من عناصر باسبانيا وايران تنتقد من يرسلون أسلحة
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية