سوريا : قتلى أجانب في القصير بينهم أمريكية ومقاتلوا المعارضة يقرون بالهزيمة رغم وصول تعزيزات والأسد يحذر إسرائيل ويلوح بفتح جبهة الجولان ( تقرير موسع )

الجمعة 31 مايو 2013 الساعة 06 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1489
اشترط قيادي بارز في المعارضة السورية توقف حزب الله عن مساندة الرئيس بشار الاسد مقابل المشاركة في مؤتمر جنيف للسلام.
وقال جورج صبرا القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض ان الائتلاف لن يشارك في اي محادثات سلام دولية ما دام مقاتلو حزب الله اللبناني يقاتلون إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد.
لكن لم يتبين بعد اذا ما كان تصريح صبرا هو الموقف النهائي للائتلاف المنقسم على نفسه بشأن المشاركة في المحادثات.
وتحاول روسيا والولايات المتحدة عقد مؤتمر في جنيف بين ممثلين للاسد وممثلين لمعارضيه لاجراء محادثات بشأن تشكيل حكومة انتقالية في محاولة لانهاء أكثر من عامين من اراقة الدماء.
وقال صبرا ان الائتلاف الوطني السوري لن يشارك في مؤتمرات دولية ولن يدعم اي جهود للسلام في ضوء "غزو" ايران وميليشيا حزب الله لسوريا.
لكن الائتلاف الوطني السوري وقع في دائرة الخلافات الداخلية خلال اسبوع من المحادثات في اسطنبول وكان بعض زملاء صبرا اكثر حذرا.
وقال متحدث ان الائتلاف لم يتخذ قراره النهائي بعد بشأن حضور مؤتمر جنيف. وقال مسؤول اخر ان وجهة نظر صبرا لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الائتلاف.
وصوت الائتلاف خلال محادثات اسطنبول على المشاركة في مؤتمر جنيف ووافق على المشاركة فقط في حالة تحديد موعد نهائي لتسوية ذات ضمانات دولية تتضمن رحيل الاسد.
لكن صبرا قال ان هجوما تشنه قوات الاسد بمعاونة من مقاتلي حزب الله الذي تدعمه ايران ويهدف إلى السيطرة على بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية أضعف الامال في التوصل إلى حل سياسي.
من جانبها كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل 134 شخصا في مناطق متفرقة من سوريا، في وقت وصلت تعزيزات عسكرية لقوات المعارضة إلى مدينة القصير مخترقة بذلك الحصار المفروض عليها من القوات النظامية منذ أمس الخميس .
وأفادت الشبكة السورية بأن معظم القتلى سقطوا في دمشق وريفها وحلب واللاذقية بينهم 8 أطفال و6 سيدات.
وعلى الرغم من استكمال الحصار المفروض على مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص من قبل القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني، فقد نجح نحو 1000 مقاتل من الجيش الحر في الوصول إلى داخل المدينة ، بحسب ما أعلن الرئيس المؤقت للائتلاف المعارض جورج صبرة .
لكن الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في القصير هادي العبد الله، أكد أن التعزيزات التي وصلت إلى المدينة من لواء التوحيد المقاتل في حلب تقدر بالعشرات حتى الآن، مشيرا إلى أن الحصار على المدينة لا يزال قائما.
واستكملت قوات النظام السوري وحزب الله الطوق حول مدينة القصير في محافظة حمص في وسط سوريا مع تقدمها، أمس الخميس، إلى قريتين جديدتين شمال المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن "مقاتلين من حزب الله والقوات النظامية السورية سيطروا على أجزاء واسعة من بلدة عرجون في ريف القصير الشمالي بعد اشتباكات عنيفة" مع مقاتلي المعارضة.
وأشار في بريد الكتروني إلى "سيطرة القوات النظامية ومقاتلي حزب الله اللبناني على قرية البراك" القريبة من عرجون.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" أن الوضع في القصير "صعب للغاية"، مشيرا إلى مقتل "تسعة مقاتلين إثر استهداف سيارة تقلهم من القوات النظامية بريف القصير أثناء توجههم إلى المدينة" للمشاركة في القتال.
وبث تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله شريطا مصورا قال إنه من عرجون، و أكد أن الطريق بين مطار الضبعة وعرجون "بات كله آمنا".
ونقل التلفزيون التابع لحزب الله اللبناني عن ضابط في الجيش السوري "أحكمنا الطوق بشكل كامل على مدينة القصير، تبقى قرية واحدة هي الجوادية من الجهة الشمالية".
و تحاول القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني الدخول إلى مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص منذ 19 ايار/مايو الحالي، وتخضع هذه المدينة لسيطرة المعارضة منذ أكثر من عام.
- من جهته قال وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي بلبنان، إن العالم، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، قد تخلى على الشعب السوري، بعد العديد من الوعود الجميلة، وفي مقدمتها وعود تنحي بشار الأسد عن السلطة.
وأضاف جنبلاط: "نعم، سيترشح الرئيس السوري العام المقبل لما يوصف بأنه انتخابات، على انقاض سوريا، وعلى أنقاض قرى بأكملها، وذلك بسبب قلة التعاطف الغربي مع مستقبل ومصير الشعب السوري، وخصوصا من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما."
وأضاف "تم التخلي عن الشعب السوري، بعد أن تم تقديم العديد من الوعود الجميلة من الرئيس الأمريكي وغيره، وأن الأسد عليه أن يتنحى، ولم يتم تقديم مساعدات حقيقية للشعب السوري سوى بعض الأموال من العرب دون أسلحة، مقارنة مع الحلف الروسي الإيراني اللذان يلقيان بالأموال والأسلحة للرئيس بشار الأسد."
- في تلك الاثناء كشفت الحكومة السورية الخميس، عن مقتل عدد من الأجانب، قالت إنهم يشاركون في المعارك إلى جانب من تسميهم بـ"الجماعات الإرهابية المسلحة"، ضد القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، من بينهم سيدة أمريكية، ومواطن بريطاني، إضافة إلى عدد من العرب، أحدهم أردني، وآخر مصري.
وذكر التلفزيون السوري الحكومي أن قوات الجيش أطلقت النار على سيارة كانت تقل عدداً من المسلحين في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، حيث عثر بداخلها على ثلاثة غربيين، وكمية من الأسلحة، إضافة إلى جهاز كمبيوتر، وقال إن القتلى بينهم أمريكية وبريطاني، فيما لم يكشف عن هوية القتيل الثالث، مكتفياً بالقول إنه "غربي."
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الموالي لنظام الأسد السيارة ويبدو أنها تعرضت لإطلاق نار كثيف، وثلاث جثث ملقاة إلى جانبها، ثم عرض ما قال إنها صورة لجواز سفر القتيلة الأمريكية، ورخصة قيادة صادرة من ولاية "ميتشغان"، كما عرض لأسلحة، وكمبيوتر، وخريطة مرسومة باليد لموقع عسكري حكومي، وعلم لـ"جبهة النصرة."
وفي واشنطن، قال مسؤول في الخارجية الأمريكية، طلب من CNN عدم ذكر اسمه، إن الوزارة على علم بمقتل سيدة أمريكية في سوريا، وتعمل بالتنسيق مع السفارة التشيكية في دمشق، من أجل الحصول على مزيد من المعلومات.
كما أكد أحد أعضاء أسرة القتيلة، التي تتحفظ CNN على اسمها إلى أن يتم إعلانه رسمياً، في تصريحات للشبكة، أن مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI أبلغ الأسرة بمقتلها.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن وحدات من الجيش قتلت عدداً من "الإرهابيين" في عدة مناطق بمحافظات حمص وريف دمشق واللاذقية، وقالت إن من بين القتلى الأردني أبو العبد، الملقب بـ"العقيد"، قائد كتيبة "أم المؤمنين"، وكذلك المصري عثمان السيد أحمد.
- إلى ذلك اعتبر أبو حسين، أحد مقاتلي "الجيش السوري الحر" في بلدة القصير، بريف حمص، أن الثوار لن يتمكنوا من الصمود طويلاً أمام الجيش النظامي، المدعوم بعناصر حزب الله، وخصوصاً مع نقص العتاد والمعدات الطبية ومياه الشرب.
وقال أبو حسين: "لا أعتقد أن بإمكاننا الفوز في هذه المعركة في حال بقي العالم يكتفي بمشاهدتنا نقتل، دون القيام بأي شيء، لا يمكننا القتال أمام أعداد كبيرة من المدرعات والقصف الصاروخي المكثف الذي ينهال علينا من كل جانب، وخصوصاً من مواقع حزب الله."
وأضاف أبو حسين: "لا يوجد ماء ولا يوجد غذاء، عناصر حزب الله سيطروا على محطة المياه التي تغذي القصير، وهي مقطوعة منذ أكثر من أسبوع حاليا.. المدنيون يصارعون حاليا للبقاء بسبب هذا النقص، والأهم من ذلك كله هو المعدات الطبية، حيث لا يوجد أي منها، وهو ما انعكس على ارتفاع عدد المصابين الذين تلتهب جروحهم،" مشيرا إلى أن "هناك أكثر من ألف جريح حاليا في القصير."
وفي سؤال عن عدد مقاتلي جبهة النصرة في القصير، قال أبو حسين: "مقاتلي جبهة النصرة هنا قليل جدا ويتراوح بين 10 إلى 15 مقاتل، ولديهم رؤية خاصة بهم بطريقة قتال عناصر حزب الله، والعدد الأكبر من المقاتلين هنا هم الجيش السوري الحر."

- في غضون ذلك حذر الرئيس السوري بشار الأسد إسرائيل من أن سوريا سترد على أي ضربة جوية تقوم بها في المستقبل.
وأضاف في مقابلة مع محطة المنار التلفزيونية أن أسلوب الرد سوف يعتمد على الظروف وتوقيت الضربة، مشيرا إلى أن ثمة "ضغط شعبي" لفتح جبهة عسكرية ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان.
وردا على سؤال فيما يتعلق بتسليم روسيا صفقة الصواريخ من طراز S-300 قال الأسد إن روسيا ملتزمة بتنفيذ العقود الموقعة معها، وإن تلك العقود ليست مرتبطة بالأزمة.
وكانت إسرائيل حذرت من أنها تعد وصول الصواريخ الروسية خطرا يهدد أمنها.

- جبهة جديدة:
وقال الأسد : "لقد أعلمنا كل الأطراف من الذين إتصلوا بنا بأننا سنرد على أي عدوان إسرائيلي في المرة القادمة".
واضاف "ثمة ضغط شعبي واضح لفتح جبهة جديدة للمقاومة في الجولان".
وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان منذ حرب عام 1967، وأعلنت عن إلحاقها بأراضيها عام 1981، الخطوة التي لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي.
محادثات:
وقال الأسد إن سوريا من "حيث المبدأ" ستحضر مؤتمر السلام الذي تدعمه الولايات المتحدة وروسيا اذا لم تكن هناك شروط مسبقة غير مقبولة، لكنه أكد على أن أي اتفاقية يتم التوصل إليها يجب إقرارها في استفتاء شعبي.
بيد أن جماعة المعارضة الرئيسية خارج سوريا قالت إنها لن تنضم إلى المحادثات بينما تتواصل المجازر في سوريا.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا في مؤتمر صحفي في اسطنبول "لن يشارك الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في أي مؤتمر أو أي جهود دولية في هذا الاتجاه في ظل غزو ميليشيات إيران وحزب الله للأراضي السورية".
وكانت المعارضة السورية عقدت مؤتمرا تواصل لأكثر من أسبوع في اسطنبول لانتخاب قيادة جديدة ووضع ستراتيجية لها.
ومن جانبه قال الأسد إنه لن يتفاجأ إذا فشل المؤتمر، وإذا عقد فأنه لن يحدث الكثير من الفرق على الأرض لأن ما سماه "إرهاب" المتمردين سيستمر.
وقد أصابت قذائف سورية مواقع إسرائيلية في مرتفعات الجولان، على الرغم من أنه ليس واضحا ان كانت تستهدف المسلحين المعارضين في المناطق الحدودية، وقد ردت إسرائيل بإطلاق النار على مصدرها.
ومازالت سوريا وإسرائيل في حالة حرب رسميا منذ عام 1948 إلا أن الحدود بينهما ظلت هادئة نسبيا السنوات الأخيرة.
وكانت صحيفة لبنانية نقلت الخميس مقتطفات من مقابلة الأسد مع قناة المنار قبل بثها، أشارت فيها إلى قوله أن سوريا قد استلمت أول شحنة من صواريخ أس 300 من روسيا.
الا أن الأسد في المقابلة نفسها لم يقل ذلك بوضوح بل قال "كل ما إتفقنا عليه مع روسيا سيتم تنفيذه، وبعضه تم تنفيذه مؤخرا، ونحن والروس مستمرون في تطبيق هذه العقود".
وصورايخ أس 300 هي منظومة صواريخ أرض جو قادرة إلى جانب استهدافها الطائرات على استهداف الصواريخ البالستية.
وقبل المقابلة، قال الوزير الإسرائيلي سيلفان شالوم إن إسرائيل "ستتخذ إجراءات" لضمان أن لا تصل هذه الأسلحة المتقدمة إلى جماعات أمثال حزب الله، ولكن ليس ثمة حاجة "لإحداث تصعيد".
وقال في مقابلة إذاعية" سوريا لديها أسلحة استراتيجية منذ سنوات، بيد أن المشكلات تثار عندما تقع تلك الأسلحة في أياد أخرى يمكن أن تستخدمها ضدنا. في مثل هذه الحالة، سيستوجب علينا القيام بفعل".
وسبق أن شنت اسرائيل مؤخرا ثلاث غارات جوية في سوريا لوقف ما تقول نقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله في لبنان.
- وفي بلدة القصير الإستراتيجية، التي باتت ساحة لقتال ضار في الأيام الاخيرة، تحدث طبيب سوري واصفا رعب العيش في ظل القتال الجاري هناك.
وقال الطبيب لبي بي سي إن ثمة أكثر من 600 من الجرحى عالقين في أحياء يسيطر عليها المعارضون ولا يمكن إدخال المساعدة الطبية إليهم.
وأضاف "إنهم ينتظرون ثلاثة أو أربعة أيام للحصول على ماء الشرب، ولا يشمل ذلك الماء الذي يحتاجونه للاستخدام اليومي لغسل ملابسهم وبقية النشاطات اليومية".
وأشار إلى أن ثمة نساء وأطفال "يموتون في المعركة من أجل تحقيق سيطرة أكبر على المدينة" التي تقع على بعد 30 كيلومترا في جنوب غرب حمص.
وأوضح أنه رأى جثث "عدد" من مقاتلي ميلشيا حزب الله الشيعية اللبنانية واصفا مشاركتهم في النزاع بأنها تغيير في قواعد اللعبة.
وقد قال الجنرال سليم إدريس، القائد العسكري للجيش السوري الحر، المظلة التي تضم الجماعات السورية المسلحة المعارضة، لبي بي سي الاربعاء إن أكثر من 7 آلاف من مقاتلي حزب الله قد شاركوا في الهجوم على مدينة القصير.
- المصادر / رويترز + انياء موسكو + سي ان ان + بي بي سي + وكالات :

مواضيع مرتبطة
تحليل : مهاجمة اسرائيل لصواريخ ( اس 300 ) في سوريا احتمال قائم لكنه محفوف بالمخاطر
إدارة أوباما قد تضطر إلى سياسية احتواء إيران كأهون الشرور : تراجع أميركي في الملف النووي الإيراني
الربيع العربي ينتقل الى تركيا واردوغان يدعو إلى وقف الاحتجاجات ضد الحكومة
سوريا : 165 قتيلا وقوات الأسد تضيق الخناق على المعارضة في القصير وهجمات صاروخية على البقاع اللبناني وحرب إعلامية بين روسيا والغرب ( تقرير موسع )
مثقفو مصر يطالبون بإقالة وزير الثقافة ووقف أخونة القطاع
تل أبيب تقر بأن الغطاء العسكري والأمني والسياسي الذي منحته روسيا لسورية ضمن بقاء الأسد في السلطة ولن تقدر أي قوة على إسقاطه
تقرير عاجل : سوريا : المعارضة توجه نداء استغاثة والجيش على وشك تطهير القصير وأنباء عن وصول دفعة من صواريخ إس 300 الروسية وحزب الله يدعو حماس لمغادرة لبنان
العالم ينتقل من التسويات السياسية إلى الصراعات المسلحة
قائد القوات الجوية : الطائرات الامريكية دون طيار تنفذ غاراتها في اليمن دون الرجوع الى السلطات المعنية
تقرير يكشف عن أكبر شبكة لغسيل الأموال في العالم
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية