رد علماء وباحثون في السعودية على الدعوة الأخيرة لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، السعوديين إلى "الثورة" ضد نظامهم أسوة بما جرى في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن، فاتهموه بتكرار "دعوة القرامطة" إرضاء لإيران، وحضوا السعوديين على عدم الاغترار بدعواته للجهاد.
وكتب خالد بن عبد الرحمن الشايع، الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد، في تعليق مكتوب لـCNN بالعربية قائلا: "استفتح أيمن الظواهري خطابه بقوله: لماذا تصبرون على حكم آل سعود؟ وأجيبه بأنه واهمٌ.. وذلك لأن الصبر يكون لو أن الشعب يعيش بغياً أو خوفاً واضطراباً كالذي يحصل اليوم في الدول التي يريدنا أن نقتدي بها ، وواقع الأمر أن الناس بحمد الله في عيش كريم."
ودعا الشايع الظواهري إلى مطالعة النقل المباشر من مكة والمدينة المنورة ليشاهد كيفية إقامة الشعائر الدينية بالمملكة مضيفا: "نظرة عابرة من متابعٍ لأوضاع البلاد التي يريد الظواهري أن نقتدي بها تجعلنا نستنتج أحد أمرين: إما أن الظواهري حاقد على دولة تمكنت من إجرامه فظن أن بإمكانه اختراق جبهتنا الداخلية وهيهات له ذلك، أو أن الظواهري متجاهل للأوضاع المضطربة في تلك الدول، كتجاهله لأوضاع الأحواز العربية ومعاناة أهلها المظلومين إرضاءً لربيبته الجديدة طهران."
وسخر الشايع من ما قال إنها "محاولة الظواهري استمالة السعوديين "بخطاب القبيلة والشجاعة،" مضيفا أن الشعب السعودي "صف واحد مع قيادته في السراء والضراء،" وأضاف: "لقد بلغ الحقد والإجرام بالظواهري لأن يظن أن بإمكانه التلاعب بأمن الحرمين الشريفين الذي هو محل اهتمام وتضحية مليار ونصف المليار من المسلمين."
ورأى الشايع أن منطلقات الظواهري "أشبه بمنطلقات القرامطة المجرمين الذين استباحوا المسجد الحرام عام 317 للهجرة فقتلوا الحُجاج وهتكوا الحرمات ودنّسوا المقدّسات" متسائلا "هل يريد الظواهري إعادة جرائمهم؟"
من جانبه، قال أحمد بن عثمان المزيد، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الملك سعود: "يجدر بنا أن نزن منهج الظواهري والتنظيم الذي يتبناه بميزانٍ منطقي: ماذا قدموا للعالم من الخير؟ ماذا قدَّموا للأمة الإسلامية على مدى ربع قرن من الزمان؟ الجواب: لا فائدة ولا خير! إلا القتل والدمار وتشويه الإسلام في العالم."
واعتبر المزيد أن ما جاء على لسان الظواهري "دعوة تقتيل وإفساد" مضيفا: "ما هي المرجعية الإسلامية المقبولة للظواهري ودعوته، لقد رفضهم العالم الإسلامي قبل أن يرفضهم العالم أجمع." كما دعا إلى عدم "الاغترار بالشعارات التي يرددونها حول الجهاد، معتبرا أن ما يدعيه تنظيم القاعدة "ظلم وبغي وعدوان."
وختم المزيد بالقول: "ينبغي أن يدرك العالم أجمع أن الظواهري وتنظيمه لا يمثل شريعة الإسلام ولا منهجه، ولكنهم نسبوا إليه أعمالهم الإجرامية، والإسلام بريء من ظلمهم وعدوانهم."
وكان الظواهري قد دعا في تسجيل صوتي قبل فترة السعوديين إلى التحرك ضد حكم آل سعود، وسأل السعوديين عن سبب "صبرهم على حكم آل سعود وهو من أسوأ نظم الحكم" متهما الأسرة الحاكمة في المملكة بـ"سرقة أموال الشعب" و"تسليم ثروات المسلمين لأعدائهم" مضيفا: "لماذا لا تقتدون بإخوانكم في تونس وليبيا ومصر واليمن والشام .. خرجوا بمئات الآلاف وضحوا بعشرات الآلاف فتساقط أمامهم الطغاة .. حرصوا على الموت فوهبت لهم الحياة؟"
وختم حديثه قائلا: "لماذا لا تضحون وأنتم أبناء الصحابة الذين ضحوا بحياتهم ليخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد؟ لماذا لا تهبون وأنتم أبناء القبائل العزيزة الأبية التي تستهين بالموت لدفع الظلم والذل؟ أتخشون قوات النظام السعودي وجيشه وأمنه...؟ هبوا لتسقطوا دولة الظلم وتقيموا دولة الإسلام.\
- من جهة أخرى واصلت المعارضة السورية المجتمعة في اسطنبول منذ الخميس الماضي اجتماعاتها دون أن تتمكن من تجاوز خلافاتها والإتفاق على موقف موحد من "جنيف-2".
وظهر الارتباك في صفوف المعارضة في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية السوري أن حكومة الرئيس بشار الأسد ستشارك "من حيث المبدأ" في مؤتمر السلام الذي سيعقد في جنيف في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
وتتزامن اجتماعات المعارضة السورية مع اجتماع مرتقب مساء الاثنين في باريس لوزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا للبحث في الإعداد لهذا المؤتمر، ومع اجتماع آخر للاتحاد الأوروبي الاثنين أيضا في بروكسل لإتخاذ موقف من احتمال رفع الحظر عن إرسال السلاح إلى المعارضة السورية.
وكان من المقرر أن يتمكن الائتلاف السوري المعارض بين الخميس والسبت من التوصل إلى إتفاق حول نقاط عدة أبرزها، زيادة عدد أعضاء الائتلاف عبر ضم شخصيات إضافية إليه، وانتخاب رئيس جديد له، ومناقشة تشكيلة حكومية للمعارضة من المقرر أن يقدمها الرئيس المكلف غسان هيتو، وأخيرا الإتفاق على المشاركة أو عدم المشاركة في مؤتمر "جنيف-2" وشكل هذه المشاركة.
ومساء الأحد، أي في اليوم الرابع من اجتماعهم، لم يكن المعارضون السوريون قد تمكنوا بعد من الإتفاق حتى على النقطة الأولى المتعلقة بزيادة عدد أعضاء الائتلاف المعارض.
وقال عضو في الائتلاف يشارك في اجتماع اسطنبول طالبا عدم كشف اسمه: "هناك العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتان تصران على ضم 30 عضوا إضافيا إلى الائتلاف الوطني. والهدف هو الحد من تأثير الإخوان المسلمين في الائتلاف".
كما قال مصدر مقرب من الجيش السوري الحر لـ "فرانس برس" إن "المشكلة بالنسبة إلينا أنه في حال أصبحت الكلمة للسعوديين فسيكتفون بدعم المجموعات المسلحة التي يختارونها".
وفي حين تدعم السعودية والإمارات انضمام مجموعة من الأشخاص إلى الائتلاف على رأسهم المعارض ميشال كليو، تفضل قطر وتركيا الاحتفاظ بالتوازن القائم الذي يضمن أرجحية للإخوان المسلمين، بحسب ما قال دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه.
واعتبر هذا الدبلوماسي أيضا أن هذه الخلافات تتشعب أحيانا وترتبط باسماء الشخصيات المرشحة لدخول الائتلاف.
وأضاف أن التوصل إلى توسيع الائتلاف ليصبح عدد النساء أكبر مع ممثلين إضافيين للأقليات يعتبر "مهما لتجنب إغضاب بعض الدول المانحة مثل العربية السعودية ولكي تبدو المعارضة موحدة قبيل اجتماعي باريس وبروكسل الاثنين".
وقال مصدر مقرب من الجيش السوري الحر إن "الوضع على الأرض سيء، ولا بد من أن يدفع أعضاء الائتلاف إلى بذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى إتفاق" حول نقاط الخلاف.
- إلى ذلك وصف الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، إن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، بأنه "إرهابي يعلن الحرب على أمته" مضيفا أن إنقاذ لبنان "براثنه" واجب "قومي وديني" بينما برز موقف ملفت لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، التي اعتبرت أن الحزب "كشف عن وجهه الطائفي البغيض."
وقال الوزير البحريني، في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الأحد، إن إيقاف نصرالله "وإنقاذ لبنان من براثنه واجب قومي و ديني علينا جميعا" بعد اعتراف الأخير في خطابه السبت بأن ميليشياته تقاتل إلى جانب النظام السوري في مواجهة المعارضة، واعدا أتباعه بـ"النصر" في هذه المعارك.
وكان مجلس الوزراء البحريني قد أقر مؤخرا إدراج حزب الله اللبناني على قائمة المنظمات الارهابية وأحال القرار لوزارتي الداخلية والخارجية لوضعه موضع التنفيذ، دون أن تتحدد طبيعة النتائج المترتبة على تلك الخطوة، لتصبح المملكة الخليجية بذلك هي أول دولة عربية تقدم على هذا الإجراء بحق الحزب.
أما جماعة الإخوان المسلمين المصرية، التي كان الحديث عن موقفها من الوضع في سوريا قد تزايد بعد التقارب الأخير بين القاهرة وإيران، فقد أصدرت بدورها بيانا قاسيا قالت فيه إن النظام السوري "استحلَّ الدِّماء وانتهك الأعراض، وعاث في الأرض فسادًا، حتى أوقع من الضحايا في شعبه أكثر من مائة ألف."
وأكد الإخوان في بيانهم "رفضهم الكامل واستنكارهم التام للتدخل الخارجي في سوريا، بما في ذلك التدخل الإيراني بشكل مباشر أو غير مباشر؛ عبر ميليشيات حزب الله اللبناني الذي أحرق بعض ما كان تبقَّى له من مصداقية في بعض النفوس والذي كشف عن وجهه الطائفي البغيض بتحريك مُسلَّحِيه؛ لمساندة النظام الطائفي الظالم" وفق تعبيرها.
المصادر / سي ان ان + انباء موسكو:
