بلد غارق في الظلام.. بالأدلة القاطعة أزمة الكهرباء مفتعلة في اليمن

الأحد 26 مايو 2013 الساعة 08 صباحاً / محمد عبده العبسي:
عدد القراءات 2577
تنتج الحكومة السعودية للحرم المكي الشريف فقط، وليس لمدينة مكة، 1500 ميجاوات من الكهرباء. تحتاج العاصمة صنعاء فقط إلى 300 ميجاوات لتضاء بالكامل، بل إن اليمن كلها من أقصاها إلى أقصاها بحاجة إلى كمية أقل من كهرباء الكعبة المشرفة. فقط 1200 ميجاوات بالراحة مع التأكيد أن الحكومة اليمنية لم تستطع قط، في أحسن أحوالها، إنتاج 1000 ميجاوات بعد. ولن تستطيع على المدى القريب!

يقول الثائرون على علي عبد الله صالح ونظامه، وهم على حق، أية شرعية دستورية لنظام يعجز عن إضاءة لمبة؟ فمن يعجز عن إضاءة لمبة هو بالتأكيد أعجز عن إدارة بلد. بالمقابل يقول الموالون إن ما تم توليده من الكهرباء في عهد علي عبدالله صالح وحده يفوق ما تم توليده طوال عهد 6 رؤساء في المحافظات الشمالية (إمامين و4 جمهوريين) و5 رؤساء في المحافظات الجنوبية مجتمعين معاً. فحتى نهاية 1975 لم تتجاوز الكهرباء المولدة في المحافظات الشمالية كلها 17 ونصف ميجاوات فقط، وفي المحافظات الجنوبية كلها 173 ميجاوات حتى عام 90م مقارنة بـ64 ميجاوات عام 1967م عند خروج آخر جندي بريطاني و1.6 ميجاوات عند اندلاع ثورة سبتمبر 1962م.دخلت الكهرباء عدن عام 1926م لتلبية حاجة القواعد العسكرية البريطانية. ودخلت الحديدة عام 1947 على يد تاجر يدعى سالم علي موّل مولدين بطاقة (150 كيلو فولت) ووصلت تعز عام 1955 بمولدات صغيرة لإنارة قصر الإمام. اليوم وبعد 50 عاماً على ثورتي سبتمبر وأكتوبر بالكاد تغطي الكهرباء 49% من سكان اليمن فقط (53% في التقارير الحكومية). نصف السكان بلا كهرباء والنصف الآخر الذي وصلت إليه يحصل فقط على نصف حاجته من الكهرباء إن لم يكن أقل.لا يخلو منزل أي مواطن يمني -أكان مسئولا كبيراً أم مواطنا عادياً- من معدات مكافحة الظلام: الشمعة والمولد "الماطور" والتريك وكشافات الإضاءة. وهذا دليل مخز ومهين على عدم ثقة المواطن بحكومة يفترض أنه هو من منحها الثقة.كل عام يزداد الطلب على الطاقة بنسبة 9% وكل عام أيضاً تخرج بعض محولات المحطات القديمة عن الخدمة. باستثناء محطة مأرب 1 ومحطة حزيز الاسعافية لم تقم الحكومة بأي مشاريع توليد جديدة لتغطية، أو تقليل، نسبة العجز التي لا تقل عن 29% ولا مشاريع التحسين والصيانة لتقليل نسبة الفاقد 30% والمقدرة بـ17 مليار و 174 مليون ريال عام 2008م حسب التقرير الدوري للجهاز المركزي للرقابة.منذ مغادرة الرئيس إلى السعودية وسكان العاصمة يتعرضون لعقاب جماعي مروع وغير مسبوق: أربع ساعات كهرباء فقط في اليوم. وخلال شهري يونيو ويوليو وبالتزامن مع زيارة مندوب أممي عادت الكهرباء، مرتين، إلى وضع الإطفاء السابق لساعات قليلة. وبمغادرته يتم الإعلان عن ضرب خطوط أو أبراج محطة مأرب وتغرق العاصمة من جديد في الظلام. كانت الحكومة تعرف مسبقاً أن خطوط النقل تمر بمناطق غير آمنة وأن "خبطة" بألفين ريال بإمكانها تعطيل محطة مأرب لكن وجود 170 ميجاوات أخرى في العاصمة جعلها تستبعد أي بديل لمأرب. تم التفكير في إنشاء المحطة في العاصمة لكن تكاليف مد الأنبوب من مأرب إلى صنعاء جعله خيار مستبعداً. قدم القطاع الخاص بدائل معقولة وممكنة: إنشاء المحطة على البحر، شبوة مثلاً، بالاستفادة من أنبوب تصدير الغاز لبلحاف (273 كيلو متر) عديم الفائدة أصلا وفي نفس الوقت إنتاج 341ميجاوات+ نصفها من دون وقود من خلال تحويل بخار الماء إلى طاقة حركية وميكانيكية. إنما مع من؟

عُمر محطة مأرب سنة و3 أشهر فمن أين كانت تغذى صنعاء قبلها؟تقول وزارة الكهرباء إن انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة، بشكل شبه كلي، ناتج عن ضرب خطوط الضغط العالي لمحطة مأرب. والسؤال البديهي: هل تعتمد العاصمة على محطة مأرب بشكل حصري 100%؟في الحقيقة لا...توليد الكهرباء في اليمن كلها وليس صنعاء فحسب كان منحصراً حتى آخر يوم من سنة 2009 على محطات الديزل والمازوت بتكاليف تشغيلهما الباهظة. وبخلاف ما هو شائع لم يبدأ التشغيل التجريبي لمحطة مأرب إلا نهاية يناير 2010م بـ250 ميجاوات فقط ولم تتسلم المولد الثالث تجارياً ويدخل في الخدمة إلا في مايو 2010م بالتزامن مع الاحتفالات. وبالتالي فإن عمر اعتماد العاصمة على محطة مأرب هو سنة و3 أشهر فقط. هذه النتيجة المحسومة تؤدي إلى سؤال أكثر بديهية من سابقه هو: من أين كانت تغذى صنعاء بالكهرباء قبل دخول المحطة الغازية الخدمة؟ببساطة من 6 محطات داخل صنعاء تعمل بالديزل كما يمكن تشغيلها بالمازوت أيضاً، ومن محطتين خارج صنعاء. إن محطات حزيز وذهبان والقاع، وقبل دخول محطة مأرب، تنتج مجتمعة ثلثي كمية الكهرباء التي تحتاجها العاصمة.الجدول التالي يوضح خارطة محطات صنعاء وقدراتها: 

م

المحطة

النوع

قدرة المحطات

المولدات ووضعها

القدرة الاسمية

القدرة الفعلية

1

محطة رأس الكثيب 1981

بخاري

140 ميجاوات

110ميجاوات

5 مولدات واحد خارج الخدمة

2

محطة المخا 1985

بخاري

138 ميجاوات

133ميجاوات

4 مولدات

3

محطة الحسوة 1986

بخاري

170 ميجاوات

90 ميجاوات

6 مولدات نصفها خارج الخدمة

إجمالي طاقة محطات البخاري: 333 ميجا وات

4

محطة المنصورة1 1982

ديزل

64 ميجاوات

18ميجاوات

8 مولدات 5 منها خارج الخدمة

5

محطة المنصورة2 2006

ديزل

75 ميجاوات

40ميجاوات

7 مولدات 2 منها خارج الخدمة

6

محطة خورمكسر فرنسي1974

ديزل

14 ميجاوات

11.5ميجاوات

5 مولدات 3 منها خارج الجاهزية

7

محطة خورمكسر وارتسيلا 2004

ديزل

10 ميجاوات

5ميجاوات

مولدان واحد منهما خارج الخدمة

8

محطة التواهي 2004

ديزل

6.6 ميجاوات

1.3ميجاوات

3 مولدات 2 منها خارج الخدمة

9

محطة ذهبان1 1980

ديزل

16 ميجاوات

10ميجاوات

4 مولدات 1 منها خارج الخدمة

10

محطة ذهبان2 2000

ديزل

25 ميجاوات

12ميجاوات

5 مولدات 2 منها خارج الخدمة

11

محطة حزيز1 2003

ديزل

30 ميجاوات

30ميجاوات

6 مولدات

12

محطة حزيز2 2004

ديزل

70 ميجاوات

54ميجاوات

7 مولدات 1 منها خارج الخدمة

13

محطة حزيز3 2007

ديزل

30 ميجاوات

30ميجاوات

3 مولدات تعمل بالكامل

14

عصيفرة 1979/2003

ديزل

13 ميجاوات

13ميجاوات

4 مولدات تعمل بالكامل

15

محطة الحالي  1980

ديزل

10 ميجاوات

18ميجاوات

4 مولدات تعمل بالكامل

16

محطة الكورنيش1979

ديزل

6 ميجاوات

6ميجاوات

4 مولدات تعمل بالكامل

17

محطة صنعاء القاع 1972/2004

ديزل

13 ميجاوات

10.5ميجاوات

4 مولدات أحدها خارج الخدمة

18

جعار القديمة1981

ديزل

4.5 ميجاوات

4.5ميجاوات

3 مولدات تعمل بالكامل

19

جعار الحديثة  2006

ديزل

5 ميجاوات

2,5ميجاوات

مولدان أحدهما خارج الخدمة

إجمالي طاقة محطات الديزل: 266.3 ميجاوات

محطات حضرموت (مستقلة عن الشبكة)

20

محطة الريان

ديزل

70 ميجاوات

52 ميجاوات

7 مولدات

21

محطة المنورة

 

16 ميجاوات

1 ميجاوات

7 مولدات

22

محطة خلف

 

11.6 ميجاوات

5.5 ميجاوات

4 مولدات

23

محطة الشحر

 

12.6 ميجاوات

1 ميجاوات

5 مولدات

24

محطة سيئون

ديزل

54 ميجاوات

40 ميجاوات

11 مولداً

إجمالي طاقة محطات محافظة حضرموت: 99.5 ميجا وات

25

محطة مأرب الغازية 2009

غاز

341 ميجا وات



- إجمالي طاقة جميع المحطات: 599.3 ميجا وات
إجمالي القدرة التصميمية للمحطات الكهربائية المربوطة بالشبكة الوطنية يصل إلى 731 ميجاوات، فيما لا تتعدى القدرة الفعلية لها 599.3 ميجاوات، وتبلغ القدرة التصميمية للمحطات الخارجة عن الشبكة (محطات حضرموت الساحل والوادي) 164.2 ميجاوات، بينما القدرة الفعلية لها 99.5 ميجاوات فقط. وبالتالي فإن نقص قدرة الطاقة لمعظم المحطات يتخطى 300 ميجاوات

 
مواضيع مرتبطة
30 قتيلا في بلدة القصير وتقدم للقوات النظامية في حلب وهجوم يستهدف منطقة يسيطر عليها حزب الله بجنوب بيروت بعد خطاب نصر الله ( تقرير موسع )
علماء يقولون إن الظواهري يقلد القرامطة والإخوان يتهمون حزب الله بالطائفية والبحرين تربطه بالإرهاب والمعارضة السورية تفشل في الإتفاق على موقف من ( جنيف-2 )
خطط الحرب الغربية في سوريا فشلت: صاروخ ياخونت يصيب دبلوماسية الاساطيل في مقتل
تقرير:احتدام القتال في سوريا وأنباء عن هجمات جديدة بأسلحة كيماوية
هل بوسع الجماعات المسلحة الصمود أمام التكتيك الجديد للجيش في سوريا
مؤتمر الكهرباء الوطني واليد الحديدية
حسن نصر الله يعد بتحقيق النصر : معارك عنيفة في بلدة القصير بسوريا والجيش يقتحم مطارها العسكري واشتباكات لبنان مستمرة ( فيديو وخارطة
الإخوان المسلمون في مصر - واجهة ديمقراطية وهياكل مبنية على الولاء؟
دمشق تطالب الجامعة العربية بالاعتذار وسليمان يحذر من الفتنة ولقاء مرتقب بين لافرورف وكيري
( القوّة الناعمة ) .. تخنق مسلّحي القــصير
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية