روسيا وإسرائيل في عالم متعدد الأقطاب

الأحد 19 مايو 2013 الساعة 07 صباحاً / القاهرة ـ أشرف كمال
عدد القراءات 1237
زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى روسيا مؤخرا، في ظل الوضع الراهن للمنطقة، والتطورات التي تشهدها الأزمة السورية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وميدانيا وسياسيا، دعت الى قراءة سريعة في العلاقات بين موسكو وتل أبيب، وكذلك التحرك الروسي في منطقة الشرق الأوسط، في ظل ما يشهده من تحولات.
فعقب انهيار الاتحاد السوفيتي دخلت العلاقات الروسية الإسرائيلية منعطفا جديدا، وشهدت تسعينيات القرن الماضي محاولات لخلق نفوذ مؤثر لرجال المال والإعمال في تحديد اتجاهات سياسة روسيا ما بعد الاتحا السوفيتي، فيما بدأت روسيا بوتين تسير في اتجاه استعادة مكانتها الإقليمية والدولية، والحفاظ على مفهوم الأمن القومي الروسي بأبعاده الأوروبية والآسيوية، ومحاربة الفساد وإصلاح الاقتصاد.
وعملية الإصلاح ومحاربة الفساد التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أدت الى تقليص نفوذ رجال المال والأعمال اليهود، ودفعت عددا منهم إلى الهروب، سواء إلى إسرائيل أو بريطانيا، وكانت لذلك تأثيراته على المراحل التي مرت بها العلاقات بين الجانبين، الى أن وصلت حاليا الى مرحلة التوازن .
وروسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي تتمتع بعلاقات متوازنة مع دول الشرق الأوسط، الأمر الذي يجعلها مرشحة للعب دور في تسوية عدد من قضايا المنطقة، بداية بمنظومة ضمان أمن الخليج، مرورا بالمساهمة في انهاء الانقسام الفلسطيني، وإحياء المسار الفلسطيني في عملية السلام، نهاية بالأزمة السورية.
والعلاقات بين موسكو وتل أبيب تمر بين الصعود والهبوط، فمازالت روسيا تدعم السلطة الفلسطينية وتتبنى حل الدولتين، دولة فلسطين ودولة إسرائيل واعتبار حدود عام 1967 سقف التسوية المتوقعة. كما انها عضو في اللجنة الرباعية الدولية بجانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وبينما يجمع روسيا وإسرائيل الاهتمام بمكافحة الإرهاب الدولي، والخوف من التيارات الإسلامية المتشددة والمتطرفة، يبدو الخلاف واضحا حول رؤية الجانبين للإسلام والمسلمين والحركات الأصولية المتشددة.
فروسيا ترى أن العلاقات مع العالم الإسلامي مكون مهم في مضمون الأمن القومي الروسي، وأن الفكرة الوطنية الروسية الأساسية تتلخص في الوعي بالشعب الروسي الواحد، مع عدم إهمال الجذور القومية والثقافية لكل شعوب روسيا وقومياتها.
أما إسرائيل فرؤيتها لا تختلف عن الرؤية الغربية، خاصة الولايات المتحدة، والتي جعلت من الإرهاب صفة ملازمة للإسلام، وأن المجتمعات الإسلامية بيئة منتجة للإرهاب.
كما أن روسيا تسعى إلى تعزيز أمنها القومي، ولعب دور أكبر على الساحة الشرق أوسطية والعالم الإسلامي، في حين أن إسرائيل مازالت تمثل أداة للولايات المتحدة في نشر نفوذها في المناطق المتاخمة للحدود الروسية، على نحو يخل بالتوازنات الدولية.
وقد لعبت إسرائيل دوراً كبيراً في دعم جورجيا بطائرات استطلاع بدون طيار، وتدريب فرق جورجية عسكرية ودعمت نظام سآكاشفيلي في مواجهة روسيا في حرب القوقاز 2008، وكان لموسكو موقفها الذي تمكنت به من وقف الدعم الإسرائيلي لجورجيا وغيرها من دول المنطقة.
موقف العالم العربي وروسيا الرافض للتدخلات الغربية خلف ستار تطبيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتعددية الفكرية والسياسية والإصلاح الاقتصادي ومحاربة الإرهاب، واضح، ومن شأنه تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، حيث يمكن أن يكون لروسيا دور في تصحيح التوازن المختل لواقع العرب في السياسة الدولية أمام إسرائيل، وان يعزز العرب من مواقع روسيا الاقتصادية والتجارية في المنطقة على أساس من تعاون إستراتيجي فعال.
التحرك الروسي الراهن على الصعيد الدولي وفي منطقة الشرق الأوسط، هو تحرك في ظل ظرف دولي معقد، وتحول سياسي تشهده المنطقة العربية، وروسيا لا تتحرك في فراغ إقليمي أو دولي، بل تشاركها دول أخرى، بما يجعل تحركها متوازنا وغير مندفع وغير ممزوج بغطرسة القوة، وفق آليات وأسس وأهداف تحفظ لها دورها في عالم متعدد الأقطاب .
موسكو تدرك أن الوضع الراهن في الشرق الأوسط ليس ذلك الذي كان إبان الاتحاد السوفيتي، فلم تعد القضية الفلسطينية محوراً للصراعات مع الغرب، بل ظهرت قضايا أخرى أهمها الملف النووي الإيراني وحالة الصراع بين العرب وإيران، واضطرابات العراق واليمن والسودان ومصر وتونس وليبيا وسوريا، في ظل توجه إيراني وتركي وقطري الى محاولة لعب دور مؤثر في مجريات الأحداث الراهنة، لتحديد ملامح مستقبل المنطقة.
مواضيع مرتبطة
وجودها يجعل محاصرة سوريا أمرا صعبا : حالة رعب في أمريكا واسرائيل اثر تسلم دمشق صواريخ ( ياخونت ) من روسيا ( فيديو )
124 قتيلاً وانفجار سيارة في دمشق والجيش يقتحم مدينة القصير ونتنياهو يهدد بهجوم جديد والأسد يستبعد التنحي وأمريكا تتحدث عن سلاح سري لشل دفاعاته ( تقرير )
الجيش السوري يسيطر على منطقة القصير الإستراتيجية والمسلحين يفرون (صور)
لأحداث المتلاحقة في سيناء فرضت على المجتمع المصري خوض المعرك
سوريا : 125 قتيلا والجيش يضبط معدات إسرائيلية ومواقف مصر تحيّر المعارضة والحريري يتوعد حزب الله ( تقرير )
يهودية يمنية في اسرائيل : ( الأكوع ) علمني الصدقة فأضحكته سذاجتي وأبكاه رحيلي
تشكيل مجموعة بحرية حربية دائمة لروسيا الاتحادية في البحر المتوسط
ابو شوارب : لم تكن هناك ضرورة لتشتيت الحرس الجمهوري
يوم دام في العراق.. اكثر من 49 قتيلا و85 مصابا بتفجيرات استهدف مصليين ومشيعين في بغداد
صفقات يمنية - أمريكية للتطبيع مع إسرائيل
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية