حصنها رُشح لجائزة دولية : ( ثلا ) مدينة مليئة بالمعالم السياحية وغنية بتراثها الفني والمعماري الممتد لأربعة آلاف سنة ( معلومات وصور )

الأحد 12 مايو 2013 الساعة 06 صباحاً / وفاق برس:
عدد القراءات 3380
وفاق برس / خاص:- اعلن مؤخرا في خبر ترجمه الصحفي هايل المذابي ، عن ترشيح "حصن ثلا " في محافظة عمران اليمنية من مؤسسة الآغا خان الدولية للهندسة المعمارية لنيل جائزتها للعام 2013م .
ووفقاً لموقع (جرين برافيت) المهتم بأخبار البيئة في الشرق الأوسط باللغة
الإنجليزية فقد رشحت مؤسسة الآغا خان حصن ثلا للفوز بجائزة الهندسة المعمارية للعام 2013 والتي تبلغ مليون دولار ضمن عشرين ترشيحاً .
وقال الموقع أن اليمن ليست فقط واحدة من أهم وأكبر الدول التي تضم مجموعة كبيرة من الأبراج الطينية والمعروفة باسم "مانهاتن الصحراء" لكنها تضم أيضا مجموعة رائعة من المباني الحجرية التي يعود تاريخها إلى الألفية 1 قبل الميلاد، ويشمل هذا حصن ثلا الذي يعد واحداً من 20 بناء مرشح لجائزة الآغا خان 2013 للعمارة.
يذكر أن جائزة الآغا خان التركية كانت قد أطلقت قبل 36 عاما وتبنت 100 مشروع ووثقت ما مجموعه سبعة ألف وخمسمائة مشروع بناء في جميع انحاء العالم وتختار مشاريع مبتكرة من الطين والأبراج التي تظهر ليس فقط التميز المعماري وإنما تحسين نوعية الحياة عموماً .

تقع مدينة ثلا على بعد (50كم) إلى الشمال الغربي من مدينة صنعاء ,وتتبع محافظة عمران ,وهي من مدن المرتفعات الواقعة صمن إقليم المناخ المعتدل. ويرى بعض المؤرخين ان المدينة قد سميت باسم (ثلا بن لباخه بن أقيان بن حمير الأصغر). ألا أن اسمها قد اشتق من ثلئ أي كثير المال، ثم خففت إلى ثلا على الألسن وصارت معروفة بهذه الصيغة.
لقد أهتم الحميريون بالمدينة وحرصوا على التمسك بها للسيطرة على المناطق المجاورة، لأنها من أهم المواقع الحصينة ,إذ تقع المدينة على ربوة مربعة الشكل أسفل السلسلة الجبلية الممتدة شرقا باتجاهه سلسلة جبال كوكبان وحضور الشيخ ,ويطل عليها الحصن المنيع المعروف بحصن الغراب الذي يبلغ ارتفاعه (2960م) عن سطح البحر وهو بمثابة ملجأ حصين عند الحاجة وما زالت الآثار الحميرية كالمقابر الصخرية وبعض المخربشات على جوانبه إلى أليوم وقد وصفة أحد الأدباء شعرا إذ قال :
أما رأيت ثلا في نصب قامته ** يبدو لنا من حضيض الأرض تكميشا
كأنة طائر هيأ قوادمه *** لان يطير ولما ينشر الريشا
ولم تفقد المدينة أهميتها خلال العصور الإسلامية المتعاقبة فقد اهتم بها الولاة والحكام وقاموا بإنشاء العديد من المباني والمنشات الهامة داخل أحياء المدينة التي تقدر مساحتها بعشرين هكتاراً وهي محصنة بسور من حجر يبلغ طوله (1162م) ويتخلله سنة وعشرين برجا متباينة الأشكال وفتحت فيه أربعة مداخل ,ثم دعت الحاجة إلى فتح المزيد منها حتى صارت تسعة مداخل.
والمدينة مقسمة الى عدد من الأحياء أشار أليها الرحالة الأوروبي (إدورد جلازر) الذي زارها في (5 ديسمبر 1883م) وذكر:أنها مدينة نظيفة جداً ذات شوارع نظيفة ومنازل عالية بنيت بأحجار مهذبة حمراء وصفراء.
أن مدينة ثلا تعد أنموذجاَ رائعا من نماذج المدن الإسلامية من حيث التخطيط العام والطرق ومواد البناء أو من حيث منشاتها المعمارية سواء الدينية منها التي بلغت (25) منشأة موزعة ما بين المساجد والقباب الضريحية والمدارس أو من خلال العمائر المدنية كالسوق الذي يحتوي على (142) حانوتا متقاربة في أحجامها وأشكالها وموضوعة في صفين متقابلين، أومنا زل متعددة الطوابق مبنية بالأحجار المهندمة، وكذلك الحمامات العامة إلى جانب المنشآت الحربية كالحصن والسور والأبراج، فكل ذلك يقدم للزائر طرازا معماريا يمنياً متميزا مستمدا من تراث معماري تتوارثه الأجيال منذ أكثر من أربعة آلاف عام وما زال قائما ومحافظا عليه حتى اليوم ,إنها مدينة مليئة بالمعالم السياحية وغنية بتراثها الفني والمعماري.

ويقول " السياغي " في كتابه " معالم الآثار اليمنية " أن حصن ثلاء يمتاز بحصانته ومنعته وبه العديد من الكهوف الواسعة ، ومدافن الحبوب ، وبرك الماء ، وفي شمال هذا الجبل- ومتصل به - حصن يسمى ( الناصرة ) وهو أعلى منه وفيه مآثر وبيوت خاربة ، وفي أعلاه القلعة المنيعة الأثرية مما يعني أن قلعة أو حصن ثلاء هي من أهم القلاع والحصون الحربية ، نظرًا لوجودها على قمة أعلى مرتفع في منطقة ثلاء مما حصنها تحصينًا طبيعيا جيدًا ، كما يتوفر بهذه القلعة معظم العناصر الحربية اللازمة لبناء القلعة .
- المدينة :-
مدينة ثلاء تماثل غيرها من المدن المجاورة مثل مدينة حبابة ، ومدينة شبام كوكبان بالنسبة لكونها مدينة محمية بسور يحوي بداخله مباني المدينة وهي المنازل الخاصة والمباني الدينية والأسواق وغيرها وسور المدينة مبنَّي من الحجارة ، ويطوق المدينة والقلعة معًا ، ويصل طوله إلى أكثر من ( ألفي متر ) تقريبًا ، تقام عليه أبراج المراقبة المرتفعة ، وقد تدرج ارتفاعه من مكان لآخر على الطبيعة ( 20 مترًا ) بينما في بقية - المكان وتحصينه الطبيعي ، فالجدار الشمالي له كان يصل ارتفاعه ما بين ( 18_20 مترا ) بينما في بقية جدرانه الشرقية والشمالية والجنوبية كان يصل ارتفاعه ما بين ( 7 _ 9 أمتار ) ، وكان للسور عدة - جدرانه الشرقية والشمالية والجنوبية كان يصل ارتفاعه ما بين ( 7 بوابات ) تنتشر في أجزاء متفرقة منه ، ويصل عددها إلى ثمان بوابات ، تحف كلا منها منشآت دفاعية متمثلة في برجين عن اليمين وعن الشمال مما يجعلها صعبة الاقتحام بالرغم من اتساعها الذي يصل أحيانًا
إلى ( خمسة أمتار ) تقريبًا ، أما بالنسبة لتخطيط المدينة فهي تتسم بتخطيط هندسي متقن " المنازل ، الشوارع ، الممرات الضيقة ، الجامع ، المساجد الصغيرة ، الأضرحة ، المدرسة ، السوق " ، وسنكتفي هنا بالدراسة التفصيلية لبعض المنشآت الدينية أهمها : " الجامع الكبير ، مسجد سعيد الكينعي ، الأضرحة ضريح محمد بن الهادي ، مدرسة الإمام " شرف الدين " .
1 - الجامع الكبير :- يعود تاريخ تأسيس الجامع الكبير بثلاء إلى فترة مبكرة من بداية العصر الإسلامي ، ويصعب تحديد تاريخه بشكل دقيق ، بسبب الإضافات والتجديدات التي تمت في البناء القديم حتى أنه لا يعرف أين يقع مكانه بالضبط ، فجدران الجامع ومنشآته أصبحت متداخلة ومختلطة إلى حد كبير ، ومن خلال الوصف المعماري للجامع سوف نحاول أن نوضح ذلك قدر الإمكان .
يقع الجامع على تل مرتفع في وسط المدينة ، ويتم الوصول إليه من خلال ممر صاعد حيث تطل واجهته الجنوبية على فناء واسع مكشوف ، وفي الناحية الغربية منه إيوان مستطيل الشكل يفتح بعقدين نصف دائريين ، وعلى هذا الفناء زخرفت فتحة العقد الجنوبي بكتلة نباتية ضخمة على هيئة ورقة نباتية خماسية
، يعلوها فتحة مستديرة ، ويكتنفها من الناحيتين حليات معمارية متدلية إلى الأسفل ، وأغلب الاحتمال أن هذا الإيوان كان يشكل في الأصل وحدة معمارية ضمن مساحة الجامع الرئيسية ، وربما كان يستخدم للتدريس في الجامع ، كما يزيد من أهمية هذا الإيوان بقاء بعض الأشرطة الكتابية الممتدة على جدرانه بخط النسخ في الجهات الغربية والجنوبية والشرقية ، وتشمل آية الكرسي والنص التأسيسي وبعض
العبارات وأبيات من الشعر، أما النص التأسيسي فيقرأ كالتالي :( وكان الفراغ من هذه العمارة المباركة في شهر ذي الحجة سنة سبع وتسعين وسبعمائة من الهجرة المباركة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ) .
ويقرأ نص آخر كالتالي : ( ما استعمل هذا الماء في غير الشرب فهو في الحرج وأضيق من الضيق ، ولا أحله الله عليه ، يا شارب الماء الزلال عليك هذا القول حتما ، اشرب وقل لعن الذي حرم الحسين ظمأ ) .
تطل واجهة الجامع على الناحية الجنوبية من الفناء السابق ذكره ، وهي واجهة بسيطة خالية من العناصر الزخرفية ، ويتوسطها فتحة المدخل المؤدية إلى الجامع على نفس محور المحراب تقريبًا ، وإلى الغرب منها مدخل آخر ، تشكل عمارة الجامع من الداخل خليطًا من القديم والجديد - كما سبق ذكره - حيث يبدو
الارتباك المعماري واضحًا على أجزائه المعمارية ونوجز وصفها فيما يلي : الجامع على هيئة مستطيل 20 مترًا ) ويتكون من عشر بلاطات × الشكل ، تبلغ مساحته الداخلية من الشمال إلى الجنوب حوالي ( 28 x 20 مترا ) موازية لجدار القبلة يفصلها تسع بائكات تتكون من صفوف الأعمدة ، معظمها من أعمدة مرتفعة تحمل
عقودًا نصف دائرية ومدببة الشكل ، ويمكن تقسيم هذه المساحة إلى قسمين رئيسين الشمالي والجنوبي .
- القسم الشمالي: يبلغ اتساع هذا القسم من الشرق إلى الغرب حوالي ( 18.90 مترًا ) ، ويحتوي على خمس بلاطات يغطيها سقف خشبي حديث ، ويتعامد على محراب القبلة مجاز قاطع ، ويلاحظ أن عقود البائكات موازية لجدار القبلة باستثناء قليل منها على شكل متعامد على الجدار ويلاحظ - أيضًا - أن عدد الأعمدة في البائكات الثلاث - جهة جدار القبلة - خمسة في كل صف ، وفي البائكة الرابعة سبعة أعمدة ، وفي البائكة الخامسة والأخيرة من هذا القسم أربعة أعمدة ، ويكمل بقية الصف جدار سميك ، وقد جاء هذا الاختلاف في عدد الأعمدة نتيجة التجديدات في عمارة هذا القسم ، يتوسط جدار القبلة كتلة المحراب ، بوسطها تجويف المحراب ويتوِّجه عقد مفصص الشكل ، يعلوه شريط من الكتابة النسخية ، وتوجد دائرتان على كوشتي عقد المحراب على شكل وردة بارزة متعددة البتلات ، ويكتنف المحراب من الناحيتين ومن أعلى كتابة نسخية لآيات من القرآن الكريم : ( يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدو واعبدوا ربكم ....) وعبارة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ؛ علي وليَّ الله ) ؛ وذلك على مهاد من الزخرفة النباتية ، وهذا القسم من المساحة الأصلية الأولى للجامع والتي يمكن أن يعود تاريخها إلى ما قبل ( القرن الثامن الهجري ) على حد زعم الدكتور مصطفى شيحة .
- القسم الجنوبي : يمتاز هذا القسم بامتداده من الشرق إلى الغرب ويمكن تقسيمه إلى وحدتين معماريتين رئيستين :
- الوحدة المعمارية الشرقية : يبدو على هذه الوحدة المعمارية التي تتبع امتداد القسم الشمالي السابق - من الشمال إلى الجنوب - الإضافة أو التجديد في مساحة الجامع ، وعقود البائكات نصف دائرية مدببة الشكل ومعظمها موازٍ لجدار القبلة وقليل منها متعامد على الجدار ، ويغطيه سقف خشبي جدد مؤخرًا .
- الوحدة المعمارية الغربية : الواقع أن هذه الوحدة أشبه بمسجد صغير مستقل بذاته داخل المساحة الرئيسية للجامع ، ويرجع هذا المسجد الصغير في تاريخه إلى العصر العثماني في اليمن ، ويمتاز بتقارب أعمدته من بعضها حيث تقوم عليها عقود مدببة الشكل تحمل قبابًا ضحلة صغيرة قليلة الارتفاع ، مناطق انتقالها من المثلثات الكروية ، وتتوسطها قبة رئيسية أكثر ارتفاعًا ، وتظهر من خارج سطح المسجد على شكل متدرج ، إن أهم ما يميز هذا المسجد الصغير كتابات بخط النسخ والثلث ، والزخارف النباتية والهندسية المنفذة بمادة الجص ، وهي تعتبر في حد ذاتها عم ً لا فنيًا في غاية الدقة والإبداع ، وتشمل الكتابات آيات عديدة من القرآن الكريم ، وتمتد هذه العناصر- أيضًا - على بواطن القباب والعقود وواجهاتها وتيجان الأعمدة الجصية التي ملئت - أيضًا - بالكتابات والزخارف ، ويضم هذا المسجد محرابًا
صغيرًا .
تقع المئذنة الحالية للجامع في الناحية الجنوبية الغربية ، وهي مئذنة حديثة إسطوانية الشكل يضيق محيطها إلى أعلى ، وتنتهي بقمة مخروطية صغيرة ، أما المطاهير الحمامات بهذا الجامع تقع في الناحية الجنوبية ، ويتم الدخول إليها من فتحة مدخل صغير في الناحية الغربية من الجدار الجنوبي للجامع .
2 - مسجد سعيد الكينعي : يقع مسجد سعيد الكينعي في الجانب الجنوبي من مدينة ثلاء في حيث يعرف باسم قرية الطلح ، وقد بناه " سعيد بن منصور بن علي الشهابي " ، فقد كان عالمًا محققًا في الفقه ، سلك مسلك شيخه " إبراهيم بن أحمد الكينعي " في الزهد والورع والاشتغال بالعبادة ، وكانت وفاته في مدينة ثلاء سنة 893 هجرية ) ، ودفن في فناء هذا المسجد المعروف باسمه " مسجد سعيد " ، وهو مسجد صغير ينقسم ) إلى ثلاثة أجزاء ، الجهة الشرقية منه وتستخدم للصلاة ، والجنوبية وفيها بركة ماء - كبيرة - ، أما الباقي ففيها ثلاثة أضرحة منها واحد للشيخ " سعيد " نفسه ومذكور فيه تاريخ وفاته بالضبط في 29 شعبان من سنة ( 893 هجرية ) ، والضريحان الآخران مجهولان .
3 - أهم أضرحة ثلاء ( ضريح محمد بن الهادي ) : لقد ذكر العالم الجليل " إسماعيل بن علي الأكوع " في كتابه " هجر العلم ومعاقله في اليمن " ، أنه سمع أن مقبرة مدينة ثلاء تضم رفاه ( سبعين ) عالمًا مجتهدًا من غير الأضرحة ، وتحوي مدينة ثلاء بين أسوارها على عدد كثير من الأضرحة لعلمائها ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :
- ضريح محمد بن الهادي
- ضريح الناصر محمد
- أضرحة مدرسة الإمام شرف الدين
- ضريح صلاح
- ضريح بنت المنصور
وسنكتفي هنا بوصف لضريح محمد بن الهادي لأنه يعتبر من أهم أضرحة مدينة ثلاء :-
- ضريح محمد بن الهادي : يقع هذا الضريح في حي اللؤلؤة في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة ثلاء وبالقرب من أحد أبواب المدينة المسمى باسمه " باب الهادي " وأسفل جامع المدرسة ، وينسب إلى " محمد بن الهادي بن المؤيد بالله يحيى بن حمزة " ، لم يترجم له أحد من المؤرخين القدماء كما أننا لا نعرف تاريخ ميلاده ، وقد نشأ في مدينة حوث ، وله معرفة بكثير من العلوم واشتغل بالتصوف ثم قدم إلى
مدينة ثلاء فسكنها وعمر بنى فيها قبة جميلة في بنائها وزخرفتها ، وقد بناها البناء " أحمد بن محمد الشيرازي " .
- وفاته : توفي " محمد بن الهادي " ظهر يوم الثلاثاء آخر يوم من شهر شعبان سنة( 849 هجرية 1445 ميلادية ) .
- وصف الضريح : هذا الضريح لم يبن كضريح ، ولكنه بُني كمسجد لإقامة الصلاة فيه ، إذ أنه من المعروف كراهية الصلاة في مبانٍ القبور ، يؤيد ذلك ما جاء منقوشًا على شريط كتابي يدور حول رقبة القبة مما يدل على أنه مسجد ، ويطلق عليه اسم القبة ، وصفتها عبارة عن بناء مربع الشكل تقريبًا يصعب قياسات أضلاعه من الخارج لإحاطتها بالمباني الملحقة بها عدا الجهة الجنوبية والتي ليست كاملة إذ تقطع المباني أجزاءًا كبيرة من هذه الواجهة ويفتح فيها مداخل ، والمدخل يطل على صرح من الجهة الجنوبية ، وقد دعمت هذه الواجهة حديثًا بجدار مستحدث بني بطريقة الأبلق ومؤرخ بسنة ( 1416 هجرية- 1996
ميلادية ) ، تقوم على الجدران قبة ضخمة كبيرة شاهقة الارتفاع تبدو وكأنها ضحلة لضخامتها مع أنها مرتفعة كثيرًا على رقبة مستديرة وزينت من الخارج بخطوط بارزة لتبدو للناظرين وكأنها مضلعة ، ويتم الوصول إلى داخل القبة عن طريق المدخل الجنوبي الذي يفضي إلى قاعة مربعة الشكل تفاوتت أبعادها قلي ً لا على النحو الآتي : الشرقي طوله ( 12.10 م ) والغربي ( 12.55 م ) ، والشمالي والجنوبي ( 12.60 م ) ، وقد يعزي هذا التفاوت إلى استخدام الحجارة غير المهندمة وسمك الجدار الذي يحمل القبة مما صعب على البناء ضبط الأبعاد .
- المحراب: يتصدر جدارها الشمالي حنية عميقة عرضها ( 1.10 م ) وعمقها ( 1.20 م ) ، وارتفاعها ( 2.20 م ) ، وهي ذات عقد نصف دائري توجَّت بكوة مفصصة ، يفصل بينهما شريط كتابي نصه : ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ، ويقوم العقد على عمودين مخلقين زين بدنهما بزخارف هندسية لهما تيجان تتكون من قسمين : الأسفل دائري الشكل مزين بخطوط متكسرة ، والأعلى مربع الشكل مزين بزخارف نباتية ، كما زينت واجهة العقد بشريط كتابي بخط الثلث ينص على : ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم من بنا بيتًا لله بنى له الله بيتًا في الجنة ولا يصلي في ذلك المسجد أحدًا إلا وله مثل أجره جنات تجرى من تحتها الأنهار .......... تقبل الله منهم ) ، كما يكتنف الحنية عمودان آخران مندمجان لهما تيجان يشبهان سابقيهما يقوم عليها عقد مدبب ، يفصل بين الأعمدة والعقد شريط كتابي ينص على : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فاطمة أمة الله ) زين العقد بزخارف عربية مورقة ، كما تزين توشيحتي العقد زخارف نباتية ، قوامها وريدات سداسية البتلات ، وعلى جانبي توشيحتي العقد شريطان كتابيان نصهما :
- الأيمن : عمل " محمد بن يحيى شرف الصانع الصنعاني " عفا الله عنه وعن كافة المسلمين .
- الأيسر : أمر بتشييع هذا المسجد المبارك سنة ( تسع وأربعين وثمان مائة ) .
ويقع على جانبي حنية المحراب لوحتان مستطيلتا الشكل ، زين وسطها بشكل هندسي مثمن الأضلاع ، زينت بزخارف عربية مورقة تحيط بها كتابات - في الجهة اليمنى - نصها : ( المنة لله إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) ، أما الجهة اليسرى فنصها : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) صدق الله العظيم .
ويوجد على جانبي المحراب خزانتان شرقية وغربية يغلق عليهما مصراعان من الخشب نقشت عليهما كتابات تتضمن أبيات شعرية تتكون من سطرين :
- الأول : فاقت ثلاء رفيع القدر مولانا حامي المكارم من سرًا وعلانية محمد البدر نجل الشبل العلم الهادي ثمرات الورى فض ً لا وإحسانا .
- الثاني : وضريحه أشرقت بنور طلعته وشمخت حسنًا وإتقانًا به ثلاء شرفت قدرًا كما شرفت أرض بها المصطفى على الورى إنسانا .
ولهذين البيتين دلالة على أن القبة ليست للصلاة فحسب - بل وضريح - وإلا ما كان تسجيل هذه الكتابات داخل القبة المسجد .

كما فتح في القبة مدخلان آخران ، الأول يقع في الركن الجنوبي الغربي ويؤدي إلى المطاهير ، والثاني فتح في الضلع الجنوبي أسفل الحنية الشرقية ويؤدي إلى حجرة صغيرة تستخدم مخزنًا ، إلى جانب ذلك تفتح في الجدار الشرقي نافذة كبيرة عرضها ( 1.46 م ) و ارتفاعها ( 2.14 م ) ، وينتصف جدران القاعة حنايا ركنية عميقة وكبيرة تتناسب مع سعة القاعة وضخامة القبة ، ذات عقود نصف دائرية وعلى جانبي كل حنية حنيتين صغيرتين تبدوان كأنهما مفصصتان ، مما يدل على أن للقبة منطقتي انتقال ، الأولى الحنايا الركنية الكبيرة ، والثانية الحنايا الصغيرة التي تعلو الحنايا الكبيرة ، تعلو الحنايا الصغيرة رقبة القبة ، وهي مستديرة الشكل زينت بشريط كتابي نفذ بخط الثلث على مهاد من التفريعات النباتية وبلون أبيض على
أرضية زرقاء ونصه : ( بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على النبي الأمي أفضل خلقه أجمعين وعلى سائر النبيين والمرسلين والأنبياء والصالحين ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ، اللهم نستودعك لا تضيع ودائعك يا حفيظ احفظ فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين ) ، إن عمارة هذا المسجد المبارك أمر بتشيعه " محمد بن الهادي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن الحسين نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم " تقبل الله منه وعفا عنه وغفر له ورحمه وجميع المسلمين . ويعلو الرقبة قبة شاهقة الارتفاع فتحت في بدنها نوافذ مستطيلة غطيت بالقمريات ، وتعتبر هذه القبة من أكبر القباب باليمن فقد أقيمت على مساحة كبيرة مما يدل على أن اليمن عرفت القباب الكبيرة التي تغطي مساحات واسعة منذ ذلك العصر .
- التركيبة التي أقيمت على القبر : كما أسلفنا أن القبة لم تبن ضريحًا ، ومع ذلك فقد وجدت كتابات بأبيات شعرية تدل على أن القبة ضريح أيضًا ، والتركيبة تقع إلى اليمين من مدخل القبة وهي تعلو قبر " محمد بن الهادي " ، وتتكون من مستوى واحد أخذت الشكل المستطيل طولها ( 1.45 م ) وعرضها 1.25 م ) ، وارتفاعها ( 1.05 م ) ، غطيت بالجص ، ولا نعرف ماهية المادة التي بنيت منها ويحتمل )
أنها آجر وجص .
- شاهد القبر : يتصدر شاهد القبر الواجهة الغربية للتركيبة ، وهو عبارة عن لوح مستطيل طوله ( 67 سم ) ، وعرضه ( 37 سم ) ، ويتكون من ( 24 سطرًا كتابيًا ) يتقدمهم ثلاثة أسطر كتابية نصها :
- سبحان من تعزز بالقدرة والبقاء
- وقهر العباد بالموت والفناء
- الحسن والحسين سبطا رسول الله
ويتصدر هذه الأسطر الكتابية شكل لوزة تزين داخلها بكتابات تنص على : ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد ) أما نص الشاهد فهو كالتالي :
- بسم الله الرحمن الرحيم :
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) ﴾ - من سورة الذاريات.

قال النبي صلى الله عليه وسلم من وقف على قبر مسلم وقال :
الحمد لله الذي لا يبقى إلا وجهه ولا يدوم إلا ملكه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا واحدًا صمدًا فردًا وترًا لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد وأشهد أن محمد صلى الله عليه عبده ورسوله جزا الله محمد عنا خيرًا بما هو أهله وصلى عليه وعلى عشيرته الطيبين الأخيار المصطفين الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرًا ، غفر الله للميت ذنب خمسين سنة وكتب للقائل أربعين ألف حسنة ومحا عنه أربعين ألف سيئة ورفع له أربعين ألف درجات في الجنة.

- وقال صلى الله عليه وعلى آله من زار قبرًا من قبور أهل بيتي ثم مات في عامه الذي زار فيه وكل الله بقبره سبعين ملكًا يسبحون إلى يوم القيامة .. وقال صلى الله عليه وسلم .. من زار قبرًا من قبور أهل بيتي يريد بذلك بري وصلتي زرته بالموقف يوم القيامة فآخذ بعضده أنجه من أهوالها وشدائدها ، هذا قبر العبد الحقير الخائف المستجير المقصر في طاعة ربه الراجي لرحمة ربه محمد بن الهادي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله - يحيى بن حمزة بن علي بن الحسين نسل رسول الله رحمه الله رحمة واسعة وغفر له مغفرة جامعة ، وقد أوصى إلى جميع إخوانه من المسلمين والمسلمات أن يبروه بما أمكنهم من أنواع الحسنات من قراءة ودعاء أو استغفار أو صدقة أو صلاة أو صيام أو غير ذلك من وجوه الحسنات تقبل الله منهم وجزا من فعل ذلك خيرًا وأحسن إليه.
- كانت وفاته رحمه الله ظهر يوم الثلاثاء آخر يوم من شعبان سنة تسع وأربعين وثمان مائة فرحمه ربي ويحيط بالشاهد من جميع جهاته شريط كتابي بمادة الجص طمست معالمه .
-4 مدرسة الإمام شرف الدين : تعتبر هذه المدرسة واحدة من سبع مدارس أنشأها المتوكل على الله " يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن المهدي أحمد " ، والذي ينتهي نسبه إلى الإمام " الهادي بن 965 هجرية ) ، أما البقية فهي في أنحاء متفرقة من اليمن ، يطلق عليها جميعًا - الحسين " ( 877 مدرسة الإمام " شرف الدين " ، وإن لم يكن لهذه المدارس صفات المدارس المعروفة بمصطلحاتها من حيث تدريس بعض المذاهب الدينية ، فقد كانت بمثابة مساجد أطلق عليها مصطلح مدرسة ، وذلك لما عرفه الناس في عصر الدولة الرسولية حيث كانت مدارسهم متخصصة في تدريس بعض المذاهب السنية ، وقد كانت مدارس الإمام شرف الدين من المراكز الهامة في تدريس العلوم الإسلامية بها ، وتخرج منها عدد كبير من العلماء ورجال الدين في شتى فنون المعارف الإسلامية ، والمدارس السبع التي أنشأها الإمام المتوكل على الله " يحيى شرف الدين " قد روعي في كل منها أن تحتوي على مسجد للصلاة ومقصورة في مؤخرة المسجد للعلماء والمتعلمين ُتدرس فيها العلوم ، بالإضافة إلى مكتبة موقوفة على العلماء والمتعلمين مع بناء غرف صغيرة في ساحة المسجد كمساكن للطلبة ، وجعل في كل مدرسة منها ما تحتاج إليه ، ووقف على المتعلمين فيها المرتبات اللازمة لمعيشتهم ، والمدارس السبع هي ( مدرسة صنعاء ،
مدرسة ذمار، مدرسة السودة ، مدرسة ظفير حجة ، مدرسة ثلاء ، مدرسة كوكبان ، مدرسة حجة ) .
تعد مدرسة ثلاء واحدة من تلك المدارس ، حيث تضم ملحقات عديدة ، من أهمها جامع أو مسجد صغير وإيوان وقبة كبيرة وضريح فض ً لا عن الملحقات العديدة الأخرى ، تقع هذه المدرسة على مشارف مدينة ثلاء من الناحية الجنوبية حيث يصعد إليها من خلال عدد من درجات السلالم الحجرية ، يتم الدخول إليها - حاليًا- من خلال المدخل الوحيد في الضلع الشرقي من السور الحالي ، ويفضي هذا المدخل
إلى فناء واسع مستطيل الشكل تتوسطه بركة مياه كبيرة يكتفنها من الناحيتين الشمالية والجنوبية درجات مستطيلة كبيرة من السلالم الحجرية ، تطل واجهة الوحدات المعمارية الرئيسية على الفناء من الناحية الغربية حيث يصطف في الناحية الشمالية الإيوان ، إلى الجنوب منه مسجد صغير ، يليه جنوبًا - أيضًا - قبة كبيرة ملحق بها ضريح صغير ، وتقع بعض المباني المتهدمة في الناحية الجنوبية الشرقية ، التي كانت بمثابة مساكن للطلبة والأساتذة ويصعد إليها بواسطة عدد من درجات السلالم ، ويؤدي إليها ممر قصير على جانبه الشرقي بعض المقابر القديمة ، عليها شواهد قبور لعلماء وفقهاء ، وفي الناحية الغربية يوجد دهليز كبير ضمن ملحقات المدرسة ، وفيما يلي وصف دقيق لبعض الوحدات المعمارية .

- الإيوان : تبدأ عمائر الجانب الشرقي بالإيوان في الناحية الشمالية ، وهو مستطيل الشكل ، يفتح على الفناء بعقد كبير مدبب ممتد واسع سعته ( 3.42 متر ) ويغطيه سقف مسطح من الخشب ، ويتوسط جداره الشمالي محراب ، وأغلب الظن أن هذا الإيوان كان يستخدم في التدريس.
- المسجد : يقع المسجد إلى الجنوب مباشرة من الإيوان السابق ، وبواجهته مدخلان متجاوران ويفضي المدخلان إلى المسجد مباشرة أو بيت الصلاة ومساحتها مستطيلة الشكل طولها( 11.44 مترًا ) وعرضها 8.6 مترًا ) ، مغطاة بسقف خشبي مسطح محمول على أربعة أعمدة مرتفعه تقوم عليها عوارض خشبية ) كبيرة وسميكة ممتدة من الشمال إلى الجنوب ، ومن المرجح أن سقف هذا المسجد كان مكونًا من مصندقات خشبية على غرار المصندقات التي تمثل أسلوبًا فنيًا وصناعة محلية في اليمن ، وقد بقي بعضها ضمن السقف المجدد - حاليًا - في هذا المسجد ، ويتوسط الجدار الشمالي محراب من الجص متوج بعقد ذي إطار مفصص تعلوه جامة دائرية بداخلها كتابة بخط النسخ تقرأ ( الله ) ، يلاحظ في الناحية الجنوبية للمسجد مساحة صغيرة مستقطعة من مساحة المسجد بواسطة عقد كبير ممتد على هيئة ( حذوة فرس ) ، سعة فتحة العقد ( 3.42 متر ) ، وتعتبر هذه المساحة المستقطعة - حاليًا - بمثابة ردهة قصيرة ، يتم الدخول من خلالها إلى القبة الرئيسية من الجنوب مباشرة من مساحة المسجد عن طريق فتحة مدخل ضيقة سعتها ( 52 سم ) ، وارتفاعها ( 1.55 م ) .

- القبة : هي عبارة عن قاعة كبيرة أبعادها من الداخل ( 5.12 x 4.44 مترا )
تتكون مناطق انتقالها من أربع حنايا ركنية كبيرة وعميقة ، تحصر بينها - أيضًا - أربع حنايا مجوفة مصمتة ومعقودة بشكل زخرفي من مادة الجص ، هذا ويلاحظ وجود مقبرة في الناحية الشمالية جهة مدخل هذه القبة ، عليها بناء مستطيل من الآجر المغطى بطبقة من الجص ، كما يظهر عليه آثار بعض الكتابات المطموسة - حاليًا- نتيجة للطلاء الذي طليت به مؤخرًا ، والواقع أن زخارف هذه القبة تشكل في حد ذاتها وحدة فنية رائعة من أعمال الزخارف الجصية في اليمن في ( القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي ) إذ أنها مزدانة بدرجة لافتة للنظر بأشرطة الكتابات بخط النسخ والزخارف النباتية والهندسية التي تملأ باطن القبة وبواطن الحنايا الركنية والدخلات الصماء ، وتتركز الزخرفة على جدران القبة وعلى الجدار الشمالي ؛ إذ يلاحظ وجود زخرفة جصية لمحراب صغير بوسط الجدار متوج بعقد
مدبب تلعوه زخرفة الدروع البارزة وتكتنفه من الناحيتين أشكال البخاريات المزدانة بالتفريعات النباتية والأوراق المتعددة الفصوص ، فض ً لا عن الأشرطة الكتابية ، وتتعد العناصر الزخرفية الجصية بهذه القبة لتشمل العناصر الكثيرة نذكر منها ، أشكال الورد ، والأوراق النصلية ، والرمحية ، ومناطق الدروع البارزة ، وثمار الرمان ، والأشكال النجمية ، وخلايا النحل ، والأشكال الخماسية ، والسداسية ، والإطارات المفصصة ، والأشكال التي تشع من مركز واحد ، تفتح هذه القبة في الناحية الشرقية على حجرة صغيرة مغطاة بقبة ضحلة ( مقعرة ) بواسطة عقد متسع يبلغ اتساعه ( 2.33 م ) وارتفاعه ( 2.73 م ) يشكل مدخ ً لا يصل بين الحجرتين وتتوسطها مقبرة تعلوها تركيبة خشبية ممتدة من الشرق إلى الغرب أبعادها ( 2.38 م X 1 م x 88 سم ارتفاعاً ).

ويتضح من الكتابات العديدة في الأشرطة الجصية لجدران هذه الحجرة أنها خاصة بقبر الإمام" المطهر بن شرف الدين " صاحب المدرسة ، حيث يقرأ من هذه الكتابات العديدة : ( بسم الله الرحمن الرحيم هذه قبة مولانا سيد المقام المجاهد في سبيل ذي الجلال والإكرام .. فخر الدين والإسلام المطهر بن أمير المؤمنين المتوكل على الله رب العالمين والد شمس الدين بن أمير المؤمنين بن يحيى مرتضى نسل
رسول رب العالمين عليه أفضل الصلاة والسلام ) ، هذا وتغطي هذا المدفن الصغير قبة مقعرة الشكل .
لقد ارتبط اسم الإمام " المطهر بن شرف الدين " ارتباطًا كبيرًا بمدينة ثلاء وذلك من خلال الأحداث التي حدثت في عصره حيث إنه اشتهر بتصديه للوجود العثماني في اليمن مع والده أو ً لا ، ثم انفرد بالسلطة بعد وفاة والده سنة ( 969 هجرية ) ، وكان من دهاه الرجال ، ويعتبره اليمنيون زعيمًا يمنيًا مخلصًا ، لأنه خلص اليمن - ولفترة - من العثمانيين توفي سنة ( 980 هجرية ) ، وارتباط اسمه بمدينة ثلاء يعود إلى المعارك التي دارت بينه وبين العثمانيين في حصن ثلاء ، لقد اضطر في أواخر معاركه مع العثمانيين على أن يتحصن في مدينة ثلاء ، وقام بقذف الأحجار الضخمة منها على العثمانيين الذين أرادوا اقتحام الحصن إلا أنهم لاذوا بالفرار.

( المراجع : المركز الوطني للمعلومات )

مواضيع مرتبطة
تصاعد وتيرة حرب التجسس بين أميركا والصين
دبلوماسية مكثفة لإنجاح الفرصة الأخيرة في سوريا
صالح : هذا ما قلته لهادي وقائد الحرس عقب تفجير مسجد دار الرئاسة
زمان التركية: الأسد يحقق النصر في الحرب
صحيفة امريكية: الازمة في سوريا تتغير لصالح الاسد
خبراء: 40% من العمالة الوافدة في السعودية ( مخالفة )
السيارات المخففة تضرب تركيا وارودغان يحذر من اختبار قدرات بلاده
عضو مؤتمر الحوار الشيخ القردعي : هناك قرارات تأتي من خارج قاعة الحوار الوطني ذات طابع دولي او اممي
محاضرة القاها هيكل في الدوحة: الزمن القادم آسيوي .. ( نص المحاضرة )
ما هي صواريخ S-300 ولماذا تخشاها إسرائيل؟
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية