تتزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاتخاذ تحركات بشأن الأزمة الجارية في سوريا بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي هجوما على البلد الذي تمزقه الحرب نهاية الأسبوع الماضي ، ولكن بعض المحللين حذروا من مخاطر إذعان أوباما لهذه الضغوط.
ومنذ حوالي شهر بدأت عمليات الجيش العربي السوري تسير وفق مخطط شكل صدمة للأعداء ومفاجأة للأصدقاء . حيث استطاع الجيش الباسل ان يقود بنجاح احد اهم عمليات التطويق والمباغتة للمجموعات الارهابية المسلحة فبدلا من مواجهة المسلحين من الداخل الى الخارج قام بالالتفاف على مناطق تواجد
المسلحين في الغوطة الشرقية وامتدادها وتم فصل هذه المجموعات عن مناطق انتشارها ومناورتها واحكم حصاره بأن جعل هذه المجموعات بين فكي كماشة بحيث قطع عنها اية امكانية للهروب خارجا وأيضا اصبحت بمواجهة نيران القوات التي كانت تشكل الخط الامامي للمواجهة .،ونتج عن هذه العملية ضرب كل نقاط الامداد والدعم اللوجيستي وأيضا تضييق الخناق بالتسلسل على المجموعات المسلحة هناك.
بدأت المجموعات المسلحة تخسر موقعا تلو الاخر وأصبحت عاجزة عن الدفاع عن نفسها كانت عملية تطهير منطقة القصير ليست اقل شأنا من عملية الغوطة الشرقية حيث كانت الترسانة الغربية والإسرائيلية تخزن في الانفاق والمغاور وأيضا قام الجيش بعملية التفاف من الغرب باتجاه القصير اسفرت هذه العملية عن تطهير كامل القرى واتبعها
بالتقدم من جهة الجنوب وأصبحت منطقة القصير شبه منتهية وأيضا نتج عن هذه العمليات التوجه الى مناطق السيطرة على منطقة القاع اللبنانية بالنيران وهذا حيد بشكل تام اي امكانية للدعم من قبل المتآمرين المرتزقة اللبنانيون .
معارك درعا تتجه الى الحسم ومعارك حلب تتجه للتعامل مع المجموعات الارهابية بنفس الطريقة المتبعة في سابقتيها .الرقة العمليات هناك تقترب من البدء وباقي المناطق السورية لا تشكل خطر منذ زمن.
وشكلت انتصارات الجيش المنظمة والمدروسة والتي تسير بشكل متميز اخاف امريكا كثيرا وجعلها تفكر بكل الطرق لتخفيف وتيرة التقدم للجيش ومحاولة عرقلة نجاحه فالخبراء الامريكيون يعتبرون ان تقدم الجيش السوري وفق الوتيرة الحالية يعني القضاء المبرم على فلول المعارضة خلال ثلاثة اشهر ويعني ان سوريا انتصرت بكامل ترابها وستفاوض على اراضي الاعداء..
لكن هناك توقعات لاعداء الشعب السوري لوقف تقدم الجيش حيث صرح اوباما بشكل متوقع انه لا جنود امريكيين الى سوريا وأضاف ان ذلك ليس لمصلحة امريكا وطبعا مصلحة سوريا بالنسبة له ليست مهمة وايضا الناتو قام بكل السيناريوهات المتوقعة وكل تلك السيناريوهات تعطي النجاح للحل العسكري نسبة لا تتجاوز 20% ويتفق الفكر الاستعماري الصهيو امريكي باصطناع حرب مزيفة تجعل الامريكي يقيم الدنيا ولا يقعدها بحجة الخطر على السلم العالمي ويطالب بوقف اطلاق النار في مجلس الامن الذي حسب توقع الامريكي سيطالب بوقف العمليات القتالية بكامل الارض السورية وهذا يعني ابقاء المسلحين في اماكنهم وعندها يبدأ الامريكي بالتفاوض نيابة عنهم لإلقاء السلاح والانتقال الى الحل السياسي.
هذا السيناريو تحاول امريكا حشد بوارجها وحاملات طائراتها والإيحاء بتدخل وشيك وان حربا عالمية ستقع ويأتي من يدعي ويقول ان السوريين يقودون العالم الى حرب تدمير لأنهم يرفضون التفاوض مع المعارضة.
ومن هنا جاء القصف الاسرائيلي لمحاولة اصطناع حرب لمدة اسبوع يكون فيها تبادل للصواريخ تنتهي بالتوقف عند حد معين تجده امريكا وأتباعها.
وبما ان الانتصار الكامل قريب والتفاوض يفصلنا عنه اشهر قليلة فان الاسرائيلي سيحاول المستحيل لإبقاء التوتر والمناوشات الدائمة والتذرع الدائم بوجود اهداف .
والنتيجة الايام تتسارع والانتصار على الاعداء يتحقق وزوبعة اسرائيل ستلاقي حسابها وعندها سيسبق ردنا تخطيطهم.
من جانبه تناول الكاتب البريطاني «روبرت فيسك» في مقاله نشرته "صحيفة «الإندبندنت» البريطانية "الغارة الجوية الإسرائيلية على دمشق، وما تدحضه من ادعاءات غربية تتهم النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية وصورايخ متطورة وطائرات حربية في قمع الثورة السورية ضده، حيث فند بالتحليل وطرح الأسئلة جميع تلك الادعاءات، كما أكد أنه إذا لم يعترض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على هذه الهجمات، فإن هذا الصمت يعتبر موافقة وتورطًا.
وفي سياق متصل، استبعد علي محفوض، الباحث والكاتب السوري المعروف، أن تتحول هذه العملية المحدودة من قبل إسرائيل إلى مواجهة مفتوحة مع تل أبيب، مشيرا إلى أن الرد السوري " سيكون مدروسا لأنه ليس هناك ضمانات محدودة للرد الإسرائيلي على الرد السوري لاحقا ، في ظل حالة التشتت الجغرافي وإنهاك قوى الجيش السوري على خطوط الفراغ الإستراتيجي مع العدو الإسرائيلي على خط التماس".
وأضاف محفوض لـ (( شينخوا)) بدمشق أن الرد السوري " سيكون دبلوماسيا عبر ضغط دولي عبر قنوات دولية حليفة لسوريا كروسيا والصين ودول البريكس" ، مبينا أن "اسرائيل سوف ترسل تطمينات لهذه القوى الدولية عبر الولايات المتحدة الأمريكية أن هذه العملية المحدودة قد لا تتكرر".
وأشار الباحث السوري إلى أن الساحة السورية الآن " هي ساحة مستباحة والأمن القومي والوطني مخترق في العمق وهناك ضعف في سيطرة سلطة المركز على الإقليم أمنيا وعسكريا " ، معتبرا أن السيطرة على الإقليم أحد عناصر السيادة.
وأفادت تقارير إعلامية في وقت سابق بأن السلطات السورية نصبت بطاريات صواريخ موجهة نحو إسرائيل، كما سمحت لفصائل فلسطينية القيام بأعمال ضد إسرائيل انطلاقا من الجولان، في
ما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أعاد نشر بطاريتي "القبة الحديدية" لاعتراض صواريخ قصيرة المدى في الشمال.
و يعتبر هذا الاعتداء الثاني من نوعه منذ بدء الأحداث في سوريا منتصف مارس 2011، حيث سبق أن قامت طائرات حربية إسرائيلية في الـ 31 من يناير الماضي بغارة على سوريا استهدفت وفق تصريحات رسمية، مركزا للبحوث العسكرية بريف دمشق، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين.
