قالت وكالة حكومية أمريكية إن كوريا الشمالية لديها سلاح نووي تستطيع وضعه على صاروخ مما أضاف بعدا لا ينذر بالخير للتوترات في شبه الجزيرة الكورية في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى سول لإجراء محادثات يوم الجمعة.
لكن عدة مسؤولين من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية سارعوا الى رفض التقييم الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع.
ولدى سؤاله عما اذا كانت الحرب وشيكة أجاب مسؤول أمريكي في كوريا الجنوبية "كلا على الاطلاق."
وقال المسؤول إن اكبر مخاوف واشنطن تتمثل في احتمال حدوث تطورات غير متوقعة تتصل بقلة خبرة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون البالغ من العمر 30 عاما.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "صغر سن كيم جونج اون وقلة خبرته يجعلانه معرضا بشدة لسوء التقدير. اكبر مخاوفنا هو سوء التقدير والى أين قد يؤدي بنا هذا."
ومضى يقول "لم نر اي مؤشرات على تحركات كبيرة للقوات او احتشاد للجنود على الحدود او تدريبات كبيرة او اي شيء من هذا النوع يمكن أن يؤيد التصريحات المستمرة" التي يطلقها زعماء كوريا الشمالية.
ويلتقي كيري مع رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي وكبار قادة الجيش من القوات الامريكية البالغ قوامها 28 الف فرد الموجودة في البلاد.
وتحدثت باك خلال اجتماع مع حزب (الجبهة الجديدة) الحاكم الذي تنتمي له قبل محادثاتها مع كيري وأبدت نبرة تصالحية وقالت إن على سول أن تستمع على الاقل الى ما لدى كوريا الشمالية لتقوله.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيسة قولها "لدينا الكثير من القضايا بما في ذلك منطقة كايسونج الصناعية وبالتالي الا يجب أن نلتقي معهم ونسأل (ما الذي تحاولون فعله؟)"
وكانت تشير الى اغلاق كوريا الشمالية منطقة صناعية مشتركة هذا الاسبوع تديرها الكوريتان مما أدى الى خسارة 53 الف وظيفة.
ودق النائب الامريكي دوج لامبرن ناقوس الخطر حين قرأ جزءا صغيرا من تقرير وكالة استخبارات الدفاع عن كوريا الشمالية في جلسة استماع بلجنة القوات المسلحة في مجلس النواب يوم الخميس.
وجاء في الفقرة التي قرأها أن الوكالة لديها "قدر معقول من الثقة" في ان كوريا الشمالية لديها أسلحة نووية يمكن أن تحملها صواريخ باليستية لكن التقرير اضاف أن هذا السلاح لا يمكن الاعتماد عليه على الأرجح.
وقال مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية تبدو عازمة على اجراء اختبار لصاروخ متوسط المدى لاستعراض قوتها قبل ذكرى مولد مؤسسها كيم ايل سونج يوم الاثنين المقبل. وأجرت كوريا الشمالية ثلاث تجارب نووية لكن لا يعتقد انها اقتربت من امتلاك قدرة تسلحية.
وفي بيونجيانج قالت صحيفة رودونج سينمون الناطقة بلسان حزب العمال الحاكم ان كوريا الشمالية لن تتخلى ابدا عن برنامجها للتسلح النووي والذي له ضرورة بسبب "تطلع الولايات المتحدة للغزو العسكري" للبلاد.
وأضافت "إرادة كوريا الشمالية لتعزيز الرادع النووي من اجل الدفاع عن النفس قوية." ومضت تقول "ستتمسك كوريا الشمالية بالدرع الغالي المتمثل في الاسلحة النووية."
لكن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قالت يوم الجمعة إنها لا تعتقد ان كوريا الشمالية نجحت في تصنيع رأس حربي لصاروخ.
وعلى الرغم من تقرير وكالة استخبارات الدفاع قال المتحدث باسم البنتاجون ومدير وكالة المخابرات الوطنية الامريكية إن افتراض أن بيونجيانج أثبتت قدرة على اطلاق صاروخ نووي "غير دقيق".
وانتقدت وكالة استخبارات الدفاع بعد بدء حرب العراق عام 2003 لتكهنها باحتمال امتلاك العراق اسلحة دمار شامل.
ولدى سؤالها عن تقارير امريكية افادت بان بيونجيانج ربما طورت سلاحا نوويا قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي "الصين متمسكة بالحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والدفع باتجاه نزع سلاحها النووي من خلال المحادثات والمشاورات. مهما كانت التغييرات في الموقف فإننا سنتمسك بهذا الاتجاه."
وأجرت كوريا الشمالية ثالث تجاربها النووية في فبراير شباط مما دفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض عقوبات جديدة على الدولة الفقيرة التي يتزعمها كيم جون أون (30 عاما) حفيد مؤسسها كيم ايل سونج.
وأثار ذلك غضب بيونجيانج التي وصفت ايضا المناورات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية سنويا بانها عمل "عدواني."
هذا وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إن كوريا الشمالية سترتكب خطأ فادحا اذا أطلقت أحد صواريخها متوسطة المدى في إطار المواجهة الحالية بين بيونجيانج من جهة وواشنطن وسول من جهة أخرى.
وقال كيري "يجب أن يفهم كيم جونج أون وأعتقد أنه يفهم على الارجح ماذا ستكون نتيجة صراع كهذا" في إشارة الى زعيم كوريا الشمالية عقب الاجتماع مع نظيره الكوري الجنوبي في سول.. وأضاف "أملنا أن نتمكن من العودة إلى المحادثات.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي عقب لقائه بوزير خارجية كوريا الجنوبية إن الولايات المتحدة لن تقبل ابدا بكوريا الشمالية كقوة نووية وإنها ستهب للدفاع عن سول اذا اقتضت الضرورة.
وأضاف في مؤتمر صحفي "نحن متحدون جميعا من حيث ان كوريا الشمالية لن تكون مقبولة كقوة نووية."
وزار كيري سول قبل توجهه الى الصين واليابان في محاولة لكبح جماح الطموحات النووية لكوريا الشمالية بعد تهديدات من بيونجيانج على مدى اكثر من شهر بأنها ستشن هجمات على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اذا هوجمت.
وقال كيري في سول عاصمة كوريا الجنوبية قبيل زيارة للصين إن على بكين اتخاذ موقف اكثر صرامة من كوريا الشمالية لدفعها الى التخلي عن برنامجها للتسلح النووي.
وأضاف كيري أن على جميع الاطراف المؤيدة لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية ضمان حدوث هذا.
وقال كيري "اذا كانت هذه سياستكم فعليكم أن تفعلوها" في إشارة الى الصين خلال اجتماع لرجال الاعمال عقب الاجتماعات الحكومية.
- رويترز:
