الزراعة تقر استيراد المصائد الفرمونية لمكافحة حافرة الطماطم
خسائر مزارعي الطماطم في اليمن تجاوزت 300 مليون دولار

أقرت وزارة الزراعة والري استيراد المصائد الفرمونية المخصصة لمكافحة حشرة حافرة الطماطم بعد فشل لمكافحة باستخدام مبيدات الآفات النباتية، وإصابة مئات المزارع بآفة "توتا أبسلوتا".
وكبدت هذه الافة مزارعي الطماطم خسائر اقتصادية فادحة تجاوزت 300 مليون دولار بسبب انتشار الحشرة على نطاق واسع في مختلف محافظات الجمهورية واثببت قوتها وسرعتها الفتاكة على محاصيل الطماطم والبطاطا، وفقا لمصادر في وزارة الزراعة.
كما أدى انتشار هذه الحشرة إلى ارتفاع أسعار الطماطم في السوق المحلي إلى نسبة تجاوزت 100% حيث وصل سعر السلة 20 كيلو إلى 8000 ألاف ريال مايعادل 40 دولارا بسبب قلة الإنتاج بنسبة تجاوزت 80 % في اغلب المزارع ودمار المحصول نهائيا في مزارع أخرى .
وفيما أعلنت السفارة الامريكية بصتعاء دعمها في وقت سابق وزارة الزراعة بـ900 الف دولار لمكافحته، قالت الوزارة اليوم بأنها فشلت في مكافحته باستخدام مبيدات الآفات النباتية، الامر الذي يطرح تساولاّ عن مصير تلك المبالغ التي خصصت لتوزيع 15 ألف فخ من فخاخ فيرمون في 12 محافظة يمنية.
واليوم ناقش اجتماع بصنعاء برئاسة وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد الغشم آلية مكافحة الحشرة باستخدام المصايد المزودة بالفرمونات المخصصة للمكافحة، إضافة إلى مناقشة الإرشادات والتوصيات والمعلومات الخاصة بالفرمونات وكيفية تحديدها.
كما تطرق الاجتماع الى آلية منح التراخيص والإجراءات المتعلقة باستيراد مبيدات الآفات النباتية المسموح بتداولها وتم التأكيد على أهمية الالتزام بالضوابط والاجراءات القانونية الخاصة بتنظيم وتداول مبيدات الآفات النباتية .
من جانبه قال عيسى الراجحي رئيس مؤسسة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لنيوزيمن أن هذه الآفة المدمرة تعتبر آفة عالمية وصلت الى اليمن عبر انتقالها من أمريكا حتى وصولها الى دول الجوار ومنها إلى اليمن وانتشرت بشكل واسع في المناطق الزراعية الريفية اليمنية وتسببت بخسائر اقتصادية فادحة للمزارعين في هذه المناطق .
وأضاف كما هو معروف أن شريحة كبيرة من الأسر الريفية في اليمن يعملون في الزراعة وخصوصا زراعة الطماطم حيث تتجاوز هذه النسبة 70% وان الكثير منهم فقدوا مصادر دخلهم من هذا المحصول خلال هذا العام.
وأوضح أن ما ساعد على انتشار هذه الآفة في اليمن هو عدم وجود محاجر زراعية مؤهلة وقلة الخبرة لدى المزارع اليمني في كيفية التعامل مع هذه الحشرة ومعرفة مدى قدراتها التدميرية للمحصول بسبب ضعف دور الإرشاد الزراعي إضافة إلى اكتساب هذه الحشرة مناعة ضد المبيدات المعروفة لدى المزارع اليمني .
وناشد الراجحي حكومة الوفاق الوطني ووزارة الزراعة والمنظمات المانحة القيام بواجبها وسرعة التجاوب في إيجاد حلول جذرية للقضاء على هذه الآفة قبل أن تتفاقم المشكلة . وذلك عبر إقامة فعاليات إرشادية وبرامج تدريبية وتوفير مستلزمات مكافحتها وتدريب كوادر فنية لغرض تشخيص الآفة ميدانياً في حقول المزارعين وتقديم الدعم الميداني لهم وتعويض المزارعين المتضررين التعويض العادل .
وتعد آفة التوتات أبسلوتا هي في الأصل من أمريكا الجنوبية لكنها انتشرت في السنوات الأخيرة إلى أوروبا والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط .
واكتشفت هذه الافة في يناير 2013م من خلال إصابة نباتات الطماطم في محافظات صنعاء والحديدة ولحج وأبين والبيضاء بالتوتا أبسلوتا، حيث قامت وزارة الزراعية والري في اليمن في فبراير الماضي بتقييم مدى الإصابة بالتوتا أبسلوتا في 304 مزارع ضمن 88 مديرية في اليمن.
وكشف تقييم وزارة الزراعة والري أن 70% من محصول الطماطم الذي تم فحصه مصاب بالفعل بهذه الآفة، وبدون برنامج مكافحة فعال.