(الأزمات الدولية): النتائج العكسية لعزل صنعاء عن العالم

الجمعة 19 مايو 2017 الساعة 10 صباحاً / وفاق برس/متابعات:
عدد القراءات 808
ترجمة وكالة خبر:- المحلل الكبير في شبه الجزيرة العربية أبريل لونغلي ألي أثناء بحثها الميداني وإجرائها العديد من المحادثات مع شخصيات في العاصمة صنعاء، وجدت الفخر والمرونة والحرص على إنهاء الصراع.. وخلصت إلى أن عزل جانب واحد أو جعل المجاعة والمعاناة أسوأ لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب.
أحد أكثر أجزاء العمل المحبطة في اليمن هو مدى صعوبة زيارة البلد. لقد أمضيت خمسة أشهر لإكمال الموافقات والبروتوكولات الأمنية لرحلتي. في النهاية، استقلت طائرة تابعة للأمم المتحدة من عمان إلى صنعاء. إنها رحلتي الأولى منذ أن غادرت صنعاء قبل أربعة أيام من بدء التحالف بقيادة السعودية بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، حملة تفجيرات في مارس 2015. تهدف هذه العملية إلى استعادة حكومة عبد ربه منصور هادي التي أطاح بها حوثيون يتحالفون مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
أضرار الحرب واضحة بمجرد أن هبطنا على الأرض. ومطارات صنعاء المدنية والعسكرية جنبا إلى جنب دمرت بالكامل تقريبا. مررنا ببقايا حطام طائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية، وحطام الطائرات المدنية من حاملة فيليكس العربية اليمنية السابقة.
ومنذ انهيار محادثات السلام في آب / أغسطس 2016، ليس هناك رحلات عبر مطار صنعاء سوى الرحلات الإنسانية التي تنظمها الأمم المتحدة تنقلها إلى صنعاء كل أسبوع.
إقرأ أيضاً: "الأزمات الدولية": هجوم التحالف على الحديدة سيشجع اليمنيين على اقتحام أراض سعودية جديدة
من جهة أخرى، كان لدى استقبالي بترحيب أحد أعضاء أنصار الله (الحوثيين) وممثل عن وزارة الخارجية في صنعاء، وكلاهما أكدا لي ضمان عدم وجود مشاكل في دخول الزائرين من أمريكا والمنظمات الدولية غير الحكومية.

- صنعاء لا تزال نابضة بالحياة:
ولدى سيري بالسيارة إلى المدينة، على الرغم من أنني كنت مفاجأة. لكني لم أر في البداية المعاناة الإنسانية التي أعرفها هناك. ظاهريا، تبدو المدينة مزدحمة، صاخبة ومفعمة بالحياة. هناك ازدحام حركة المرور في ميدان التحرير. ولا تزال المنازل المشهورة ذات الطوب الطيني في صنعاء، والتي كانت مزينة بشكل معقد، في الغالب قائمة، والمدينة القديمة سليمة إلى حد كبير، وإن كان ذلك مع المزيد من القمامة في الشوارع وصور الشهداء والشعارات الحوثية المعلقة في كل مكان.
الناس يقضون حياتهم اليومية كالمعتاد: الشوارع تبدو نابضة بالحياة، والمحلات التجارية مفتوحة، وهناك الطعام على الرفوف. يخبرني سائقي أن المدينة أكثر ازدحاما من المعتاد لأنها تحتضن المشردين داخليا من مناطق القتال المحيطة. وبالمقارنة مع المناطق الأخرى في الشمال، فإنني أذكر باستمرار أن صنعاء عانت من أقل الهجمات التي تقودها قوات التحالف بقيادة السعودية وتزايد خطر المجاعة. مقارنة بمناطق مثل الحديدة، صعدة وحجة، كما قيل، هي أسوأ بكثير.
الخبيرة أبريل لونغلي مع محمد الدليمي المدير التنفيذي لصندوق التأهيل ورعاية المعوقين في صنعاء اليمن 24 أبريل 2017 Group Crisis
الخبيرة أبريل لونغلي مع محمد الدليمي المدير التنفيذي لصندوق التأهيل ورعاية المعوقين في صنعاء اليمن 24 أبريل 2017 Group Crisis
هناك شيء آخر أيضا وجدته. شعوري بالأمان، حتى السفر في سيارة أجرة عادية. صحيح أنني كنت أرتدي رداء أسود ونقاب المرأة السوداء التقليدية التي تغطي الوجه، وهذا يعني أنه لا أحد يستطيع أن يرى أي شيء مني ولكن عيني فقط. ولكن هناك عدد قليل جدا من نقاط التفتيش في المدينة والوجود الأمني قليل ايضا في الشوارع. عدت لرؤية منزل صديق لي حيث كنت أعيش، وكل شيء لا يزال في مكانه، وإن كان مغطى بالغبار.
انقطاع التيار الكهربائي ألهم حقيقة الابتكارات الجديدة. هناك الألواح الشمسية الكثيرة على ما أتذكر. لا تستطيع الحكومة توفير الكثير من الكهرباء، أو الكثير من أي شيء آخر، وهذا ما يجبر الناس على القيام بما هو أفضل وأكثر ابداعا.
رأيت المباني التي قصفت، في كثير من الأحيان سويت بالارض في وسط بيئة حضرية مزدحمة. وهي في الغالب مبان حكومية أو منازل خاصة تعود للرئيس السابق علي عبدالله صالح أو عائلته أو مسؤولين في حزبه، المؤتمر الشعبي العام. والفجوة الأكثر إثارة للصدمة في المشهد الحضري هي الإطار المعدني المتشابك لما كان أكبر قاعة تجمع في صنعاء، ويقول السعوديون إنهم قصفوها عن طريق الخطأ في 8 تشرين الأول / أكتوبر 2016، مما أسفر عن مقتل 140 شخصا وإصابة أكثر من 600 من المشيعين.
زرت الموقع عدة أيام أثناء رحلتي حتى اشاهد الضرر مباشرة. صور أولئك الذين فقدوا أرواحهم في جحيم ذلك اليوم معلقة على خط البوابة. رأيت صورة صديق وزعيم محلي محترم، عبد القادر هلال، الذي كنت زرته في رحلتي الماضية لمعرفة آفاق التسوية. لكنه، والكثير من الآخرين الذين اعتمدت عليهم في رؤى التسوية، إما موتى، او يعيشون في الخارج أو في أجزاء أخرى من هذا البلد المقسم.
لا عزاء للتحالف بالنسبة لليمنيين الذين التقيت بهم. وغالبا ما تكون الضربات على منازل مسؤولي المؤتمر الشعبي العام بشكل خاص في أحياء مكتظة بالسكان، مما يجعل الأضرار الجانبية أمرا لا مفر منه. في كل مكان، أسمع عن إصابات: عائلة من ستة أفراد تم القضاء عليها، فتاة صغيرة قتلت، واحترقت الأم حتى الموت. يتحدث الناس عن العديد من "الضربات المزدوجة"، عندما يسرع رجال الإنقاذ للمساعدة بعد الضربة الأولى، تعاود طائرات التحالف بموجة ثانية من القنابل، مما يسفر عن مقتل رجال الإنقاذ وأي شخص آخر يقع بالقرب منه. ولم أسمع مرة واحدة عن مقتل مسؤول رفيع المستوى في المؤتمر الشعبي العام أو في حركة الحوثي في هذه التفجيرات.
خلال الأيام الستة، عندما كنت في المدينة لم تكن هناك غارات جوية. من وقت لآخر، أسمع هديرا بعيدا من طائرات الاستطلاع. وبعد بضعة أيام من مغادرتي، قصفوا مرة أخرى، وهم يضربون، كما يفعلون في الغالب، نفس المنشآت العسكرية في الجبال المحيطة بالمدينة.

- الجوع المخفي:
لا أرى طوابير من الناس يصطفون للطعام. لا تزال المخابز والمطاعم مفتوحة، وهناك الفواكه والخضروات في المحلات. لكن اليأس يقع تحت سطح صنعاء الصاخب. الفقر كان دائما حاضرا في المدينة، ولكن هناك العديد من الناس أكثر مما أتذكر يبحثون في أكوام القمامة عن شيء لتناول الطعام أو بيعه.
المشكلة ليست توافر الغذاء - على الأقل في صنعاء حتى الآن - ولكن الحصول على المال لشرائه. بعد عامين من الحرب، انهار الاقتصاد، وأزمة بين الفصائل المتحاربة في اليمن حول البنك المركزي ساهمت في الوضع الذي لم تدفع فيه رواتب موظفي الخدمة المدنية باستمرار منذ أغسطس 2016. كل شخص تحدثت إليه قريبا تناول موضوع الصعوبات السياسية: السياسيين والأصدقاء والحراس وسائقي سيارات الأجرة والعاملين في الفنادق.

 
مواضيع مرتبطة
ماذا قال وزير الخارجية اليمني عن زيارو ترامب للسعودية
الاعلان في صنعاء عن اطلاق صاروخ باليستي نوع بركان 2 على العاصمة السعودية وناطق الجيش يعلق
مركز الأرصاد يدعو سكان المناطق الصحراوية والساحلية لأخذ الاحتياطات اللازم
الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات ضد (العرادة وهاشم) لارتباطهما بتنظيم القاعدة
مصدر مسئول ينفي وجود أي حسابات لامين عام المؤتمر في شبكات التواصل
وساطة قبلية ولجنة تحقيق في قضية إصابة الشيخ قناف المصري
اليمن.. مشهد لخلفية فوضوية لزيارة ترامب للسعودية
صالح:افتخر أني ورثت تنظيم سياسي قوي من هذه التربة ولن نركع إلا لله
الرئيس الاسبق يزور الشيخ قناف رشاد المصري ويطمئن على صحته
مصرع اثنين من افراد اخطر عصابة اجرامية في العاصمة اليمنية
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية