وفاق برس - إلى اللواء البحسني .. اصبتنا بخيبة كبيرة

بقلم / أحمد سالم النهدي:

شخصيا لم اكن اعرف عن اللواء فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية الا النذر السير مثله مثل الكثير من الضباط في السلك العسكري من ابناء حضرموت .. غير ان بزوغ نجمه على وقع تحرير مدينة المكلا من عناصر القاعدة بدعم من قوات التحالف , جعلتني ارسم صورة كبيرة ومثالية لهذا الضابط الحضرمي واعتزبه , وتولد لدي قناعة بان هذا البزوغ وفي مثل هذه الظروف لن تكون الا لقيادات فذة لديها من الحنكة والحكمة ما يؤهلها لقيادة المنطقة العسكرية الثانية والتعامل مع الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد بشكل عام وحضرموت بشكل خاص .
غير ان اللقاء الاخير الذي اجراه اللواء البحسني مع قناة الغد المشرق اصابني بصدمة وخيبة كبيرتين , ونسفت معها كل الاحلام والاماني التي كنت اعلقها وكل مواطني حضرموت على هذا الرجل , الذي ظهر باهتا وركيكا في طرحه وضحلا في نقاشه وسطحيا وجاهلا في نظرته للقضايا .. انها الحقيقة التي صدمتني , وافاقتني من وهم .. واكدت لي ولغيري استمرار مسلسل اقتناص الفرص من عديمي الخبرة , وتهميش اصحاب الكفاءات .
ولم تكن محاول البحسني التشكيك بقيادة ووحدات المنطقة العسكرية الأولى , و الصاق التهم الكيدية بها , الا جزء من اكتشاف شخصية الرجل المهزوزة .. فقد ظهر يتحدث مثله مثل أي شخص عامي التقط الاشاعات و ( القيل والقال ) وراح يرددها على الاخرين .. لكن هذه المرة تأتي من قائد عسكري وعلى قناة تلفزيونية .. ولا ندري هل هو يتعمد تجاهل الحقائق , ام انه فعلا جاهل بجهود المنطقة العسكرية الأولى وقائدها اللواء عبدالرحمن الحليلي في تأمين مناطق وادي حضرموت بعد انهيار مؤسسات الدولة , والوقف في وجه التنظيمات الارهابية التي حاولت اسقاط وادي حضرموت بعد المكلا لولا صمود وتضحيات وحدات المنطقة العسكرية الأولى ..
وفي حالتي ( كان متجاهلا أو جاهلا ) فان المصيبة عظيمة والامر جلل , لان الراهن لا يحتمل العبث والأخطاء خصوصا من شخص يشغل منصب عسكري رفيع .
فيكفي المنطقة العسكرية الاولى وقياداتها انها عملت وفي خضم الفوضى على مواجهة التنظيمات الارهابية , ومنع انزلاق مناطق وادي وصحراء حضرموت في أتون الفوضى التي اصابت لعنتها كل المناطق ووصلت الى مناطق الساحل الحضرمي .
وقدمت المنطقة العسكرية الاولى المئات من الشهداء والجرحى ودفعت تكلفة باهظة في سبيل تأمين المواطنين ومناطق الوادي التي تحولت الى ملاذ للنازحين الفارين من جحيم المعارك والحروب , واعادة تشغيل مطار سيئون الذي كان البوابة الجوية الرئيسة للمواطنين .. وغيرها من الشواهد والحقائق التي لا تحتاج إلى اثبات أو برهان لانها معروفة و واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء .. ومن يحاول انكارها كمن يحاول ان يغطي شعاع الشمس بغربال .
والمؤسف والمؤلم في آن واحد ان يوجه مذيع القناة سؤاله الى اللواء البحسني ومن ثم يقوم المذيع بتصويب اجابات البحسني واكمالها وتوجيهه لاكمال الجمل التي لايمكن ان تصدر مواطن حضرمي اولا وقائد عسكري ثانيا .
ونحن لاندافع عن الحليلي ووحداته العسكرية , بقدر ما ندافع عن مصلحة حضرموت والوطن .. واذا كان لدى البحسني هموم وقضايا من شأنها ان تفيد حضرموت والوطن والحكومة الشرعية فالاولى ان يطرحها في نطاقها الرسمي والقيادة الشرعية , وليس عبر قناة يسأله مذيعها ويجيب بدلا عنه .. كما ان هذا ليس توضيحا بقدر ما هو حرص على حضرموت من الأطماع والصراعات .
لان تصريحات البحسني لاتبعث على الاطمئنان ولا تبحث عن مصلحة حضرموت والشرعية .. فكيف لمسؤول عسكري ان يهاجم زميل له وقائد آخر ؟ ويشكك بقطاع واسع من وحدات عسكرية اعلنت الولاء للشرعية ورفضت تسليم مناطق الوادي والصحراء للقاعدة , بعد ان سُلمت المكلا ؟ .
وكيف لمسؤول عسكري ان يسمح لنفسه ان يخوض في نقاش و افتراضات وتخيلات مستقبلية , هي في الأساس من اختصاص القائد الاعلى للقوات المسلحة .. كما ان استدعاء تلك التهيؤات لا تخدم حضرموت والوطن وقيادته الشرعية .
ما زلنا نأمل ان يعي اللواء البحسني الموقع الذي يتبوأه والمسؤولية الملقاة على عاتقه .. وان يتوقف عن الظهور كصبي طائش لايعي ما يقول ويعبث بكل ما حوله .. وان يعمل من اجل مصلحة حضرموت .. او التنحي جانبا .. فهناك الكثير من الضباط الكبار من ابناء حضرموت الذين يتمتعون بالكفاءة والقدرة والثقافة الرزانة والرصانة , وقادرين على اداء المسؤولية .. وخدمة حضرموت والوطن في هذه المرحلة الحساسة .