العراق يبدأ الهجوم المرتقب لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية

الإثنين 17 أكتوبر-تشرين الأول 2016 الساعة 06 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1392
(رويترز) - بدأت القوات العراقية هجوما تدعمه الولايات المتحدة يوم الاثنين لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل الشمالية آخر معقل كبير للتنظيم المتشدد في العراق.
وبعد عامين من سيطرة المتشددين على المدينة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة وإعلانهم دولة خلافة إسلامية جديدة على أراض من سوريا والعراق بدأت قوة من حوالي 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية الهجوم لإخراجهم منها.
وأطلقت طائرات هليكوبتر الطلقات الكاشفة وترددت أصداء الانفجارات على الجبهة الشرقية للمدينة حيث شاهد مراسل رويترز مقاتلين أكراد يتقدمون للسيطرة على القرى القريبة.
وساعدت حملة جوية تقودها الولايات المتحدة في إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من أغلب الأراضي التي سيطر عليها لكن من المعتقد أن ما بين أربعة آلاف وثمانية آلاف من مقاتلي التنظيم مازالوا في الموصل. ونفى سكان تم الاتصال بهم هاتفيا تقارير على قنوات تلفزيون عربية تفيد بأن المقاتلين قد غادروا.
وقال أبو ماهر مشيرا إلى التنظيم "داعش يستخدمون الدراجات النارية في تنقلاتهم وذلك لتجنب تعقبهم من الجو وهناك راكب خلفي على الدراجة يستخدم منظار لمراقبة البنايات والشوارع عن بعد."
ويعد أبو ماهر وغيره ممن تم الاتصال بهم دفاعات مؤقتة ويخزنون المواد الغذائية تحسبا للهجوم الذي يقول المسؤولون إنه قد يستمر أسابيع أو ربما شهورا. وحجب السكان أسماءهم الكاملة لاعتبارات أمنية ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من رواياتهم.
وتوقعت الولايات المتحدة أن يتكبد تنظيم الدولة الإسلامية "هزيمة ساحقة" مع بدء القوات العراقية أكبر عملية لها منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في عام 2011 وإحدى أكبر العمليات التي يشهدها العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بحكم صدام حسين.
لكن الهجوم الذي أولاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما اهتماما كبيرا في ختام فترة ولايته محفوف بالمخاطر. ومنها اندلاع صراع طائفي بين سكان المدينة التي تقطنها أغلبية سنية والقوات الشيعية التي تتقدم لتحريرها فضلا عن احتمال سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين سكان الموصل.
وقال أبو ماهر "لقد قمنا بتجهيز غرفة محصنة داخل البيت عن طريق وضع أكياس من الرمل لسد النافذة الوحيدة الموجودة وقمنا أيضا بإزالة كل المحتويات الخطرة أو القابلة للاشتعال."
وأضاف "لقد أنفقت تقريبا كل ما أملك في شراء الطعام وحليب الأطفال وكل شيء آخر قد نحتاجه."
وبثت قناة الجزيرة لقطات لما وصفته بأنه قصف للموصل بدأ بعد كلمة ألقاها رئيس الوزراء حيدر العبادي ظهر فيه إطلاق صواريخ وزخات من الطلقات الكاشفة في سماء الليل ودوي إطلاق نار.
وقال العبادي في كلمة عبر التلفزيون الرسمي يوم الاثنين "أعلن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش."
وأضاف العبادي وحوله كبار قادة القوات المسلحة "يا أبناء شعبنا العزيز يا أبناء محافظة نينوى الأحبة لقد دقت ساعة الانتصار وبدأت عمليات تحرير الموصل.
"وإن شاء الله قريبا نلتقي في أرض الموصل لنحتفل جميعا بتحريرها وبخلاصكم."

* مقاتلون أكراد:
وقال اللفتنانت جنرال الأمريكي ستيفن تاونسند قائد قوات التحالف المناهض للدولة الإسلامية في بيان "هذه العملية التي تستهدف استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة عراقية ستستمر أسابيع على الأرجح وربما أكثر."
وإذا سقطت الموصل ستكون مدينة الرقة السورية أكبر مدينة مازال التنظيم المتشدد يسيطر عليها.
وقال آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي في بيان إن "هذه لحظة حاسمة في الحملة لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية."
وتابع "إننا واثقون أن شركاءنا العراقيين سينتصرون في مواجهة عدونا المشترك وتحرير الموصل وباقي العراق من كراهية ووحشية تنظيم الدولة الإسلامية."
بدأ تنظيم الدولة الإسلامية في التراجع منذ نهاية العام الماضي في العراق حيث يواجه الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وقوات كردية بالإضافة إلى فصائل شيعية مدعومة من إيران.
وقالت القيادة العسكرية لأكراد العراق إن 4000 من قوات البشمركة سيشاركون في العملية لتحرير عدة قرى من قبضة التنظيم على الجبهة الشرقية في هجوم منسق مع تقدم وحدات من الجيش العراقي من الجبهة الجنوبية.
وفي أول بيان عن عمليات الموصل قالت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي "قواتنا تدمر الخطوط الدفاعية لعصابات داعش الإرهابية وتتقدم بكل ثبات باتجاه أهدافها المرسومة."
وأضاف البيان "طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي يواصلان ضرباتهما الدقيقة على كافة مقرات داعش ومعسكراته."
وقال مراسل لرويترز إن عمودا من الدخان الأسود كان يتصاعد من أحد مواقع المتشددين على الجبهة الشرقية للمدينة ويبدو أنه ناتج عن احتراق وقود يستخدم لقطع الطريق أمام تقدم الأكراد وحجب الرؤية عن الطائرات.
وذكر مقاتل كردي شاب يرتدي زي المعركة "نحن المسلمون الحقيقيون. داعش ليسوا بمسلمين لا يقر أي دين ما فعلوه."
وبينما كان يتحدث مرت سيارة همفي وكتب اسم روج افا أي كردستان سوريا على برج مدفعها الرشاش.
وقال الميجر شيبان صالح أحد المقاتلين الذين كانوا يستقلون السيارة "كل هذه كردستان" وأضاف "عندما ننتهي من الأمر هنا سنلاحقهم إلى الرقة أو أينما كانوا" مشيرا إلى أكبر مدينة سورية تقع تحت سيطرة الدولة الإسلامية.
وقال إن نحو 450 من المقاتلين الأكراد السوريين يشاركون في القتال شرقي الموصل بهدف استعادة تسع قرى خلال يوم الاثنين.
وقال عبد الرحمن الوكاع عضو المجلس المحلي لمحافظة نينوى المنفي لرويترز إن القوات تتقدم لكنها لم تدخل المدينة بعد موضحا أن الأنشطة مازالت خارج الموصل والعملية لم تصل لقوتها الكاملة بعد.

* مخاوف من أزمة إنسانية:
وسعى العبادي الذي كان يتحدث في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين إلى تهدئة المخاوف من أن تتحول هذه العملية إلى أعمال عنف طائفية قائلا إنه لن يُسمح إلا لقوات الجيش والشرطة العراقية بدخول تلك المدينة التي تقطنها أغلبية سنية.
وقال العبادي "إن القوة التي تقود عملية التحرير هي قوات جيش العراق الباسلة مع قوات الشرطة الوطنية وهم الذين سيدخلون مدينة الموصل لتحريرها وليس غيرهم."
وكان ساسة محليون من السنة ودول تقطنها أغلبية سنية في المنطقة مثل تركيا والسعودية قد حذروا من أن السماح بمشاركة فصائل شيعية في الهجوم قد يؤدي إلى أعمال عنف طائفية. ولتجنب ذلك تم نشر مقاتلين شيعة غير نظاميين للمساعدة في الإغارة على مدينة أصغر في شمال العراق مما أثار مخاوف من ردود انتقامية هناك.
وكان الجيش العراقي قد ألقى عشرات الآلاف من المنشورات على مدينة الموصل قبل فجر الأحد لتنبيه السكان بأن الاستعدادات لعملية انتزاع السيطرة على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية دخلت مراحلها الأخيرة.
وحملت المنشورات عدة رسائل من بينها طمأنة السكان أن وحدات الجيش والغارات الجوية "لن تستهدف المدنيين" فيما نصحهم منشور آخر بتجنب مواقع مقاتلي التنظيم المعروفة.
وفي إشارة لمخاوف السلطات من نزوح جماعي يعقد العملية نصحت المنشورات السكان "بالبقاء في منازلكم وعدم تصديق إشاعات داعش".
وقال أبو عبد الله أحد السكان إنه يريد رؤية بدء الهجوم وأضاف "لقد سمعنا انفجارات متتالية من مسافة بعيدة لذا توجهت إلى سطح المنزل بالرغم من المخاطر لأرى وميض الانفجارات. شعرت بالسعادة لبدء عملية تحرير الموصل."
وكان أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن من المسجد الكبير بالموصل في 2014 إقامة "دولة خلافة" في العراق وسوريا المجاورة.
ويوم الأحد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتعرض لانتقادات بسبب مستويات قتل المدنيين خلال عمليات قوات الحكومة التي تدعمها روسيا في سوريا إنه يأمل أن تبذل الولايات المتحدة وحلفاؤها قصارى جهدهم لتفادي وقوع ضحايا من المدنيين خلال الهجوم على الموصل.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إنها تستعد لجهود إنسانية هي الأكبر والأكثر تعقيدا في العالم بسبب معركة انتزاع السيطرة على الموصل مما قد يتسبب في تشريد ما يصل إلى مليون شخص واستخدام المدنيين كدروع بشرية أو حتى قصفهم بالغاز.
ويوجد بالفعل أكثر من ثلاثة ملايين نازح في العراق نتيجة للصراعات مع تنظيم الدولة الإسلامية. وهناك نقص في الأدوية في المدينة كما أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل حاد.
وقال سعيد أحد السكان "العائلات في الموصل بدأت بتخزين المواد الغذائية منذ البارحة تحسبا لوصول القتال إلى شوارع المدينة لأننا عندها لن نستطيع الخروج."
وأضاف "داعش لازالوا في الموصل والحديث عن مغادرتهم أمر غير صحيح. هم لازالوا مستمرين بوضع الجدران الكونكريتية في الشوارع لإعاقة أي تقدم."

  
مواضيع مرتبطة
انتخابات مجلس الأمة الكويتي ستجرى في 26 نوفمبر
مفوضية اللاجئين تخشى فرار 100 ألف شخص من الموصل إلى سوريا وتركيا
أمريكا تضرب الأكراد لحماية داعش
أوباما يبدي ثقته في هزيمة الدولة الإسلامية بالموصل
تركيا تتجه نحو إجراء استفتاء على تطبيق نظام رئاسة تنفيذية بعد موافقة القوميين
بدء تدريب عسكري مشترك بين مصر وروسيا شمال غربي القاهرة
اتفاق في محادثات لوزان على ضرورة تقرير السوريين لمستقبلهم
أمير الكويت يصدر مرسوما بحل البرلمان
موسكو تسيّر جيشا بحريا وقاعدة جوية عائمة إلى سوريا
الهند وروسيا تعقدان صفقة لشراء صواريخ وإنشاء شركة مشتركة لصنع طائرات هليكوبتر
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية