(القاعدة) .. اسمها وفقرها حولاها الى مستنقع للأوبئة

الجمعة 03 أغسطس-آب 2012 الساعة 08 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1517

مدينة القاعدة هي امتداد لمدينة سهفنة، التي اجتاحها فيضان القرن السادس الهجري والتي كانت مركزاً للعلم والعلماء، وسهفنة تقع في الضاحية الشمالية الغربية لمدينة القاعدة وتعرف اليوم بمنطقة السفنة ومدينة القاعدة تقع على الطريق الرئيسي بين صنعاء- تعز –عدن وتعد ثاني مدن محافظة إب وتقع على الطريق العام صنعاء تعز ويصل عدد سكانها إلى أكثر من خمسمائة ألف نسمة، ويقال أن مدينة القاعدة قد سميت بهذا الاسم لما كانت تمتاز به في القدم كمركز تجاري هام يربط بين محافظات الجمهورية حيث كانت محطة وقوف للبضائع التجارية القادمة من وإلى العاصمة صنعاء إضافة إلى أنها تتوسط عدداً من القرى والوديان الزراعية الخصيبة وهذا الموقع جعل المدينة مركزا تجاريا رائجا يشتهر سوقه الأسبوعي حتى وقتنا الحاضر، والمعروف بسوق الثلوث يتوافد اليه الباعة قبل انعقاده بيوم من مختلف مناطق اليمن بأشهر منتجاتها الزراعية والحرفية، الى جانب الحيوانات وكانت الفترة الذهبية للمدينة في فترة الانفتاح على الواردات التجارية الواصلة الى عدن في أوائل خمسينيات القرن العشرين.

لكن تصادف اسم تنظيم القاعدة مع اسم المدينة جنى عليها وعلى ابنائها وأدى إلى إهمالها فذبل جمالها، وتحولت شوارعها وأزقتها إلى أوحال ومقالب قمامة وأضحت مثارا للتهكم والتندر سواء على المدينة أو على أهلها، وأضحى من ينتمي إلى هذه المدينة سواء في داخل الوطن أو خارجه يتعرض للتندر، بل أن المسافرين من المدينة إلى خارج اليمن قد يتعرضون للمساءلة أحيانا بسبب اسم المدينة المكتوب على جوازاتهم، وحتى المغترب حين يتواصل مع أسرته يلغي اسم مدينته، ويخاطبهم على اعتبار أنهم من محافظة أب أو من مديرية ذي السفال، ولا يمكنه ذكر مدينة القاعدة أثناء اتصاله بأهله وأقاربه، مع العلم أن مدينة القاعدة من المدن السياحية التجارية الجميلة وبفعل اكتضاض الهجرة الداخلية الى المدينة وارتفاع عدد السكان ،وشحة المياه قل ذلك النشاط .

ومدينة القاعدة التي يبلغ عدد سكانها حوالي خمسمائة ألف نسمة نسمة توجد فيها ثلاث مدارس ثانوية والعديد من المدارس الابتدائية ومعهد مهني ومستوصف طبي وفيها مشروع مياة اهلي قديم "مياهه شديدة الملوحة" وفيها مشروع مجاري متعثر منذ ثمان سنوات وهذا يعتبر المشكلة الأساسية التي يعاني منها سكان مدينة القاعدة وهي المجاري الطافحة في معظم شوارع المدينة التي حولتها من مركز تجاري إلى مستنقع كبير للأمراض والأوبئة والحشرات الضارة والكلاب وغيرها خاصة منذ ما يزيد عن عامين وما تم من عبث في شوارع المدينة تحت مسمى مشروع الصرف الصحي، وفي فرع مؤسسة المياه حسب قول سكان المدينة.

وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد عبدالله قاسم بن سيبان : لا يوجد في اليمن مدينة أكثر ظلماً وخذلاناً من مدينة القاعدة بالرغم من كبرها وتزايد عدد سكانها وتوسع العمران فيها لكن ذلك التوسع قوبل بإهمال طيلة عقود .

مشيرا الى أن الحفر والعبث في الشوارع وطفح المجاري في معظم حارات وأحياء المدينة وشوارعها أصبح يهدد بكارثة بيئية تستهدف سكان المدينة وفي مقدمتهم الأطفال بالرغم من انه تم تسليم مشروع تنفيذ المجاري لا كثر من شركة وصرفت باسمة مليارات الريالات واضاف "لا تركوا المدينة وحالها بدلاً من العبث في شوارع المدينة وجاراتها حتى صارت مجاري المنازل تصب في الشوارع وأصبحت المجاري تعيق المارة من سكان المدينة وزائريها ناهيك عن الأطفال وطلاب المدارس وكذا البضائع والخضروات المعروض في أسواق المدينة التي أصبحت غارقة وسط القمامة ومياه الصرف الصحي وأضاف :حتى المقابر لم تسلم من المجاري الطافحة في شوارع المدينة.

من جانبه قال الأخ عبد المجيد هزاع :أن الوضع الحالي لمدينة القاعدة قد تسبب في انتشار الأمراض وأن طفح مياه الصرف الصحي في شوارع المدينة وبالذات داخل الأسواق التجارية قد تسبب كثيراً في تدني عملية البيع في معظم المحلات التجارية وإقبال المواطنين خاصة القادمين من المديريات المجاورة لغرض التسوق

مشيرا الى ان مدينة القاعدة بدءاً من أبنائها الذين جمعتهم الجغرافيا الوطنية من الجهات الأربع ليجدوا أنفسهم في مدينة "محرومة" تعيش خارج التنمية، غارقة بالتخلف والفساد والحرمان حتى من الخدمات الأساسية وما من أحد قد مثلها أو تحدث باسمها أمام الجهات الرسمية وأفلح في تغيير النظرة الدونية لهذه المدينة، لكن سرعان ما تتحسن أوضاع أشخاص على حسابها ويتحولون إلى عوائق دون نهضتها والاهتمام الرسمي لها.

واضاف قائلاً وما زاد وزادت مخلفات الدجاج الطين بله، حيث أضحى مذبح الدجاج المطل على الخط العام والقريب من مدرسة عائشة للبنات خطر كبير على البيئة، وعلى المنازل الكائنة حول ذلك المذبح الذي تتصاعد من خلاله الروائح النتنة التي سببت الكثير من الأمراض الغريبة على قاطني تلك الحارة مع ان المدينة المسكينة لا ذنب لها سوى اسمها الذي كانت تعتز به ذات يوم، لكن ان شاء الله يتم اجتثاث تنظيم القاعدة الإرهابي الذي بمجرد اجتثاثة سيعود للمدينة عافيتها ورونقها ونظافتها.

من جهته تحدث الاخ محمد علي صالح قائلاً:مدينة القاعدة من المدن المنسية،على الرغم من أنها من المدن القديمة ذات الشهرة الواسعة منذ القدم و تعد ملتقى بين محافظتين هامتين هما اب وتعز، وأضاف مجاري الصرف الصحي التي تمر (في الهواء الطلق) من إمام منزلي أصابتني انا وأسرتي بجميع الأمراض ولا يمر شهر ألا و احد أفراد العائلة في المستشفى و لم تقدم الدولة شيئ لهذه المدينة المظلومة.

هذا وطالب أبناء مدينة القاعدة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الكهرباء والإنشاءات ومحافظ اب بضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة واللازمة لإنقاذ المدينة من حلة البئس والتدهور ومن كارثة بيئية في حل استمرار تدفق البيارات في أزقة وشوارع المدينة وتوفير احتياجاتهم من الماء والكهرباء واستكمال مشروع المجاري ".

  "صحيفة26سبتمبر"

مواضيع مرتبطة
التحالـف الدولــي:دفن الجثث مجهولة الهوية يعد جريمة ولابد من التحقيق
تقرير..البطالة تهدد اليمن وحجج دول الخليج بعدم استيعاب العمالة واهية
تقرير: الديمقراطية تراجعت في العالم ودول الربيع العربي في خطر
الاختلالات الأمنية تنعش سوق تجارة وتهريب المخدرات في اليمن
اكتشاف أكبر كوكبة من الاجرام الفضائية
تحذيرات دولية من انتشار المجاعة في اليمن
الصين تقدم مقترح لحل الأزمة السورية:
عنان يحذرمن استمرار الصراع في سوريا والقوى العالمية تتفق على إقامة حكومة وحدة وطنية
أمريكا تخصص40 مليون$لضحايا الازمة السوريه وروسيا تجدد وقوفها ضد التدخل الخارجي
الولايات المتحدة تغتال فهد القصع بعد فشلها عشر مرات
مكتب المالية في محافظة تعز يكشف عن مخالفات بمديرية المخاء
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية