بيروت (رويترز) - رفع جنود سوريون علم البلاد على أسوار قلعة عمرها 900 عام بعد حصار دام ثلاثة أشهر وانتهى يوم الخميس بفرار مقاتلي المعارضة.
وتمثل استعادة السيطرة على قلعة الحصن المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي انتصارا حقيقيا على فصائل المعارضة المنقسمة.
وقال سكان إن الجيش استعاد أيضا السيطرة على معظم أجزاء مدينة الحصن حيث توجد القلعة التي حاصرتها قوات سورية لأسابيع إلى أن خرج منها الكثير من مقاتلي المعارضة صباح الخميس ودخلها الجيش.
وقال التلفزيون السوري إن الجيش العربي السوري رفع علم البلاد على قلعة الحصن في محافظة حمص بعد القضاء على "الإرهابيين" الذين تحصنوا بداخلها.
جاء حصار الجيش للحصن محاكيا للأسلوب الذي استعمله المماليك في القرن الثالث عشر ضد الصليبيين الذين تحصنوا في ذات الحصن.
ويأتي تقدم الجيش السوري في إطار حملة يشنها لتأمين بلدات وقرى على الحدود اللبنانية الى جانب طريق سريع يربط بين دمشق والساحل ويتعرض لهجمات من المقاتلين.
وحالة قلعة الحصن من أفضل حالات القلاع القديمة في العالم لكنها تعرضت للقصف العام الماضي عندما اختبأ مقاتلو المعارضة خلف جدرانها الحجرية السميكة التي شيدت لصد المعارك قبل مئات السنين.
وقال كونراد هيرشلر من جامعة لندن "قلعة الحصن هي المثال الأفضل لعمارة القلاع السورية في العصور الوسطى. ولها أهمية فريدة في المنطقة."
ودمر الصراع السوري أحياء بالكامل في مدن ومواقع تاريخية من بينها السوق القديمة في حلب والمسجد الأموي. وتعرضت مقابر في بلدة تدمر الصحراوية للنهب كما لحقت أضرار بمعابد رومانية.
وقالت مصادر طبية لبنانية إن 41 مصابا من مقاتلي المعارضة السورية سقطوا في كمين نصبه الجيش السوري حينما حاولوا عبور نهر إلى لبنان يوم الخميس فرارا من منطقة محاصرة.
وأضافت المصادر أن 41 مصابا في صفوف مقاتلي المعارضة نقلوا إلى مستشفى في شمال لبنان. وذكرت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها أن ثمانية مقاتلين آخرين وصلوا متوفين أو وافتهم المنية نتيجة لاصابتهم بعد أن تمكنوا من الفرار من سوريا إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان.
وقال التلفزيون السوري إن الجيش السوري قتل 11 مقاتلا معارضا.
وجاء سقوط مدينة الحصن والقلعة في أيدي الجيش السوري بعد إحكام سيطرته يوم الأحد على بلدة يبرود وهي واحدة من آخر معاقل مقاتلي المعارضة على الطريق السريع بين دمشق وحمص مما سيضيق الخناق على طرق إمدادات المعارضة.
وأدت حملة الجيش السوري إلى تدهور الأمن والاستقرار في لبنان وزيادة التوترات الطائفية مع تدفق آلاف اللاجئين على البلاد.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام وهي وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن قذائف الجيش السوري سقطت على قرى في وادي خالد بينما كان المقاتلون يفرون.
واستخدمت جماعات المعارضة السورية البلدات الحدودية اللبنانية لالتقاط الأنفاس واعادة تنظيم صفوف قواتها لكنها تتعرض لهجمات الطائرات الهليكوبتر السورية وهجمات صاروخية.
كانت جماعة حزب الله اللبنانية قد أرسلت مقاتلين إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد بينما نفذ مسلحو المعارضة السورية وحلفاؤهم اللبنانيون من السنة تفجيرات في مناطق شيعية واطلقوا صواريخ على بلدات شيعية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة مراقبة مناهضة للأسد مقرها بريطانيا إن نازحين مدنيين قتلوا أيضا يوم الخميس بينما كانوا يحاولون الفرار من الحصن.
وقتل ما يربو على 140 ألف شخص في الصراع السوري الذي يأخذ بعدا طائفيا على نحو متزايد.