بانتظار الحرب .. توتر و تمترس و انتشار للمليشيات المسلحة في (عمران)

الثلاثاء 25 فبراير-شباط 2014 الساعة 03 مساءً / وليد سيف:
عدد القراءات 2333
التوتر يُخيم على مدينة عمران, التي تبدو كما أنها تنتظر جولة حرب عنيفة بين الحوثيين, من جهة, وتجمع الإصلاح وحلفائه العسكريين والقبليين, من جهة ثانية. القلق واضح في المدينة, وعلى أوجه أهلها, في ظل تحشيد بالسلاح ولمقاتلين من قبل طرفي الصراع.
تعيش المدينة حالة احتقان كبيرة, وتبدو كما لو أنها ساحة حرب مرتقبة بين طرفي الصراع, لا سيما بعد انسحاب حلفاء حزب الإصلاح الى المدينة بعد هزيمتهم أمام مقاتلي جماعة الحوثي في "العصيمات" داخل قبيلة حاشد.
تمكن مقاتلو جماعة الحوثي من دخول منطقة "الخمري" فجر الثاني من فبراير الجاري, وفجروا منزل الشيخ الأحمر هناك, بعدها, انسحب مقاتلو أولاد الأحمر, وجنود اللواء 310 مدرع, الذي يقوده حميد القشيبي, إلى مدينة عمران.
ومذاك, عمل هؤلاء على تعزيز قوتهم داخل هذه المدينة, فيما اتسع نشاط وحضور جماعة الحوثي فيها, وفي المناطق المحيطة بها.
فجر الجمعة الماضي, تفجرت مواجهات بين الجانبين, في "حارة بيت الفقيه" في المدينة, وأدت إلى قتل شخصين, وإصابة 4 آخرون, من الجانبين. أدت تلك الاشتباكات إلى تصاعد مخاوف تفجر الحرب بشكل واسع في المدينة؛ إلا أنه تم احتواؤها بتدخل قوات أمنية وعسكرية.
أشرقت شمس الجمعة الماضي على أهالي المدينة على غير عادتها؛ إذ عاش الناس حالة هستيرية, مخيرين ما بين النزوح من مدينتهم, أو بين المغادرة بأسرهم والبقاء في المدينة لمواجهة مخاوف يومية من تفجر الحرب.
زارت "الشارع" مدينة عمران, أمس وأمس الأول, لمعرفة ما جرى ويجري هناك, كنا نحمل سؤالاً واحداً: ما الذي يجري في مدينة عمران؟! إلا أن الردود المتضادة للأهالي, وطرفي الصراع, جعلتنا نُكرس جانباً من جهدنا لمحاولة معرفة تفاصيل اشتباكات فجر الجمعة الماضي.
تعيش المدينة هدوءً تاماً في النهار, فيما يُخيم عليها حالة من الخوف والتوجس ليلاً. هذا الهدوء يبدو كاستثناء بالنسبة لـ"حارة بيت الفقيه" التي يتواجد فيها مسلحو الطرفين, بشكل كبير وواضح.
يمكن مشاهدة مسلحين حوثيين عدة داخل "حارة بيت الفقيه" كما يُمكن مشاهدة مسلحين يتبعون تجمع الإصلاح وحلفاءه.
الهدوء يُخيم على بقية أحياء المدينة, فيما يبدي الأهالي حالة من القلق خوفاً من انفجار الوضع. لم أشاهد مسلحين للجانبين في بقية أحياء المدينة؛ إلا أن عدداَ من الأهالي أكدوا أن مسلحي الجانبين في حالة استعداد غير ظاهرة؛ إذ يتمركزون داخل منازل في أغلب الأحياء وعند بدء المواجهة ستحدث حالة فرز بين الطرفين.
هناك تعزيزات أمنية على مداخل ومخارج المدينة, وشاهدنا نقاطاً أمنية عدة داخل المدينة. ويطالب الأهالي بأن تقوم الدولة بواجبها في ضبط الأمن, ورفع المسلحين, لا سيما الذي من خارج المدينة, بما يحول دون تفجر مواجهات واسعة بين الجانبين".
بدأت المشكلة قبل نحو عامين على "مسجد لكشيح" الواقع في "حارة بيت الفقيه" حيث اختلف الجانبان على خطيب وإمام هذا المسجد. وتطور الخلاف, وتم, مذاك, إغلاق المسجد, الذي مازال مغلقاً حتى اليوم.
في "مستشفى الماخذي" الواقع جوار جامعة عمران, مازال يتواجد مصابا جماعة الحوثي, اللذان أصيبا في اشتباكات فجر الجمعة الماضي. زرنا المستشفى, والتقينا بالمصابين, وهما إبراهيم هاشم شرف الدين القارة, وعبد الإله محسن الطبيب. ولم تتمكن الصحيفة من زيارة المصابين التابعين للإصلاح جراء رفض أعضاء الإصلاح ذلك.
يسرد إبراهيم ما حدث: "تم الاعتداء على بعض الإخوة في "بيت الفقيه" اعترضوا (يقصد مسلحي الإصلاح) أحد الإخوة (يقصد محمد حمدين) في بيته, والمركز (الثقافي التابع لجماعة الحوثي المقام في هذا الحي منذ نحو عامين). كانوا يعترضون إخواننا عبر نقاط تفتيش وتمترسات أقاموها في الحي وحول المركز".
ويشير إبراهيم إلى أن أجهزة الأمن قامت, بعد اتفاق وقع بين الجانبين, "بإنهاء التقطعات؛ إلا أن حزب الإصلاح أخل بالاتفاق, وفي اليوم الثاني اعتدوا على المركز التابع لنا في الحي".
يقول إبراهيم إنه, وعدداً من رفاقه, اتجهوا نحو "حارة بيت الفقيه" لمعرفة ما حدث؛ إلا أنهم فوجئوا "بتقطع مليشيات الإصلاح" لهم. ويفيد إبراهيم بأنه كان بين من تقطعوا لهم مسلحون لم يتعرفوا عليهم, لأنهم "ليسوا من المنطقة": "ما أدري هم عسكر أو غيرهم".
يقول: "قبل أن نوصل إلى "حارة بيت الفقيه" تقطعت لنا سيارة من الأمام, وسيارة من الخلف, وسيارة كانت متمترسة أمام بيت شوارب الخدري, وقام المسلحون الذين على هذه السيارات بإطلاق النار علينا, فأصبت أنا وعبد الإله", وأضاف: "قبل أن نصل إلى منزل محمد حمدين كانت هناك قطاعات وحصار للمنطقة من كل الاتجاهات من بل مسلحي الإصلاح".
أما عبد الإله محسن الطبيب, فيقول: "بعد إصابتنا بقينا حوالي ساعة إلا ربع ونحن ننزف وهم حولنا ولم يسعفونا".
إبراهيم المضواحي, أحد أتباع جماعة الحوثيين ويعمل مدرساً في إحدى مدراس عمران, ويسكن في "حارة بيت الفقيه" قال: "يوم الثلاثاء (الماضي) نصبت مليشيات الإصلاح نقطة عسكرية داخل الحارة لتفتيش أبناء الحارة, فأتينا إليهم وقلنا: يا إخواني نحن أبناء منطقة واحدة وأمن البلاد يهمنا جميعا, ويجب أن نتعاون من أجل سلامة وأمن المنطقة, وأي واحد عنده خبر ثاني فهناك جبهات للقتال ليست داخل الأحياء السكينة. فرفضوا إزالة النقطة التابعة لهم, وبعد مشادات كلامية جاؤوا ناس يتوسطوا بيننا وانصرفوا, وبمجرد ما مشوا بقرابة 50 مترا قام أحد مسلحي الإصلاح بإطلاق النار كإشارة, وهذا كان الساعة عسرة مساءً".
وأضاف: "كانت تلك الطلقة بمثابة إشارة لبقية المليشيات حقهم فوصلت سيارة جيب تابعة للقشيبي (العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع) ودخلت الحارة, وبعدها وصلت سيارة مقفص يقودها عبد السلام شوارب الخدري تحمل أشخاصاً مسلحين, فقاموا بإطلاق النار علينا من الجهة الغربية والشرقية ونحن لم نحرك ساكناً, وقلنا: لا ترودا على أحد, إلا في حالة وجود إصابة, فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا, ثم قاموا في شارع الأربعين بنصب نقطة مسلحة. وفي الواحدة والنصف ليلاً شاهدناهم ينسحبوا ووصلت أطقم أمنية, بعد نصف ساعة من انسحابهم, رغم أن عملية إطلاق النار كانت في العاشرة ليلاً, إلا أن الأطقم وصلت في الواحدة فجراً وانسحبت مليشيات الإصلاح قبل وصولها بنصف ساعة".
وتابع المضواحي: "في يوم الأربعاء أتى إلينا الشيخ الحيفي, ومعهم ورقة هي اتفاق وافقنا عليها؛ إلا أن مليشيات الإصلاح رفضوها".
وقال المضواحي: "يوم الخميس (الماضي) كنا جالسين في المركز (التابع لجماعة الحوثي) فوصل وليد القدمي, ومعه مسلحون, فنصبوا لهم نقطة مسلحة في شارع الأربعين, وبعد نصب هذه النقطة وجهوا إضاءة سيارات نحو المركز, ونحو منزل الشهيد محمد حمدين".
وأضاف: "توجه الشهيد محمد حمدين, ومعه مجموعة, ليعرف سبب توجيه الإضاءة نحونا, ونحو بيته, فأطلقوا عليه النار مباشرة فقتل, وبعد ذلك وقعت اشتباكات أدت إلى مقتل وليد القدمي, الذي كان يتمترس حول عقود إسمنتية في شارع الأربعين, التي تم نصب نقطتهم المسلحة فيها, وهذا يدل على أن الأمر مدبر".
وتابع: "وحدثت الاشتباكات كنا قد حاصرنا مليشيات الإصلاح في غرفة؛ إلا أننا فوجئنا بالأطقم التابعة للقشيبي جاءت وأطلقت النار نحونا مباشرة كي يفكوا الحصار عن مليشيات الإصلاح وهذا ما تم بالفعل".
كذلك التقينا بأحد ساكني هذه الحارة, وهو صالح علي العثربي, ولاحظنا وجود آثار رصاص على منزله, وخزان ماء تابع له.
وقال العثربي: "كنا سامرين, وسمعت القوارح, خفنا على العيال, أنا لم أخرج, لأن ليس معي سلاح, وكان سماع إطلاق النار من كل الاتجاهات.. إطلاق عشوائي من قبل الكل. زما شعرنا به أن الإصلاح كان يعمل نقاط مسلحة خاصة بهم, وليسوا من قبل أبناء الحي أو أنصار الله".
وأضاف: "ونحن أدنا هذا, لأنه ما سيبر تتقطع على جارك. جاء الحيثي فتم الاتفاق على أن يرفع الطرفين النقاط المسلحة, واتفقنا على أن نعمل نقاط لحماية الحارة من الإصلاح والحوثيين والمؤتمر؛ إلا أن الإصلاحيين رفضوا ذلك". واستدرك: "هذا ما سمعناه". ويشير إلى أنه "حصل اختلاف حول التمترسات" وتطور إلى مواجهات فجر الجمعة.
زرنا منزل محمد حمدين, الذي قتل فجر الجمعة الماضي, وهناك التقينا بشقيقه عبد العزيز حمدين. قال عبد العزيز: "بداية الإشكال ظهر عند ذهابنا إلى تشييع حسين بدر الدين الحوثي, وذهب معنا, حينها, إمام الجامع (جامع الكشيح, جامع حارة بيت الفقيه) الأستاذ علي الضلعي, وهذا الرجل هو إمام الجامع من بداية بنائه, لأن هذا الجامع زيدي بن زيدي..".
وأضاف: "فوجئنا, في أول جمعة بعد عودتنا مت صعدة, بأن الجامع مغلق, فذهبنا حيث أخبرنا إمام الجامع أن عناصر الإصلاح أغلقت الجامع, فذهبنا إليهم وتحاورنا معهم فكان ردهم أنهم ما يريدون الخطيب, فطلبنا منهم إعطاء مبرر, ونحن أول من يطالب بتغييره؛ إلا أنهم رفضوا إعطاء أي مبرر".
وتابع: "ذهبنا إلى الكشيح الذي بنى هذا الجامع, وتحاورنا معه, واتفقنا أن نعيد فتح الجامع, وفتحناه وصلينا فيه جمعة؛ إلا أن الوضع ظل متوتراً وتم إغلاق الجامع مرة أخرى, في الجمعة الثانية, وعند ذهابنا لمعرفة سبب ذلك, وجدنا بعض قيادات الإصلاح فوجئنا, أنهم متجهزين بالسلاح ورأينا أن لا فائدة, فتدخل بعض العقلاء, فأخبرناهم أن الجامع في أراضينا فلماذا يتدخلون في جامعنا بدافع حزبي".
وزارد حمدين: "أخبرناهم أننا نحن أولى من يغير إمام الجامع, وليس هم, ولماذا يتدخلوا؟ فتصاعدت القضية وتدخل بعض العقلاء, ووقعنا اتفاقاً في بيت عبدالله العزب, تضمن أول بند فتح الجامع. تخيل أننا كنا نتقاتل, نختلف ونشتبك بالأيدي, في الجامع على آية الكرسي, وحي على خير العمل, وكانوا يمنعونا من كل شيء, حتى الإقامة". ويشير حمدين إلى أن الإصلاحيين رفضوا التوقيع على هذا الاتفاق, وخرجوا من اللقاء, فوقع هو بمفرده عن جماعته.
وقال: "بعدها تفاوض الوسطاء معهم فوقع بعضهم الاتفاق القاضي بفتح الجامع واستعدينا لفتحه؛ إلا أننا فوجئنا برفضهم لذلك, وأخذوا إمام الجامع الذي ذهب معه بحسن نية إلى عند أربعة من أكبر الطغاة: القشيبي, والمحافظ, وأحمد رزق, والريمي, ومنهم من رغبة ومنهم من هدده, فطلب منهم العودة إلى خطبه للتأكيد مما إذا كان يسب الصحابة, وقال لهم إنه إذا سب الصحابة فهو سيتحمل مسؤولية ذلك بعد أيام جاءت وساطة؛ لكنها بدلاً من أن تتوسط لفتح الجامع طلبت تغيير إمامه, وهم اختاروا أشخاصاً كي يكون أحدهم إمام الجامع فرفضناهم, نحن اخترنا أشخاصاً فرفضوهم, وظل الجامع مغلقا حتى الآن, والحقيقة أن اختلافنا معهم طائفي وليس على الجامع".
غير أن أحد أعضاء حزب الإصلاح نفى اعتراضهم على إمام "جامع الكشيح" جراء نزوله إلى صعدة للمشاركة في تشييع حسين الحوثي. غير أن هذا العضو, الذي طلب ذكر اسمه, استدرك بالقول: "نحن اعترضنا على ترديدهم للصرخة داخل المسجد".
وحول التوتر الجاري في المدينة, أشار حمدين أن جماعة "أنصار الله" كانت أعدت لمسيرة كان مقررا لها أن تخرج في مدينة عمران, الجمعة قبل الماضي؛ إلا أن قيادة المحافظة, والعميد حميد القشيبي وزع سلاحاً بالهبل على عناصر الإصلاح, فوصلنا بلاغ من قيادتنا بتأجيل المسيرة".
وعما يُثبت أن القشيبي وزع بالفعل أسلحة على عناصر حزب الإصلاح, قال حمدين: "هناك عناصر من الإصلاح نعرفهم ونعرف أن دخلهم يسير إلا أنهم فاجؤونا بالخروج ومعهم أسلحة جديدة".
وأضاف: "بعد ربع ساعة من قرارنا تأجيل المسيرة, تلقيت اتصالا أبلغني أنه تم احتجاز ابن أخي من قبل نقطة مسلحة تابعة للإصلاح على أحد مداخل الحارة, فذهبت ووجدت أنه قد تم إيصال ابن أخي إلى دورية تابعة لقوات النجدة تتمركز بالقرب من الجامعة, وجدت ابن أخي والإصلاحيين الذين أخذوه عند سيارة النجدة, وقالوا أنهم أوقفوه لأن لديه سلاحاً, رغم أنهم كانوا أربعة وكان لديهم أسلحة, وعندما استغربت ذلك قال مسؤول سيارة النجدة إنهم (مسلحي الإصلاح) لديهم تصاريح بحمل السلاح من قبل اللواء حق القشيبي... كان هذا بداية التوتر, وأخبرنا العقلاء بذلك وأخبرنا أنصار الله وقالوا لنا: أصبروا".
وتابع: "في الليلة التالية, تقطعوا (يقصد مسلحي الإصلاح) لحمود الضالعي وهو أحد عناصرنا, أثناء توجهه إلى بيته, وبلغنا قياداتنا, فقالوا لنا: أصبروا. بعد ليلتين, وأثناء عودتي من صنعاء تقطعوا لي ووجهوا السلاح نحوي, فزادت التوترات, وحدث إطلاق نار أثناء التقطع لي في الساعة العاشرة من ليلة الخميس الماضي, علماً أن ذلك تقطع حدث لي وكان معي أحد الوسطاء السابقين, الذي توسط بيننا وبينهم".
وزاد: "في الواحدة ليلاً, فجر الخميس الماضي, اتصلوا بي وقالوا إن سيارة وليد القدمي توجه نورها تجاه مقر المركز التابع لنا, وتجاه منزل أخي الشهيد, واطلق مسلحو الإصلاح حينها النار نحو أحد عناصرنا, وطلبت من الجماعة عدم الرد قبلما يستشهد أخي بليلة".
وقال: "ليلة مقتل أخي محمد كنا جالسين في المركز, وصل الشيخ الحيفي بورقة صلح لمنع التقطعات, فوافقنا عليها, وذهب الحيفي إلى الطرف الآخر؛ إلا أنهم رفضوا التوقيع على هذا الاتفاق".
وأضاف: "في العاشرة من مساء الخميس الماضي, وصلت سيارة هايلوكس تتبع الوثني (أحد عناصر الإصلاح) وكانت توزع السلاح, وكانت سيارة وليد القدمي أمامنا, وأخبرنا الوسطاء أن سيارة الوثني هي التي بتخرب الدنيا, وطالبنا بتوقيفها, وكان هناك تحركات للإصلاحيين. في الواحدة تماماً من فجر الجمعة دخلت منزلي, وفور وصولي أتصلوا لي أن سيارة وليد القدمي توجه نورها نحو المركز, ونحو منزلنا, وهناك مسلحين منتظرين خروج أي أحد يقومون باغتياله".
وقال عبد العزيز حمدين: "خرجت كي أشاهد ما يجري, فأخبروني أن أخي محمد قد توجه نحوكم كي يعرف سبب توجه إضاءة السيارة نحو منزله, وما هي إلا لحظات حتى بدأ إطلاق النار, ليس من مكان تمركز نقطة الإصلاحيين وكان أخي قد استشهد, فأخذت جثته, وكانوا يطلقون النار نحونا بكثافة, وكان يتم إطلاق النار عشوائي نحو منزلنا من جماعات الإصلاح من أماكم متفرقة من الحارة". وأوضح أنهم تلقوا معلومات أن "سبب تحرش وليد القدمي بهم هو رغبته في الانتقام لوالده الذي قتل في "العصيمات" من قبل مسلحي جماعة الحوثي, في الحرب الأخيرة الي كان يقاتل فيها ضدهم هناك مع أولاد الشيخ الأحمر.
وأضاف: "وصلت اللجنة الرئاسية وطلبوا أقوالي فرفضت, وقلنا لهم يتفاهموا مع قيادتنا, مع عبد الملك, وما يزعجنا هو تكرار الزيارات اليومية من قبل جنود البحث الجنائي, رغم أننا سبق أن أبلغناهم أن لدينا قيادة رسمية عليهم أن يتحدثوا معها".
التقت "الشارع" بمحمد علي عبدالله حمود القدمي, شقيق وليد القدمي, أحد عناصر حزب الإصلاح, والذي قتل فجر الجمعة الماضي. نفى محمد أن تكون النقطة التي في الحارة تابعة لمسلحين من الإصلاح, مشيراً إلى أنها تابعة للشرطة العسكرية وكان فيها جنود من الشرطة العسكرية, وتقع بالقرب من "شارع الأربعين" والتي قتل بالقرب منها وليد ومحمد حمدين.
وأفاد محمد بأن أخاه وليد كان, مساء الخميس الماضي, "في عرس, وبعد عودته من العرس جاء بوجبه عشاء لأفراد النقطة العسكرية التابعة للشرطة العسكرية المتمركزة في الحارة" والتي يقول الحوثيون إنها تابعة لمسلحين من الإصلاح, مشيراً إلى أنه كان هناك خلف هذه النقطة بمسافة نقطة عسكرية أخرى, وبين هاتين النقطتين أقام الحوثيون مطباً وتمركزوا فيه.
وقال محمد القدمي: "وفور وصول أخي وليد إلى النقطة التي نصبها له الحوثيون, وكان برفقته أخي الأكبر إبراهيم, ووهيب الرباصي, عازف في فرقة وليد, فوجئ بالحوثيين يطلبون منه تسليم سلاحه وسيارته".
وفيما قالت معلومات إن وهيب الرباصي ,شاب من أبناء محافظة تعز, ويسكن في مدينة عمران, اختطف من قبل الحوثيين منذ تلك الليلة, إلا أن "الشارع" اتصلت بأخيه وحيد الرباصي الذي نفى أن يكون أخوة مختطفاً, ورفض "وحيد" الحديث للصحيفة عن أي تفاصيل أخرى.
وأضاف محمد القدمي: "من صوب السلاح نحو أخي وليد, ومن معه, هو القتيل الحوثي محمد حمدين, نزل أخي إبراهيم من السيارة بسلاحه بغرض التفاهم مع محمد حمدين وجماعته؛ كونه صديقه من سابق؛ إلا أن أخي إبراهيم اغترب في السعودية وتغيرت بعض ملامحه ومن المحتمل أن محمد حمدين لم يعرفه".
وتابع: "بعد أن نزل أخي إبراهيم من سيارته لمعرفة ما يجري باشره محمد حمدين بالاشتباك مباشرة, وتماسكوا سلاح إبراهيم الذي كان يريد حمدين أخذ منه, لحظتها نزل أخي وليد من السيارة, وتمترس في مصنع للعقود, مجاور للنقطة, وجماعة حمدين (الحوثيين) أطلقوا الرصاص على السيارة, وأثناء ذلك وسط الظلام غادر إبراهيم المكان, وأطلقوا عليه النار ولم يصب, فيما وليد ظل خائفاً على إبراهيم وقاد يناديه فتم إطلاق الرصاص عليه وقنصه من قبل الحوثيين, وحينها وصلت الأطقم الأمنية من النقطتين المجاورتين, وأطلقت النار بكثافة في الهواء".
وقال محمد القدمي: "لا يوجد خلاف بيننا وبين محمد حمدين من قبل؛ إلا أن أخي وليد هو منشد, وناشط في الفيسبوك, وكان يرد افتراءات الحوثيين, وهذا قد يكون سبب مقتله, إضافة إلى أن من الأسباب أننا من أسرة هاشمية أثارت غضبهم كيف أننا لم ننظم مع الحوثي, ونناصرهم.. هم يشتوا من الأسر الهاشمية تكون تحت طاعتهم". وطالب محمد "السلطة بحل المشكلة والقبض على الجاني والمجرم, ومعاقبته بالجزاء الذي كتبه الله تعالى" كما طالب "الدولة ببسط نفوذها في مدينة عمران, ما لم فإن الأمور ستؤول ما لا تحمد عقباه".
تواصلت "الشارع" مع قيادات وأعضاء حزب الإصلاح في هذه الحارة؛ إلا إنهم أبلغونا أنه "ليس لديهم الرغبة في الحديث".
مصدر مقرب من شوارب الخدري نفى أن يكون الأخير نصب نقطة تقطع مسلحة ضد الحوثيين, في أحد مداخل "حارة بيت الفقيه" وأشار المصدر إلى أن "الخدري" كان متواجداً مع رفقاء له, مساء الجمعة الماضي, بالقرب من منزله, ولم ينصب اي نقطة مسلحة".
وقال المصدر: "كان هناك مسلحون حوثيون على متن سيارة, وبمجرد وصولهم إلى المنطقة أطلقوا النار مباشرة على شوارب الخدري وجماعته".
من جانبه, قال للصحيفة فتح منجد السفياني, مدير إدارة الإرشاد في مكتب الأوقاف في عمران, إن "ما حصل في المناطق المجاورة لها". وقال: "وصل إلينا من الخوف ما لم يصل إلى طبقة معنية من المجتمع وبعض القيادات الأمنية, وكان يُمكن أن يتفجر الموقف بشكل أوسع؛ إلا أن العقلاء تداركوا ذلك".
وأضاف: "اجتمع المشائخ ووقعوا اتفاقا قضى بمنع المظاهر المسلحة ووضع النقاط برعاية اللجنة الرئاسية واتفق الجميع على أن تحل الدولة محل الجميع".
وتابع: "الاحتقان حاصل بين الحوثيين الوافدين إلى المدينة, وبين أبناء المدينة.. منذ فترة ومركز بيت الفقيه (يقصد مركز الحوثيين) له فترة في الحارة؛ لكن في الفترة الأخيرة لاحظ الجانب الآخر توافد أجانب إلى هذه المركز, وقاموا بنصب النقاط, وهذا سبب المشكلة".
وقال: "هناك اجتماع من كل أبناء المدينة على وجوب تأمين المدينة. هناك تجهيزات؛ لكنها ليست ظاهرة للناس, ورسالتي هي لكل أبناء المحافظة والمحافظ والأجهزة الأمنية أن يتقوا الله ويقوموا بواجبهم في حقن دماء أبناء المحافظة".
بدوره, قال محمد المصنعي, عاقل "حارة الوحدة" في منطقة "بيت الفقيه" إن "ما حصل ويحصل هو نتاج التوتر الذي تعيشه المحافظة ككل".
وحول ما حصل فجر الجمعة الماضي, قال: "سمعنا إطلاق نار واتصلنا بأطراف النزاع إصلاحيين وحوثيين, وهو في حارة واحدة, وكذلك أتصلنا بالأجهزة الأمنية وأبلغناهم, وعقدنا عقال الحارات اجتماعا, واتفقنا على نقاط محددة, أبرزها رفع النقاط المسلحة, وأن تقوم الدولة بدورات أمنية؛ ولكن لم يجف حبر الاتفاق حتى سمعنا إطلاق نار وأبلغنا الأجهزة الأمنية واحتوت الموقف".
وأضاف: "بعدها بدقائق انتشر إطلاق نار في مناطق أخرى, وطلبنا تعزيز النقاط الأمنية؛ ولكن فوجئنا بسحب الأطقم المسلحة, واتصلنا بالأمن وأخبرنا أنها سُحبت بتوجيهات من وزير الداخلية بعد ضمانة من عبد القادر هلال أن يضمن احتواء الموقف, وفعلا تلك الليلة لم تحدث أي إشكالية, وفي اليوم الثاني أتت اللجنة الرئاسية واجتمعنا معهم ومع المجلس المحلي واللجنة الأمنية وطرحنا عليهم الإشكال, وطالبنا بتواجد الدولة وبسط نفوذها, كون هناك مسلحين من خارج المحافظة, كل طرف بيحشد صاحبه".
وتابع: "وكنا قد أملنا خيراً بعد انتهاء الوضع بوضع تكون فيه الدولة أكثر سيادية؛ لكن للأسف حصل العكس, وطالبنا أجهزة الأمن بتكثيف الدوريات والقيام بواجبها؛ لكن للأسف الحاصل أن المظاهر المسلحة مازالت مكانها".
- صحيفة الشارع:
مواضيع مرتبطة
عقدوا مؤتمراً صحفياً بساحة التغيير : ضباط في وزارة الداخلية يعلنون تأييدهم لحملة 11 فبراير المطالبة بإقالة الحكومة
خفايا وأسرار حملة استرداد الأموال (المكذوبة)
بريطانيا : خطة تقسيم الأقاليم في اليمن غير مرضية للجميع
سلوفاكيا تمنح حق اللجوء لصوماليين فروا من اليمن
علي ناصر (رئيساً) وحيدر العطاس وصالح عبيد (نائبين) للمؤتمر الجنوبي الأول
جلول: بريطانيا ستقول غداً ها قد عدنا يا (لبوزة)
الحوثيون يشترطون للتحول إلى حزب أن يُسلم (الإخوان) أسلحتهم
(شاهد الفيديو ) .. لا سامحك ياسميع : بعهدك تحولت الكامبات إلى (مراجيح ) للمجانين
بدأته بجملة من خطاب للرئيس هادي (شاهد الفيديو): القاعدة تنشر فيلماً عن اكبر عملياتها في اليمن وفي مقدمتها هجوم مجمع الدفاع
صالح يعاقب (العقوبات) والمراهنين على سيف الخارج
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية