دخلت اللجان الثلاث الرئاسية والعسكرية والنيابية, أمس, منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن, في محاولة جديدة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين ونشر مراقبين وإحلال قوات حكومية في المواقع المستحدثة من الجانبين.
وأكد مصدر محلي لـ"السياسة" مقتل طفل وإصابة امرأتين في دماج, بعد أن كان رئيس اللجنة الرئاسية يحيي منصور أبو أصبع قال في تصريحات صحافية إن "هناك عراقيل كثيرة حالت دون دخول اللجنتين الرئاسية والعسكرية مع فريق المراقبين إلى المنطقة خلال اليومين الماضيين".
وأضاف "بعد الاتفاق أول من أمس مع (جماعة) أنصار الله الحوثية لتأمين دخول اللجنتين ومعهما مراقبون من قيادة القوات المسلحة إلى دماج توجهنا أول من أمس إلى نقطة الخانق ولكن تم منعنا من الدخول", لافتا إلى أن فشل اللجنتين في الدخول إلى دماج يعد الثاني خلال يومين.
من جانبه, طالب المتحدث باسم الجماعة السلفية في منطقة دماج سرور الوادعي اللجنة الرئاسية بمغادرة صعدة إذا لم تلزم الحوثيين بوقف إطلاق النار.
ورأى الوادعي في تصريح إلى "السياسة" أن الحوثيين يرفضون وقف إطلاق النار نهائياً, مؤكداً "استمرار القصف على دماج وسقوط قتلى وجرحى", ومعتبراً أن "الدولة لا تبالي بأهل دماج وبما يحدث لهم".
وأوضح أن عدد قتلى دماج منذ بدء هجوم الحوثيين قبل شهر بلغ 125 منهم 30 امرأة وأطفال و400 جريح نصفهم نساء وأطفال, فيما تعرض 200 منزل لتدمير كلي وجزئي.
وأشار إلى أن "المواد الغذائية نفدت تماما وعدنا إلى الآبار القديمة للحصول على المياه".
من ناحية ثانية, أعلن مؤتمر الحوار الوطني أن الفريق المصغر المنبثق عن فريق القضية الجنوبية عرض خلال اجتماع حضره مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر أول من أمس مصفوفة بجملة خيارات لشكل الدولة الاتحادية.
وأضاف مصدر في مؤتمر الحوار أن "كل الخيارات التي تضمنتها المصفوفة في سياق دولة اتحادية, وأن بعضها جاء مقرونا بعدد محدد من الأقاليم فيما تصب خيارات أخرى في ما يعرف بـ"فيدرالية الولايات" حيث يتم إسناد سلطات واسعة من المركز للولايات وتحديد الأقاليم مستقبلا, أو في اتجاه تبني جملة مبادئ ومعايير وآلية تشكل إطارا لحسم موضوع عدد الأقاليم في المستقبل".
وأشار إلى أن مكون "الحراك" رحب بمناقشة كل الخيارات المطروحة بعقلية منفتحة لكنه طالب بإدراج خيار استعادة الدولة وتقرير المصير من بين الخيارات وعدم اعتباره خارج إطار النقاش.
في غضون ذلك, وصف القيادي الجنوبي عضو مؤتمر الحوار أحمد السليماني ما قامت به مجموعة من ممثلي "الحراك" في مؤتمر الحوار بزعامة القيادي في "الحراك" نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني ياسين مكاوي بأنه عملية انشقاق قد تقود "الحراك" إلى المجهول, وخيانة للقضية الجنوبية.
وقال السليماني لـ"السياسة" إن "الحراك يسير في اتجاهات عدة مع بروز مجموعة وجدت دعما ومساندة في الحوار ضد مكون الحراك والطريق يتجه نحو الأسوأ, فاستبدال ثلاثة من الحراك في لجنة 8+8 المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية يعد عملا غير أخلاقي وغير مقبول ويرفضه مكون الحراك وسيفضي إلى فشل مؤتمر الحوار وعدم تنفيذ مخرجاته في الجنوب".
ورأى أن "هناك من يدفع بالبعض في مكون الحراك إلى أن يقود محادثات التفاوض بشأن شكل الدولة نحو دولة اتحادية من خمسة أقاليم وتنفيذ أجندة مطروحة سلفا".
وأكد السليماني رفض الجنوبيين لخيار فيدراليات الأقاليم كحل وسط بين خياري الإقليمين والخمسة أقاليم".
من جانبهم, جدد سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية, خلال اجتماعهم بلجنة التوفيق في مؤتمر الحوار, دعمهم لعملية التسوية السياسية في اليمن, وحرصهم على إنجاح مؤتمر الحوار, والخروج بنتائج تلبي تطلعات الشعب اليمني.