قال ناشطون يوم الاربعاء ان ميليشيا كردية سيطرت على سبع قرى أخرى في شمال شرق سوريا وهو ما يأتي بعد يوم من اعلان الجناح السياسي للمقاتلين تشكيل ادارة مؤقتة تهدف الى إقامة اقليم كردي سوري يتمتع بالحكم الذاتي.
ويبلغ عدد الاكراد الذين كثيرا ما يوصفون بأنهم أكبر جماعة عرقية في العالم بلا دولة نحو 30 مليون نسمة يتركزون في أجزاء من تركيا وايران وسوريا والعراق. وهم يتمتعون بحكم ذاتي شبه مستقل في كردستان العراقية منذ عام 1991 لكن الحركات القومية تعرضت للقمع فترات طويلة في تركيا وسوريا وايران.
وفي فوضى الحرب الاهلية السورية سيطر الاكراد على معظم المدن التي يمثلون أغلبية بين سكانها. وحققوا مكاسب كبيرة في السيطرة على مزيد من الأراضي في الاسابيع الاخيرة حيث طردوا وحدات المقاتلين الاسلاميين وأغلبهم عرب في مناطقهم ممهدين السبيل لخططهم المعلنة منذ فترة طويلة للإقامة حكم مستقل.
وقال ناشطون اكراد ان المكاسب التي تحققت مساء الثلاثاء أدت الى طرد وحدات المقاتلين المرتبطين بالقاعدة من منطقة في جنوب محافظة الحسكة أغلب سكانها أكراد.
والاكراد أنفسهم منقسمون حول الجماعة السياسية التي حققت ميليشياتها هذا التقدم وهي حزب الاتحاد الديمقراطي. ولم يوقع الحزب الرئيسي الاخر وهو الحزب الديمقراطي الكردي على خطة الإدارة الذاتية وامتنع عن التعليق على إعلانها.
ويتعارض اعلان ادارة مؤقتة في المناطق التي يسيطر عليها الاكراد مع رغبات الزعماء السياسيين في المنطقة الكردية في شمال العراق الذين تربطهم صداقة مع تركيا. وتخشى أنقرة أي خطوات قد تشجع المطالبة بالحكم الذاتي بين أكرادها.
وتجري تركيا حاليا محادثات سلام هشة مع حزب العمال الكردستاني الذي خاضت معه حربا استمرت ثلاثين عاما. ويعتقد ان حزب العمال الكردستاني متحالف الان مع ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي المدربة جيدا والتي تقاتل في سوريا.
وامتنع مسؤولون أكراد عراقيون عن التعليق علانية لكنهم قالوا بصفة غير رسمية انهم يرون ان الاعلان الذي يضع خططا لإقامة حكومة اقليمية مثل حكومتهم يأتي في اطار اتفاق مع الرئيس السوري بشار الاسد.
ويخشى كثير من الاكراد احتمال أن ينتهي حكم عائلة الاسد الذي استمر قرابة 40 سنة تعرض الاكراد خلالها للقمع الشديد ليحل محله حكم الحزب الواحد تحت رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي.
كما اتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حزب الاتحاد الديمقراطي باعادة بناء علاقاته مع الاسد وخنق أصوات منتقديه.
وقال "أكبر خطأ ارتكبه حزب الاتحاد الديمقراطي هو قمع المعارضة الكردية في المناطق التي يسيطر عليها وممارسة ضغوط شديدة على الاكراد الاخرين الى حد اننا والحكومة الاقليمية في شمال العراق نتلقى كثيرا من الشكاوى من الاكراد هناك."
وتتهم المعارضة السورية الأسد باستغلال طموح الأكراد إلى الحكم الذاتي في الحصول على تعاونهم في محاربة مقاتلي المعارضة.
وقالت الجماعات الكردية المتحالفة مع حزب الاتحاد الديمقراطي يوم الثلاثاء ان الحكومة المحلية المزمعة ستساعد في إحلال الاستقرار والامن في المناطق الكردية وسط العنف في سوريا.
وأعد الموقعون على الاعلان "عقدا اجتماعيا" يرسم رؤية لحكم محلي من خلال برلمان اقليمي ويدعو الى ان يكون للمنطقة علمها ونشيدها الوطني على ان تظل جزءا من سوريا.
وجاء في العقد "يهدف هذا العقد الى اقامة ديمقراطية تكون قاعدتها سوريا ديمقراطية مع اقاليم تتمتع بحكم ذاتي ... ويبنى نظاما جديدا يستند الى مؤسسات محلية وحكما ذاتيا اقليميا في سوريا تقوم على التعددية."
وعلى المستوى الإقليمي قد تشير المكاسب التي حققها حزب الاتحاد الديمقراطي إلى صدع بين الاكراد. فخطتهم تتعارض مباشرة مع رغبات حكومة كردستان الاقليمية في شمال العراق التي تستضيف ساسة أكرادا سوريين وربع مليون لاجيء سوري معظمهم أكراد.
وتسلط المكاسب العسكرية والسياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي الضوء على التوتر المتزايد بين حكومة كردستان الاقليمية وحزب العمال الكردستاني بشأن القيادة الانتقالية للاكراد.
كما يتهم منتقدو حزب الاتحاد الديمقراطي الحزب بالحصول على مساعدة من قوى خارجية وتحديدا من ايران والحكومة المركزية التي يتزعمها الشيعة في العراق وكلاهما حليفان للاسد.
- (رويترز) :