بدء الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية

الأحد 23 إبريل-نيسان 2017 الساعة 05 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 772
(رويترز) - بدأ التصويت يوم الأحد في الجولة الأولى من سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية المحتدم والذي يمثل أهمية خاصة لمستقبل أوروبا واختبارا أيضا لمدى استياء الناخبين من المؤسسة السياسية.
وتم تعبئة أكثر من 50 ألف من رجال الشرطة المدعومين بوحدات قوات خاصة من الأجهزة الأمنية الفرنسية في حالة تأهب قصوى ونظموا دوريات في الشوارع بعد أقل من ثلاثة أيام على مقتل شرطي بالرصاص وإصابة اثنين آخرين بجروح في شارع الشانزليزيه بوسط باريس.

وسيتخذ قرابة 47 مليون ناخب قرارهم في ظل إجراءات أمنية مشددة للاختيار من بين مرشح جديد على الساحة السياسية موال لأوروبا يمثل تيار الوسط وآخر محافظ مخضرم تلاحقه الفضائح ويريد خفض الإنفاق العام ومرشح ثالث ينتمي لأقصى اليسار ويشكك في اليورو ومن معجبي الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو ومرشحة تعهدت بغلق الحدود والتخلي عن اليورو في سعيها لكي تصبح أول رئيسة لفرنسا.
ويترقب العالم النتيجة بقلق بوصفها مؤشرا على انحسار أو استمرار تصاعد المد الشعبوي الذي أدى لتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وإيمانويل ماكرون (39 عاما) المرشح الأوفر حظا في الجولة الأولى وفقا لاستطلاعات الرأي وهو مصرفي سابق ينتمي لتيار الوسط وأسس حزبه قبل عام واحد فقط كما يتوقع أن يتفوق على مرشحة أقصى اليمين زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان في جولة إعادة بين مرشحين اثنين في السابع من مايو أيار.
وسيمثل فوز هذين المرشحين بأكبر نسبتين من التصويت يوم الأحد تغييرا جذريا في المشهد السياسي لأن الجولة الثانية لن تشمل أي مرشح من الحزبين الرئيسيين اللذين يحكمان فرنسا منذ عقود.
وقال جيروم فوركيه من معهد إيفوب لاستطلاعات الرأي "لن يكون الانقسام تقليديا بين اليسار واليمين بل صداما بين رؤيتين للعالم".
لكن فرص المرشح المحافظ فرانسوا فيون تتحسن بعض الشيء بعد أن لاحقته لشهور فضيحة وظائف وهمية كما ارتفعت نسب تأييد المرشح اليساري جان لوك ميلينشون في الأسابيع القليلة الماضية. ولكل من هؤلاء المرشحين الأربعة فرصة للتأهل لخوض جولة الإعادة.
ويتخلف المرشحون السبعة الآخرون كثيرا عن متصدري السباق الأربعة في استطلاعات الرأي ومن بينهم مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم بنوا هامون واثنان من مؤيدي فكر الزعيم الماركسي ليون تروتسكي وثلاثة من القوميين وكاهن سابق أصبح نائبا ينتمي لتيار الوسط.
وقال مواطن يدعى بييريت بريفو (60 عاما) في باريس "لا أعرف على الإطلاق لمن سأصوت. إنها كارثة. سأذهب وأدلي بصوتي فقط لأنني يجب أن أفعل ذلك."

ويلعب الأمن دورا مهما في النقاش الوطني بشأن الانتخابات منذ مقتل شرطي يوم الخميس على يد شخص يشتبه أنه إسلامي في باريس حيث يرى البعض أن هذا قد يعزز فرص لوبان في السباق.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إنه تم إخلاء مركز اقتراع في بلدة بيزانسون بشرق فرنسا يوم الأحد بعد اكتشاف وجود سيارة مسروقة ومحركها دائر دون وجود سائقها أثناء إدلاء الناخبين بأصواتهم.
وقال مسؤول بالوزارة لرويترز إن السيارة المريبة مسروقة وتحمل لوحة أرقام مزيفة مضيفا أن القرار اتخذ بإخلاء مركز الاقتراع في الوقت الذي جرى فيه استدعاء خبراء مفرقعات لفحص السيارة.
غير أن هجمات سابقة نفذها متشددون مثل مقتل 130 شخصا في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015 في باريس قبيل انتخابات محلية لم تعزز على ما يبدو التصويت لصالح من نادوا بسياسات أمن قومي أكثر تشددا.

ومما يزيد الغموض في أصعب انتخابات تشهدها فرنسا منذ عقود يقول القائمون على استطلاعات الرأي إنهم قد لا يستطيعون إعلان تقديرات محددة لنتيجة الجولة الأولى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (1800 بتوقيت جرينتش) كالمعتاد لأن مراكز الاقتراع الصغيرة والمتوسطة ستظل مفتوحة لمدة ساعة أخرى بعد الوقت الذي أتيح للتصويت في الانتخابات السابقة.
واحتمال إجراء جولة إعادة بين لوبان وميلينشون ليس السيناريو الأكثر ترجيحا لكنه يثير قلق المصرفيين والمستثمرين.
وبينما يريد ماكرون تعزيز منطقة اليورو قالت لوبان لمؤيديها إن "الاتحاد الأوروبي سيموت". وتريد لوبان العودة إلى الفرنك وإعادة تقويم الديون به وفرض ضرائب على الواردات ونبذ المعاهدات الدولية.
ويريد ميلينشون أيضا إصلاح الاتحاد الأوروبي بشكل جذري وإجراء استفتاء بشأن الانسحاب منه.

وسيواجه كل من لوبان وميلينشون صعوبات في الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران للفوز بأغلبية من أجل تنفيذ مثل هذه الخطوات المتطرفة. لكن تنامي شعبيتهما يثير مخاوف المستثمرين وشركاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي على حد سواء.
وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله "ليس سرا أننا لن نهلل كثيرا إذا أسفرت نتيجة اليوم الأحد عن جولة ثانية بين لوبان وميلينشون" مضيفا أن الانتخابات تمثل خطرا على الاقتصاد العالمي.
وإذا فاز أي من ماكرون أو فيون فسوف يواجه كل منهما تحديات.
وبالنسبة لماكرون سيكون السؤال المهم بشأن إمكانية فوزه بأغلبية في الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران.
أما فيون، الذي من المرجح أن يواجه صعوبة أقل للحصول على أغلبية، فستلاحقه فضيحة اختلاس ينفي تورطه فيها.
وقالت وزارة الداخلية إن معدلات المشاركة في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية أظهرت أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 28.54 بالمئة حتى منتصف يوم‭ ‬الأحد بالتوقيت المحلي (1000 بتوقيت جرينتش) وهو ما يزيد قليلا على نسبة المشاركة خلال نفس الوقت من انتخابات عام 2012.
وبلغت نسبة المشاركة في التصويت في نفس الفترة الزمنية 28.29 بالمئة في عام 2012 مقابل 31.21 بالمئة في انتخابات عام 2007 و21.40 بالمئة في عام 2002.

   
مواضيع مرتبطة
كوريا الشمالية: مستعدون لضرب حاملة طائرات أمريكية
زعيم تنظيم القاعدة يدعو لاستخدام أساليب حرب العصابات في سوريا
مصر : إحالة أوراق 20 متهما للمفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم في أحداث كرداسة
المفوضية الأوروبية تدعو لصيغة جديدة للعلاقات مع تركيا
تركيا تستنكر قرار إدراجها على قائمة الدول الخاضعة للمراقبة في أوروبا
تدريبات عسكرية مصرية-أمريكية مشتركة في البحر الأحمر
الجيش السوري وحلفاؤه يستردون أراضي شمالي حماة
الرئيس المصري يصل الرياض ويعقد جلسة مباحثات مع العاهل السعودي
تعيين أحمد عسيري نائبا لرئيس الاستخبارات العامة السعودية
السعودية : اجراء تغييرات واسعة في الحكومة والمؤسسات العسكرية والمدنية
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية