أنقاض معركة القصير تمثل نقطة تحول في الحرب الاهلية السورية

الثلاثاء 25 يونيو-حزيران 2013 الساعة 12 مساءً / وفاق برس / وكالات:
عدد القراءات 1328
نشرت صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية مقالاً لمحررها لشؤون الشرق الاوسط باتريك كوبيرن، تحدث فيه عن الاجتماع الذي ضم ممثلي 11 دولة تساند الثوار السوريين وعقد خلال عطلة نهاية الاسبوع في دولة قطر وتعهدت فيه هذه الدول بتزويد الثورة بالسلاح. وهذا نصه:
"اعرب الضباط السوريون في بلدة القصير التي استردوا السيطرة عليها، عن ثقتهم ان الثوار لن يتمكنوا قط من السيطرة مرة اخرى على موقعهم الحصين فيها.
وقد تركت هزيمة الثوار في القصير، التي تقع جنوب حمص على مقربة من الحدود اللبنانية، نتيجة هجوم قامت به القوات الحكومية لمدة اسبوعين في وقت سابق من هذا الشهر، أثرا سياسيا حاسما على جبهة الحرب الاهلية في سوريا.
وادركت الدول الخارجية ان الاطاحة بالرئيس بشار الاسد ليست محتومة مثلما دار في خلدها. وتعهدت المجموعة التي يطلق عليها اسم "أصدقاء سوريا"، وتضم كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر، بتوفير معونة عسكرية وغير عسكرية لتمكين الثوار من التصدي لهجوم القوات الحكومية.
ويبدو ان الجيش السوري يُحكم السيطرة على القصير، وان كانت الحكومة لا تترك مجالا لأي احتمال. فهناك نقاط تفتيش عسكرية لا تبعد عن بعضها الا بضع مئات من الامتار، تنتشرعلى الطريق الى هذه البلدة التجارية التي كانت مزدهرة ذات يوم تحف بها اشجار الزيتون واللوز، ويقوم الجنود بالتحقيق الدقيق في بطاقات الهوية الشخصية.
وينتشر الركام الذي خلفته المعركة في كل انحاء البلدة على شكل مبان مهدمة ومزارع محروقة، ومسجد مدمر سقطت مئذنته على الارض ودبابة محترقة.
وكانت الحكومة تسيطر في كل الاوقات على جزء من بلدة القصير، وقد دمرت نيران القذائف جميع المباني التي كانت قائمة على امتداد الشارع الرئيسي خلف الخط الامامي. ومن المشاهد المذهلة، ركام الاسمنت المسلح المهدم لمبنى دائرة الاتصالات اللاسلكية القديم. فيما اخترقت قذيفة منارة مسجد قديم اخر لكنها بقيت قائمة. ويكاد لا يمر من هناك اي مدني، فيما عدا صبيين صغيرين على دراجتي هواء، بدا انهما مبتهجان لا يكترثان بالانقاض حولهما.
وعلى مبعدة من الشارع الرئيسي فان الخراب ليس بهذا القدر من السوء. وبدأ الناس في التقاطر الى البلدة. اذ كانت الاراضي الزراعية الخصبة تحيط بالقصير، وكانت تنتشر فيها اعداد كبيرة من المحال التجارية. غير ان معظمها تعرض للدمار، وتضررت بواباتها الحديدية من قوة الانفجارات.
تحدثنا الى شاب يدعى شبلي حلاق، وكان قد عاد قبل عشرة ايام الى القصير حيث "كان لي دكان لبيع العطور". وقال ان النقص في العطور ليس من المستلزمات الضرورية تماما في البلدة، لكنه بدا واثقا من انه سيجدد اعماله قريبا. وقال انه وعائلته غادروا البلدة قبل 14 شهرا، لان فصائل الثوار لم تلق هوى في نفوسهم. وكان منزل جدهم ملجأهم الآمن رغم أنه لا يبعد اكثر من ميلين.
عاد حلاق واشقاؤه الثلاثة لتنظيف منزلهم قبل عودة عائلاتهم. وقال "عادت خمس عشرة عائلة في شارعنا، وسيعود المزيد".
وفي نظرة على شارع جانبي، تبين ان نيران القصف لم تلحق الدمار في معظم مساكن المدنيين، لكنها تعرضت لاعمال نهب واسع قام بها هذا الطرف او الطرف الاخر. وكان حلاق ينتظر توفير الماء والتيار الكهربائي ويتوقع ان يحصل ذلك خلال الايام القليلة المقبلة.
كان دليلنا جندي شاب يدعى أحمد، وقد اتهم الثوار بانهم السبب في معظم اعمال التدمير الواسعة، وقال انهم نصبوا الغاما في كل مكان. وكان احد عمال البناء قد قتل نتيجة احد الانفجارات في اليوم السابق.
ولكن، هل سيتمكن ثوار الجيش السوري الحر من العودة الى البلدة؟ احد كبار ضباط الجيش الذي رفض الكشف عن هويته، قال "اذا واصلنا السيطرة فلن يمكنهم ذلك".
هناك شيء من التبجح في هذا القول، لكن يبدو ان الجيش يحكم السيطرة على البلدة. الا ان مناطق سيطرة الثوار وسيطرة الحكومة قريبة من بعضها، ويعد كل طرف نفسه للقيام بهجوم مفاجئ.
وقد شهدنا مثالا على ذلك في وقت لاحق من اليوم، عندما طلبنا زيارة مستشفى عسكري في حي الوعر في الضواحي الشمالية لمدينة حمص. وسلكت سيارة برجال أمن فيها كانت تنقلنا، طريقا دائريا للخروج من البلدة والعودة اليها "لتحاشي الطرقات الخطرة".
واثناء عبورنا احد الجسور فوق شارع رئيسي يتجه الى مدينة حماة، وجدنا انه كان مغلقا لاجراء اصلاحات على جانبيه، وهو ما يشير الى ان بقية الشارع تخضع لسيطرة الثوار. وكانت هناك حواجز اخرى تغلق الطرق المتجهة الى الاحياء التي يسيطر عليها الثوار. وبدا ان حرس الموقع كانوا متحفزين. ولدى وصولنا الى المستشفى العسكري، انتظرنا طويلا عند البوابة الى ان قيل لنا انه ليس بامكاننا ان ندخل "من دون تصريح من الاستخبارات العسكرية".
ورغم المصادر الحكومية في القصير، فان الوضع العسكري حول حمص، يوحي للمرء بانه امام طريق مسدود. بل انه حتى في دمشق، حيث المفروض ان القوات الحكومية تتقدم الى الامام، فانه كان علينا ان نتحاشى الشارع الرئيسي لان القناصة كانوا يطلقون النار على اي سيارة في ضاحية حرستا. وفي تلك النقطة، اطلق القناصة النار على اثنين من مزارعي الدجاج ورجل كان ينقل زيت الزيتون الى السوق.

- أراض خطرة:
انتهت معركة القصير التي امتدت لاسبوعين في 5 حزيران (يونيو) عندما أقر الثوار ان قوات النظام اجبرتهم على الخروج من البلدة الاستراتيجية المهمة. واعتبر الاستيلاء على البلدة نصراً باهراً لقوات الرئيس بشار الاسد، لانها كانت توفر شريان حياة حيويا للفصائل الثورية باعتبارها نقطة رئيسية لعبور لاسلحة والمقاتلين من لبنان المجاور. وهي مفيدة للنظام للسبب نفسه، وتقع على الطريق التي تربط دمشق مع مواقع الثوار على الساحل.

مواضيع مرتبطة
رفضوا قرار المحكمة في قضية هروب سجناء من بينهم ( مرسي ): شفيق يقول ان الاخوان المسلمين سرقوا مصر
هجوم ضاحي خلفان على ( الإخوان ) أربك مخططهم في الخليج
في خطاب استمر سبع دقائق : أمير قطر يعلن تسليم السلطة إلى ابنه تميم .. ( نص الخطاب - فيديو )
تقرير: روسيا والصين يرفضان الضغوط الأمريكية بشأن سنودن
لعنة الرحيل تصيب أمير قطر
الشارع المصري يترقب مواجهة بين أنصار مرسي ومعارضيه
قطر: دور إقليمي كبير وتحالفات متقلبة
اشتباكات جنوب لبنان تخلف عشرات القتلى بينهم 20 داخل مسجد والجيش يؤكد استمرار عملياته .. تقرير ( فيديو )
تحليل: قطر لن تكون قطر بدون الشيخ حمد بن خليفة
أخيراً : أمير قطر يعلن رسميا عن تسليم السلطة لابنه تميم الذي سيتولى كذلك رئاسة الحكومة .. ( تقرير )
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية