حذّر الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري المهندس أحمد بهاء الدين شعبان بالأمس من أن التعرُّض للمتظاهرين السلميين، الذين سيخرجون يوم 30 يونيو الجاري للمطالبة بإسقاط النظام، «سيُقابل بردّ فوري» دون أن يُحدّد نوعيّة الردّ المقصود.
وقال شعبان إن «30 يونيو الجاري يمثِّل نقطة فاصلة في تاريخ الثورة المصرية على الفساد والاستبداد، محذِّرا من أنّ «عناصر الغضب والاحتقان الناجمة عن سوء الأوضاع الإنسانية والمعيشية للمصريين باطراد طوال عام كامل من حُكم جماعة الإخوان دفعت إلى تزايد دعوات التظاهر في 30 يونيو في ذكرى مرور عام على تولّي الرئيس محمد مرسي مسؤولياته الدستورية رسميا».
ومن جهته، كان المعارض المصري البارز محمد البرادعي قد اتهم الأحد الماضي النظام الحاكم بالفشل وبالاستبداد، داعيا المصريين إلى التمرّد على حكم الإخوان لاسترداد ثورته. كما قال البرادعي، وهو رئيس حزب «الدستور» ومنسق «جبهة الإنقاذ الوطني» التي تمثل أكبر تجمع للمعارضة المدنية في مصر، إنّ نظام الإخوان هو «نظام فاشل مستبد يقتل روح الثورة، أدعو كل مصري للتوقيع على تمرّد لنسترد ثورتنا... قوتنا في سلميتنا وعددنا ووحدتنا».
وكانت قوى وحركات ثورية وأحزاب تمثِّل تيار مدنية الدولة دعت إلى مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء مصر في الثلاثين من يونيو الجاري تحت شعار «مليونية الكارت الأحمر» بمناسبة مرور عام على تولي الرئيس محمد مرسي الحكم. وتزامنت تلك الدعوات مع انطلاق حملة تُطلق على نفسها اسم «تمرّد» تقوم بجمع توقيعات من المواطنين لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما تمكّنت الحملة من جمع أكثر من 9 ملايين توقيع منذ الأول من مايو الماضي حتى الآن.
وذكر أحمد بهاء الدين شعبان أنّ جماعة الإخوان وحلفاءها من جماعات الإسلام السياسي يعيدون إنتاج نظام مبارك بملامح الفساد والبطش والاستبداد ذاتها تحت ستار الدين وهو أخطر أنواع الاستبداد، قائلا: «حيث تحلَّل النظام، متسترا بالدين، من أي التزام تجاه الفقراء الذين ازدادوا فقرا ومرضا».
وكان أحمد عارف المتحدث باسم تنظيم الإخوان قد أعرب عن قلق الجماعة بشأن مظاهرات آخر الشهر الحالي، قائلا «نحن قلقون من مظاهرات 30 يونيو، ونفكر في تداعيات الأمر ومصالح الشعب وما الذي يمكن أن نتخذه في الفترة المقبلة»، محذّرا من أن الوجود أمام قصر الاتحادية الرئاسي «محظور جدا».
وقال عارف، في لقاء على فضائية «مصر 25» التابعة للإخوان، «لن يذهب الرئيس محمد مرسي إلا عبر الصناديق أو يعاد انتخابه مرة أخرى»، مضيفا إنّ «أصوات المصريين التي تمّ وضعها في الصناديق بوجود إشراف قضائي يتم التضحية بها، ومطلوب منا أن نقبل بأرقام غير دستورية وغير قانونية ومن غير إشراف قضائي». كما اعتبر أن «الشارع السياسي فشل في وجود أحزاب قوية»، متسائلاً: «هل فشل الأحزاب في بناء كيانات حقيقية من أجل الوصول إلى السلطة، يتم استبداله بكيانات أخرى غير منظمة فتؤدي إلى مشهد فيه كثير من اللغط؟»، على حدّ تعبيره.
ومن جانبه، سبق لأحمد المغير نائب مرشد الإخوان، أن توعّد بأن تكون مظاهرات 30 يونيو، نهاية المعارضة، قائلا: «30 يونيو مليونية نهاية المعارضة»، قائلا بلا تردّد: «عاش حكم المرشد». أمّا عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة هشام الدسوقي، فقد أكّد أنّ هناك اتصالات مع كافة القوى السياسية من أجل ألا تحدث أيّ فوضى في مظاهرات 30 يونيو. كما كشف الدسوقي أنّ نواب الحزب بمجلس الشورى يقومون بجولات في كل الدوائر للتواصل مع المواطنين في هذا المضمار.
والجدير بالذكر أنّ محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين كان قد التقى مؤخرا بعض مسؤولي المكاتب الإدارية في المحافظات لبحث كيفيّة مواجهة حركة «تمرّد».
ويُذكر أيضا أنّ قسم التربية بتنظيم الإخوان المسلمين كان قد عقد خلال الفترة الماضية ما يسمّى بـ«لقاءات وضوح الرؤية» بهدف تهدئة شباب وقواعد «الجماعة» نظرا إلى إصابتهم بحالة من الخوف بسبب مظاهرات 30 يونيو الحالي التي ترفع شعار خلع الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
فقد طالب محمد وهدان، عضو مكتب الإرشاد في تنظيم الإخوان، شباب الجماعة بتجنب التراخي و بالاستنفار وبذل كل ما وسعهم لمواجهة حركة «تمرد» وإجهاض ما قد تؤول إليه مظاهرات 30 يونيو. العرب اون لاين
