خامنئي يبحث عن رئيس لإيران رهن إشارته وتركيز السلطة في مكتبه

الأربعاء 12 يونيو-حزيران 2013 الساعة 07 صباحاً / وفاق برس:متابعات:
عدد القراءات 1624
تتبقى ثلاثة أيام على انتخابات الرئاسة الايرانية تمثل أوقاتا عصيبة لآية الله علي خامنئي ثاني زعيم أعلى للجمهورية الاسلامية التى قامت قبل 34 عاما والذي لا يخضع لمساءلة من أحد بحكم منصبه.

واهتزت مكانة خامنئي بعد احتجاجات على فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية في 2009 وساءته الطموحات الجامحة للرجل الذي ايده للفوز بالانتخابات.

ويقول خامنئي حاليا إنه يريد اقبالا كبيرا على التصويت في 14 يونيو حزيران لدعم شرعية العملية الانتخابية بينما وجه تحذيرات للمرشحين الثمانية الذين تجاوزوا عملية فحص يتحكم هو فيها لتجنب أي وعود بتقديم تنازلات للولايات المتحدة.

ومن بين المنافسين الذين منعوا من الترشح الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني وهو سياسي بارز ومنافس قديم لخامنئي. وتضاءل نفوذ رفسنجاني منذ حل خامنئي محل الاب الروحي للثورة الاسلامية ايه الله روح الله الخميني في منصب الزعيم الأعلى في 1989 . ويعيش خامنئي منذ ذلك الوقت في ظل مرشده الخميني. وواجه صعوبة في فرض سلطته الدينية وبنى أجهزة أمنية هائلة لبسط سلطته.

وافقد استبعاد المرشحين البارزين الانتخابات أهميتها بالنسبة لكثير من المواطنين البالغ عددهم 75 مليون نسمة غالبيتهم من الشبان. ولا يشارك كثير من الايرانيين خامنئي في مواجهته الايديولوجية مع الغرب ولا في السياسة النووية التي أدت الى فرض عقوبات قاسية على قطاعات الطاقة الحيوية في ايران.

ورغم ذلك بدا خامنئي (73 عاما) صامدا منذ القمع العنيف للاضطرابات التي أعقبت الانتخابات قبل اربع سنوات وكانت الاسوأ في تاريخ الجمهورية الاسلامية.

ومثلما حدث في 2009 يمكن لخامنئي ان يلجأ إلى منظومته الأمنية المعقدة المؤلفة من الحرس الثوري وقوة الباسيج التي يقدر عددها بمئات الالاف من المتطوعين لاخماد أي احتجاجات مناوئة.

ورغم أن خامنئي والحرس الثوري يقولان انهما لا يدعمان أي مرشح يبدو أن الأجهزة الأمنية ربما تكون تستعد مجددا من وراء الستار لتوجيه النسخة الايرانية المحكمة للديمقراطية وضمان انتخاب متشدد مخلص ومطيع.

وقالت الخبيرة في الشؤون الايرانية ياسمين عالم المقيمة في الولايات المتحدة «في انتخابات 2005 و2009 طغى الطابع الديني للنظام وسط مزاعم بتوجيه الانتخابات.»

وقالت «سعى خامنئي لتركيز السلطة في مكتبه من خلال البيروقراطية الضخمة وإقامة مؤسسات موازية.» ويبدأ نفوذ خامنئي على السياسة الرئيسية والشؤون الاقتصادية من منزل الزعيم الذي يعمل فيه أربعة آلاف موظف جميعهم من الحرس الثوري او الأجهزة السرية. ووفقا لبرقيات دبلوماسية أمريكية مسربة يمثل بيت الزعيم مركز تحكم للدائرة الداخلية من قادة الحرس الثوري والأمن والمخابرات ورجال الدين المتشددين في قم. ورغم ذلك لا يزال خامنئي يمثل لغزا إذ يتجنب إجراء المقابلات والسفر للخارج. ومفتاح الوصول اليه هو ابنه مجتبى.

وقال كريم ساجد بور المحلل في معهد كارنيجي للسلام الدولي «نظرا لافتقاره للمسوغات الدينية التي كان يتمتع بها الخميني بحث خامنئي عن الشرعية في الثكنات بدلا من المدارس الدينية» مشيرا الى صلات خامنئي بالحرس الثوري مع خروجه من الحرب مع العراق بين 1980 و1988 .

ويصور الموقع الالكتروني الرسمي لخامنئي الزعيم الايراني على انه في البداية كان لا يرغب في المنصب ونقل عنه قوله «بكيت وتضرعت الى الله» ان يجنبه هذه المسؤولية.

ومن المفارقات أن رفسنجاني هو الذي دعم خامنئي في مجلس الخبراء -الهيئة التي اختارت خليفة الخميني- لان خامنئي على عكس كبار رجال الدين في ذلك الوقت كان ملتزما بعقيدة ولاية الفقيه التي تبناها المرشد الراحل ويقوم عليها الهيكل السياسي في ايران. ويصوره الباحثون في الخارج الذين درسوا شخصيته على أنه شخصية كتومة ومناهض للغرب بشدة ويخشى المؤسسات الديمقراطية الايرانية ولديه شك مرضي بشأن الخيانة. ويقول جواد خادم الذي كان وزيرا في عهد شاه ايران وأحد اصدقاء طفولة خامنئي في مدينة مشهد «إنه يؤمن بنظرية المؤامرة ومناهض حقيقي للولايات المتحدة.»

ووفقا للدستور الايراني فإن الزعيم الاعلى هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وله سلطة إعلان الحرب وتعيين وإقالة كبار المسؤولين ومن بينهم قادة القوات المسلحة وزعماء السلطات القضائية ورئيس الشبكة الاعلامية الحكومية. ويسيطر فعليا على مجلس صيانة الدستور وهي الهيئة التي تشرف على الانتخابات وتفحص المرشحين. ويدعم مكتبه التابعين له في انحاء المنظومة البيروقراطية ويمكنه الاعتماد على البرلمان المحافظ لدعم قراراته. وتخضع السياسة الخارجية والنووية لسيطرة الزعيم الأعلى الذي يهمين أيضا على أموال كثيرة جدا من ضمنها مؤسسات خيرية متصلة بشبكة من المصالح التجارية رغم أنه لا يعرف عن خامنئي -المحب للشعر- الطمع ويقول من زاروا مقر إقامته انه يعيش حياة متواضعة.

ويمنح انتخاب رئيس وبرلمان الشرعية للدولة والغطاء للزعيم الاعلى. واذا ظهرت مشكلة فمن الممكن القاء اللوم على الحكومة. ويصور ساجد بور من معهد كارنيجي ذلك قائلا «يحب الزعيم الاعلى أن يكون فوق الخلافات. تمكن بشكل فعال من السيطرة على السلطة دون خضوع للمحاسبة.»العرب اون لاين

مواضيع مرتبطة
تخوفات كبرى في مصر من مظاهرات 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان
منظمات يمنية تناشد الرئيس الروسي تبني قرارا بإنشاء لجنة تحقيقات دولية في جرائم وانتهاكات حقوق الانسان التي شهدتها اليمن عام 2011م
نداء إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب .. السلطات اليمنية ماضية نحو ابينة حضرموت
تحليل- دول عربية وأوروبية مستعدة لتسليح المعارضة السورية بدلا من واشنطن
سوريا : قلق من تكرار ما حدث في القصير والمعارضة تقتل عشرات الشيعة وتضرب مطار دمشق التي اكدت احترام سيادة لبنان ونفت سقوط مطار منغ
أمير قطر على بعد خطوات من التنحي
حرب القيم الثقافية تشتعل بين أميركا وأوروبا
رئيس وزراء قطر سيتنحي لتسليم المنصب لولي العهد
الصحافة الأوروبية تلعق على الاحتجاجات في تركيا بعد تحذير أردوغان من نفاذ صبره
استراتيجية اسقاط سوريا
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية