سوريا : 165 قتيلا وقوات الأسد تضيق الخناق على المعارضة في القصير وهجمات صاروخية على البقاع اللبناني وحرب إعلامية بين روسيا والغرب ( تقرير موسع )

السبت 01 يونيو-حزيران 2013 الساعة 09 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1295
تفيد الأنباء الواردة من الأراضي السورية أن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ضيقت الخناق على مقاتلي المعارضة في مدينة القصير الاستراتيجية في هجوم مضاد يغير موازين الحرب السورية قبل مؤتمر السلام المنتظر انعقاده الشهر المقبل في جنيف.
وفيما نقلت وكالة رويترز عن معارضين قولهم انهم تمكنوا من إدخال مقاتلين إلى المدينة الواقعة على الحدود اللبنانية حيث يحاصرهم جيش الأسد وحلفاؤه في حزب الله اللبناني الذين أعلنوا مشاركتهم في الحرب بجانب الرئيس السوري.
فقد أكدت الوكالة أم المعارك بين القوات السورية التي يدعمها مقاتلون من حزب الله اللبناني وتحاصر مدينة القصير الحدودية وبين مقاتلي المعارضة استمرت يوم السبت في حين حذرت الأمم المتحدة جميع الأطراف بأنها ستحاسب على ما تسببه من معاناة للمدنيين المحاصرين داخل المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن القتال يدور داخل القصير وفي القرى المحيطة بها والتي تسيطر على معظمها قوات الأسد التي تمنع الوصول إلى المدينة.
وطلبت المعارضة مساعدة عسكرية ومعونة طبية لمئات الجرحى الذين اصيبوا في الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية التي تقاتل أيضا بضراوة حول العاصمة دمشق وفي جنوب البلاد ووسطها.
ويدور القتال في القصير في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وروسيا لتجاوز خلافات عميقة بشأن سوريا ودفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية التي أودت بحياة 80 ألف شخص.
وقالت الأمم المتحدة إن أمينها العام بان جي مون يراقب القتال في القصير "بإنزعاج بالغ" ودعا الطرفين إلى السماح للمدنيين بمغادرة البلدة التي كان يقطنها 30 ألف نسمة.
وذكر بيان للأمم المتحدة "أعين العالم عليهم .. وسيحاسبون على أي فظائع ترتكب ضد المدنيين في القصير."
وقالت فاليري آموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ونافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنهما تخشيان ان آلاف المدنيين ربما انهم محصورون في القصير.
واضافتا قائلتين في بيان مشترك "ندرك أنه قد يكون هناك أيضا 1500 مصاب في حاجة ماسة للإجلاء الفوري لتلقي علاج طبي عاجل وأن الوضع العام في القصير في غاية البؤس.
وحاول مقاتلو المعارضة أيضا مهاجمة قاعدة الضبعة الجوية التي سيطر عليها الجيش يوم الأربعاء وقاتلوا قوات الأسد في محيط قرية الضبعة.
- وتهدف معركة القصير الي تأمين طرق إمداد قرب الحدود السورية اللبنانية ويتبادل الطرفان الاتهامات باستغلالها لدعم قواته داخل سوريا.
وبالنسبة للأسد تعني السيطرة على القصير إحكام قبضته على شريط يربط بين العاصمة دمشق ومعقله على ساحل البحر المتوسط.
وأغضب الدور البارز لمقاتلي حزب الله الشيعي في معركة القصير المعارضة السورية التي هددت بتوسيع نطاق القتال إلى لبنان إذا لم ينسحب مقاتلو حزب الله.
وقالت مصادر أمنية إن سبعة صواريخ على الأقل سقطت في وقت مبكر يوم السبت في وادي البقاع اللبناني من مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
وسقطت أغلب الصواريخ في حقول خاوية ولم يصب أحد لكن شظايا ألحقت اضرارا بعض المباني.
وهذه هي المرة الاولى التي تسقط فيها صواريخ على المنطقة التي تقع على بعد حوالي 60 كيلومترا شرقي بيروت
- تأتي المعركة وسط جهود دبلوماسية مكثفة قبل المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة وروسيا وهي المرة الأولى منذ عام التي تتفق فيها القوى العالمية التي تدعم طرفي الصراع في سوريا على إجراء محادثات بشأن إيجاد سبيل لإنهاء الحرب الأهلية.
وانقسم العالم حول الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 80 ألف شخص وأثارت نعرات طائفية خطيرة في الشرق الأوسط بين السنة والشيعة. وفر ملايين السوريين من منازلهم ويتصاعد العنف الطائفي في لبنان والعراق اللذين شهدا حربين أهليتين بين السنة والشيعة في الماضي.
وتدعم روسيا وإيران الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية بينما تدعم دول غربية ومعظم الدول العربية وتركيا مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة.
واقترحت موسكو يوم الجمعة أن تعجل بتسليم صواريخ متقدمة مضادة للطائرات إلى حكومة الأسد لمنع الغرب من التدخل رغم أنها طرحت إمكانية تعليق الشحنة لتحول صفقة الصواريخ إلى ورقة مساومة قبل محادثات السلام المزمعة في جنيف.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن من غير المقبول أن تتحدث موسكو عن تسليح الحكومة السورية قبل المؤتمر رغم أنه كرر تهديده بتسليح المعارضين.
وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب كبيرة في النصف الثاني من عام 2012 وانتزعوا السيطرة على مساحات شاسعة في البلاد من قوات الأسد مما دفع قادة الغرب إلى القول بأن أيام الرئيس السوري في السلطة باتت معدودة.
لكن موازين القوى في الميدان مالت في الأسابيع القليلة الماضية لصالح قوات الأسد التي حظيت بدعم من آلاف المقاتلين من حزب الله المدعوم من إيران والذي أعلن مشاركته في الحرب بعد أن ظل يقدم الدعم في الخفاء على مدى أشهر.
وواصلت قوات الحكومة السورية وحزب الله تقدمها وسيطرت على قرية عرجون التي تبعد مسافة ستة كليومترات شمال غربي القصير.
وفقد مقاتلو المعارضة السيطرة على أكثر من ثلثي القصير ويقولون إنهم يتحصنون الآن في وسط القصير ومسلحون تسليحا خفيفا. ومن شأن السيطرة على القصير أن تعزز قبضة الأسد على الأراضي الواقعة بين دمشق ومنطقة الساحل معقل العلويين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تعزيزات تقدر بمئات المقاتلين القادمين من الشمال تمكنوا من الوصول إلى القصير للمساعدة في الدفاع عن البلدة.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن من السابق لأوانه القول ما إذا كان بإمكانهم إحداث تغيير على الأرض وأضاف أنهم سيراقبون الوضع اليوم لمعرفة ما إذا كان بمقدورهم مساعدة مقاتلي المعارضة في تحويل دفة الأمور.
واندلع قتال أيضا في الغوطة على الحدود الشرقية لدمشق في الوقت الذي تمضي فيه القوات الحكومية قدما في هجوم بدأ قبل بضعة أسابيع. وطردت قوات الأسد مقاتلي المعارضة من قرب مطار دمشق الدولي وأغلقت ممرا رئيسيا للأسلحة القادمة من الأردن.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن القوات الحكومية دمرت نفقا طوله 200 متر وعمقه عشرة أمتار استخدمه المقاتلون في الربط بين حي حرستا بالعاصمة وطريق دمشق حمص السريع وهو الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال سوريا وجنوبها.
وقال نشطاء إن اشتباكات كثيفة وقعت في درعا مهد الانتفاضة المناوئة للأسد التي بدأت عام 2011 في إطار موجة الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي وتحولت إلى أعنف هذه الانتفاضات حتى الآن.
وأقدمت الولايات المتحدة على إحياء الجهود الدبلوماسية بسبب الاشتباه في استخدام أسلحة كيماوية وتقارير عن تصاعد الأعمال الوحشية من الجانبين وإدراكا متزايدا بأنه بات من المستبعد أن يعلن أي من الجانبين انتصاره في الحرب قريبا.
ومما أثار قلق واشنطن أيضا النفوذ المتزايد للمقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة داخل صفوف المعارضة. وفرض مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة عقوبات دولية على جبهة النصرة التي تتمتع بنفوذ داخل المعارضة وأعلنت ولاءها للتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.
وركزت المواجهة الدبلوماسية بين الغرب وروسيا مؤخرا على خطط لتسليح الفصائل المتحاربة. وقرر الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عدم تجديد حظر أسلحة مما يسمح لعدد من دوله الأعضاء مثل فرنسا وبريطانيا بالإعلان عن خطط لتسليح مقاتلي المعارضة إذا لم يرحل الأسد.
وردت روسيا بالقول إنها ستمضي قدما في إرسال شحنات صواريخ إس-300 المضادة للطائرات والتي قد تزيد من خطورة أي خطط غربية لفرض منطقة حظر طيران لحماية المعارضة المسلحة.
وقد تشكل هذه الصواريخ تهديدا لإسرائيل التي شنت ثلاث ضربات جوية على قوات الأسد في الأشهر الماضية.
وهدد مصدر في صناعة السلاح الروسية في تصريح نقلته وكالة انترفاكس للأنباء بتسريع تسليم الصواريخ إس-300 إذا فرض الغرب منطقة حظر طيران أو شنت إسرائيل ضربات جوية جديدة.
غير أن الوكالة ذكرت أيضا أن المصدر "لم يستبعد امكانية تجميد تسليم الصواريخ اس-300 لسوريا لفترة من الوقت" مشيرا إلى أن مسألة نشر الصواريخ قد تطرح في جنيف.
وعرض أولوند سياسة بلاده التي تتفق مع موقف بريطانيا وحلفاء آخرين وقال إن على الغرب أن يكون قادرا على تسليح المعارضة ما دامت موسكو تسلح الأسد.
وقال "لا يمكننا قبول أنه في الوقت الذي نعد فيه لمحادثات جنيف 2 بهدف التوصل إلى حل سياسي .. تقدم روسيا السلاح لنظام الأسد وأن (نمنع) من تقديم السلاح للمعارضة.
"لضمان تحقق الحل السياسي يجب ألا ننحي جانبا خيار الضغط العسكري وهو في هذه الحالة رفع حظر الاتحاد الأوروبي."
وقال يوري يوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسياسة الخارجية إن قرار الاتحاد الأوروبي قبل أيام برفع حظر تسليح المعارضة لم يكن "مفيدا للإعداد لحدث دولي مهم" كمؤتمر جنيف.
- في تلك الاثناء أكدت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الجمعة أن مواطنا بريطانياً قتل في سوريا.
وأضافت الخارجية البريطانية أن الجهات المعنية أبلغت أقربائه بوفاته.
من جانبه أقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تصريحات صحفية في واشنطن بأن الولايات المتحدة على دراية بمقتل مواطنة أميركية في سوريا.
وقد وزع التلفزيون السوري في وقت سابق صورا لثلاث جثث قال إنها لإرهابيين أجانب تم القضاء عليهم في كمين نصبته القوات الخاصة السورية في محافظة إدلب.
وعُرض في التسجيل جواز سفر أميركي تابع للقتيلة وجواز سفر بريطاني للقتيل الثاني. أما الجثة الثالثة فقال التلفزيون السوري إنها لمواطن أجنبي لم يتسن التأكد من هويته.
- وكان المرصد السوري لحقوق الانسان، أعلن مقتل ثلاثة غربيين بينهم مسلمان بريطاني وأميركية، الأربعاء الماضي، برصاص قوات النظام في شمال غرب سوريا، مشيرا إلى أنهم كانوا على ما يبدو يحاولون مساعدة المعارضة المسلحة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الغربيين الثلاثة "قتلوا بالرصاص في كمين في منطقة إدلب وقد عثر الجيش بحوزتهم على خرائط لمواقع عسكرية".، مضيفا " أن "جنسية الغربي الثالث لا تزال مجهولة".
وبحسب عبد الرحمن فإن الغربيين الثلاثة كانوا على ما يبدو "يلتقطون صورا لمواقع عسكرية" على الطريق بين حارم ومدينة إدلب حين سقطوا في الكمين.
- وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ان 165 شخصا قتلوا يوم الجمعة، في المواجهات التي تشهدها سوريا معظمهم في حمص وحلب ودمشق وريفها، فيما سيطرت القوات النظامية على قريتي العرجون والبراك شمال القصير بريف حمص.
وأفادت قناة "الإخبارية" السورية الرسمية، أن القوات النظامية المدعومة بعناصر من جماعة حزب الله اللبناني واصلت تقدمها على جبهة القصير وطردت "الإرهابيين" وسيطرت على قريتي العرجون والبراك على بعد عدة كيلومترات شمال غرب المدينة .
من جهتها أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الجيش النظامي قضى على "مجموعة إرهابية مسلحة بكامل أفرادها في قرية البويضة الشرقية بريف القصير ودمرت أسلحتها وذخيرتها".
وتعرضت مدينة القصير الإستراتيجية في ريف حمص منذ صباح الجمعة لقصف مكثف من عدة محاور استخدمت فيه المدفعية الثقيلة وصواريخ أرض - أرض إلى جانب القصف الجوي المكثف، بحسب مصادر المعارضة.
فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض "منطقة الحولة بريف حمص للقصف من قبل القوات النظامية"، ما أدى إلى سقوط جرحى.
وأضاف: " تعرضت قريتي غرناطة وأم شرشوح بريف مدينة الرستن للقصف من قبل القوات النظامية فجر اليوم الذي رافقته اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية".
وفي ريف دمشق اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في الغوطة على الحدود الشرقية لدمشق في الوقت الذي تمضي فيه القوات الحكومية قدما في هجوم بدأ قبل بضعة أسابيع.
وأكدت "سانا" سيطرة القوات النظامية على محيط مطار دمشق الدولي، ونقلت عن مصدر مسؤول أن القوات النظامية سيطرت على "جميع كتل الأبنية المطلة على طريق مطار دمشق الدولي في بلدة بيت سحم على امتداد 1 كيلومتر وعمق نصف كيلومتر بعد أن قضت على أعداد من الإرهابيين ودمرت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم".
وفي حرستا بالريف الدمشقي دمرت القوات النظامية "نفقا طوله 200 متر وعمقه عشرة أمتار استخدمه المقاتلون في الربط بين حي حرستا بالعاصمة وطريق دمشق حمص السريع وهو الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال سوريا وجنوبها"، وفقا لـ "سانا" .
- المصدر / رويترز + انباء موسكو + وكالات:
مواضيع مرتبطة
مثقفو مصر يطالبون بإقالة وزير الثقافة ووقف أخونة القطاع
تباين بشأن محتوى قضية جنوب اليمن
تحليل إخباري: رحى الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر سنوات واستعادة النظام قد تستغرق عقوداً من الزمن
إثيوبيا تبني نهضتها بفضل نهضة الإخوان وتحقق وعد رئيسها الراحل: مصر لا تستطيع إيقاف سد الألفية
تحليل إخباري: السعودية تهيمن على ارسال مساعدات للمعارضة السورية
الربيع العربي ينتقل الى تركيا واردوغان يدعو إلى وقف الاحتجاجات ضد الحكومة
إدارة أوباما قد تضطر إلى سياسية احتواء إيران كأهون الشرور : تراجع أميركي في الملف النووي الإيراني
تحليل : مهاجمة اسرائيل لصواريخ ( اس 300 ) في سوريا احتمال قائم لكنه محفوف بالمخاطر
سوريا : قتلى أجانب في القصير بينهم أمريكية ومقاتلوا المعارضة يقرون بالهزيمة رغم وصول تعزيزات والأسد يحذر إسرائيل ويلوح بفتح جبهة الجولان ( تقرير موسع )
تل أبيب تقر بأن الغطاء العسكري والأمني والسياسي الذي منحته روسيا لسورية ضمن بقاء الأسد في السلطة ولن تقدر أي قوة على إسقاطه
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية