تل أبيب تقر بأن الغطاء العسكري والأمني والسياسي الذي منحته روسيا لسورية ضمن بقاء الأسد في السلطة ولن تقدر أي قوة على إسقاطه

الجمعة 31 مايو 2013 الساعة 01 مساءً / زهير أندراوس:
عدد القراءات 1673
ركز الإعلام العبري في إسرائيل أمس الأربعاء على قضية انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، لافتًا إلى أن النزاعات بين روسيا والغرب بشأن تسليح طرفي الصراع السوري خيمت على فرص نجاح محادثات السلام التي ألقى الانقسام بين خصوم الرئيس السوري د. بشار الأسد بظلاله عليها أيضا.
وفي الوقت الذي تبحث فيه الدول الغربية ما ينبغي أن تقوم به بشأن سوريةيتوحد الحلفاء الرئيسيون للأسد وهم روسيا وإيران ومنظمة حزب الله اللبنانية خلفه، الأمر الذي دفع بقائد قسم العمليات السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال يسرائيل زيف، إلى القول إن محور الشر، أيْ سورية وإيران وحزب الله، بدأ ينتعش من جديد على وقع الانتصارات التي يُحققها الجيش العربي السوري في المعارك الضارية التي يخوضها ضد المعارضة المسلحة، وتحديدا في مدينة القصير، وقالت روسيا التي وفرت الحماية الدبلوماسية للرئيس الأسد منذ اندلاع الأزمة في بلاد الشام في آذار (مارس) من العام 2011 إنها ستسلم أنظمة الدفاع الجوي إس -300 المتطورة لدمشق رغم الاعتراضات الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية مبررة ذلك بأنه من شأن ذلك أنْ يُساهم في ردع من وصفتهم بالمتهورين الذين يريدون التدخل في الصراع الدائر في سورية.
من ناحيتها كتبت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت' العبرية، أوسع الصحف انتشارا في إسرائيل، أمس الأربعاء، أنه من المحتمل جدا بأن التصريحات الروسية بشأن منع التدخل الخارجي موجهة أيضا للدولة العبرية، وذلك ردا غير مباشر على تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط موشيه (بوغي) يعلون، الذي قال الثلاثاء، إن إسرائيل ستعرف كيف ستتعامل مع هذه الصواريخ، أضاف قائلاً إنه بالنسبة للدولة العبرية فإن منظومة الصواريخ الروسية تُشكل تهديدًا على الأمن القومي الإسرائيلي، ولكنه أضاف أنه بحسب المعلومات المتوفرة لديه فإن روسيا ليست على عجلة من أمرها بتزويد النظام الحاكم في دمشق بهذه المنظومة، مؤكدا، كما قالت الصحيفة الإسرائيلية، على أن الصواريخ لم تخرج حتى الآن من روسيا باتجاه الأراضي السورية، وعبر عن أمله في أنْ تبقى هذه الصواريخ في روسيا، ولكن إذا لا قدر الله، أضاف، ووصلت إلى سورية فستعرف إسرائيل كيفية التعامل معها، على حد تعبيره.
ولفتت الصحيفة إلى أن القائد العام لهيئة أركان جيش الاحتلال، الجنرال بيني غانتس، قال أمس خلال نقاش دار في لجنة الخارجية والأمن، التابعة للكنيست الإسرائيلي إن تل أبيب ليست معنية بتسخين الحدود مع سورية، ولكنه أضاف أنه في حال قيام السوريين بإطلاق النيران باتجاه إسرائيل، فإن جيش الاحتلال سيعرف كيف يتعامل مع هذا التهديد، لافتًا إلى أنه على الرغم من التقليص في ميزانية الأمن، فإن الجيش الإسرائيلي حاضر وجاهز للرد على أي تهديد ضد الدولة العبرية من أي جبهة كانت، على حد قوله.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي في تل أبيب، وصفته بأنه رفيع المستوى، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه نقلت عنه قوله إن قيام روسيا بتزويد سورية بمنظومة الصواريخ من طراز أس300 هدفه منع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) من فرض الحظر الجوي على سورية، كما أن الهدف الثاني، بحسب المسؤول عينه، هو المحافظة على التفوق الجوي للجيش العربي السوري مقابل المعارضة المسلحة التي تُحاربه، على حد قوله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الماضي غير البعيد قامت روسيا ببيع قبرص نفس المنظومة على الرغم من الاحتجاجات التركية، وهددت تركيا حينها بأنها ستقوم بقصف الصواريخ وهي في طريقها إلى قبرص، ولكن الصواريخ، على حد تعبير المسؤول الإسرائيلي، لم تصل أبدا إلى قبرص.
على صلة بما سلف، قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت'، أليكس فيشمان، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنية والعسكرية في الدولة العبرية، قال أمس في تحليل نشره إنه بات واضحا اليوم، أكثر من أي وقت مضى بأن روسيا هي اللاعب المركزي في المحافظة على نظام الرئيس السوري د. بشار الأسد، وليس الدعم الذي يتلقاه من إيران ومن حزب الله اللبناني، مضيفًا أن روسيا لوحدها، وفقط لوحدها، هي التي ستُقرر متى سيُنهي الأسد رئاسته لبلاد الشام، على حد تعبيره.
وزاد قائلاً إن السياسة الروسية في ما يتعلق بالأزمة في سورية هي سياسة متعالية وعنيدة وقوية، وتعكس بالمقابل الضعف الذي يُميز السياسة الأمريكية والأوروبية المتعلقة بدمشق، ورأى أن تصريح الخارجية الروسية القائل إن تزويد سورية بالصواريخ المذكورة جاء للجم بعض المتهورين هو أيضا رد على قرار الاتحاد الأوروبي القاضي بتسليح المعارضة السورية، كما أنه أشار إلى أن الروس يُهددون بأنه في حال إخراج قرار الاتحاد الأوروبي بتسليح المعارضة السورية بالأسلحة، فإنهم لن يتورعوا عن إلغاء مؤتمر جنيف الثاني، زاعما أنه قبل سنة لم يكن أحد يؤمن بأن روسيا ستعلب دورا مركزيا في الشرق الأوسط، ولكنه أضاف أن السبب في ذلك يعود إلى تبنيها إستراتيجية واضحة وتطبيقها على أرض الواقع.
وأضاف فيشمان، نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب، أن الروس يشعرون بأن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من التدخل العسكري في سورية، وبالتالي فإنهم اتخذوا مواقف صلبة وغير قابلة للتأويل، كما أنهم باتوا على قناعة بأن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بات يُلاحقهم من أجل التوصل إلى تفاهم معهم، ولكنهم يتملصون منه، ويرفضون تحديد الموعد لعقد المؤتمر الدولي الخاص بسورية،وخلص المصدر إلى القول إنه عندما حصل الرئيس السوري بشار الأسد على طوق النجاة العسكري والسياسي من روسيا والصين، وتمكن من الحفاظ على تلاحم جيشه، فإنه عمليًا فاز في المعركة وسيبقى في السلطة، ولن تقدر لا المعارضة ولا أمريكا ولا القارة العجوز بإسقاطه من منصبه.
- القدس العربي:
مواضيع مرتبطة
سوريا : قتلى أجانب في القصير بينهم أمريكية ومقاتلوا المعارضة يقرون بالهزيمة رغم وصول تعزيزات والأسد يحذر إسرائيل ويلوح بفتح جبهة الجولان ( تقرير موسع )
تحليل : مهاجمة اسرائيل لصواريخ ( اس 300 ) في سوريا احتمال قائم لكنه محفوف بالمخاطر
إدارة أوباما قد تضطر إلى سياسية احتواء إيران كأهون الشرور : تراجع أميركي في الملف النووي الإيراني
الربيع العربي ينتقل الى تركيا واردوغان يدعو إلى وقف الاحتجاجات ضد الحكومة
سوريا : 165 قتيلا وقوات الأسد تضيق الخناق على المعارضة في القصير وهجمات صاروخية على البقاع اللبناني وحرب إعلامية بين روسيا والغرب ( تقرير موسع )
تقرير عاجل : سوريا : المعارضة توجه نداء استغاثة والجيش على وشك تطهير القصير وأنباء عن وصول دفعة من صواريخ إس 300 الروسية وحزب الله يدعو حماس لمغادرة لبنان
العالم ينتقل من التسويات السياسية إلى الصراعات المسلحة
قائد القوات الجوية : الطائرات الامريكية دون طيار تنفذ غاراتها في اليمن دون الرجوع الى السلطات المعنية
تقرير يكشف عن أكبر شبكة لغسيل الأموال في العالم
7 ملايين متمرد في مصر ومرسي يشدد على أن لا عودة إلى الوراء ومخاوف من وقوف إسرائيلي وراء سد النهضة
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية