تقرير عاجل : سوريا : المعارضة توجه نداء استغاثة والجيش على وشك تطهير القصير وأنباء عن وصول دفعة من صواريخ إس 300 الروسية وحزب الله يدعو حماس لمغادرة لبنان

الخميس 30 مايو 2013 الساعة 08 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 2409
وجه مقاتلو المعارضة السورية المسلحة المحاصرون في بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية نداء يائسا يوم الخميس لطلب تعزيزات وامدادات طبية في الوقت الذي واصلت فيه قوات الرئيس بشار الأسد وحليفه حزب الله قصف خطوطهم الدفاعية.
وإلى جانب الهجوم على القصير وضواحي دمشق التي تسيطر عليها المعارضة سعى الاسد الى تحقيق تفوق دبلوماسي حيث سلط الضوء على تحالفاته الخارجية بالاعلان عن وصول صواريخ مضادة للطائرات من روسيا وقوات من حزب الله اللبناني كما اعلن عزمه حضور مؤتمر للسلام يعقد في جنيف مع معارضيه المنقسمين.
وفشلت محاولة لحل الخلافات بين جناحي المعارضة السورية الاسلاميين والليبراليين -بمنح الليبراليين المزيد من المقاعد في الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي تريد دول غربية وعربية ان يشكل الحكومة الانتقالية- في اصلاح الشقاق مع الجماعات المقاتلة داخل سوريا التي طالبت بمنحها نصف مقاعد الائتلاف لتتساوى مع مقاعد المعارضة في الخارج.
وتراجعت امال المعارضة المسلحة ذات الاغلبية السنية في الاطاحة بالاسد عسكريا وقد تصاب بانتكاسة قوية اذا خسرت القصير التي تقع على خطوط امداداتهم من لبنان وتعوق جهود الحكومة للحفاظ على الاتصال بين العاصمة دمشق ومقعل الاقلية العلوية على ساحل البحر المتوسط.
ووجه مقاتلو المعارضة داخل القصير -التي كان يقطنها نحو 30 الف نسمة- نداءا على شبكات التواصل الاجتماعي لحلفائهم وطالبوهم بالسعي لكسر الحصار على البلدة وقالوا ان القصير قد تمحى من الخريطة وان مئات المصابين مهددون بالموت اذا لم يتلقوا المساعدة.
وقال مالك عمار الناشط في البلدة لرويترز عبر الانترنت ان نحو 100 من بين 700 مصاب يحتاجون إلى الأكسجين وقال "البلدة محاصرة ولا سبيل لادخال المساعدات الطبية."
وقال عن بقية كتائب المعارضة المسلحة "ما نريد ان يفعلوه هو الزحف إلى اطراف المدينة ومهاجمة نقاط التفتيش حتى تفتح امامنا طرق الدخول والخروج منها."
وحذر قادة معارضون في بيان من العواقب الوخيمة اذا لم تصل المساعدات للمسلحين الذين يخوضون حرب شوارع منذ اكثر من اسبوع امام قوة مسلحة بالدبابات وراجمات الصواريخ وعلى رأسها مقاتلون من حزب الله اكتسبوا خبرات واسعة بالقتال من مواجهاتهم مع اسرائيل.
وقالوا في بيان "إن لم تتحرك كافة الجبهات وتشتعل ضد هذا الإجرام الذي يقوم به حزب الله وكلابه والجيش الأسدي الخائن الذي يدعي الممانع فسوف نقول كان هناك مدينة تدعى القصير."
وتسقط القذائف على البلدة بمعدلات سريعة ويبدو ان المهاجمين يتقدمون بسرعة أكبر بعد سيطرتهم على قاعدة جوية قريبة.
كما اصدر مقاتلو المعارضة المحاصرون في ضواحي شرق دمشق المعروفة باسم الغوطة الشرقية نداء على موقع فيسبوك يطلبون المساعدة.
وجاء في بيان صادر عن اتحاد المكاتب الإعلامية في الغوطة الشرقية نشر على فيسبوك أن النظام السوري "اليوم يحشد قواته على طريق مطار دمشق الدولي ومن الجهة الشرقية والغربية للغوطة الشرقية استعدادا لارتكاب المزيد من المجازر."
وحمل البيان المجالس العسكرية وقادة الألوية ِوالكتائب في دمشق وريفها والمعارضة في الخارج وعلى رأسها الائتلاف الوطني كامل المسؤولية عن أي خسائر ستحدث.
وقضى اعضاء الائتلاف سبعة ايام في محادثات في اسطنبول استهدفت تشكيل جبهة موحدة في محادثات السلام التي تحاول واشنطن وموسكو عقدها في جنيف.
وعلى الرغم من عرض الاسلاميين السنة الذين يهيمنون على الائتلاف منح كتلة ليبرالية مقاعد اضافية فقد استمرت الخلافات مما اثار غضب تركيا ودول الخليج العربية والدبلوماسيين الغربيين الذي ينتظرون ان يستغل الائتلاف مؤتمر السلام لتولي مسؤولية الحكم.
وفي سوريا طالبت الهيئة التي تضم وحدات مقاتلة متعددة ومتنوعة بالحصول على نصف مقاعد الائتلاف في انعكاس لغياب الثقة المتبادلة بين المقاتلين والمعارضة في المنفى.
وانتقدت روسيا -حليفة دمشق- مطالبة المعارضة بتنحي الاسد كشرط لحضور المحادثات التي ينوي مسؤولون روس وامريكيون عقدها يوم الاربعاء القادم.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الائتلاف يعطي انطباعا بأنه "يبذل كل ما بوسعه لمنع بدء عملية سياسية... وللوصول إلى تدخل عسكري" في سوريا.
وأضاف "نعتبر مثل هذا النهج غير مقبول" في اشارة إلى مطالبة المعارضة للغرب بامدادها بالسلاح وهو ما دفع بريطانيا وفرنسا هذا الاسبوع على انهاء حظر على السلاح كان الاتحاد الاوروبي قد فرضه على سوريا.
واعاقت المنافسة بين روسيا والقوى الغربية الجهود الدولية السابقة لانهاء القتال لكن المخاوف من اتساع دائرة القتال - خاصة مع قصف اسرائيل لسوريا واعلان حزب الله دخوله القتال إلى جانب قوات الاسد والانباء عن استخدام اسلحة كيماوية في الصراع - دفعت واشنطن وموسكو إلى الاعلان عن دعوة مشتركة لعقد المؤتمر.
وفي مقابلة تلفزيونية مسجلة لم تذع بعد نقلت صحيفة لبنانية عن الاسد قوله انه ينوي الذهاب إلى مؤتمر "جنيف 2" لكنه غير مقتنع بأنه سيؤدي إلى نتيجة مثمرة وتعهد بمواصلة القتال ضد الانتفاضة المستمرة منذ اكثر من عامين والتي قتل فيها اكثر من 80 الف شخص.
ومما يسلط الضوء على الموارد التي يمكنه الحصول عليها رغم العقوبات الغربية قال الأسد ان سوريا تسلمت من روسيا الدفعة الاولى من الصواريخ اس-300 المضادة للطائرات في اطار صفقة وقعت قبل الصراع واثارت حفيظة اسرائيل.
وقال مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية ان المعدات نفسها لم تسلم بعد إلى سوريا التي تستضيف قاعدة بحرية روسية. لكن المصدر اضاف ان "اجزاء من التعاقد ربما تكون قد نفذت."
وساهم حصول الاسد أيضا على اسلحة متطورة من ايران في استمرار تفوقه على المعارضة المسلحة. وتتردد الدول الغربية في تسليح المعارضة خشية سقوط الاسلحة في ايدي اسلاميين معادين للغرب يمكن استخدامها فيما بعد ضد مصالح غربية.
وكانت لجان التنسيق المحلية المعارضة أفادت بسقوط 161 قتيلا أمس الأربعاء، في أعمال العنف المستمرة في سوريا، فيما تواردت أنباء عن سيطرة الجيش مدعوما بقوات من حزب الله اللبناني على مطار الضبعة العسكري، ما سيشدد الخناق على مقاتلي المعارضة المتحصنين في شمال مدينة القصير الاستراتيجية وسط البلاد.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة "فرانس برس" ان القوات النظامية سيطرت الاربعاء، على مطار الضبعة العسكري شمال مدينة القصير الاستراتيجية، والذي يعد معقلا اساسيا لمقاتلي المعارضة، لا سيما منهم المتحصنين في شمال المدينة.
وقال المصدر ان "الجيش السوري سيطر على مطار الضبعة بعد عملية عسكرية بدأت صباح (الاربعاء) عبر ثلاثة محاور رئيسية من الغرب والشمال والجنوب الغربي"، ما اسفر عن "تحرير المطار وسقوط عشرات القتلى من المسلحين المتمركزين داخله".
واضاف ان جثث العديد من هؤلاء "لا تزال موجودة في المكان، كما تم اسر العديد منهم، عدا عن الذين قاموا بتسليم انفسهم".
ويشكل المطار، الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في نيسان/ابريل الماضي، المنفذ الاساسي للمقاتلين المتحصنين في شمال مدينة القصير، التي اقتحمتها القوات النظامية وحزب الله من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل نحو عشرة ايام.
وعرضت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني، صورا مباشرة قالت انها من داخل المطار، وظهر فيها عدد من ضباط القوات السورية وجنود على دباباتهم.
واوضح ضابط ميداني لمراسل القناة، ان القوات النظامية شنت صباح اليوم عملية عسكرية استمرت خمس ساعات لاستعادة المطار بالكامل، مشيرا الى ان هذه القوات ستواصل محاولة السيطرة على القرى المحيطة بالمطار.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، قال في اتصال أمس مع وكالة فرانس برس ان "تعزيزات من حزب الله وقوات المهام الخاصة في الحرس الجمهوري السوري ارسلت الى القصير"، موضحا ان هذه القوات، كما عناصر الحزب الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، مدربة على خوض حرب الشوارع.
واشار الى ان "الاستعدادات تظهر انهم يحضرون لعملية على نطاق واسع"، مؤكدا انه "رغم القوة النارية (للقوات النظامية وحزب الله)، يبدي المقاتلون مقاومة شرسة".
وتعد القصير نقطة استراتيجية وسط سوريا، لكونها صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري، وأحد آخر معاقل المعارضين في حمص، وعلى مقربة من الحدود اللبنانية.
ورأى عبد الرحمن انه "في حال سقوط القصير في يد النظام، فهذا سيشكل ضربة قاسية للمقاتلين المعارضين، لان الحدود اللبنانية التي يستخدمونها لتمرير السلاح، ستصبح مغلقة في وجههم".
وفي شمال دمشق، افاد مصدر عسكري سوري ان القوات النظامية تشن منذ الثلاثاء، حملة واسعة في حي برزة، في محاولة لإخراج مقاتلي المعارضة منه.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" ان "جيشنا الباسل سجل إنجازاً نوعياً تمثل بالسيطرة على مساحة تقدر بستة كيلومترات مربعة من منطقتي سيدي مقداد وبيت سحم في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وقضى على متزعم الإرهابيين في المنطقتين".
- في غضون ذلك أفادت تقارير اعلامية بأن حزب الله اللبناني، دعا حليفه السابق حركة "حماس" وكوادرها الموجودين في لبنان، إلى مغادرة البلاد "فورا وخلال ساعات"، على خلفية مشاركة الحركة الإسلامية الفلسطينية في الحرب الدائرة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
"أنباء موسكو"
ونقل موقع "ميدل ايست اون لاين" اللندني عن مصادر مقربة من حركة "فتح" في لبنان، ان مسؤولا أمنيا كبيرا في حزب الله الشيعي، أبلغ علي بركة القيادي في حركة حماس السنية في لبنان، بأن كل من له صلة بالحركة على الأراضي اللبنانية، أصبح غير مرغوب فيه على الإطلاق.
وذكر الموقع ان هذه الخطوة من حزب الله، جاءت عقب تقارير عن مشاركة عناصر من "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، يشرفون على تدريب مقاتلي "الجيش السوري الحر" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وإن بعضهم يقاتل وبشكل فعلي إلى جانب المعارضة داخل المخيمات الفلسطينية.
وعلى عكس حزب الله اللبناني، الذي تحرر من سرية مشاركته في النزاع السوري، تنفي حماس بشكل متكرر أي وجود مسلح للحركة في سوريا، بحسب الموقع.
ومع تطور الصراع السوري إلى نزاع دموي، اختارت حماس الانحياز لمقاتلي المعارضة السورية، ومعظمهم من السنة، وغادر رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وقادة من الحركة منذ أواخر عام 2011 دمشق، على خلفية اندلاع الاحتجاجات في سوريا منتصف آذار/مارس 2011 للإقامة في قطر.
وعلى مدى سنوات، ظل حزب الله في لبنان وحركة حماس الفلسطينية، حليفين استراتيجيين مدعومين بقوة من النظام السوري وايران..
- إلى ذلك تضاربت التقارير خلال الساعات القليلة الماضية حول وصول دفعة أولى من صواريخ "إس 300" الروسية إلى سوريا، بحسب ما جاء في تصريحات منسوبة للرئيس السوري، بشار الأسد، الأمر الذي أثار قلقاً لدى المسؤولين في الحكومة والجيش الإسرائيليين.
واستبقت صحيفة "الأخبار" اللبنانية بث مقابلة أجرتها قناة "المنار"، التابعة لحزب الله، مع الأسد، من المقرر إذاعتها مساء الخميس، بالكشف عن ما ذكرت أنها مقتطفات من المقابلة، جاء فيها تأكيد الرئيس السوري أن بلاده حصلت بالفعل على دفعة أولى من الصواريخ الروسية الدفاعية المضادة للطائرات.
كما نقلت الصحيفة عن الأسد قوله إن "الجيش السوري حقق إنجازات كبيرة على الأرض، في مواجهة المسلحين"، مؤكداً أن موازين القوى العسكرية انقلبت تماماً لمصلحة الجيش"، في الوقت الذي شدد فيه على أن "سوريا وحزب الله في محور واحد"، إلا أنه قال إن "الجيش السوري هو من يقاتل ويدير المعارك."
وأثارت تلك التصريحات، التي لم يمكن لـCNN بالعربية التأكد من صحتها، قلقاً واسعاً لدى إسرائيل، حيث دعا وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شتاينيتس، سفير روسيا لدى الدولة العبرية، سيرغي ياكوفليف، إلى اجتماع عاجل، لمناقشة تداعيات حصول سوريا على صواريخ "إس 300"، واحتمال وصولها إلى حزب الله.
من جانبها، أفادت وكالة "أنباء موسكو"، بأن مسؤولاً في قناة "المنار" اللبنانية نفى أن يكون الرئيس السوري قد صرح خلال المقابلة، بأن دفعة من منظومات "إس 300" الصاروخية قد وصلت إلى سوريا، مشيراً إلى أن الأسد قال، في إطار إجابته على سؤال بهذا الشأن: "كل ما اتفقنا عليه مع روسيا سيتم، وتم جزء منه في الفترة الأخيرة."
وأضاف المصدر أن الأسد أشار إلى أنه وروسيا متفقون على مواصلة تنفيذ الصفقات المبرمة، من دون أن يذكر ما إذا كانت هذه الصفقات تتحدث عن منظومات "إس 300" للدفاع الجوي تحديداً.
- المصادر / رويترز + سي ان ان + انباء موسكو + وكالات:
مواضيع مرتبطة
تل أبيب تقر بأن الغطاء العسكري والأمني والسياسي الذي منحته روسيا لسورية ضمن بقاء الأسد في السلطة ولن تقدر أي قوة على إسقاطه
سوريا : قتلى أجانب في القصير بينهم أمريكية ومقاتلوا المعارضة يقرون بالهزيمة رغم وصول تعزيزات والأسد يحذر إسرائيل ويلوح بفتح جبهة الجولان ( تقرير موسع )
تحليل : مهاجمة اسرائيل لصواريخ ( اس 300 ) في سوريا احتمال قائم لكنه محفوف بالمخاطر
إدارة أوباما قد تضطر إلى سياسية احتواء إيران كأهون الشرور : تراجع أميركي في الملف النووي الإيراني
الربيع العربي ينتقل الى تركيا واردوغان يدعو إلى وقف الاحتجاجات ضد الحكومة
العالم ينتقل من التسويات السياسية إلى الصراعات المسلحة
قائد القوات الجوية : الطائرات الامريكية دون طيار تنفذ غاراتها في اليمن دون الرجوع الى السلطات المعنية
تقرير يكشف عن أكبر شبكة لغسيل الأموال في العالم
7 ملايين متمرد في مصر ومرسي يشدد على أن لا عودة إلى الوراء ومخاوف من وقوف إسرائيلي وراء سد النهضة
العمالة المخالفة في السعودية بين مطرقة فترة السماح وسندان الطوابير الطويلة
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية