لقي ستة مدنيين مصرعهم، فجر اليوم الأربعاء، وأصيب 11 آخرون، بتفجير عبوة ناسفة قرب مقهى شمال غرب بعقوبة، غداة مقتل 16 شخصا أمس في اعمال عنف جديدة في انحاء البلاد.
ونقل موقع "السومرية نيوز"، عن مصدر أمني في محافظة ديالي قوله ان "عبوة ناسفة موضوعة قرب مقهى في الضواحي الشرقية لناحية هبهب (18كم شمال غرب بعقوبة) انفجرت، في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء الاربعاء، ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين وإصابة 11 آخرين بجروح".
وشهد العراق خلال الاسابيع الماضية ارتفاعا في معدلات العنف، وبات ايار/مايو الشهر الثاني على التوالي الذي يقتل فيه اكثر من 400 شخص منذ فترة طويلة، بحسب حصيلة "فرانس برس".
ويتزامن هذا التصاعد في معدلات العنف، مع ازدياد الاستياء لدى السنة في البلاد، والاحتجاجات المتواصلة ضد حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي منذ نهاية العام الماضي.
ويرى المحللون ان سياسة الحكومة، التي همشت العرب السنة، اضافة الى رفضها تقديم تنازلات للمتظاهرين منحت الجماعات المسلحة الزمان والمكان المناسبين للتحرك في البلاد، بحسب وكالة فراس برس.
وقد ندد ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيان الثلاثاء، بموجة العنف الدامي التي تضرب البلاد، وطالب الزعماء العراقيين بالقيام بكل ما هو ممكن لحماية المدنيين العراقيين و"وقف المذبحة".
كما اصدرت السفارة الاميركية في بغداد بيانا دانت فيه "بشكل حازم" موجة الانفجارات التي ضربت بغداد امس الاثنين حيث قتل 55 شخصا على الاقل واصيب حوالى 187 بجروح في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة.
ودفعت اعمال العنف هذه المالكي الى الاعلان قبل اسبوع عن تغييرات في قيادات العمليات وقادة الفرق العسكرية. وفي هذا الاطار، اعلنت الحكومة الثلاثاء في بيان عن اجراءات جديدة، تشمل "دعم الاجهزة الأمنية لملاحقة المحرضين والمنفذين للأعمال الارهابية والتحذير من استغلال الظروف".
وشدد البيان على "ملاحقة كل أنواع الميليشيات والضرب بقوة على كل من يخرج على النظام العام"، محذرا "وسائل الإعلام المحرضة على الفتنة الطائفية من خطورة هذا النهج على الصالح العام، وتنفيذ اجراءات صارمة بحقها في حال تماديها".
ودعا البيان "القوى السياسية لعقد لقاء مشترك لمناقشة التطورات وتحملها لمسؤولياتها"، مؤكدا على "وحدة موقف مجلس الوزراء ضد الإرهاب واي اخلال بالأمن".
كما قال رئيس الوزراء نوري المالكي في مؤتمر صحافي عقب الجلسة الحكومية الثلاثاء ان التفجيرات في العراق تهدف لإعادة العراق الى "مربع الاقتتال الطائفي". واضاف ان "المنظمات الارهابية المتطرفة اليوم جهدها منصب على اثارة هذه المشكلة من جديد وهي مشكلة خطيرة" .
ومن جهته اصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مساء الاثنين، بيانا في اعقاب التفجيرات التي ضربت عدة مناطق من العاصمة بغداد ، مؤكدا أنه "آخر نداء" يوجهه إلى الشعب العراقي والحكومة، واشار الى أن الشعب ابتعد عن "التوجه الى الله " وأصبح بلا حكومة تحميه، كما انتقد صمت الحكومة امام توالي الهجمات من دون وضع حد للتدهور الامني وفقا لموقع "السومرية نيوز" التي قالت انها تلقت نسخة من البيان.
وقتل الثلاثاء 16 شخصا بينهم تسعة من عناصر الامن في هجمات متفرقة بحسب وكالة فرانس برس.