الصراع السوري يمتد إلى لبنان والأسد يؤكد ثبات سوريا واسرائيل تقول انها ستدمر ترسانات اسلحته حال سقوطه ( تقرير موسع )

الخميس 23 مايو 2013 الساعة 09 مساءً / وفاق برس:
عدد القراءات 1281
في أحد الطرق بشمال شرق لبنان ازدحمت حركة المرور ودوت أبواق سيارات الإسعاف وتحركت عربات مملوءة بالمشيعين وراء نعوش بينما كانت جماعة حزب الله تعيد مقاتليها الجرحى والقتلى من سوريا إلى لبنان.
ومع عودة جثث القتلى الذين سقطوا في المعركة الدائرة على الحدود في القصير يلوح شبح العنف بلبنان مع اتساع نطاق الصراع بين الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران ومعارضيه السنة.
وتشكل مساعي حزب الله لإنقاذ الأسد اختبارا للسلام الطائفي الهش في لبنان وتهدد بإثارة صراع أوسع نطاقا على السلطة في المنطقة.
ورغم أن جماعة حزب الله نفت كثيرا تدخلها في سوريا لدعم الأسد فقد أرسلت هذا الأسبوع مئات من رجالها للقتال في بلدة القصير الصغيرة الاستراتيجية أصيب العشرات منهم بجروح وقتل ما يتراوح بين 20 و50 آخرين.
وعادت نعوش القتلى يرافقها مسلحون من حزب الله في مواكب جنائزية رفعت فيها راية الجماعة الصفراء إلى قرى شيعية في وادي البقاع بشمال شرق لبنان مما يقضي على أي تكهنات بشأن دعمها للأسد والأقلية العلوية التي ينتمي إليها.
واستقبلت مستشفيات حول بلدة الهرمل الجرحى ومنع عاملوها الصحفيين من الدخول مؤكدين أنه "ما من شيء يمكن رؤيته" .. لكن لا يخفى أن دائرة الحرب قد اتسعت.
ومع اشتباك سنة وعلويين في مدينة طرابلس اللبنانية الساحلية المجاورة في أعنف قتال طائفي بالمدينة على الإطلاق يبدو جليا أن وتيرة امتداد العنف إلى خارج حدود سوريا تتسارع.
من جهة أخرى تصاعدت أعمال القتل الطائفية في العراق وانفجرت قنابل في تركيا واستهدفت غارات جوية إسرائيلية في سوريا أسلحة إيرانية لحزب الله .. كل هذا في الوقت الذي تظل فيه القوى العالمية منقسمة في سعيها لدفع الطرفين المتناحرين في سوريا إلى إجراء محادثات سلام. ويرى رامي خوري من الجامعة الأمريكية في بيروت أن تدخل حزب الله في سوريا يهدد بنتائج عسكية على لبنان بل قد يذكي حربا إقليمية.
وقال "ذلك سيزيد بشكل كبير من احتمال نشوب صراع داخلي لبناني واسع بين الجماعات الموالية لحزب الله والمناوئة له مما يضع السنة في مواجهة الشيعة بصورة عامة بينما يدفع إلى حرب أخرى كبيرة مع إسرائيل أو مشاركة محتملة في حرب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وسوريا من جهة أخرى."
وتقوم إيران بتسليح حزب الله منذ الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان في الثمانينات. ويفوق تسليح الجماعة تسليح الحكومة اللبنانية وكذلك مجموعات أخرى مثل السنة والمسيحيين والدروز والفلسطينيين.
ولكن دعم الجماعة الشيعية لمساعي الأسد الرامية لقمع الانتفاضة السنية أدى إلى نفور بعض العرب منها بعد أن كانوا يكنون لها الاحترام لمحاربتها إسرائيل على الأقل.
وربما أثارت الجماعة أيضا غضب شيعة لبنان الذين يعولون على حماية حزب الله لهم في الداخل ولكنهم لا يرغبون بالضرورة في الموت في سبيل إيران في تناحرها مع قوى عربية وغربية.
ويقول رفيق نصر الله المحلل السياسي في بيروت القريب من حزب الله إن الجماعة اضطرت إلى التدخل في سوريا لحماية المصالح اللبنانية وأخذت في الاعتبار احتمال مواجهة رد فعل عنيف من جماعات منافسة.
وأضاف "ليس هناك دولة لبنانية بل هناك جماعات في الجهاز الأمني هنا تخدم قوى أو دولا إقليمية مختلفة... مهمة حزب الله هي حماية لبنان وحدوده وهو يفعل ما ينبغي عليه أن يفعله."
وتابع "هذه معركة حاسمة" في إشارة إلى القصير القريبة من حمص والتي سيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية لتوفير طرق إمداد من لبنان وتعطيل الحركة بين دمشق والمنطقة العلوية في سوريا.
وقال نصر الله "يعتقد حزب الله أن هذه المعركة لها أهمية استراتيجية كبيرة وسيتحمل العواقب." وأشارت تقارير واردة من سوريا إلى أن مقاتلي حزب الله وقوات الأسد أحرزوا بعض المكاسب في البلدة.
وفي الخطوط الأمامية يبدو أن التدخل قد زاد من النعرات الطائفية بين المعارضين الذين يخشون خسارة موقع مهم.
ومن حمص قال مقاتل ذكر أن اسمه أبو بلال لرويترز إن سقوط القصير "سيغير تماما مسار الكفاح في محافظة حمص من ثورة إلى هجوم كبير على العلويين والشيعة أينما كانوا."
وأضاف "جميع كتائب المعارضة هنا تتفق على هذا. وكل طرف في هذا الصراع يعلم أن هذا هو مكمن الخطر في حمص."
وقوات حزب الله صغيرة مقارنة بعشرات الآلاف من القوات المسلحة بالدبابات والطائرات المقاتلة التي يستطيع الأسد استدعاءهم حتى بعد انشقاق سنة عن جيشه. غير أن قوات حزب الله تضم آلاف المقاتلين بينهم كثيرون شاركوا في الحرب ضد إسرائيل عام 2006.
ولم يكن تحالف حزب الله مع الأسد سهلا بالنسبة للجماعة على الساحة الإقليمية ولكن قادة الجماعة يقولون إنه مهم لما يسمونه "محور المقاومة" وهو وصف تستخدمه للإشارة إلى تحالفها مع طهران ودمشق ضد إسرائيل.
وبعد أن كان حزب الله ينال إعجاب العالم العربي لوقوفه في وجه إسرائيل بات البعض يصفه الآن "يحزب الشيطان" أو بأنه أداة طائفية في يد إيران.
وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري وهو سني له حلفاء أقوياء في السعودية هذا الأسبوع "لقد اختار حزب الله أن يستنسخ الجرائم الإسرائيلية بحق لبنان وأهله ليطبقها على أهل مدينة القصير السورية."
وأضاف أن حزب الله "تحول إلى رأس حربة في جريمة موصوفة ينفذها النظام ضد شعبه بل إلى ما يمكن وصفه بجيش الدفاع الإيراني عن نظام بشار الأسد."
وبدوره سعى حزب الله إلى تحسين صورته أمام العرب باتهام أعدائه من المعارضة في القصير بتلقي دعم من إسرائيل وقوى غربية ليبرر تدخله في إطار "مقاومة" إسرائيل.
وقال أمين حطيط المعلق اللبناني القريب من حزب الله "إسرائيل موجودة في القصير... فالهجوم على سوريا هو جزء من هجوم إسرائيلي بقيادة أجنبية على سوريا."
وأضاف "هذا حزب يدافع عن أيديولوجية وليس عن جنسيات. لذا سيذهب مقاتلوه إلى أي مكان يوجد فيه أعداء يعارضون معتقداتهم. وسيذهبون طواعية.

الأسد يؤكد ثبات سوريا:
الى ذلك أكد الرئيس السوري بشار الأسد ثبات موقف بلاده في مواجهة "الإرهاب" والدول الداعمة له إقليميا ودوليا بالتوازي مع الحل السياسي للأزمة التي تمر بها سوريا منذ أكثر من عامين.
وجاءت تصريحات الأسد خلال لقائه، اليوم الخميس، وفداً تونسياً يضم ممثلين عن أحزاب وحركات سياسية وشعبية برئاسة الدكتور شكري بن سليمان هرماسي أمين عام حزب الثوابت التونسي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" .
وتحدث الأسد خلال اللقاء عن " أبعاد الأزمة في سورية"، مؤكدا ثبات الموقف السوري في "مواجهته للإرهاب "ومن يدعمه إقليميا ودوليا بالتوازي مع الحل السياسي للأزمة، بحسب "سانا".
وتستخدم السلطات السورية ووسائل الإعلام الرسمية مصطلح "الإرهاب" في إشارة إلى مقاتلي المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بالرئيس الأسد.
وأكد الأسد "أهمية دور الأحزاب والقوى القومية والوطنية في مواجهة أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري والمخططات الخارجية التي تستهدف الشعب العربي"، مشددا على ضرورة "التمسك بالمبادئ والهوية العربية وقيم العروبة لمواجهة التحولات التي تشهدها الساحة العربية".
وأشار إلى أن "السوريين يقدرون مواقف الشعب التونسي المتضامنة معهم وينظرون إلى بعض التونسيين المغرر بهم للقتال في سورية بأنهم يمثلون أنفسهم فقط".
وتتهم وسائل إعلام ومعارضون في تونس دولة قطر بتجنيد تونسيين وإرسالهم إلى سوريا لقتال القوات النظامية هناك.
وفي 15 آذار/مارس الماضي أوردت جريدة "الشروق" التونسية أن الأمن التونسي قام بـ"تفكيك شبكات لتجنيد تونسيين وإرسالهم إلى سوريا".
وقالت إن هذه الشبكات تحصل من دولة قطر على "عمولة بمبلغ 3000 دولار أميركي عن كل شاب تونسي يتم تجنيده".
وفي 21 آذار/مارس الماضي قال "جهادي" تونسي عائد من سوريا يدعى "أبو زيد التونسي" في مقابلة مع تلفزيون "التونسية" الخاص أن حوالى 3500 تونسي يقاتلون ضد القوات النظامية في سوريا.

- ومن جانبه قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية يوم الاربعاء إن إسرائيل مستعدة لمهاجمة سوريا لمنع وصول اسلحة متطورة إلى المقاتلين الجهاديين او حزب الله في لبنان في حالة سقوط الرئيس بشار الاسد.
وقال الميجر جنرال عمير ايشيل أيضا إن على الإسرائيليين الاستعداد لصراع طويل ومؤلم اذا دخلت قواتهم معركة مع حزب الله او إيران التي تدعمه.
وأضاف في مؤتمر بمعهد فيشر لدراسات الطيران والفضاء بالقرب من تل ابيب "اذا انهارت سوريا غدا فسوف نحتاج إلى اتخاذ اجراء لمنع النهب الاستراتيجي للاسلحة المتطورة."
وقال ايشيل "يجب ان نكون مستعدين لأي سيناريو للتصرف خلال ساعات."
وأشار قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى احتمال ان يتطور الصراع إلى حرب على ثلاث جبهات في وقت واحد مما يتطلب من القوات الجوية الإسرائيلية استخدام "المدى الكامل لقدراتها".
وهاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية سوريا ثلاث مرات على الاقل هذا العام لتدمير ما قالت مصادر مخابرات انها صواريخ متطورة مضادة للطائرات وصواريخ ارض-ارض كانت في طريقها إلى حزب الله. كما تخشى إسرائيل أن يفقد الاسد السيطرة على مخزوناته من الاسلحة الكيماوية.
ولم يرد الاسد الذي يواجه تمردا من المعارضة المسلحة منذ اكثر من عامين على الضربات الجوية الإسرائيلية. لكن توجد اشارات على ان صبره قد ينفد مثل فتح القوات السورية النار على دورية إسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة يوم الثلاثاء.
وتخشى إسرائيل أن يضيق فارق تفوقها العسكري على سوريا اذا حصل الاسد على وسائل روسية متقدمة للدفاع الجوي والساحلي.
وقال ايشيل إن افضل انظمة الدفاع الجوي الروسية -اس300 - "في طريقها" إلى سوريا لكنه لم يوضح مصدر تلك المعلومات.
ويشير ذلك إلى ان دعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لروسيا بوقف صفقة بيع هذا النظام الدفاعي إلى روسيا ذهبت ادراج الرياح.
وقال ايشيل "التفوق الجوي حيوي وعلينا ان نتنافس مع جيل جديد من القدرات (السورية)."
وفي تصريحات منفصلة بشأن سوريا قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون امام المؤتمر "هناك من يحاولون ادخال انظمة سلاح إلى المنطقة كفيلة بالاضرار بتفوقنا الجوي والبحري ... وهذا يجب ان يمنع بطريقة مسؤولة ومدروسة."
وقال يعلون انه على الرغم من المكاسب الاخيرة ضد المعارضة السورية التي حققتها قوات الاسد وقوات حزب الله فان سلطة دمشق تتراجع.
واضاف "الاسد يفقد سوريا. هناك شعور بأنه يمضي قدما بسبب الدعم الروسي لكن القصة لم تنته- من الممكن ان تنتهي فجأة او تستمر لسنوات كحرب اهلية دامية."
وقلل يعلون من امكانية شن اي طرف في سوريا الحرب على اسرائيل "لأنهم يدركون الثمن الباهظ الذي سيدفعونه."
لكن ايشيل قال لرويترز على هامش المؤتمر ان على الاسرائيليين ايضا الا يتوقعوا انتصارا سهلا.
وقال في اشارة إلى الهجمات الصاروخية المحتملة على اسرائيل من جانب سوريا وحزب الله وايران "الناس ينتظرون ضربة قاضية وبأن تكون الامور كالجراحة المعقمة لكنها لن تكون كذلك. ستتعرض الجبهة الداخلية للضرب بصرف النظر عن مدى دفاعنا عنها" مشيرا الى هجمات صاروخية محتملة على إسرائيل من سوريا وحزب الله وايران.

- المصادر / رويترز + أنباء موسكو + وكالات:

مواضيع مرتبطة
اسماعيل هنية يدعو مصر لالغاء اتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع اسرائيل(نص الاتفاقية)
( القوّة الناعمة ) .. تخنق مسلّحي القــصير
دمشق تطالب الجامعة العربية بالاعتذار وسليمان يحذر من الفتنة ولقاء مرتقب بين لافرورف وكيري
الإخوان المسلمون في مصر - واجهة ديمقراطية وهياكل مبنية على الولاء؟
حسن نصر الله يعد بتحقيق النصر : معارك عنيفة في بلدة القصير بسوريا والجيش يقتحم مطارها العسكري واشتباكات لبنان مستمرة ( فيديو وخارطة
اسرائيل تستعد لمهاجمة سوريا وكيري يحذر الاسد والمعارضة تقول انها استولت على قاعدة عسكرية وقتلت 40 جنديا في ادلب ( تقرير )
وزارة النقل : ممارسات تعسفية .. تعيينات غير قانونية وفساد مالي وإداري ممنهج ( الحلقة الثالثة .. وثائق )
صفقة اميركية – روسية لتسوية غير ناضجة حول سوريا
مؤسسات المجتمع المدني : هل استطاعت أن تعزز ثقافة الحوار والتسامح والسلام في المجتمع ..!!؟
تحليل: لماذا لم يمت تنظيم القاعدة بعد؟
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية